عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-01-2020, 01:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,955
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحاديث وآثار الشرب قائما

أحاديث وآثار الشرب قائما
الشيخ أحمد الزومان




حكم الشرب قائماً


اختلف أهل العلم في حكم الشرب قائماً على ثلاثة أقوال:

القول الأول: الجواز: الظاهر أنَّه قول عمر وعلي وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وعبد الله بن الزبير وعائشة رضي الله عنهم وروي عن عثمان وأبي هريرة رضي الله عنهما ونسب لأبي بكر[58] وابن عباس [59] وأبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنهم [60]وهو قول سالم بن عبد الله [61] وسعيد بن جبير وطاوس بن كيسان [62]وزاذان الكندي [63] وإبراهيم النخعي [64]وروي عامر بن شراحيل الشعبي [65] والحسن البصري [66]ونسب لسعيد بن المسيب ومجاهد بن جبر [67]وهو مذهب المالكية [68] والشافعية [69]والحنابلة [70].



القول الثاني: يكره: وهو رأي أنس وروي عن جابر ونسب لأبي هريرة [71]رضي الله عنهموهو أصح الروايتين عن الحسن البصري [72] وعامر بن شراحيل الشعبي [73] وهو مذهب الأحناف [74] ورواية في مذهب الحنابلة [75] وهو أحد القولين للنوي [76] واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية [77].ونقل إبراهيم بن محمد الحلبي إجماع العلماء على أنَّ الكراهة كراهة تنزيه لا تحريم [78]والصحيح لا إجماع في هذه المسألة.



القول الثالث: يحرم: قال به ابن حزم [79] وهو قول لبعض الأحناف [80]. وعدَّ ابن الملقن القول بالتحريم شذوذاً [81].

الترجيح: تقدم أنَّ النهي عن الشرب قائماً نهي تنزيه فيكره الشرب قائماً حال الاختيار والله أعلم.



حكم الاستقاء على من شرب قائماً: قال أبو الوليد الباجي: لا خلاف فيه أنَّه لا يجب الاستقاء على من شرب قائماً ناسياً [82] وكذلك نقل الإجماع المازري [83] والقاضي عياض [84]وأبو العباس القرطبي [85].

ويرى النووي الاستحباب فقال: يستحب لمن شرب قائماً أن يتقايأه [86].



والاستحباب لا ينافي عدم الوجوب فيبقى الإجماع على عدم الوجوب وتقدم أنَّ الأمر بالاستقاء لا يصح فلا يستحب والله أعلم.



حكم الأكل قائماً: قال القاضي عياض: لا خلاف في جواز الأكل قائماً وإن كان قتادة قال: فقلنا: فالأكل، قال: « ذلك أشر وأخبث » لكن حكى بعض شيوخنا أنَّه لا خلاف فى جواز الأكل [87].



وقال القرطبي: لا خلاف في جواز الأكل قائماً، وإن كان قتادة قال: « أشر وأخبث » [88].

وابن حزم يرى جواز الأكل قائماً [89] وتوجه الكراهة عند الحنابلة [90].

ولم أقف على من قال بكراهة الأكل قائماً غير ما ذكر.




[1] رواه البخاري (5615).




[2] رواه البخاري (5617) ومسلم (2027).




[3] حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه رواه عنه:

1: حسين المعلم. 2: مطر بن طهمان. 3: قتادة. 4: حجاج بن أرطاة. 5: مقاتل بن سليمان.

1: حسين المعلم: رواه أحمد (6641) حدثنا يحيى ح (6889) حدثنا عبد الواحد الحداد، ويزيد والترمذي (1883) حدثنا قتيبة قال: حدثنا محمد بن جعفر والفريابي في الصيام (119) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عباد بن العوام، وأحمد (6590) حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، ح (6982) حدثنا عبد الوهاب، حدثنا سعيد والطبراني في الأوسط (7892) حدثنا محمود بن محمد المروزي، نا حامد بن آدم، نا عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة وابن شاهين في ناسخ الحديث (570) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن خلاد، بالعسكر قال: حدثنا محمد بن موسى الدولابي، قال: حدثنا عباد بن صهيب، يروونه عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه، قال: فذكره إسناده حسن.

حسين بن ذكوان المعلم ثقة. قال الترمذي: حديث حسن.

ويحيى هو ابن سعيد القطان ويزيد هو ابن هارون وقتيبة هو ابن سعيد وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي.

تنبيهات:

الأول: رواية الترمذي وابن شاهين مختصرة فيها موطن الشاهد.

الثاني: الحديث في مصنف ابن أبي شيبة (2/ 415) مختصراً بلفظ «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي حافياً ومنتعلاً».

الثالث: وقع تصحيف في المعجم الأوسط في اسم حسين المعلم ففيه: حبيب المعلم.

2: مطر بن طهمان الوراق: رواه أحمد (6622) حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا أبو جعفر يعني الرازي، عن مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: « رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه، ورأيته يصلي حافياً، ورأيته يشرب قائماً، ورأيته يشرب قاعداً، ورأيته ينصرف عن يمينه، ورأيته ينصرف عن يساره » إسناده ضعيف.

أبو جعفر عيسى بن أبى عيسى الرازي قال ابن حجر: صدوق سيئ الحفظ. ومطر الوراق قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ.

3: قتادة: الطبراني في المعجم الأوسط (7892) حدثنا محمود بن محمد المروزي، نا حامد بن آدم، نا عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حافياً ومنتعلاً» إسناده ضعيف.

محمود بن محمد المروزي ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد وقال أحاديثه مستقيمة.

وحامد بن آدم ضعفه شديد قال الذهبي في الميزان حامد بن آدم المروزي كذبه الجوزجاني، وابن عدي، وعدة أحمد بن علي السليماني فيمن اشتهر بوضع الحديث، وقال: أبو داود السنجى: قلت لابن معين: عندنا شيخ يقال له حامد بن آدم. روى عن يزيد، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد وجابر رضي الله عنهما رفعاه: «الغيبة أشد من الزنا» فقال: هذا كذاب، لعنه الله. وقال ابن حجر في اللسان شان ابن حبان الثقات بإدخاله هذا فيهم وكذلك أخطأ الحاكم بتخريجه حديثه في مستدركه.

وسعيد بن أبي عروبة مختلط لكن عبدة بن سليمان من أثبت الناس سماعاً منه قال ابن معين وغيره.

قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد ولا عن سعيد إلا عبدة تفرد به حامد بن آدم. فالحديث منكر.

4: حجاج بن أرطاة: رواه أحمد (6744) حدثنا إسماعيل بن محمد بن جحادة، حدثنا حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: « أنا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينفتل عن يمينه، وعن شماله في الصلاة، ويشرب قائماً وقاعداً، ويصلي حافياً وناعلاً، ويصوم في السفر ويفطر » وإسناده ضعيف.

إسماعيل بن محمد بن جحادة ضعيف قال يحيى بن معين: ليس بذاك وفي رواية لم يكن به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق، صالح الحديث. وقال أبو داود: ليس بذاك القوى وقال ابن حبان: كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.

والحجاج بن أرطاة صدوق كثير الخطأ والتدليس. فهذه الرواية منكرة والله أعلم.

5: مقاتل بن سليمان: قال ابن أبي حاتم في علله (757) سمعت أبي، وحدثنا: عن حرملة، عن ابن وهب، عن عبد الله بن السمح، عن عمر بن الصبح، عن مقاتل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه، قال: « رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر صائماً، ومفطراً، ورأيته يصلي حافياً، ومنتعلاً، ورأيته يشرب قاعداً، وقائماً، ورأيته ينفتل عن يمينه، وعن شماله» إسناده ضعيف.

عمر بن الصبح الخراساني، ضعفه شديد قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وقال الأزدي: كذاب. وقال الذهبي: ليس بثقة ولا مأمون.

ومقاتل بن سليمان الخراساني البلخي ضعفه شديد قال عبد الصمد بن عبد الوارث: قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء، ثم حدثنا بتلك الأحاديث عن الضحاك، ثم حدثنا بها عن عمرو بن شعيب فقلنا له: ممن سمعتها قال: منهم كلهم ثم قال: لا والله لا أدري ممن سمعتها قال: ولم يكن بشيء وقال وكيع: أردنا أن نرحل إلى مقاتل فقدم علينا فأتيناه فوجدناه كذاباً فلم نكتب عنه، وقال عمرو بن علي والعجلي: متروك الحديث كذاب وقال ابن سعد: أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه، وقال البخاري: منكر الحديث سكتوا عنه، وقال الدارقطني: يكذب.

قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: ابن السمح ليس بقوي، وهو مروذي، ومقاتل هو عندي مقاتل بن سليمان. فالحديث منكر.

وحرملة هو ابن عمران التجيبي.

تنبيه: الحديث رواه عبد الرزاق (1512) - مختصراً - عن مقاتل قال: أخبرنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم «يصلي حافياً، ومتنعلاً».




[4] الحديث رواه جمع منهم أحمد (26902) والترمذي (1892) حدثنا ابن أبي عمر وابن ماجه (3423) حدثنا محمد بن الصباح قالوا: حدثنا سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن جدته كبشة رضي الله عنها قالت: فذكره رواته ثقات.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب - يشير إلى غرابته إلى ابن عيينة - وصححه ابن حبان (5318) وحسن إسناده ابن حجر في الفتح (10/ 84) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

تنبيه: اختلف في اسم جدة عبد الرحمن بن أبي عمرة رضي الله عنها فالأكثر على تسميتها بكبشة وهي أخت حسان بن ثابت رضي الله عنهما وقيل كبيشة وقيل البرصاء ولعله لقب لها وقيل أم كبشة وقيل كلثم.

انظر: مسند الحميدي (1/ 348) ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (6/ 3432) وناسخ الحديث لابن شاهين ص: (432).




[5] الحديث روي عن:

1: نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما. 2: يزيد بن عطارد.

1: رواية نافع: رواه ابن أبي شيبة (8/ 17) حدثنا حفص والترمذي (1880) والبزار (5719) قالا حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة الكوفي قال: حدثنا حفص بن غياث، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 273) حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا حفص عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فذكره ورواته ثقات لكنَّه شاذ.

يأتي عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفاً وتفرد برفعه حفص بن غياث قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه عن عبيد الله إلا حفص بن غياث.

وقال الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 191-192) قال يحيى بن معين: جميع ما حدث به حفص بن غياث ببغداد، والكوفة إنَّما هو من حفظه لم يكن يخرج كتاباً،... عن حفص بن غياث عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:... لم يحدث به أحد إلا حفص وما أراه إلا وهم فيه وأراه سمع حديث عمران بن حدير فغلط بهذا....

وقال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل الحديث الذي يرويه حفص عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما؛... فقال: ما أدري ما ذاك - كالمنكر له - ما سمعت هذا إلا من ابن أبي شيبة عن حفص.... إنَّما هو حديث يزيد بن عطارد....

حدثنا ابن أبي حاتم قال: سئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال أبو زرعة: رواه حفص وحده.

وفي سؤالات أبي عبيد الآجري (229) سمعت أبا داود يقول: قال علي ابن المديني: نعس حفص نعسة يعني حين روى حديث عبيد الله بن عمر، وإنَّما هو حديث أبي البزري.

وقال البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة محمد بن عبد الملك،:...سمع عمران بن حدير، عن أبي بزري، واسمه: يزيد بن عطارد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «كنا نأكل ونحن نمشي، ونشرب ونحن قيام، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ».

وقال حفص بن غياث: عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما...، مثله. قال أبو عبد الله [البخاري]: والأول أصح.

وقال الترمذي - العلل الكبير - (2/ 791) سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: هذا حديث فيه نظر قال أبو عيسى: لا يعرف عن عبيد الله إلا من وجه رواية حفص. وإنَّما يعرف من حديث عمران بن حدير، عن أبي البزري، عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وقال في الجامع: حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وقال ابن أبي حاتم في علله (1500) سألت أبي عن حديث رواه محمد بن آدم بن سليمان المصيصي، عن حفص بن غياث، عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: «كنَّا في عهد رسول الله... ».

قال أبي: قد تابعه على روايته: ابن أبي شيبة، عن حفص؛ وإنَّما هو: حفص، عن محمد بن عبيدالله العرزمي. وهذا حديث لا أصل له بهذا الإسناد.

فالحديث شاذ من رواية عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم تفرد برفعه حفص بن غياث. وأعله بالشذوذ يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي ابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والبخاري والترمذي وأقرهم الأثرم وأبو داود والخطيب البغدادي.

2: رواية يزيد بن عطارد أبي البَزَريِّ: رواه ابن أبي شيبة (8/ 17) حدثنا معاذ بن معاذ وأحمد (4587) حدثنا ابن إدريس، ووكيع ح (4818) حدثنا معاذ والدارمي (2121) حدثنا عثمان بن عمر، وابن الجارود (867) حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا يزيد بن هارون، وابن حبان (5243) أخبرنا الفضل ابن الحباب، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر بن المفضل، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 273) حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عاصم، وعثمان بن عمر، ح حدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد يروونه عن عمران بن حُدَيْر، عن يزيد بن عطارد أبي البَزَري، قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما: «كنا نشرب ونحن قيام، ونأكل ونحن نسعى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم » إسناده ضعيف.

يزيد بن عطارد قال أحمد لا يحتج به وقال أبو حاتم لا أعلم روى عنه غير عمران بن حدير وليس ممن يحتج بحديثه. وذكره البخاري في الكبير ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكره ابن حبان في ثقاته. وبقية رواته محتج بهم.

فالحديث من هذا الطريق منكر.




[6] رواه البزار (6334) وأبو يعلى (3561) قالا حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثنا مسكين بن بكير، ورواه البزار (6335) حدثنا ابن مسكين، حدثنا محمد بن يوسف يرويانه عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه؛ فذكره رواته ثقات وفي متنه شذوذ.

مسكين بن بكير قال أحمد: لا بأس به، ولكن في حديثه خطأ. وقال أبو أحمد الحاكم: كان كثير الوهم والخطأ وهو متابع للثقة محمد بن يوسف الفريابي. وبقية رواته ثقات.

ابن مسكين هو ابن محمد اليمامي.

فقوله: « وهو قائم » زيادة شاذة فرواه الدارمي (2112) قال أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، حدثنا الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، "أنَّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبناً وعن يساره أبو بكر رضي الله عنه وعن يمينه رجل أعرابي، فأعطى الأعرابي فضله ثم قال: «الْأَيْمَنُ فَالْأَيْمَنُ» وإسناده صحيح.

أبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

وهذا هو المحفوظ من حديث أنس رضي الله عنه فالحديث رواه جمع منهم مالك في الموطأ (2/ 926) ومعمر بن راشد في جامعه (19582) وسفيان بن عيينة عند أحمد (11667) ومسلم (2029) ويوسف بن يعقوب الماجشون عند أحمد (13009) وشعيب بن أبي حمزة عند البخاري (2352) ويونس بن يزيد بن أبى النجاد عند البخاري (5612) يروونه عن ابن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ رواية الدارمي.

وأشار البزار إلى شذوذ زيادة « وهو قائم » فقال: - كشف الأستار (3/ 344) ولم أجدها في المطبوع من المسند -: لا نعلم أحداً ذكر: وهو قائم، إلا مسكين، عن الأوزاعي، ومسكين ثقة.

وكذلك الدارقطني في علله (2581) فقال: رواه مسكين بن بكير، عن الأوزاعي،... ووهم في قوله: « قائماً». وخالفه أصحاب الأوزاعي، منهم: الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد وبشر بن بكر، فرووه عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً". وهو الصواب. وكذلك رواه ابن عيينة، عن الزهري، وزاد فيه ألفاظاً. وتابعه شعيب بن أبي حمزة، وأشعث بن سوار، وإسماعيل بن مسلم، عن الزهري.... وحديث مسكين وهم.

وقال أبو نعيم في الحلية (6/ 146) « شرب قائماً » تفرد به مسكين بن بكير، عن الأوزاعي.




[7] حديث عائشة رضي الله عنها رواه:

1: مكحول الشامي: 2: عبد الله بن عطاء. 3: القاسم بن محمد. 4: عطاء بن أبي رباح.

الرواية الأولى: رواية مكحول: اختلف عليه فيه فرواه:

1: أحمد (24046) حدثنا عصام بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عمن سمع مكحولاً، يحدث عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: فذكره إسناده ضعيف.

عصام بن خالد الحضرمي قال النسائي: ليس به بأس وذكره ابن حبان في ثقاته.

وعبد الرحمن بن ثابت العنسي ضعيف قال أحمد أحاديثه مناكير وفي رواية عنه لم يكن بالقوي في الحديث وقال العجلي وأبو زرعة وابن خراش لين وقال يعقوب بن شيبة اختلف أصحابنا فيه فأمَّا ابن معين فكان يضعفه وأمَّا علي فكان حسن الرأي فيه وقال ابن ثوبان رجل صدق لا بأس به وقد حمل عنه الناس وقال عمرو بن علي حديث الشاميين ضعيف [قال أبو عبد الرحمن وهذا منه] إلا نفيراً ووثقه دحيم وأبو حاتم وذكره ابن حبان في ثقاته. وقال ابن عدي له أحاديث صالحة وكان رجلاً صالحاً ويكتب حديثه على ضعفه وأبوه ثقة.

والمبهم إن كان محمد بن الوليد الزُّبَيدي - وهو ثقة - لكن يأتي أنَّه لم يسمعه من مكحول إضافة إلى ذلك صحة سماع مكحول من مسروق. فنقل أبو زرعة عن أحمد بن صالح المصري إنكاره سماع مكحول من مسروق بن الأجدع.

فهذه الرواية فيها عبد الرحمن بن ثابت وهو ضعيف والمبهم والانقطاع بين مكحول ومسروق.

2: إسحاق بن راهويه (1624) والنسائي (1361) أخبرنا إسحق بن إبراهيم والطبراني في مسند الشاميين (3599) حدثنا موسى بن هارون، وجعفر الفريابي قالا: ثنا إسحاق بن راهويه وأبو الشيخ في أخلاق النبي (716) حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، نا أبو عتبة قالا - ابن راهويه وأبو عتبة - أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني محمد بن الوليد الزبيدي، عن مكحول، أنَّ مسروق بن الأجدع، حدثهم، عن عائشة رضي الله عنها، منقطع رواته ثقات.

أبو عتبة أحمد بن الفرج ضعفه شديد لكنَّه متابع للحافظ ابن راهويه

وبقية بن الوليد مدلس تدليس تسوية وتقدم أنَّ مكحولاً لم يسمعه من مسروق ويأتي أنَّ محمد بن الوليد لم يسمعه من سليمان بن موسى فالذي يظهر لي أنَّ بقية أسقط ما يُضعَّف به الحديثُ. قال ابن حبان لا يحل أن يحتج ببقية إذا انفرد بشيء.

تنبيه: في مسند الشاميين (1885) حدثنا موسى بن هارون، وجعفر بن محمد الفريابي، قالا: ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا بقية، حدثني محمد بن الوليد، ثنا سليمان بن موسى، أنَّ مكحولاً، حدثهم عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها. والمحفوظ عن ابن راهويه ما تقدم.

3: الطبراني في مسند الشاميين (1884) حدثنا عمرو بن إسحاق، ثنا أبي، ثنا عمرو بن الحارث، ثنا عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، ثنا سليمان بن موسى، عن مكحول، عن مسروق بن الأجدع عن عائشة رضي الله عنها وإسناده ضعيف.

سليمان بن موسى الأشدق وثقه دحيم ويحيى بن معين والدارقطني وابن سعد، وقال أبو حاتم: محله الصدق وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه، ولا أثبت منه، وقال البخاري: عنده مناكير وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث وقال في موضع آخر: في حديثه شيء وقال ابن عدي: أحد علماء أهل الشام، وقد روى أحاديث ينفرد بها، لا يرويها غيره، وهو عندي ثبت وذكر العقيلي عن ابن المديني أنَّه قال: كان من كبار أصحاب مكحول وكان خولط قبل موته بيسير

وشيخ الطبراني لم أقف على من عدله وأبوه ضعفه الذهبي.

وعمرو بن الحارث الزبيدي ترجم له الذهبي في الميزان فقال: عن عبد الله بن سالم الأشعري فقط. وله عنه نسخة. تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم زبريق، ومولاة له اسمها علوة، فهو غير معروف العدالة. وابن زبريق ضعيف. إضافة إلى الانقطاع بين مكحول ومسروق.

وذكر الدارقطني في علله (3631) الاختلاف السابق على مكحول وقال: الأشبه بالصواب قول من قال سليمان بن موسى، قاله عبد الله بن سالم الحمصي، وهو من الأثبات، في الحديث.

والذي يظهر لي أنَّ رواية مسروق لا تصلح للاعتبار لما تقدم والله أعلم.

الرواية الثانية: رواية عبد الله بن عطاء واختلف عليه فرواه:

1: إسحاق بن راهويه (1623) أخبرنا عبيد الله بن موسى، نا إسرائيل، عن عبد الله بن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «انتعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً وقاعداً وشرب قائماً وقاعداً وأنفتل، عن يمينه وشماله» مرسل إسناده ضعيف.

عبيد الله بن موسى باذام العبسي حديثه في الصحيحين قال أحمد صاحب تخليط ووثقه ابن معين والعجلي وابن عدي وقال أبو حاتم صدوق ثقة حسن الحديث. واضطرب في الحديث.

وعبد الله بن عطاء الطائفي اختلف في توثيقه فوثقه الترمذي وقال الدارقطني ليس به بأس وذكره ابن حبان في ثقاته وضعفه النسائي. وهو أيضاً مدلس ولم يروه عن عائشة رضي الله عنها.

وهناك واسطة بين إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق وبين عبد الله بن عطاء فهل هذا سقط في السند أم اضطراب من عبيد الله بن موسى؟ الله أعلم.

2: ابن سعد في الطبقات (1/ 373) والبيهقي في شعب الإيمان (5987) أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، أنا أبو حاتم الرازي قالا أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي قال: أخبرنا إسرائيل عن عبد الله بن عيسى عن محمد بن سعيد عن عبد الله بن عطاء عن عائشة رضي الله عنها إسناده ضعيف.

محمد بن سعيد إن كان الطائفي فقد وثقه البيهقي.

تنبيه: في نسختي من الطبقات طبعة دار الكتب العلمية الطبعة الثانية عن عبد الله بن عيسى عن محمد بن سعيد بن عبد الله بن عطاء والظاهر أنَّه خطأ من الناسخ أو الطباعة والله أعلم.

3: قال البيهقي في شعب الإيمان (5/ 110) وقد قيل عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن عطاء، عن محمد بن سعيد، عن عائشة رضي الله عنها.

ومحمد بن سعيد الطائفي ليس له رواية عن الصحابة رضي الله عنهم.
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.67%)]