عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-01-2020, 01:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,955
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهجية إثبات الأهلة في ظل المتغيرات المعاصرة

منهجية إثبات الأهلة في ظل المتغيرات المعاصرة (1)؛
أ.د. محمد جبر الألفي






المطلب الثاني: أثر الحدود السياسية فـي اختلاف المطالع
لم يفكر أحد من فقهاء المذاهب الذين اعتبروا اختلاف المطالع في رؤية الهلال، في أن للحدود السياسية أو للاختلافات المذهبية أو الطائفية أثراً – قل أو كثر – في هذه المسألة، وإنما كان الأساس في بناء رأيهم هو حديث كُريب الذي رأى الهلال في دمشق ليلة الجمعة بينما رآه أهل المدينة ليلة السبت، ومعلوم أن الوحدة السياسية كانت تجمع بين الشام والحجاز.
واجتهد العلماء – بعد ذلك – في وضع ضابط يحدد الزمان أو المكان الذي يدخل في مجال الرؤية أو يخرج عنها، فرأى بعضهم أنه يعتبر بحسب مطالع الشمس والقمر، ورأى بعض آخر اعتبار القرب والبعد بحسب الأقاليم الجغرافية – وليس الحدود السياسية – ورأى غيرهم اعتبار مسافة القصر بين الإقليمين (وهذه المسافة مختلف في تقديرها). هذا الضابط الاجتهادي بني على ما كان متاحاً لدى الفقهاء من معرفة وتقدير، فإذا تطورت هذه المعرفة بتطور الأسباب والأجهزة والوسائل، فلا يوجد ما يمنع من تغير الاجتهاد، ووضع ضابط يخضع لثوابت العلم والمعرفة، وقديماً قال الفقهاءلا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان)[32].
نقول هذا بمناسبة ما نراه في العالم الإسلامي المعاصر من تشرذم وتناحر وتباعد عن تعاليم الإسلام، وما اعترى المسلمين – أفراداً وحكومات وفرقاً – من قلة الوازع الديني لديهم، وتحكم الأغراض الدنيوية والسياسية في سلوكهم وأهدافهم، وانعكس ذلك على قرارات الهيئات المخولة بإثبات رؤية الهلال، فتصدر الفتوى بلزوم العمل برؤية هذه الدولة الصديقة، وعدم اعتبار الرؤية في دولة غير صديقة، حتى ولو كانت جميع الضوابط التي وضعها الفقهاء وقررها العلم تجمع هذه الدول على رؤية واحدة، من غير اعتبار للحق ولا تحر للصواب، والله الهادي إلى سواء الصراط[33].
المطلب الثالث: السنن الكونية فـي الشهور القمرية
يقول الله تعالى:{يسألونك عن الأهلة، قل: هي مواقيت للناس والحج}[34]، (يعني: في صومهم وإفطارهم، وآجالهم في تصرفاتهم، ومنافع كثيرة لهم)[35].
ويقول تعالى:{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حرم}[36]، ولم يختلف الناس في أن الأشهر الحرم معتبرة بالأهلة[37]، مصداق ذلك: ما ورد في الصحيحين عن أبي بكرة، أن النبي r قال:"إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان"[38].
هل هناك سنن كونية في توالي الشهور القمرية كاملة أو ناقصة ؟
المعروف المشاهد للناس أن الشهر القمري يكون تسعة وعشرين يوماً أو ثلاثين يوماً، وفي هذا يروي ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي r قال:"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا – وعقد الإبهام في الثالثة – والشهر هكذا وهكذا وهكذا – يعني تمام الثلاثين"[39]. وتفسير ذلك – علمياً – أن السنة القمرية هي المدة التي يكمل القمر فيها دورته في منازله كل سنة اثنتا عشرة مرة، وقدرها (354) يوماً وبعض يوم، خمس أو سدس [40]. ومدة الشهر – عند الفلكيين – مقدرة بمقدار واحد، هو (29 يوماً) و(12 ساعة) و(44 دقيقة)، لان الشهر يبتدئ عندهم حين لحظة مفارقة القمر وضع الاقتران، أي وقوع القمر بين الأرض والشمس تماماً على خط مستقيم، وهو ما يسمى بالمحاق، وفي هذه الحالة لا يرى القمر [41]. أما عند الفقهاء فلا يبتدئ الشهر إلا برؤية الهلال بعد الغروب في أول مفارقته وضع الاقتران، وهذا محل إجماع أهل العلم[42]. وينبني على ذلك: أن الشهر يبتدئ – عند الفلكيين – بتقدير خروجه، وليس بخروجه فعلاً، سواء تم الاقتران أو الانفصال ليلاً أو نهاراً. أما في الفقه: فالمعتبر الرؤية بعد الغروب، بحيث لو رئي نهاراً – بعد الزوال – فهو لليلة المقبلة، ولو رئي نهاراً – قبل الزوال – فالجمهور على عدم الاعتداد بذلك، ويكون لليلة المقبلة[43]. وهذا ما يفرق بين ميلاد الهلال وإمكانية رؤيته.
المبحث الثاني: أحـكام رؤيـة الهـلال
يتناول هذا المبحث الحديث عن الأحكام الشرعية المتعلقة برؤية الهلال، ونجملها في أربعة مطالب:
المطلب الأول: هل يجب على المسلمين ترائي الهلال في كل بلدة ؟
المطلب الثاني: رؤية الواحد ... ورؤية المرأة.
المطلب الثالث: كيفية ترائي الهلال.
المطلب الرابع: ترائي الهلال في المملكة العربية السعودية واعتماده على الأسس العلمية.

المطلب الأول: هل يجب الترائي فـي كل بلدة
روى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي r قالأحصوا هلال شعبان لرمضان)[44]. وعن عائشة رضي الله عنها قالتكان r يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم برؤية رمضان، فإن غم عليه عد ثلاثين يوماً ثم صام)[45].
من ذلك ينبغي للناس في كل بلد – وخاصة من كان عدلاً ورزقه الله بصراً ثاقباً يرى به ما لا يراه غيره – التماس الهلال وتحريه في مظانه زماناً ومكاناً وصفة، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتراءون هلال رمضان وهلال شوال، ويقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في ذلكتراءى الناس الهلال، فأخبرت النبي r أني رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه)[46]. واستمر الأمر هكذا في الأعصار وفي الأقطار وتناوله العلماء في كتبهم.
ففي المذهب الحنفي:
يقول الزيلعيوينبغي للناس أن يلتمسوا الهلال في اليوم التاسع والعشرين من شعبان)[47].
وفي المذهب المالكي:
يقول الدسوقيوعلى عدل رأى الهلال أو مرجو رفع رؤيته للحاكم)[48].
وفي المذهب الشافعي:
يقول الرمليوثبوت رؤيته – أي هلال رمضان – يحصل بعدل، وإن كانت السماء مصحية)[49].
وفي المذهب الحنبلي:
يقول ابن قدامةيستحب للناس ترائي الهلال ليلة الثلاثين من شعبان، وتطلبه ليحتاطوا بذلك لصيامهم ويسلموا من الاختلاف)[50].
ومن تتبع عبارات الفقهاء يمكن القول إن جمهور الفقهاء من الحنفية[51] والمالكية[52] والشافعية[53] يرون أن التماس الأهلة واجب كفائي على المسلمين، ويتأكد الوجوب على الإمام أو نائبه أن يقيم من يثق به ليبحث عن الأهلة – سيما رمضان وشوال وذا الحجة [54] حتى إن بعضهم اعتبر ذلك فرض عين[55]. أما الحنابلة فقد انفردوا بالقول إن ترائي الهلال مستحب[56]. والراجح ما ذهب إليه جمهور الفقهاء مراعاة لقاعدة الاحتياط، فصوم رمضان واجب، وهو ركن من أركان الإسلام، وقد علق على رؤية الهلال، فينبغي التماس هلاله، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والله أعلم.

المطلب الثاني: رؤية الواحد ورؤية المرأة
يرجع اختلاف وجهات النظر الفقهية فيما يتعلق بنصاب الرؤية إلى أمرين: حالة السماء من صحو أو غيم في ليلة الرؤية. والتكييف الفقهي لواقعة الرؤية، هل هي شهادة أو رواية أو خبر شبيه بالشهادة والرواية.
أولاً: المذهب الحنفي:
إذا كانت السماء صحوا فلابد من رؤية الجم الغفير[57] لإثبات هلال رمضان، لأنه يبعد أن يلتمس الناس الهلال، وأبصارهم صحيحة، ولا يوجد مانع من الرؤية، فلا يراه إلا واحد أو اثنان[58]. أما إذا كان في السماء علة – كغيم – فقد اتفقوا على ثبوت رؤيته بشهادة مسلم واحد عدل عاقل بالغ، رجلاً كان أو امرأة، لأنه أمر ديني فأشبه رواية الأخبار[59].
ثانياً: المذهب المالكي:
يكفي شهادة عدلين في تحقيق ثبوت هلال رمضان ووجوب صومه، لا فرق بين أن تكون السماء صحوا أو غائمة[60]، وإلى هذا الرأي ذهب بعض الحنفية[61]، وبعض الشافعية[62].
ثالثاً ورابعاً – الشافعية[63] والحنابلة[64]:
يثبت هلال رمضان ويجب صيامه على الناس برؤية واحد عدل، سواء كانت السماء صحوا أو بها علة من غيم أو غبار أو مطر ؛ لأن المتعلق بهلال رمضان محض حق الله – وهو الصوم – فيكفي أن يخبر بدخول وقته واحد عدل، كالإخبار عن دخول وقت الصلاة[65].
ويعد هذا العرض الموجز لأقوال الفقهاء من مختلف المذاهب نقول: إن المشهور من مذهب الحنفية قبول شهادة الواحد بالرؤية إذا كانت السماء غائمة، والمشهور عند المالكية عدم قبولها، وعند الشافعية والحنابلة تقبل شهادة الواحد العدل برؤية هلال رمضان.
أما شهادة المرأة برؤية هلال رمضان فقد انقسم الرأي بشأنها إلى قولين:
(1) ذهب الحنفية[66] والحنابلة[67] والشافعية – في أحد الوجهين –[68] إلى أن خبر المرأة مقبول في ثبوت هلال رمضان ؛ لأنه خبر ديني مثل رواية الأحاديث وجهة القبلة ودخول وقت الصلاة، ولذلك يلزم الصوم على من سمع هذا الخبر.
(2) وذهب المالكية[69] والشافعية – في الوجه الثاني –[70] إلى عدم قبول خبر المرأة في ثبوت هلال رمضان ؛ لأن طريقه طريق الشهادة.

المطلب الثالث: كيفية ترائي الهلال
تكلم عدد من الفقهاء الذين لهم دراية بعلم الفلك والهيئة عن الرؤية المعتبرة شرعاً، فقال القرافي: إنها رؤية الهلال خارجاً عن شعاع الشمس[71]. وقال ابن رشد: إن المعني بها هو الرؤية أول ظهور القمر بعد السواد[72]. وفي العذب الزلاِّلمن المعلوم أن الرؤية المعتبرة في تحديد بدء الصوم وانتهائه هي الرؤية البصرية الواقعة عشية بعد اجتماع القمر بالشمس وخروجه من شعاعها)[73]. وعلى ذلك، يكاد فقهاء المذاهب الأربعة يتفقون على أنه لا اعتبار لرؤية الهلال نهاراً، سواء رئي قبل الزوال أو بعده، لأنه حينئذ يكون لليلة المقبلة[74]، إلا ما حكي عن أبي يوسف وغيره من أن الرؤية قبل الزوال تكون لليلة الماضية ويثبت الشهر بها، وأن الرؤية بعد الزوال تكون لليلة المقبلة[75].
وعلى ذلك ينبغي – في الرؤية الشرعية – مراعاة الأمور الآتية:
(1) يكون التماس هلال رمضان أو شوال عقيب غروب الشمس لليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري ؛ لأنه لا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً، ولا يزيد عن ثلاثين[76].
(2) الغالب في رؤية الهلال أول الشهر أن تكون قبيل شروق الشمس أو بعيد غروبها، لأن أشعة الشمس حينئذ لا تكون من القوة بحيث تحول دون رؤية الهلال الذي لم ينزح بعد عن قرص الشمس إلا قليلاً[77].
(3) المعتمد في الرؤية الشرعية هو الرؤية بالبصر من على سطح الأرض، فلا اعتبار للرؤية من الطائرة لأنها ترتفع مسافات عن الأرض[78]، ولا عبرة بالرؤية عبر الأقمار الصناعية لأنها تتجاوز الغلاف الجوي للأرض[79].
(4) يدخل ضمن الرؤية البصرية النظر من خلال الأجهزة المقربة أو المكبرة ونقل الصور – من خلالها – عبر وسائل المشاهدة من تلفاز وحاسوب وهاتف مرئي وغيرها، وقد نص على ذلك قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم 108 وتاريخ 2/11/1403هـ بشأن إنشاء مراصد يستعان بها عند رؤية الهلال[80].
(5) يكون التماس الرؤية – عشية – باتجاه الغرب، حيث يغرب الهلال إلى الشمال من موضع غروب الشمس إذا كان الميل الاستوائي للقمر أكبر منه للشمس، وإذا كان العكس سيكون موضع غروب الهلال إلى الجنوب من موضع غروب الشمس، وهذا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويراعى عكسه في النصف الجنوبي[81].
(6) أجمع المراقبون لحالة الهلال على إنارة حافته الغربية وميلان جهة التقعر فيه نحو الأعلى عموماً في أول الشهر، أما في آخر الشهر فتكون الحافة الشرقية هي المضاءة وجهة التقعر تميل نحو الأسفل، وهذا – أيضاً – يكون في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويراعى عكسه في النصف الجنوبي[82].

المطلب الرابع: ترائي الهلال في المملكة العربية السعودية
تخضع طريقة العمل بالأهلة في المملكة العربية السعودية لأحكام (لائحة تحرير رؤية هلال أوائل الشهور العربية) التي أصدرتها وزارة العدل، وسوف نعرض فيما يلي أهم هذه الأحكام وبعض تطبيقاتها القضائية:
(1) ترائي الهلال وتحريه حق لجميع المسلمين.
(2) المعتمد في دخول الشهر وخروجه الرؤية الشرعية، حسب ما قرره مجلس هيئة كبار العلماء.
(3) تقوم وزارة العدل بتكوين لجنة أو أكثر في المناطق التي تكون معتادة لرؤية الهلال ومناسبة للرؤية، وتسمى هذه اللجنة (لجنة تحري أو ترائي الهلال)، ويتم تكوينها على النحو الآتي:
أ- رئيس المحكمة أو أحد القضاة فيها. رئيساً
ب- مندوب من المحافظة أو المركز. نائباً للرئيس
جـ- واحد أو أكثر ممن هو معروف بحدة البصر. عضواً
د – مندوب من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أو غيرها ممن تخوله الدولة لذلك، بشرط أن يكون مشاركاً في الاحتساب للرؤية، سواء بالعين المجردة أو بأي وسيلة بصرية. عضواً
(4) تتبع اللجان في مواعيد تحريها وترائيها ما يصدر عن مجلس القضاء الأعلى من إعلانات طلب التحري.
(5) تختار كل لجنة أنسب الأماكن لتحري الرؤية، وفي حالة وجود مراصد فإنه يستعان بها لغرض الرصد، وتؤمن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية – عند الحاجة – مراصد متنقلة ومناظير مكبرة في الأماكن التي لا تتوافر فيها مراصد ثابتة[83].
(6) تقوم الإمارة بإيصال شاهد الرؤية إلى أقرب بلد فيها قاض لإثبات الشهادة.
(7) ترفع المحاكم الشرعية شهادة الشاهد – أو الشهود – إلى مجلس القضاء الأعلى لاعتماده، ثم يرفع بعده إلى المقام السامي.
تطبيقات قضائية:
(1) رؤية هلال رمضان: لديّ أنا قاضي محكمة حوطة سدير حضر أمامي (..) ومعروف لدينا، وشهد بقوله: أشهد بالله العظيم لقد تراءيت هلال شهر رمضان المبارك لعام 1407هـ مساء يوم الاثنين الموافق 29/8/1407هـ، حسب التقويم، ورأيته بعد غروب الشمس مباشرة، واستمرت رؤيتي له مدة أربع دقائق – تقريباً – ثم اختفى عني في سحاب، وحال رؤيتي له قد استنار أسفله ولم أتمكن من رؤية طرفيه لوجود غبار في الأفق وهو على أيسر الشمس للناظر. وقد عدل الشاهد المذكور من قبل (..) و(..) وهما معروفان لدينا.
(2) رؤية هلال شوال: في يوم الجمعة 29/9/1425هـ، حضر لديّ أنا (..) قاضي محكمة حوطة سدير (..) و(..) فشهدا بالله تعالى قائلين: لقد تراءينا الهلال لشهر شوال يوم الجمعة / ليلة السبت الموافق 29/9/1425هـ، ورأيناه بعد غروب الشمس بدقيقة واحدة ومدة الرؤية ثلاث دقائق، يسار الشمس، فتحته للأعلى تميل لليسار. هكذا شهدا، وهما معروفان لدينا، ظاهرهما العدالة.
(3) رؤية هلال ذي الحجة: حضر أمامي (..) وشهد بالله قائلاً: لقد تراءيت القمر صباح يوم الأربعاء الموافق 29/11/1419هـ، فرايته قد خرج قبل الشمس، وكانت رؤيتي له مدة ست وعشرين دقيقة قبل شروق الشمس، ثم تراءيته مساء الأربعاء المذكور وبعد أن غربت الشمس الساعة السادسة وثمان دقائق، رأيته الساعة السادسة وتسع دقائق، ثم استمرت رؤيتي له حتى الساعة السادسة وأربع عشرة دقيقة، وكانت فتحته إلى أعلى ويقع جنوب الشمس، هكذا أشهد. والشاهد ظاهره العدالة ولذا جرى إثبات شهادته.




[1] البخاري ( 946 ، 4119 ) ، ومسلم (1770) ، عن عبدالله بن محمد بن أسماء عن نافع عن ابن عمر.

[2] محمد فتحي الدريني ، الفقه الإسلامي المقارن مع المذاهب ، جامعة دمشق: 1411هـ ، ص 551.

[3] إحسان ميرعلي ، إثبات الأهلة ، رسالة ماجستير ( غير منشورة ) مقدمة إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق: 1414هـ - 1993م ، ص 250 – 251. ولمزيد من التفاصيل: الفلك العام ، هربرت جونز ، جـ1 ص13. ورسالة الهلال للشيخ طنطاوي جوهري ، مطبعة جورجي: 1333هـ. والعذب الزلال في مباحث رؤية الهلال للحاج محمد بن عبدالوهاب الأندلسي ثم الفارسي ثم المراكشي ، بتحقيق عبدالله بن إبراهيم الأنصاري ، دون ناشر ودون تاريخ.

[4] المرداوي ، الأنصاف بتحقيق التركي: 1419هـ - 1998م ، جـ7 ص 335 ( لا خلاف في لزوم الصوم على من رآه ).

[5] سورة البقرة: جزء من الآية 185.

[6] رواه مسلم ، في باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال ، من كتاب الصيام: 2/759.

[7] ابن الهمام ، فتح القدير ، ط 1397هـ 1977م ، جـ2/243.

[8] ابن عابدين ، حاشية رد المحتار: 2/393.

[9] المرداوي ، الإنصاف: 7/335 – 336.

[10] ابن قدامة ، المغني بتحقيق التركي والحلو: 1417هـ - 1997م ، جـ4 ص 328.

[11] الباجي ، المنتقى شرح الموطأ ، ط. دار الكتاب الإسلامي: 2/37.

[12] العراقي ، طرح التثريب ، ط. دار الفكر العربي: 4/116.

[13]سورة البقرة: جزء من الآية 185.

[14] الطبري ، جامع البيان: 2/146.

[15] البخاري مع الفتح: 4/119. ومسلم بشرح النووي: 7/193.

[16] البهوتي ، كشاف القناع: 2/303.

[17] ابن حجر ، فتح الباري: 4/123.

[18] ابن قدامة ، المغني: 4/329.

[19]الدريني ، الفقه الإسلامي المقارن ، ص 572.

[20] ابن جزي ، القوانين الفقهية ، ص 89.

[21] الحطاب ، مواهب الجليل: 3/284.

[22] النووي ، المجموع: 6/280 – 281.

[23] المرداوي ، الإنصاف: 7/335 – 336.

[24] الزيلعي ، تبيين الحقائق: 1/321. وفي شرح فتح القدير مثل ذلك: 2/213.

[25] ابن عبدالبر ، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ، ط. الفاروق الحديثة: 1422هـ: 7/159 – 160. ومثل ذلك في المنتقى: 2/37.

[26] صحيح مسلم ، كتاب الصيام (ح 1087). ومسلم بشرح النووي ، (7/197) ، باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم الهلال.

[27] القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن: 2/295.

[28] البخاري مع الفتح: 4/119 – 120. مسلم بشرح النووي: 7/189 – 194.

[29] الشوكاني ، نيل الأوطار: 4/195.

[30] ابن قدامة ، المغني: 4/328.

[31] أحمد الفريح ، أحكام الأهلة والآثار المترتبة عليها ، غير منشور ، الرياض: 1426هـ، ص 179 – 180 ، نقلاً عن رسالة الهلال لطنطاوي جوهري ، ص 38 – 40.
32- الزيلعي ، تبيين الحقائق: 5/125. القرافي ، الفروق: 1/176 ، ابن حجر ، فتح الباري: 4/321. ابن القيم ، إعلام الموقعين: 3/1. وانظر المادة (39) من مجلة الأحكام العدلية وشروحها.

[32]

[33]عبدالله بن حميد ، تبيان الأدلة في إثبات الأهلة ، دار البخاري ، ص 50 – 51

[34] سورة البقرة: من الآية 189.

[35] ابن العربي ، أحكام القرآن ، ط. دار الفكر: 1/140.

[36] سورة التوبة: من الآية 36.

[37] ابن قدامة ، المغني: 8/84.

[38] البخاري ، حديث 3025 . ومسلم ، حديث 1679.

[39] البخاري ، حديث 1814 . ومسلم ، حديث 1080.

[40] ابن تيمية ، رؤية الهلال والحساب الفلكي ، دار طيبة ، ص 50 – 51.

[41] أحمد الفريح ، المرجع السابق ، ص 40 والمراجع التي ذكرها.

[42] بكر أبو زيد ، حكم إثبات أول الشهر القمري وتوحيد الرؤية ، مجلة مجمع الفقه الإسلامي ، العدد 3 ، الجزء 2 ، ص 837.

[43] المرجع السابق ، ص 838.

[44] الترمذي ، السنن ، إحياء التراث / بيروت: 3/71 ، قال الترمذي: حديث أبي هريرة لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية ، والصحيح ما روي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقدموا شهر رمضان بيوم أو يومين ). وأخرجه الدار قطني في سننه: كتاب الصيام: 2/162.

[45] أخرجه الإمام أحمد في المسند: 6/149 . والحاكم في المستدرك: 1/585 ، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين

[46] أبو داود ، السنن: 2/302.

[47] الزيلعي ، نصب الراية: 2/531. وانظر: العناية: 2/313 ، وشرح فتح القدير: 2/313.

[48] حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير: 1/511.

[49] الرملي ، نهاية المحتاج: 2/151.

[50] ابن قدامة ، المغني: 4/325.

[51] الموصلي ، الاختيار لتعليل المختار: 1/128.

[52] محمد بن عبدالوهاب ، العذب الزلال في مباحث رؤية الهلال ، نقلاً عن كبار فقهاء المالكية ، ص 258 – 548.

[53] ابن حجر الهيتمي ، الفتاوى الكبرى: 2/61.

[54] المرجع نفسه.

[55] العذب الزلال ، ص 258.

[56] ابن قدامة ، المغني: 4/325.

[57] المراد من الجم الغفير: عدد يقع العلم بخبرهم ويحكم العقل بعدم تواطئهم على الكذب: عند أبي يوسف خمسون رجلاً كعدد القسامة ، وعند محمد يفوض العدد إلى رأي الإمام ، رسائل ابن عابدين: 1/234.

[58] الجصاص ، أحكام القرآن: 1/280.

[59]الجصاص ، الموضع نفسه. ابن عابدين ، حاشية: 2/387. ابن نجيم ، البحر الرائق: 2/268. ابن الهمام ، فتح القدير: 2/324.

[60] الحطاب ، مواهب الجليل: 2/381. القرافي ، الفروق: 2/92. ابن جزي ، القوانين الفقهية: ص 123.

[61] ابن عابدين ، رسائل: 1/236.

[62] النووي ، المجموع: 6/275.

[63] النووي ، المجموع: 6/275 و 282. الرملي ، نهاية المحتاج: 3/151. الشربيني ، مغني المحتاج: 1/420.

[64] البهوتي ، كشاف القناع: 2/302. المرداوي ، الإنصاف: 3/274.

[65] الرملي ، نهاية المحتاج: 3/151 "وثبوت رؤيته يحصل بعدل ، وإن كانت السماء مصحية". شمس الدين ابن قدامة ، الشرح الكبير على متن المقنع تحقيق التركي (1419هـ): 7/338 "المشهور عن أحمد أنه يقبل في هلال رمضان قول عدل واحد ، ويلزم الناس الصوم بقوله".

[66] المرغيناني ، الهداية: 2/323 "وإذا كان بالسماء علة ، قبل الإمام شهادة الواحد العدل في رؤية الهلال ، رجلاً كان أو امرأة ، حراً كان أو عبداً ، لأنه خبر ديني ، فأشبه رواية الأخبار".

[67] البهوتي ، كشاف القناع: 2/304 "يقبل فيه المرأة والعدل ، كسائر الأخبار".

[68] النووي ، المجموع: 6/275 "فهل يقبل من العبد والمرأة ؟ فيه وجهان ، أحدهما: يقبل ... والثاني: لا يقبل ، وهو الصحيح".

[69] الخرشي على خليل: 2/234 "فلا يصام برؤية عدل ، ولا عدل وامرأة ، ولا عدل وامرأتين".

[70] ينظر ما نقل عن النووي في حاشية (68).

[71] القرافي ، الفروق: 2/178.

[72] ابن رشد ، بداية المجتهد: 1/207.

[73] العذب الزلال في مباحث رؤية الهلال ، ص7.

[74] الكاساني ، بدائع الصنائع: 2/82. ابن عبدالبر ، التمهيد: 7/177. النووي ، المجموع: 6/279 – 280. المقنع والشرح الكبير والإنصاف ، تحقيق التركي: 7/334 – 335.

[75] الرازي الجصاص ، أحكام القرآن: 1/285. ابن قدامة ، الشرح الكبير مع المقنع والإنصاف: 7/334 – 335.

[76] انظر فيما سبق الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم: حاشية رقم (39) ، وما سبق أن أوردناه من أن دورة القمر بالنسبة إلى الشمس – من محاق إلى مثله – تساوي في المتوسط 52059 و 29 يوماً.

[77] إحسان ميرعلي ، إثبات الأهلة ، مرجع سابق ، ص 165.

[78] أحمد الفريح ، المرجع المتقدم ، ص 82 – 85.

[79] المرجع نفسه ، ص 86 – 88 ، وفي ص 87/ 88 نص فتوى الشيخ محمد العثيمين في هذه المسألة.

[80] ومما جاء في هذا القرار:
ïپ· إذا رئي الهلال بالعين المجردة فالعمل بهذه الرؤية وإن لم ير بالمرصد.
ïپ· إذا رئي الهلال بالمرصد رؤية حقيقية بواسطة المنظار تعين العمل بهذه الرؤية ولو لم ير بالعين المجردة.
ïپ· يطلب من المراصد ، من قبل الجهة المختصة عن إثبات الهلال ، تحري رؤية الهلال في ليلة مظنته ، بغض النظر عن احتمال وجود الهلال بالحساب من عدمه.

[81] إحسان ميرعلي ، إثبات الأهلة ، ص 192.

[82] المرجع المتقدم ، الموضع نفسه.

[83] تم اختيار عدة مواقع بهدف رصد الأهلة نذكر منها:


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 49.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.27%)]