البابية والبهائية والقاديانية
محمد حسن نور الدين إسماعيل
18 - لا يؤمنون بالملائكة والجن.
19 - لا يؤمنون بالحياة البرزخية بعد الموت، بل يقولون: إنها المدة بين محمد والباب والشيرازي.
20- يحرمون الجهاد والحرب تحريمًا قطعيًّا ومطلقًا، وهذا أحد أسرار عَلاقتهم بالقوى الاستعمارية.
21- يبيحون المتعة الحرام بالنساء، والزنا بالإكراه له عقوبة مالية فقط.
22 - لا يعتقدون بالانتماء للوطن تحت دعوى وحدة الأوطان.
23 - يتبعون التقية في عقيدتهم، فيظهرون خلاف ما يبطنون، ولقد بين الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله تعالى - ذلك، وقال: إن شعارهم (احفظ مذهبك وذهبك وذهابك).
24 - ألغوا العقوبات جميعًا ما عدا الدية.
25 - الزكاة 19% من رأس المال تدفع مرة واحدة.
26 - لا يعتقدون بالنجاسة؛ لأن من اعتقد بالبهائية فقد طهر.
27 - الوضوء فقط للوجه واليدين بماء الورد، وإن لم يوجد فيقولون: باسم الله الأطهر خمس مرات.
28 - الزواج لواحدة أو اثنتين على الأكثر، مع إباحة زواج الشاذين، كما يحرم زواج الأرامل إلا بعد دفع دية معينة، والأرمل يتزوج بعد 90 يومًا، والأرملة بعد 95 يومًا، وجعلوا المهر تسعة عشر مثقالاً[7].
نماذج من كلام البهائية:
♦ كان المشركون أنفسهم يرون أن يوم القيامة خمسون ألف سنة، فانقضت في ساعة واحدة؛ (كتاب البديع ص 113).
♦ كتب عليكم تجديد الأثاث في كل تسعة عشر عامًا؛ (كتاب الأقدس ص 41).
♦ أحل للرجل لبس الحرير، لقد رفع الله حكم التحديد في اللباس واللحى؛ (كتاب الأقدس ص 41).
رأي علماء المسلمين في البهائية:
البهائية دين مستقل، وليست فرقة كما يُروِّج البعض، وقد حكمت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925م أن الدين البهائي دين مستقل عن الدين الإسلامي، وأفتى علماء السنة والشيعة بكفرهم وبطلان عقائدهم، فعلماء السنة أمثال د. يوسف القرضاوي، والشيخ محمد متولي الشعراوي، ومشيخة الأزهر الشريف، وعلماء السعودية والعراق واليمن وفلسطين، وقرَّروا أن البهائيين كفرة، لا يزوجون ولا يتزوج منهم، ولا يحل أكل ذبيحتهم، ولا تدفن موتاهم في مقابر المسلمين.
نص فتوى دار الإفتاء بالأزهر الشريف:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالبهائية فرقةٌ مرتدَّة عن الإسلام، لا يجوز الإيمان بها، ولا الاشتراك فيها، ولا السماح لها بإنشاء جمعيات أو مؤسسات؛ لأنها تقوم على عقيدة الحلول وتشريع غير ما أنزل الله، وادعاء النبوة، بل الألوهية، وهذا ما أفتى به مجمع البحوث الإسلامية في عهد الشيخ جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله تعالى، وأقره المجمع الحالي.
يقول الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق - رحمه الله تعالى -:
و(البابية) و(البهائية) فكرٌ خليط من فلسفات وأديان متعدِّدة، ليس فيها جديد تحتاجه الأمة الإسلامية لإصلاح شأنها وجمع شملها، بل واضح أنها تعمل لخدمة الصِّهْيَوْنِيَّة والاستعمار، فهي سليلة أفكار ونِحَل ابتُلِيت بها الأمة الإسلامية حربًا على الإسلام وباسم الدين[8].
ومن معاول الهدم والدسِّ المتعمَّد على الإسلام: الغزو الفكري بشتى وسائله وأساليبه وشُبَهه، الذي يغذيه (الاستعمار)، و(الصِّهْيَونِية)، و(الصليبية)، ومن مخططاتهم: إبعاد الشريعة الإسلامية عن الحكم، وإخراج المرأة من بيتها بدعوى المعاصرة، وتنمية الفكر المتمرد على القيم والدين واللغة بدعوى (الحداثة)، بينما هو فكر علماني ماسوني في معظم ملامحه وتوجيهاته وخصائصه.
ومن معاول الهدم التي فرَّقت الأمة المسلمة:
(الماسونية) وهي معول هدم للأديان، كما جاء في مؤتمر بلغراد الماسوني سنة 1911م حينما قالوا:
(يجب ألا ننسى بأننا - نحن الماسونيين - أعداء الأديان، وعلينا ألا نألو جهدنا في القضاء على مظاهرها).
وقد أصدر المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي بمكة بيانًا بحكم الماسونية والانتماء إليها؛ حيث حذَّر من مخططاتها وأهدافها الماكرة، باعتبارها من المنظمات التي تُخطِّط لهدم الإسلام والمسلمين، وقال: إن الانتماء إلى مذهبها كفر بالله عز وجل، والواقع أنها منظمة يهودية سرية إرهابية غامضة، مُحكَمة التنظيم، كما تقول الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة.
ومن أخطر الدعوات الهدَّامة في هذا العصر: (الشيوعية) بما تشتمل عليه من فكر اشتراكي يقوم على مبدأ (أن لا إله، والحياة مادة)، وهذا هو شعارها منذ البداية، وهي نتاج فكر صِهْيَوني ملحد، جاء به (ماركس) اليهودي، وقد عُرِف الشيوعيون بجرائمهم في آسيا الصغرى، وضمهم الكثير من الجمهوريات الإسلامية وإرغامها على نبذ العقيدة الإسلامية.
ومن معاول الهدم الداخلي:
الأشخاص الذين يتظاهرون بالإسلام، ويخفون في عقولهم وأفكارهم مبادئ العلمانية[9] والوجودية[10]، أو (القومية) وهي التي حمل لها لواءَ الدعوة إليها النصارى، بهدف إحلال القومية العربية محل الرابطة الإسلامية، ويظهر ذلك جليًّا في الأحزاب القومية والعلمانية مما دعا إليه نصارى العرب في وقت مبكر، ومن ذلك (الإباحية)؛ حيث تتلمذ بعض الشباب على مدارسها، وتأثروا بها متشبعين بأفكار (سارتر) و(فرويد) و(داروين)، وغيرهم من طواغيت هذا العصر الذين يعارضون نظرة الإسلام للكون والإنسان والحياة، وقد ضل بسببهم الشباب وخدع بمناهجهم التربوية والنقلية؛ حيث تنكَّر لدينه ولغته وقِيَمه الموروثة.
ومن معاول الهدم (التنصير) و(التكفير) الذي تتبناه (الصليبية)، وما يكتبه (المستشرقون) ويبثونه لزعزعة ثقة المسلمين في عقيدتهم وحضارتهم، وليشككوهم في إنسانية الإسلام وسماحة مبادئه، وليستميلوا المسلمين الضعفاء إلى النصرانية بشتى الوسائل والأساليب والإغراءات[11].
فرق الضلال والشرك:
ويدخل في معاول الهدم (غلاة الصوفية)، وأصحاب الطرق الذين خرجوا عن نطاق العبادة التي خُلقوا من أجلها، إلى مبادئ اعتقادية وسلوكيات ليس لها في حقيقة الإسلام رصيد، ومن هؤلاء مَن ينتسب إلى الصلاح، وهو من أهل الفساد في الأرض بما يدعو إليه وبما يمارسه من كفر وزندقة وادعاء معرفة الغيب، أو ادعاء بمقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم حيًّا؛ حيث عم البلاء بهذه الفئات التي باضت الشرك وفرخت الكفر، وأصبح التبرُّك والتوجه إليهم والتماس النفع والضر منهم، من الأمور العادية عند بعض الجهلة من المسلمين، ومنهم أصحاب وحدة الوجود، وأصحاب الحلول، والقبوريون الذين اختلفت طرقهم، واتَّحدت أساليبهم في شركهم ودعوتهم غير الله، وهم منتشرون في كثير من البلاد الإسلامية[12].
قال تعالى: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ... ï´¾ [الأنعام: 159].
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى - في هذه الآية:
(إن هذه الآية عامة في كلِّ مَن فارق دين الله، وكان مخالفًا له، فإن الله بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمَن اختلف فيه (كانوا شيعًا)؛ أي: فرقًا كأهل المِلل والنِّحل والأهواء والضلالات، فإن الله تعالى برأ رسوله صلى الله عليه وسلم مما هم فيه).
فوائد من الآيات الكريمات في هذا النداء الكريم:
1- جعل الله التأليف بين القلوب نعمةً من النعم التي أنعم بها على عباده، كما قال تعالى: ï´؟ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ... ï´¾ [الأنفال: 63]، ولا بد من أن تتآلف القلوب على طاعة الله تعالى من باب الولاء والبراء، من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان))[13].
2- أهمية الأخوَّة في الله والأخوة الإيمانية، قال صلى الله عليه وسلم: ((أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله عز وجل))[14].
3- أن التفرق والاختلاف والتنازع كالوقوع في النار والهلاك، فجاء لفظ ï´؟ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ï´¾؛ لعظم تلك الفتنة.
4- آيات الله لعباده نعمةٌ من نعمه، وهي مواصلة إنزال القرآن والأحكام بالتشريع والشرائع والآداب والمواعظ والعبر؛ ليتم لهم سعادتهم في الدنيا والآخرة.
[1] القاديانية: حركة نشأت سنة 1900م، بقيادة ميرزا غلام أحمد القادياني، بتخطيط من الاستعمار.
[2] أصول المنهج الإسلامي - العبيد ص104.
[3] البهائية - الشيخ طلعت زهران.
[4] سفسط: غالط وأتى بحجة مضللة، والسفسطات: جمع السفسطة، وهي نوع من الاستدلال يقوم على الخداع والمغالطة، والسُّفسطائية: فرقة يونانية قديمة، عارضها سقراط، وكشف عن مغالطتها، واحدها سفسطائي.
[5] البهائية - الشيخ طلعت زهران.
[6] البهائية - الشيخ طلعت زهران.
[7] البهائية - الشيخ طلعت زهران.
[8] البهائية - الشيخ طلعت زهران.
[9] العلمانية ترجمتها: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على غير الدين، وتعني في جانبها السياسي بالذات: اللادينية في الحكم، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم أو المذهب العلمي؛ (انظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة).
[10] الوجودية: تيار فلسفي يعلي من قيمة الإنسان، ويؤكد على تفرده، وأنه صاحب فكر مستقل.
[11] أصول المنهج الإسلامي - العبيد ص102، 103.
[12] أصول المنهج الإسلامي - العبيد ص102، 103.
[13] رواه أبو داود - رحمه الله تعالى - عن أبي أمامة رضي الله عنه، ص. ج للألباني رقم 5965.
[14] رواه الطبراني - رحمه الله تعالى - عن ابن عباس رضي الله عنهما، ص.ج للألباني رقم 2539.