أحاديث وآثار الشرب قائما
الشيخ أحمد الزومان
4: البيهقي في شعب الإيمان (5986) أخبرنا أبو علي الروذباري، وأبو الحسين بن بشران، قالا: ثنا إسماعيل الصفار، ثنا سعدان بن نصر، ثنا أبو بدر، عن زياد بن خيثمة، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها مرسل رواته ثقات عدا عبد الله بن عطاء.
أبو علي الروذباري هو الحسين بن محمد وأبو الحسين بن بشران هو علي بن محمَّد بن عبد الله بن بشران
وأبو بدر هو شجاع بن الوليد. وعبد الله بن عيسى هو حفيد عبد الرحمن بن أبي ليلى.
فالذي يظهر لي ضعف هذه الرواية وهي رواية مضطربة مدارها على عبد الله بن عطاء وهو مدلس ولا يعلم عن الواسطة التي بينه وبين عائشة رضي الله عنها والله أعلم.
الرواية الثالثة: رواية القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: رواه أحمد (24751) حدثنا الهيثم بن جميل، قال: حدثنا محمد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة من الأنصار، وفي البيت قربة معلقة، فاختنثها وشرب وهو قائم» إسناده ضعيف.
الهيثم بن جميل وثقه الإمام أحمد والعجلي وإبراهيم الحربي والدارقطني وقال ابن عدي: ليس بالحافظ يغلط على الثقات، وأرجو أنَّه لا يتعمد الكذب وقال أبو نعيم الأصبهاني: متروك وقال الذهبي: حافظ له مناكير وقال ابن حجر: ثقة من أصحاب الحديث، وكأنَّه ترك فتغير.
ومحمد بن مسلم الطائفي وثقه يعقوب بن سفيان والعجلي وقال الساجي صدوق يهم في الحديث وقال ابن معين إذا حدث من حفظه يخطئ وإذا حدث من كتابه فليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات وقال يخطئ وقال ابن عدي له أحاديث حسان غرائب وهو صالح الحديث لا بأس به ولم أر له حديثاً منكراً وقال الميموني ضعفه أحمد على كل حال من كتاب وغير كتاب.
فتفرد الهيثم بن جميل عن محمد بن مسلم بالحديث يدل على نكارة الحديث. فهذه الرواية لا تصلح للاعتبار والله أعلم.
الرواية الرابعة: رواية عطاء بن أبي رباح: رواه الحارث بن أسامة - المطالب العالية (2427) - حدثنا يحيى بن هاشم ثنا ابن أبي ليلى والطبراني في الأوسط (1213) حدثنا أحمد قال: نا يحيى بن حكيم المقوم قال: نا مخلد بن يزيد الحراني، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، يرويانه عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائماً وقاعداً، ويصلي منتعلاً وحافياً، وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره» إسناده ضعيف.
يحيى بن هاشم السمسار ضعفه شديد كذبه ابن معين وصالح جزرة. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: يضع الحديث ويسرقه. ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فيه ضعف، قال ابن حجر: صدوق سيء الحفظ جداً. وشيخ الطبراني أحمد بن محمد بن الجهم السمري ترجم له الخطيب وغيره ولم أقف على من عدله.
ومخلد بن يزيد الحراني القرشي وثقه يحيى بن معين، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان وذكره ابن حبان في ثقاته وقال أبو حاتم: صدوق وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به، و كان يهم. وبقية رواته ثقات.
فهذه الرواية منكرة والله أعلم. فأصح روايات الحديث رواية مكحول عن مسروق وهي رواية فيها عدة علل منها الانقطاع بين مكحول ومسروق ورواية عبد الله بن عطاء رواية مضطربة ولا تعلم الواسطة التي بينه وبين عائشة رضي الله عنها وروايتا القاسم بن محمد وعطاء منكرتان فحديث عائشة رضي الله عنها لا يرتقي إلى درجة الحسن فيما ظهر لي والله أعلم.
[8] الحديث مداره على عيسى بن عبد الله بن أنيس واختلف عليه فيه فرواه:
1: الترمذي (1891) حدثنا يحيى بن موسى قال: حدثنا عبد الرزاق والطبراني في الأوسط (2306) حدثنا إبراهيم قال: أنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن عيسى بن عبد الله بن أنيس، عن أبيه رضي الله عنه قال: فذكره إسناده ضعيف.
عيسى بن عبد الله ذكره ابن حبان في ثقاته وقال ابن حجر: مقبول.
قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بصحيح وعبد الله بن عمر العمري يضعف من قبل حفظه ولا أدري سمع من عيسى أم لا؟
وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرزاق.
وشيخ الطبراني هو إبراهيم بن محمد بن إسحاق الصنعاني.
2: مسدد - اتحاف الخيرة (3712/ 1 ) - ثنا يحيى، عن عبيد الله، عن عيسى الأنصاري «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا يوم أحد بماء، فأتاه رجل بإداوة من ماء، فقال: اخنث فم الإداوة واشرب » إسناده ضعيف.
فأرسله يحيى القطان ووصله عبد الأعلى بن عبد الأعلى ورواية يحيى القطان مقدمة عليه. ونقل ابن أبي حاتم في علله (2468) عن أبيه تصحيح الروايتين السابقتين.
3: أبو داود (3721) حدثنا نصر بن علي، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن عيسى بن عبد الله، رجل من الأنصار عن أبيه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعا بإداوة يوم أحد فقال: «اخنث فم الإداوة ثم شرب من فيها» رواته ثقات عدا عيسى وفيه علة.
قال المزي تهذيب الكمال في ترجمة عيسى بن عبد الله بن أنيس قال أبو عبيد الآجري: حدثنا أبو داود بحديث عبد الأعلى بن عبد الأعلى... قال أبو داود: وهذا لا يعرف عن عبيد الله بن عمر، والصحيح حديث عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر.
فاختلف على عبيد الله بن عمر عن عيسى بن عبد الله في وصله وإرساله والصحيح الإرسال فهذه الرواية شاذة والله أعلم.
[9] رواه الترمذي في الشمائل (216) حدثنا أحمد بن نصر النيسابوري والطبراني في الكبير (1/ 147) حدثنا علي بن عبد العزيز والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 273) حدثنا ربيع الجيزي، والبزار (1205) حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، صاحب السابري وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (718) حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، نا محمد بن عبد الرحيم، صاحب السابري قالوا: ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا عبيدة بنت نابل، عن عائشة بنت سعد، عن سعد رضي الله عنه فذكره إسناده ضعيف.
قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد رضي الله عنه إلا من هذا الوجه.
فالحديث مداره على إسحاق بن أبي فروة عن عبيدة بنت نابل وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ضعفه شديد قال ابن حبان كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل وكان أحمد بن حنبل ينهى عن حديثه وقال ابن معين: لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: متروك.
وعبيدة بنت نايل ذكرها ابن حبان في ثقاته وقال ابن حجر مقبولة ولم تتابع. فالحديث منكر.
[10] الحديث رواه:
1: أبو المعارك الهجيمي. 2: الصلت بن غالب الهجيمي.
الرواية الأولى: رواية أبي المعارك: واختلف عليه في رفع الحديث ووقفه فرواه:
1: إسحاق بن راهويه (252) أخبرنا جرير، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن أبي المعارك الهجيمي، قال: سألت أبا هريرة رضي الله عنه عن الشرب قائماً قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بخطام العضباء بيدي وهو على ظهرها وقدماي على ذراعيها فدعا بشراب فشرب، ثم ناول فلاناً وفلاناً وهما عن يمينه وتركني بتلك المنزلة» فإن رأيتم أثرة بعدي فلا تنكروا ذلك " إسناده ضعيف.
أبو المعارك الهجيمي لم أقف له على ترجمة واضطرب فيه وبقية رواته ثقات. وجرير هو ابن عبد الحميد.
2: ابن أبي شيبة (8/ 15) حدثنا ابن فضيل، عن أبي سنان، عن أبي المعارك، قال: سألت أبا هريرة رضي الله عنه عن شرب الرجل وهو قائم؟ قال: «لا بأس به» إسناده ضعيف.
محمد بن فضيل توسط فيه ابن حجر فقال: صدوق. وغير ابن فضيل يرويه مرفوعاً فالذي يترجح لي رواية الرفع مع ضعفها والله أعلم.
الرواية الثانية: رواية الصلت بن غالب الهجيمي: واختلف عليه في شيخه فرواه:
1: أحمد (7480) وإسحاق بن راهويه (140) قالا حدثنا عبد الأعلى، عن يونس بن عبيد، عن الصلت بن غالب الهجيمي، عن مسلم: سأل أبا هريرة رضي الله عنه، عن الشرب قائماً، قال: يا ابن أخي، «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عقل راحلته وهي مناخة، وأنا آخذ بخطامها، أو بزمامها، واضعاً رجلي على يدها، فجاء نفر من قريش، فقاموا حوله، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء من لبن، فشرب وهو على راحلته، ثم ناول الذي يليه عن يمينه، فشرب قائماً، حتى شرب القوم » إسناده ضعيف.
الصلت بن غالب الهجيمي ذكره البخاري في الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكره ابن حبان في ثقاته. وشيخه مسلم ذكره البخاري في الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكره ابن حبان في ثقاته فسمى أباه بديل. وبقية رواته ثقات.
2: مسدد - إتحاف الخيرة (3701/ 1) -: ثنا يزيد بن زريع، ثنا يونس بن عبيد، عن الصلت بن غالب الهجيمي، عن رجل من قومه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه لبن وهو على راحلته وهي مناخة، فشرب قاعداً واكتنفه نفر من قريش فناول الذي يليه فشرب قائماً فتناولوه فشربوا قياماً» إسناده ضعيف.
للمبهم ولجهالة الصلت بن غالب والاختلاف عليه في اسم شيخه.
[11] انظر: الرواية الثالثة عشرة.
[12] رواه الطبراني في الأوسط (3432) والعقيلي في الضعفاء (3/ 486) قالا حدثناه الحسن بن محمد بن نصر، حدثنا قرة بن العلاء بن قرة السعدي، حدثنا أبو يونس الخصاف، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فذكره إسناده ضعيف.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا أبو يونس الخصاف، ولا عن أبي يونس إلا قرة بن العلاء، تفرد به الحسن بن محمد النحاس.
وقال العقيلي: أبو يونس مجهول، والحديث غير محفوظ... والرواية في شرب النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم ثابتة من غير هذا الوجه.
والحسن بن محمد بن نصر النحاس وقرة بن العلاء لم أقف على من عدلهما.
[13] رواه أبو داود الطيالسي (1650) حدثنا شريك والدارمي (2120) حدثنا منصور بن سلمة الخزاعي، حدثنا شريك وابن أبي شيبة (8/ 20) وأحمد (11778) قالا حدثنا وكيع، عن سفيان، وابن الجعد (2686) أنا زهير، وأحمد (26574) حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، قال: حدثنا زهير ح (26884) حدثنا أبو كامل، حدثنا زهير ح (26882) حدثنا حجاج، عن ابن جريج، وروح، حدثنا ابن جريج، والترمذي في الشمائل (215) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 274) وشرح مشكل الآثار (2110) حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج وابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 315) أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله بن عمرو يروونه عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن البراء بن زيد ابن ابنة أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "حدثتني أمي رضي الله عنها، «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وفي بيتها قربة معلقة»، قالت: «فشرب من القربة قائماً»، قالت: فعمدت إلى فم القربة فقطعتها " إسناده ضعيف.
الحديث مداره على عبد الكريم الجزري، عن البراء بن زيد عن جده أنس بن مالك رضي الله عنه عن أمه أم سليم رضي الله عنها.
والبراء بن زيد ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن حزم: مجهول وقال ابن حجر مقبول وقال الذهبي ما روى عنه سوى عبد الكريم الجزري فالحديث منكر والله أعلم.
وشريك هو ابن عبد الله النخعي وحجاج هو ابن محمد المصيصي وروح هو ابن عبادة وأبو كامل هو مظفر بن مدرك وسفيان هو الثوري وعبد الله بن عبد الرحمن هو الدارمي المصنف المشهور وشيخه أبو عاصم النبيل هو الضحاك بن مخلد وزهير هو ابن معاوية.
تنبيه: الحديث عند الطحاوي من رواية البراء بن زيد عن أم سلمة رضي الله عنها.
[14] رواه الطبراني في الكبير (3/ 133) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عقبة بن مكرم، ح وحدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان القزاز البصري، ثنا سفيان بن وكيع، قالا: ثنا يونس بن بكير، عن زياد بن المنذر، عن بشر بن غالب، عن حسين بن علي رضي الله عنه قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب وهو قائم» إسناده ضعيف.
في إسناده أبو الجارود زياد بن المنذر ضعفه شديد قال أحمد والنسائي متروك الحديث وقال ابن معين كذاب وقال ابن حبان كان رافضياً يضع الحديث.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 80) والسخاوي في الأجوبة المرضية (1/ 230) فيه زياد بن المنذر وهو متروك.
[15] جا عن عمر رضي الله عنه من وجوه متعددة منها ما رواه:
1: ابن أبي شيبة (8/ 35) حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني شعبة والطبري في تهذيب الآثار - مسند عمر (584) - حدثنا ابن المثنى، حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا شعبة، حدثني عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، قال: كان عمر رضي الله عنه واقفاً بعرفات وعن يمينه سيد أهل اليمن، فأتي بشراب فشرب، ثم ناول سيد أهل اليمن، فقال: إنِّي صائم. فقال: «أقسمت عليك لما شربت وسقيت أصحابك» مرسل رواته ثقات.
حرمي بن عمارة بن أبي حفصة روايته في الصحيحين وقال أحمد والدارمي وأبو حاتم صدوق وذكره ابن حبان في ثقاته ووثقه الذهبي وأبوه وبقية الرواة ثقات. ورواية عكرمة عن عمر رضي الله عنه الظاهر أنَّها مرسلة فوفاة عكرمة سنة 104 هـ تقريباً وعمره ثمانون
سنة ومقتل عمر رضي الله عنه سنة 23 هـ. وأبو أسامة هو حماد بن أسامة وابن المثنى هو محمد.
تنبيه: لفظ ابن أبي شيبة: « أتي عمرُ رضي الله عنه بشراب، وهو بالموقف عشية عرفة، فشرب... »
قال ابن حجر في الفتح (10/ 84) ثبت الشرب قائماً عن عمر رضي الله عنه أخرجه الطبري. ولم أقف على رواية الطبري.
2: قال مالك (2/ 925) إنَّه بلغه أنَّ عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم كانوا «يشربون قياما» معضل.
3: سعيد بن منصور في سننه - الأجوبة المرضية (1/ 231) - من طريق فليح بن سليمان عن أم حفص ابنة أبي المغيرة أنَّ أباها قال: "رأيت بعض ولد عمر بن الخطاب يشربون عنده اللبن قيامًا وعمر رضي الله عنه يرى ذلك فلا ينكره" إسناده ضعيف.
فليح بن سليمان من شيوخ سعيد بن منصور وفيه ضعف قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ.
وأبو المغيرة وابنته لم أقف على من عدلهما قال البخاري في الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: أبو المغيرة رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه روت عنه بنته أم حفص.
تنبيه: في التاريخ الكبير أم جعفر.
[16] رواه مالك (2/ 926) وابن أبي شيبة (8/ 15) حدثنا معتمر، عن معمر يرويانه عن ابن شهاب، أن عائشة أم المؤمنين، وسعد بن أبي وقاص فذكره إسناده صحيح.
معتمر هو ابن سليمان ومعمر هو ابن راشد. وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري.
[17] رواه:
1: مالك (2/ 926) عن أبي جعفر القارئ، أنَّه قال: رأيت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «يشرب قائماً» وإسناده صحيح.
أبو جعفر القارئ المدني، المخزومي ولاء واختلف في اسمه.
2: ابن أبي شيبة (8/ 15) حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن مسلم، ح (8/ 16) حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن المسيب، أنَّهما رأوا ابن عمر رضي الله عنهما «يشرب قائماً» وإسناده صحيح.
عمرو هو ابن دينار ومسلم هو ابن أبي مريم والله أعلم.
3: ابن أبي شيبة (8/ 17) حدثنا محمد بن فضيل، عن الحسن بن الحكم، عن الحر بن صياح، قال: سأل رجل ابن عمر رضي الله عنهما فقال: ما ترى في الشرب قائماً؟ فقال ابن عمر رضي الله عنهما: « إنِّي أشرب وأنا قائم، وآكل وأنا أمشي » إسناده حسن.
الحسن بن الحكم النخعي وثقه ابن معين وأحمد وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن حبان: يخطئ كثيراً، ويهم شديداً، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. ولم ينفرد بأصل الأثر لكن ذكر الأكل لم أقف له على متابع والله أعلم وبقية رواته ثقات.
[18] رواه مالك (2/ 926) عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه رضي الله عنه، فذكره وإسناده صحيح.
[19] رواه مالك (2/ 925) معضلاً.
[20] جاء مرفوعاً وموقوفاً على أنس رضي الله عنه:
أولاً: المرفوع: الحديث مداره على قتادة بن دعامة السدوسي ورواه عنه:
1: شعبة. 2: سعيد بن أبي عروبة. 3: هشام الدستوائي. 4: همام بن يحيى. 5: يزيد بن إبراهيم التستري. 6: مطر الوراق.
1: رواية شعبة بن الحجاج: رواهأحمد (12460) (13531) حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناده صحيح.
قتادة سمع الحديث من أنس رضي الله عنه لقول شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة الاعمش وأبي إسحاق وقتادة. ولسؤال قتادة أنساً رضي الله عنه عن الأكل.
2: رواية سعيد بن أبي عروبة: رواه مسلم (2024) حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الأعلى وأبو يعلى (3195) حدثنا عبيد الله، حدثنا خالد والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 272) حدثنا أحمد بن داود، قال: ثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال: ثنا خالد بن الحارث والترمذي (1879) حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن أبي عديوابن ماجه (3424) حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا بشر بن المفضل يروونه عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناده صحيح.
سعيد بن أبي عروبة ثقة من أعلم الناس بحديث قتادة لكنَّه مختلط لكن رواية عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي وخالد بن الحارث عنه قبل الاختلاط.
قال الترمذي هذا حديث صحيح.
3: رواية هشام الدستوائي: رواهأبو داود الطيالسي (2000)ومسلم (2024) حدثناه قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة [(8/ 18)]، قالا: حدثنا وكيعوأبو داود (3717) حدثنا مسلم بن إبراهيم،يروونه عنهشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إسناده صحيح.
تنبيه: رواية هشام ليس فيها ذكر الأكل.
4: رواية همام بن يحيى: رواه أحمد (12649) حدثنا عبد الواحد ح (12206) حدثنا عفان، ح (13691) حدثنا بهز ومسلم (2024) وأبو يعلى (2867) قالا حدثنا هداب بن خالد والدارمي (2123) أخبرنا مسلم بن إبراهيم يروونه عن همام بن يحيى، عن قتادة عن أنس رضي الله عنه «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائماً» وإسناده صحيح.
5: رواية يزيد بن إبراهيم التستري: رواه أبو داود الطيالسي (2017) حدثنا يزيد بن إبراهيم عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده صحيح.
يزيد بن إبراهيم التستري ثقة إلا في روايته عن قتادة قال ابن عدي ليزيد أحاديث مستقيمة عن كل من يروي عنه وإنَّما أنكرت أحاديث رواها عن قتادة عن أنس رضي الله عنه وفي هذا الحديث وافق الحفاظ.
6: رواية مطر بن طهمان الورَّاق: رواه أبو يعلى (3111) حدثنا زهير، حدثنا شبابة بن سوار والبزار (7287) حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا شبابة، قالا حدثنا المغيرة بن مسلم، حدثنا مطر، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إسناده ضعيف.
مطر بن طهمان في حفظه شيء قال ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم صالح وقال النسائي ليس بالقوي وقال ابن سعد فيه ضعف وقال العجلي بصري صدوق وقال مرة لا بأس به وقال البزار ليس به بأس وقال أبو داود ليس هو عندي بحجة ولا يقطع به في حديث إذا اختلف وقال الساجي صدوق يهم وذكره ابن حبان في ثقاته وقال ربما أخطأ.
فزاد مطر النهي عن الأكل قائماً مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم والحفاظ شعبة وهمام بن يحيى وسعيد بن أبي عروبة، يروونه عن قتادة موقوفاً على أنس رضي الله عنه فهذه الزيادة إن لم تكن شاذة فهي منكرة والله أعلم.
تنبيه: القائل قلت فالأكل؟ قتادة والمجيب هو أنس رضي الله عنه جاء ذلك في رواية:
1: عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن سعيد بن عروبة.
2: عبد الواحد الحداد وبهز بن أسد عن همام بن يحيى.
3: يزيد بن إبراهيم التستري عن قتادة.
والروايات التي فيها قلت والأكل؟ لا تعارض الروايات المبينة للسائل فالضمير يعود على أقرب مذكور وهو قتادة والله اعلم.
وفي رواية خالد بن الحارث عن سعيد بن أبي عروبة قال: لا أدري من المسئول.
ثانياً: الموقوف: رواه ابن أبي شيبة (8/ 18) حدثنا معتمر، عن معمر، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه؛ أنَّه سأله عن الشرب قائماً؟ « فكرهه » ورواته ثقات.
معتمر هو ابن سليمان. وتقدم قول قتادة: فقلنا فالأكل، فقال: «ذلك أشد».
[21] الحديث رواه: 1: أبو عيسى الأسواري. 2: أبو نضرة المنذر بن مالك. 3: جابر بن عبد الله.
الرواية الأولى: رواية أبي عيسى الأسواري: رواه ابن أبي شيبة (8/ 18) حدثنا وكيع، عن هشام الدستوائي، عن قتادة وأحمد (11117) حدثنا وكيع، وعفان، وعبد الصمد، قالوا: حدثنا همام، عن قتادة وأبو يعلى (988) حدثنا هدبة، حدثنا همام، عن قتادة ومسلم (2025) حدثنا هداب بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة ح حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، واللفظ لزهير، وابن المثنى، قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا شعبة، حدثنا قتادة وأحمد (11019) حدثنا محمد بن جعفر، وروح، قالا: حدثنا سعيد، وعبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فذكره إسناده حسن.
أبو عيسى الأسواري البصري قال الطبراني بصري ثقة لا يحضرني اسمه وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه الذهبي وقال ابن حجر مقبول.
وعفان هو ابن مسلم وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث وهمام هو ابن يحيى وروح هو ابن عبادة وعبد الوهاب هو ابن عطاء وسعيد هو ابن أبي عروبة وهدبة بن خالد ويقال هداب.
وأعل الحديث القاضي عياض رحمه الله في إكمال المعلم (6/ 491) بقوله: أبو عيسى غير مشهور واضطراب قتادة فى سند هذا الحديث مما يعلله فى مخالفة الأحاديث الأخر وأئمة الصحابة والخلفاء رضي الله عنهم والتابعين.
قال أبو عبد الرحمن: تقدم توثيق أبي عيسى الأسواري ورواه قتادة من حديث أبي سعيد - وتابعه أبو نضرة - ومن حديث أنس رضي الله عنه وليس هذا اضطرباً فهما حديثان. ويأتي توجيه أحاديث النهي عن الشرب قائماً.
الرواية الثانية: رواية أبي نضرة المنذر بن مالك: رواه الطبراني في الكبير (6/ 45) حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا سعيد بن زيد، عن علي بن الحكم، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: «نُهِي أن يشرب الرجل وهو قائم، وأن يلتقم فم السقاء فيشرب منه» إسناده حسن.
سعيد بن زيد بن درهم توسط فيه ابن حجر فقال: صدوق له أوهام. وأبو النعمان محمد بن الفضل، المعروف بعارم ثقة اختلط بآخره ذكر ذلك ابن حبان وغيره وأنكر الذهبي اختلاطه وقال الدارقطني تغيره بآخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر. وتوبع على هذا الحديث. وبقية رواته ثقات.
يتبع