عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-02-2020, 04:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,975
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ابن جُبارة المقدسيّ (648 - 728ه‍) وكتابه (المفيد في شرح القصيد)

ابن جُبارة المقدسيّ

(648 - 728ه‍)

وكتابه (المفيد في شرح القصيد)


خيرالله الشريف



7- مؤلفاته:

أ- في علوم القرآن:

1- «المفيد في شرح القصيد».



2- «الفتوحات المكية والقدسية في شرح الشاطبية»:

نعت الذهبي هذا الكتاب بالجودة[31]، وهو الشرح الثاني للشاطبية الذي ألفه ابن جُبارة بعد كتابه «المفيد»، يؤخذ هذا من قول ابن جُبارة في مقدمة «الفتوحات» - الورقة 1/ ب:

(وسميته «المفيد في شرح القصيد»، ثم أضفت إليه «الفتوحات المكية والقدسية في شرح الشاطبية»).



ويتضح من خلال المقارنة بين مخطوطي الكتابين أن الكتاب الثاني «الفتوحات» يوافق الأول - أي كتاب «المفيد» - في عبارته كثيرًا مع الحذف، والإضافات الكبيرة، والصياغة الجديدة.



ذُكر الكتاب في أغلب المصادر دون تصريح بعنوانه السالف، وانفرد القَسْطلاني فذكره بعنوانه الصريح مع السند الذي أدى إليه الكتاب[32].



وصفت مصادر ترجمة المؤلف هذا الشرح بالكبير المطول المشهور، فحدد ابن الوردي حجمه في أربعة مجلدات[33]، ولا تدع نسخة الكتاب الخطية الوحيدة التي بين يدي مجالاً للشك في هذا الحجم[34].



أما شهرة الكتاب المشار إليها فتعود إلى أمرين:

1- شَبَه عنوان الكتاب بعنوان كتاب ابن عربي «الفتوحات المكية»، وهو الكتاب المشهور الذي أثار ضجة كبرى، ولا غرو في اختيار ابن جُبارة هذا العنوان لكتابه، وهو الرجل المتصوف الزاهد الذي أخذ التصوف وعلم القراءات عن شيخه حسن الراشدي.



2- ما تضمنه الكتاب من شرح يمكن تسميته (الشرح الإشاري)[35]، وهو ما توحي به الألفاظ من معانٍ خفية، وما ترمز إليه من دلالات غير ظاهرة، واحتمالات بعيدة.



وهذا النوع من الشرح هو الذي أدى بأصحاب مصادر ترجمة المؤلف إلى نقد الكتاب ومؤلفه، فبدأ الذهبي – وهو المؤرِّخ المُنْصِف - فوصف الشرح الكبير لشيخه ابن جُبارة بقوله: (حشاه بالاحتمالات البعيدة، وأودع فيه الدُّرّة وأُذُن الجرَّة)[36]، ثم وصف شيخه بعد قليل بقوله:

(ذهنه جيد من حيث الفهم، لا من حيث التحقيق ... فمن أغرب شيء حدثني به ابن النابُلُسي وأعجبِه عن ابن جُبارة أنه قال في قول الشاطبي [البيت رقم (254) من «الشاطبية»]:

وفي الهمز أنحاءٌ وعند نحاتِه ** يضيءُ سناه كلما اسودّ أَلْيَلاَ



يحتمـل قول الناظم في هذا البيت ست مئة ألف احتمال، وثمانون ألف احتمال.



فانظر إلى هذا الهوَس المفرِط!



فلو كتبت هذه الاحتمالات التي لا وجود لعشر معشارها لجاءت في ثلاث مئة ألف سطر وزيادة، وذلك يجيء في ألف كراسة، فتجلد في أربعين مجلدًا!



ثم نقلتُ من خط ابن جُبارة بيت الشاطبي في وريقة، وما نصه:

هذا البيت يحتمل خمس مئة وجه وأزيد من ذلك، إلى غير نهاية من الوجوه، وقد نظرت فيه، وتأملته، فوجدته كذلك كما أخبرتك به، وما أظن أحدًا يهتدي إلى ذلك إلا من هداه الله تعالى ونوّر بصيرته. انتهى.



قلت: نعم، هدانا الله وبصّرنا، فإن الهمز موجود في كلام الله، وكلام الله تعالى لا يتناهى: ï´؟ قُلْ لَوْ كَانَ البحرُ مِدادًا لِكَلِمَات رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ ï´¾ [الكهف109]، فدعْ يا أيها الشخص عنك الدعاوى، والْزَمِ الورع)[37].



أما الصفدي فوصفه بالبراعة في النحو والقراءات مع اتهامه بالتخبيط[38]، وقال فيه: (عنده من الفضائل جَمْل وتفاريق، إلا أنه كان يتجازف، وينتقل بعد سعادة علمه لأجل ذاك ويتحارف)[39].



هذا وقد خلا شرح البيت (254) من «الشاطبية» في النسخة المخطوطة للكتاب تمامًا من النصَّين اللذين نقلهما الذهبي آنفًا، ويمكن عزو ذلك إلى كونهما مأخوذين من كتب أخرى للمؤلف، أَنْبَهُها كتاب «الهمز» الذي أشار ابن الجزري إلى أن ابن جُبارة قد أفرده بالتأليف[40]، كما أفرد «بيت خالصة» بالتأليف[41]، أو أن هذه النسخة التي بين أيدينا من كتاب «الفتوحات» هي نسخة معدّلة عن الكتاب أملاها المؤلف بأَخَرَة بعد أن تغيّرت حاله، وآل إلى الاعتدال في أقواله ومؤلفاته، كما قال الصفدي: (ولم يزل على حاله إلى أن كُسِر ابنُ جُبارة، وبَطَلَتْ منه تلك الرموز والإشارة)[42].



3- «شرح عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد»:

و «العقيلة» هي رائية الشاطبي المشهورة في رسم القرآن، وصف ابن الجزري[43] هذا الشرح لابن جُبارة بأنه أحسن من شرحه المتقدم ذكره للامية، وأن كليهما حسن مفيد، وقد ذكر هذا الشرح الذهبي في «معجم شيوخه» ص75، و«طبقات القراء» 2/ 1272، و«معرفة القراء الكبار» 2/ 746، والصفدي في «الوافي بالوفَيات» 8/ 26، و«أعيان العصر» 1/ 343، وابن رجب في «الذيل على طبقات الحنابلة» 4/ 319، والفاسي في «ذيل التقييد» 1/ 389، والمقريزي في «المقفّى الكبير» 1/ 608، وابن مفلح في «المقصِد الأرشد» 1/ 177، والسيوطي في «بغية الوعاة» 1/ 364، والعُلَيمي في «المنهج الأحمد»5/ 24، و«الأُنس الجليل»2/ 381، والداوودي في «طبقات المفسرين»1/ 81، وابن القاضي في «درة الحِجَال» 1/ 151، وابن العماد في «شذرات الذهب» 8/ 152، والبغدادي في «هدية العارفين» 1/ 107، وابن شطّي في «مختصر طبقات الحنابلة» ص 66، والزركلي في «الأعلام» 1/ 214، وكحالة في «معجم المؤلفين» 1/ 277.



وللكتاب نسختان خطيتان، أولاهما اطلعت عليها في مكتبة الأسد بدمشق برقم (306)، والثانية ذُكرت في فهرس مخطوطات الأسكوريال[44] بمدريد برقم (1407).



4- «شرح نونية السخاوي في التجويد»:

ذكره الصفدي في «الوافي بالوفَيات» 8/ 26، و«أعيان العصر» 1/ 343، وابن حجر في «الدرر الكامنة» 1/ 276، وكحالة في «معجم المؤلفين» 1/ 277.



5- «الهمز»:

ذكره ابن الجزري في «النشر في القراءات العشر» 1/ 421 - باب الوقف على الهمز، عندما عد ابن جُبارة ممن أفرد الهمز بالتأليف.



6- «أشياء في القراءات»:

ذكرها ابن رجب في «الذيل على طبقات الحنابلة» 4/ 319، والعُلَيمي في «المنهج الأحمد» 5/ 24، و«الأُنْس الجليل» 2/ 381، والداوودي في «طبقات المفسرين» 1/ 81، وابن العماد في «شذرات الذهب» 8/ 152، وابن شطّي في «مختصر طبقات الحنابلة» ص66، كلهم دون بيان.



7- «تعاليق»:

ذكرها الصفدي في «الوافي بالوفَيات» 8/ 26 بهذا اللفظ دون بيان.



8- «بيت خالصة»:

ذكر المصنف في كتابه «الفتوحات المكية» الورقة 45/ أ أنه أفرد بيت الشاطبية رقم (684) بتأليف مستقل، وهو قوله:

وخالصةٌ أصلٌ ولا يعلمون قل ** لشعبةَ في الثاني ويُفْتَح شَمْلَلا

ب- في تفسير القرآن:

9- «فتح القدير في التفسير»:

ذكره ابن رجب في «الذيل على طبقات الحنابلة» 4/ 319، وابن مفلح في «المقصِد الأرشد» 1/ 177، والعُلَيمي في «المنهج الأحمد» 5/ 24، و«الأُنس الجليل» 2/ 381، وابن العماد في «شذرات الذهب» 8/ 152، والداوودي في «طبقات المفسرين» 1/ 81، وحاجي خليفة في «كشف الظنون» 2/ 1233، والبغدادي في «هدية العارفين» 1/ 107، وابن شطّي في «مختصر طبقات الحنابلة» ص 66، والزركلي في «الأعلام» 1/ 214، وكحالة في «معجم المؤلفين» 1/ 277، ونويهض في «معجم المفسرين» 1/ 68.



10- «مختصر الكشاف عن حقائق التن‍زيل للزمخشري»:

ذكـره الزركلي في «الأعـلام»، واطلعت عليه مخطوطًا في مكتبة الأسد برقم (502)، وهو الجزء الأول من الكتاب، ينتهي في أثناء سورة الأنعام.



ج- في النحو:

11- «شرح ألفية ابن معطٍ»:

ذكره ابن رجب في «الذيل على طبقات الحنابلة» 4/ 319، والعُلَيمي في «المنهج الأحمد» 5/ 24، و«الأُنس الجليل» 2/ 381، والداوودي في «طبقات المفسرين» 1/ 81، وابن العماد في «شذرات الذهب» 8/ 152، وابن شطّي في «مختصر طبقات الحنـابلة» ص 66، والزركـلي في «الأعـلام» 1/ 214، وكحالة في «معجم المؤلفين» 1/ 277.



ومن شعر ابن جُبارة قطعتان انتهتا إلينا في بعض المصادر، هما قوله[45]:

ترك السلام عليهم تسليم ** فاذهب وأنت من الملام سليم
لا تخد عنك زخارف من ودّهم ** فلئن سألتهم بدا المكتوم
ما للفقير مع الغنيّ مودَّة ** أنّي تصاحب واجد وعديم




وقوله[46]:

خلت الزوايا من خباياها كما ** خلت القلوب من المعارف والتّقى
وتنكر الوادي فما غزلانه ** تلك الظباء ولا النّقا ذاك النّقا


8- وفاته:

توفي ابن جُبارة في القدس الشريف فجأة[47]، سحر يوم الأحد رابع رجب سنة (728ه‍/ 1327م) وله ثمانون سنة، ودفن من يومه بمقبرة (ما ملاّ) ظاهر القدس من جهة الغرب، وصلي عليه بجامع دمشق صلاة الغائب في السادس عشر من رجب.



9- مصادر ترجمته مسلسلة تاريخيًّا:

1- «المقتفي لتاريخ أبي شامة» للبِرْزالي، أو: «تاريخ البِرْزالي»[48].

2- «طبقات القراء» للذهبي 3/ 1272 - 1274.

3- «معجم شيوخ الذهبي» ص75.

4- «معرفة القراء الكبار» للذهبي 2/ 746.

5- «تتمة: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء» لابن الوردي، 2/ 275.

6- «أعيان العصر وأعوان النصر» للصفدي 1/ 342 – 344.

7- «الوافي بالوفَيات» للصفدي 8/ 25 – 26.

8- «البداية والنهاية» لابن كثير 14/ 142.

9- «تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه» لابن حبيب 2/ 182 – 183.

10- «الذيل على طبقات الحنابلة» لابن رجب 4/ 319 – 320.

11- «ذيل التقييد في رواة السنن والمسانيد» للفاسي 1/ 389.

12- «غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجَزَري 1/ 122.

13- «المقفّى الكبير» للمقريزي 1/ 608.

14- «طبقات النحاة واللغويين» لابن قاضي شُهبة: الورقة 200- 201 من مخطوط الظاهرية.

15- «الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة» لابن حَجَر 1/ 276.

16- «المقصِد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد» لابن مُفلِح 1/ 177.

17- «بُغية الوعاة» للسيوطي 1/ 363 – 364.

18- «الفتح المواهبي في ترجمة الإمام الشاطبي» للقَسْطلاني ص 92.

19- «الأُنس الجليل بتاريخ القدس والخليل» للعُلَيمي 2/ 381.

20- «المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد» للعُلَيمي 5/ 23 – 24.

21- «طبقات المفسرين» للداوودي 1/ 80-81.

22- «دُرّة الحِجَال في أسماء الرجال» لابن القاضي 1/ 151-152.

23- «شذَرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد 8/ 151-152.

24- «كَشْف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» لحاجي خليفة 1/ 459، 648، 1159 – 2/ 1233.

25- «روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات» للخُوانساري 1/ 323.

26- «هدية العارفين» للبغدادي 1/ 107.

27- «مختصر طبقات الحنابلة» لابن شطّي ص 66-67.

28- «الأعلام» للزركلي 1/ 222.

29- «معجم المؤلفين» لكحالة 1/ 277.

30- «معجم المفسرين» لعادل نُوَيهض 1/ 68.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.95%)]