عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-02-2020, 08:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي أهم الأسباب الداعية إلى كلام الأقران بعضهم في بعض

أهم الأسباب الداعية إلى كلام الأقران بعضهم في بعض
إيهاب عبد الجليل عباس



أهم الأسباب الداعية إلى كلام الأقران بعضهم في بعض:
أولا ً: الحسد والغيرة والمنافسة: الحسد هو أن تكره النعمة التي أنعم الله بها على غيرك وتحب زوالها عنه وهو على أربعة مراتب:
المرتبة الأولى: أن تحب زوال النعمة عن أخيك وإن لم تصل إليك، وهذا غاية الخبث.
الثانية: أن تحب زوال النعمة عن أخيك لتحصل أنت عليها.
الثالثة: أن تحب أن تحصل على النعمة التي حصل أخوك عليها فإن عجزت عن الحصول عليها أحببت زوالها عنه لئلا يظهر التفاوت بينكما.
الرابعة: أن تحب الحصول على مثل هذه النعمة فإن عجزت عن الحصول عليها فلا تحب أن تزول عنه، وهذه تسمى غِبطة، وقد تُسمَّى منافسة.
والمراتب الثلاثة الأولى مذمومة، والرابعة معفوٌ عنها إن كانت المنافسة في أمرٍ من أمور الدنيا، ومندوبٌ إليها إن كانت المنافسة في أمرٍ من أمور الدين. الثاني: العداوة والبغضاء: ربما يختلف القرينان في المذهب أو في فروع الاعتقاد أو في غير ذلك فتنشأ عن ذلك عداوة بينهما، وكل واحدٍ منهما يظن صاحبه مخطئاً فيقول فيه، والعداوة إذا وقعت بين اثنين مؤمنين متفقين في المذهب والاعتقاد لم يُقبل كلام أحدهما في الآخر فكيف إذا كانت العداوة بسبب العقائد التي كان من جرّاء الاختلاف فيها: هتك المحارم وارتكاب العظائم وسفك الدماء؟ نسأل الله السلامة.
الثالث: الغضب وسوء الرأي: الغضب جمرةٌ من النار وضعت في قلب ابن آدم، فإذا ثارت أحرقت ضياء العقل، وإذا اشتعلت أفسدت حكمة القلب ونوره، فإن تمادت بصاحبها أورثت حقداً وحسداً. الرابع: الجهل بقدر العلماء: وذلك بسبب عدم اللقاء بهم، أو المجالسة لهم، أو المذاكرة معهم، والحكم على الشيء هو فرع عن تصوره، ونقد الراوي يجب أن يُبنى على معرفته، أو نقل كلام الثقات المصنفين الذين يعرفونه.
الخامس: طبيعة البشر وأن أحداً لم يسلم من الطعن فيه: لأن لكل إنسان أحباباً وأعداءً، وموافقين ومخالفين، ومحبين ومبغضين، وقد جُبِل الإنسان على الكلام في أعدائه ومخالفيه ومبغضيه إلا من رحم الله - وقلَّما يسلم من ذلك أحد.
السادس: التأويل واختلاف الاجتهاد: جرت طبيعة البشر أنهم يختلفون في النظر والحكم على بعض الأشياء فهذا يحبها وهذا يبغضها، وهذا يقبلها وهذا يرفضها، فقد يدخل بعض العلماء على السلطان ويرى ذلك سائغاً له لنصحه وإرشاده، ولرفع بعض الظلم عن المظلومين، أو لحماية ماله وثروته، أو لغير ذلك من الأسباب التي يراها الداخل على السلطان سائغة بينما يرى البعض ذلك قادحاً فيه، ويتكلم فيه لذلك. وقد يأخذ بعض العلماء أجراً على التحديث، ويرى ذلك جائزاً له لأنه يستغرق وقته، وليس عنده ما ينفق منه على أهله، ولم يثبت عنده تحريم هذا الأجر بينما يرى غيره عدم جواز ذلك ويقدح فيه من أجل ذلك. سابعاً: الخلافات العقائدية: خلق الله البشر بطباعٍ مختلفة، وفهومٍ متفاوتة، ولذلك اختلفوا في التعامل مع النص الشرعي، فمنهم من يحمله على الحقيقة، ومنهم من يحمله على المجاز، ومنهم من يقول إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ومنهم من يعكس، ومنهم من يقبل الراوي ويصحح أحاديثه ويحتج بها، ومنهم من يضعفه ويوهن أحاديثه ولا يحتج بها، ومنهم من يفسر اللفظة بمعنىً، ويفسرها غيره بمعنى آخر، ومنهم من يقف عند ظاهر النص لا يتعداه، ومنهم من يهتم بمقصد النص لا بظاهر ألفاظه، إلى غير ذلك من الأسباب المنطقية المقبولة والتي أدت إلى وقوع الخلاف في الفروع العقائدية كمسألة تفضيل أبي بكر على علي كما هو مذهب أهل السنة، أو تفضيل علىّ عليه كما هو مذهب الشيعة، وكمسألة خلق القرآن أو قدمه، وكالقول بخلق أفعال العباد أو عدمه، وكمسألة رؤية الله في الآخرة أو عدمها، وكعقيدة النصب، والتشيع، والإرجاء، والاعتزال، والقدرية، والجهمية... الخ.
ثامناً: التعصب وعدم الإنصاف: قال الله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) فهذه الآية تمثل منهجاً دقيقاً يشمل جميع صور القسط والعدل مع القريب والبعيد، وينهى عن جميع صور الجور والظلم مع كلِّ أحد، فالظلم محرمٌ بكل حال، فلا يحل لأحدٍ أن يظلم أحداً، ولو كان كافراً.
تاسعاً: سوء الظن والأخذ بالتوهم والقرائن التي تتخلف: ذكر الشيخ ابن دقيق العيد أن الآفة تدخل على علماء الجرح والتعديل من خمسة أبواب وذكر منها: عدم الورع، والأخذ بالتوهم، والقرائن التي تتخلف. قال: فإن من فعل ذلك دخل تحت قوله - صلى الله عليه وسلم -: (( إياك والظن، فإن الظن أكذب الحديث )).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]