الموضوع: أحكام التلبية
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-02-2020, 05:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحكام التلبية

أحكام التلبية 1

د.عبود بن علي بن درع

وفي هذا المعنى من مظاهر الإيمان " أنها تتضمن التزام دوام العبودية ولهذا قيل هي من الإقامة أي أنا مقيم على طاعتك"[12] .
3 وأما المعنى الثالث للبيك فهو القصد والاتجاه أي قصدي واتجاهي إليك" قال الخليل: " هو من قولهم دار فلان تَلُبُّ داري أي تحاذيها أي أنا مواجهك بما تحب إجابة لك والباء للتنية"[13] .
قال النووي : " واختلفوا في معنى لبيك واشتقاقها فيل معناها: اتجاهي وقصدي إليك مأخوذ من قولهم داري تلب دارك أي : تواجهها "[14] .
4 والمعنى الرابع للبيك هو الانقياد أي انقدت لك انقياد الملبب بردائه ففيه معنى الخضوع والذل فهو " انقياد من قولهم : لببت الرجل إذا إذا قبضت على تلابيبه ومنه لببته بردائه والمعنى انقدت لك وسعت نفسي لك خاضعة ذليلة كما يفعل بمن لُبب بردائه "[15] .
والتلبية هي إجابة دعوة الله تعالى لخلقه حين دعاهم إلى حج بيته على لسان خليله إبراهيم عليه السلام والملبي هو المستسلم المنقاد لغيره كما ينقاد الذي لبب وأخذ بلته والمعنى : إنا مجيبوك لدعوتك مستسلمون لحكمتك مطيعون لأمرك مرة بعد مرة لانزال على ذلك"[16]
5 أما المعنى الخامس للبيك فهو من المحبة و" معناه حباً لك بعد حب من قولهم امرأة لبة إذا كانت محبة لولدها"[17] .ومن مظاهر الإيمان في هذا المعنى أنه " لا يقال لبيك إلا لمن تحبه وتعظمه ولهذا قيل في معناها أنا مواجه لك بما تحب وأنا من قولهم امرأة لبة أي محبة لولدها"[18] .
6 والمعنى السادس للبيك : " اللب وأنه مأخوذ من لبَّ الشيء وهو خالصه ومنه لب الطعام ولب الرجل عقله وقلبه ومعناه : أخصلت لي وقلبي لك وجعلت لك لبي وخالصتي [19] .
وفي هذا المعنى من مظاهر الإيمان " أنها تتضمن الإخلاص ولهذا قيل أنها من اللب وهو الخالص" [20] .فالحاج حينما يردد هذه الكلمات فهو يلحظ هذا المعنى فهو يقول : قد أجبتك مخلصاً لك لبي وقلبي وجعلت لك لبي وخالصتي .
7 وأما المعنى السابع للبيك فهو من الرخاء والسعة فهو " من قولهم " فلان رخي اللب وفي لب رخي أي في حال واسعة منشرح الصدر ومعناه أني منشرح الصدر متسع القلب لقبول دعوتك وإجابتها متوجه إليك بلب رخي بوجد المحب إلى محبوبه لا بكره ولا تكلف "[21] .
8 والمعنى الثامن : للبيك مأخوذ من الاقتراب فهو : " من الإلباب وهو الاقتراب أي اقتراباً إليك كما يتقرب المحب من محبوبه"[22] . لأن قولك لبيك إنما يريدون قرباً ودنواً على معنى إلباب بعد إلباب أي : قرب بعد قرب فجعلوا بدله لبيك ويقال: ألب الرجل بمكان كذا وكذا أي: أقام، وكان الوجه أن تقول لبيتك لأنهم شبهوا ذلك باللب فإذا اجتمع في الكلمة حرفان غيروا الحرف الأخير كما قال الله جل وعز { وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }[23] . والأصل دسها فقالوا : لبيك قربت وأقمت ، وإذا قالوا : أنا لب فإنما يريدون قريب منك مرة واحدة وإذا قالوا لبيك أرادوا أنا قريب منك أنا قريب منك مرتين قال الشاعر:
دعوت لما نابني مسوراً فلبى فلبى يدي مسور[24]
وفي هذا المعنى من مظاهر الإيمان " أنها تتضمن التقرب من الله ولهذا قيل : إنها من الإلباب وهو التقرب "[25] وأيضاً " تتضمن الإقرار بسمع الرب تعالى إذ يستحيل أن يقول الرجل : لبيك لمن لا يسمع دعاءه"[26] .
قال ابن تيمية رحمه الله : والأجود في اشتقاقها : أن جماع هذه المادة : هو العطف على الشيء والإقبال إليه ، والتوجه نحوه ؛ ومنه اللبلاب ، وهو نبت يلتوي على الشجر ، واللبلبة: الرقة على الولد ، ولبلبت الشاة على ولدها : إذا لحسته ، واشبلت عليه حين تضعه ، ومنه لب بالمكان ، وألب به : إذا لزمه ؛ لإقباله عليه ، ورجل لب ولبب ؛ أي : لازم الأمر ، ويقال : رجل لب طب؛ قال "[27] .
لباباً لإعجاز المطي لاحقا
قال :
فقلت لها"[28] قيئي إليك فإنني حرام وإني بعد ذاك لبيب
وامرأة لبة ، قال أبو عبيد"[29] أي: قريبة من الناس لطيفة ، ومنه اللبة ؛ وهي المنحر ، واللب؛ وهو موضع القلادة من الصدر من كل شيء، وهو ما يشد أيضاً على صدر الناقة أو الدابة ، يمنع الرجل من الاستخار ، سمي مقدم الحيوان : لبباً ولبة ؛ لأنه أول ما يقبل به ويتوجه ، ثم قيل: لببت الرجل تلبيباً : إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ، ثم جررته ؛ لأن انقياده واستجابته تكون بهذا الفعل ، وقد تلبب: إذا انقاد .
وسمي العقل لباً ؛ لأنه الذي يعلم الحق فيتبعه ، فلا يكون للرجل لب حتى يستجيب للحق ويتبعه ، وإلا فلو عرفه وعصاه ، لم يكن ذا لب ، وصاحبه لبيب .
ويقال : بنات ألبب: روق في القلب ، تكون منها الرقة .
وقيل لأعرابية "[30] . تُعاقب ابناً لها : مالك لا تدعين عليه ؟! قالت: تأبى له ذلك بنات ألببي وقد قيل في قول[31] .الكميت :
إليكم ذوي آل النبي تطلعت نوازع من قلب ظماءً وألـبُبُ
إنه من هذا ، وقيل: إنه جمع لب، وإنما فك الإدغام للضرورة ، فالداعي إلى الشيء يطلب استجابة المدعو وانقياده ، وإقباله إليه ، وتوجهه نحوه ، فيقول : لبيك ؛ أي: قد أقبلت إليك ، وتوجهت نحوك ، وانقدت لك ، فأما مجرد الإقامة ، فليست محفوظة [32] .
والمستحب : كسر إنَّ ؛ نص عليه[33] ويجوز فتحها ، فإذا فتح كان المعنى : لبيك ؛ لأن الحمد لك ، أو بأن الحمد لك ، وعلى هذا فيبنغي أن توصل أن بالتلبية التي قبلها ؛ لأنها متعلقة بها تعلق المفعول بفاعله، وتكون التلبية فيها خصوص ؛ أي : لبيناك بالحمد لك ، أو بسبب أن الحمد لك ، أو لأن الحمد لك ، وأما الحمد ، فلا خصوص فيه ، كما توهمه [34] بعض أصحابنا .
وأما إذا كسر ، فإنها تكون جملة مبتدأة ، وإن كانت تتضمن معنى التعليل ، فتكون التلبية مطلقة عام ، والحمد مطلق ؛ كما في قوله : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، وفي قوله : ] يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ [ [35] .
المطلب الثاني : فضل التلبية :
التلبية : من ميراث الأنبياء ، وهي إجابة لدعوة إبراهيم لما أمر بالحج إلى بيت الله الحرام كما قال تعالى ] وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [ [ الحج : 27] .فلما لبى عليه السلام خفضت الجبال له رؤوسها ، ورُفعت له القرى ؛ فعن ابن عباس قال لأبي الطفيل " هل تدري كيف كانت التلبية ؟ قال: قلت: وكيف كانت ؟ قال: " إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج، خفضت له الجبال رؤوسها ، ورفعت له القرى ، فأذن في الناس بالحج " [36] ، قال ابن المنير " وفي مشروعية التلبية تنبيه على إكرام الله تعالى لعباده بأن وفودهم على بيته إنما كان باستدعاء منه سبحانه وتعالى " [37] ذلك أن " التلبية هي إجابة دعوة الله تعالى لخلقه حين دعاهم إلى حج بيته على لسان خليله إبراهيم عليه السلام والملبي : هو المستسلم المنقاد لغيره كما ينقاد الذي لبب وأخذ بلبته والمعنى: إنا مجيبوك لدعوتك مستسلمون لحكمتك مطيعون لأمرك مرة بعد مرة لانزال على ذلك "[38] قال الله تعالى { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ *لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [ [39] قال الشافعي : " فسمعت بعض من أرضى من أهل العلم يذكر:أن الله تبارك وتعالى لما أمر بهذا إبراهيم عليه السلام وقف على المقام فصاح صيحة : عباد الله أجيبوا داعي الله فاستجاب له حتى من في أصلاب الرجال وأرحام النساء فمن حج البيت بعد دعوته فهو ممن أجاب دعوته ووافاه من وافاه يقولون لبيك داعي ربنا لبيك وقال الله عز وجل { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} الآية فكان ذلك دلالة كتاب الله عز وجل فينا وفي الأمم على أن الناس مندوبون إلى إتيان البيت بإحرام" [40] قال ابن كثير : " وقوله { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} أي ناد في الناس بالحج داعياً لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه فذكر أنه قال: يارب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم فقال ناد وعلينا البلاغ فقام على مقامه وقيل على الحجر وقيل على الصفا وقيل على أبي قبيس وقال: يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض وأسمع من في الأرحام والأصلاب وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك هذا مضمون ما ورد عن بن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير وغير واحد من السلف والله أعلم[41] .
وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: يقف المسلمون بين هذه الأجبل ، قال : فيلبي المؤمن فيقول : " لبيك اللهم لبيك قال : فيقول الله عز وجل: " لبيك وسعديك استجبت دعوتك وقبلت نفقتك وغفرت لك ذنبك فاستأنف العمل يا مؤمن"[42] .
قال مجاهد :كان إبراهيم أول من لبى[43] .
وعن ابن عباس قال: قام إبراهيم خليل الله على الحِجْر ، فنادى : يا أيها الناس كُتب عليكم الحج ، فأسمع من آمن ممن سبق في علم الله أن يحج إلى يوم القيامة :لبيك اللهم لبيك [44]
وبنحوه روي عن مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير وعطاء وغير واحد من السلف [45] .
وروي عن علي مرفوعاً ـ قال : " لما نادى إبراهيم عليه السلام بالحج لبى الخلق ، فمن لبى تلبية واحدة حج حجة ، ومن لبى مرتين حج حجتين ، ومن زاد فبحساب ذلك "[46]
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن تلبية موسى ، ويونس عليهما السلام فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي الأزرق فقال: " أي وادٍ هذا ؟" قالوا: هذا وادي الأزرق . قال: كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطاً من الثنية وله جؤار [47] إلى الله بالتلبية " . ثم أتى على ثنية هرشى [48] فقال : " أي ثنية هذه؟ " قالوا : ثنية هرشى قال: " كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة[49] ، عليه جبة من صوف ، خطان ناقته جُلْبة[50]، وهو يلبي[51] .
ولم يزل الناس يلبون بالتوحيد حتى دخل الشيطان عليهم بالشرك ؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: " كان الناس بعد إسماعيل على الإسلام ، فكان الشيطان يحدث الناس بالشيء يريد أن يردهم عن الإسلام حتى أدخل عليهم في التلبية : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك . قال : فمازال حتى أخرجهم عن الإسلام إلى الشرك"[52].
وكان من تلبيتهم في الجاهلية [53]
لبيك تعظيماً إليك عذراً هذي زبيد قد أتتك قسرا
تعدو بها مضمرات شزرا يقطعون خبتاً وجبالاً وعرا
ولم يزالوا على شركهم في التلبية حتى أدركهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم كذلك؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:ثم كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك. قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "قد قد"[54] فيقولون : إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك . يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت[55] . ولما حج النبي صلى الله عليه وسلم أهل بالناس بالتوحيد[56].
ولبيان فضل التلبية أُفصِّل ذلك في المسائل التالية :
المسألة الأولى تعظيم الله للتلبية:
من مظاهر تعظيم الله للتلبية أن الله جعل التلبية مفتاح الحج وأول شيء يقوله العبد ، فجعل التلبية كالتكبير في الصلاة ، قال ابن تيمية :
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ـ قالت ـ كان رسول الله يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين [57] ولم يتلفظ قبل التكبير بنية ولا غيرها ، ولا علم ذلك أحداً من المسلمين ، ولو كان ذلك مستحسناً لفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولعظمه المسلمون ، وكذلك في الحج إنما كان يستفتح الإحرام بالتلبية وشرع للمسلمين أن يلبوا في أول الحج وقال لضباعة بنت الزبير حجي واشترطي فقولي لبيك اللهم لبيك ومحلي حيث حبستني [58]؛ فأمرها أن تشترط بعد التلبية ، ولم يشرع لأحد أن يقول قبل التلبية شيئاً لا يقول : اللهم إني أريد العمرة والحج ، ولا الحج والعمرة ولا يقول : فيسره لي وتقبله مني ولا يقول : نويتهما جميعاً ولا يقول : أحرمت لله ذلك من العبادات كلها ولا يقول قبل التلبية شيئاً بل جعل التلبية في الحج كالتكبير في الصلاة ، وكان هو وأصحابه يقولون : فلان أهل بالحج أو أهل بهما جميعاً " [59].
* ومن مظاهر تعظيم الله للتلبية أن الله أمر برفع الصوت بها فعن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "جاءني جبريل فقال يا محمد مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها شعار الحج"[60] .
*ومن مظاهر تعظيم الله للتلبية أن الله جعلها شعار الانتقال من حال إلى حال ، ومن منسك إلى منسك ؛ كما جعل التكبير في الصلاة سبعاً للانتقال من ركن إلى ركن ، ولهذا كانت السنة أن يلبي حتى يشرع في الطواف فيقطع التلبية ، ثم إذا سار لبى حتى يقف بعرفة فيقطعها ، ثم يلبي حتى يقف بمزدلفة فيقطعها ، ثم يلبي حتى يرمي جمرة العقبة فيقطعها ؛ فالتلبية شعار الحج والتنقل في أعمال المناسك ؛ فالحاج كلما انتقل من ركن إلى ركن قال: لبيك اللهم لبيك ، كما أن المصلي يقول في انتقاله من ركن إلى ركن : الله أكبر فإذا حل من نسكه قطعها كما يكون سلام المصلي قاطعاً لتكبيره"[61] .
*ومن مظاهر تعظيم الله للتلبية أن الله أمر الأشجار والأحجار أن تلبي مع المسلم ، فعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يلبي إلا لبى عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وهاهنا "[62] .
*ومن مظاهر تعظيم الله للتلبية أن من مات محرماً بعثه الله يوم القيامة ملبياً ، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلاً كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فرفصته ناقته وهو محرم فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اغسلوه بماءٍ وسدر وكفنوه في ثوبه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً"[63].
فقوله: ملبياً نصب على الحال أي حال كونه قائلاً لبيك ، والمعنى أنه يحشر يوم القيامة على هيئته التي مات عليها ليكون ذلك علامة لحجه كالشهيد يأتي وأوداجه تشخب دماً "[64] .
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]