أقوام حيل بينهم وبين الحج
عبدالعزيز بن سليمان بن حسن السيد
وفي 401: لم يحج هذه السنة من العراق أحد، لفساد الوقت، وانفرد المصريون بالحج.
وفي 402: هاجت ريح سوداء على الحجيج في زُبالة وفقدوا الماء وهلك خلق كثير حتى بلغت المزادة مئة درهم. واعترض الحجيجَ خفاجة، فأكثر القتل، ولم يَسلم إلا القليل، ورجعوا إلى الكوفة.
وفي 403: لم يتمكن ركب العراق وخراسان في هذه السنة من الذهاب إلى الحج لفساد الطريق، وغيبة فخر الملك في إصلاح الأراضي.
وفي 406: هلك من الحجيج بسبب العطش أربعة عشر ألفا، وسلم منهم ستة آلاف، وقد شربوا أبوال الجمال من العطش. قال الذهبي رحمه الله تعالى: لم يحج أحد في هذه السنة.
وفي 407: لم يحج أحد في هذه السنة من بلاد خراسان، والعراق لفساد البلاد والطرقات، وعيث الأعراب، وانفرد المصريون بالحج.
وفي 408: لم يحج أحد من أهل العراق لفساد البلاد، وعيث الأعراب، وضعف الدولة، وانفرد المصريون بالحج.
ومن 409 إلى 411: لم يحج أحد من العراق.
وفي 415: لم يحج في هذه السنة من ركب خراسان أحد.
وفي 416: لم يحج أحد من أهل العراق وخراسان.
وفي 417: لم يحج أحد من العراق وخراسان لفساد البلاد والطرقات، وانفرد المصريون بالحج.
وفي 418: انفرد المصريون بالحج، ولم يحج أهل العراق والمشرق لفساد الأعراب.
وفي 419: لم يحج أحد من أهل المشرق، ولا من أهل الديار المصرية أيضًا، إلا أن قوما من خراسان ركبوا في البحر، فانتهوا إلى جدة، فحجوا.
وفي 420: حج أهل مصر دون غيرهم.
وفي 421: قال ابن كثير رحمه الله تعالى: فيها تعطل الحج أيضا من بلاد العراق وخراسان لفساد البلاد، ولم يحج أحد سوى سرية من أهل العراق، ركبوا من جمال البادية مع الأعراب مخاطرة، ففازوا بالحج.
وفي 422: لم يحج الناس في هذه السنة من خراسان والعراق -سوى اليسير- لانقطاع الطرق، وزيادة الاضطراب.
وفي 423: لم يحج ركب العراق لفساد الطريق.
وفي 424: لم يحج العراقيون ولا الخراسانيون ولا المصريون خوفاً من البادية، وفساد البلاد.
وفي 425: لم يحج أحد من أهل العراق.
وفي 426: لم يحج الناس من خراسان ولا العراق.
وفي 428: لم يحج أحد من أهل العراق لفساد البلاد واختلاف الكلمة.
وفي 430: تعطل الحج من الأقاليم بأسرها، فلم يحج أحد، لا من مصر، ولا من الشام، ولا من العراق، ولا من خراسان، إلا القليل.
وفي 431 و432 و436 و437 و439: لم يحج أهل العراق، وانفرد المصريون بالحج.
وفي 433 و434: لم يحج أحد! قاله ابن كثير رحمه الله تعالى.
ومن 440 إلى 442 ومن 445 إلى 448: لم يحج أهل العراق.
ومن 445 إلى 448: انفرد أهل مصر بالحج.
وفي 451: كان بمكة رخص لم يسمع بمثله، بيع البر والتمر كل مئتي رطل بدينار. ولم يحج أحد من أهل العراق. وفيها وفي سنتين بعدها انفرد أهل مصر بالحج.
وفي 486: ولم يحج أحد من العراق، بل خرج ركب من دمشق، فنهبهم أمير مكة محمد بن أبي هاشم، وخرجت عليهم العربان غير مرة ونهبوهم، وتمزقوا، وقتل جماعة، ورجع من سلم في حال عجيب. وفيها وفي سنتين بعدها انفرد المصريون بالحج.
وفي 489: نزل الحجاج بوادي المناقب، فأتاهم سيل عظيم فأغرق أكثرهم، ونجا من تعلق بالجبال، وذهب المال، والدواب، والأزواد، وغير ذلك.
وفي 405: وصل إلى بغداد حجاج خراسان، ثم رحلوا إلى الكوفة، فقيل لهم: إن الطريق ليس بها ماء، فعادوا، ولم يحج منهم أحد.
وفي 545: خرج جماعة من العرب على الحجاج بين مكة والمدينة فأخذوا من الثياب والأموال والأجمالوالأحمال ما لا يحصى وهربوا في البرية فمات خلق جوعا وعطشا وبردا، وطيَّن النساء أجسادهن بالطين سترا للعورة!
رضي الله تعالى عنهن.
وفي عام 552: عمل الخليفة بابا للكعبة مصفحا بالذهب، وأخذ بابها الأول فجعله لنفسه تابوتا!
وفي هذه السنة وقعت غريبةٌ من غرائب المحن المتتابعة على حجاج خراسان رحمهم الله تعالى!
ففيها سار حجاج خراسان، فلما رحلوا أغار عليهم جمع من الجند الخراسانية، قد قصدوا طبرستان، فأخذوا من أمتعتهم، وقتلوا نفرا منهم، وسلم الباقون، وساروا من موضعهم.
فبينما هم سائرون إذ طلع عليهم الإسماعيلية، فقاتلهم الحجاج قتالا عظيما، وصبروا صبرا عظيما، فقُتل أميرهم، فانخذلوا، وألقوا بأيديهم، واستسلموا وطلبوا الأمان، وألقوا أسلحتهم مستأمنين، فأخذهم الإسماعيلية وقتلوهم، ولم يبقوا منهم إلا شرذمة يسيرة، وقُتل فيهم من الأئمة العلماء والزهاد والصلحاء جمع كثير، وكانت مصيبة عظيمة عمت بلاد الإسلام، وخصت خراسان، ولم يبق بلد إلا وفيه المأتم.
فلما كان الغد طاف شيخٌ في القتلى والجرحى ينادي: يا مسلمون، يا حجاج، ذهب الملاحدة، وأنا رجل مسلم، فمن أراد الماء سقيتُه. فَمَنْ كلَّمه قتلَه وأجهزَ عليه، فهلكوا جميعهم إلا من سلم وولى هاربا، وقليلٌ ما هم.
وفي 557: وصل الحجاج إلى منى، ولم يتم الحج لأكثر الناس لصدهم عن دخول مكة والطواف والسعي.
وفي 563: لم يحج المصريون لما فيه ملكهم من الويل والاشتغال بحرب أسد الدين.
وفي 604: رجع الحجاج إلى العراق وهم يشتكون إلى الناس ما لقوا من صدر جهان البخاري الذي خرج إلى الحج في هذه السنة، فضيق على الناس في المياه والميرة، فمات نحو من ستة آلاف من العراقيين بسببه فلعنه الناس وسموه: صدر جهنم.
ومن 625 إلى 627: لم يَسِر حاج من الشام إلى الحجاز.
وفي 629: قال ابن كثير رحمه الله تعالى: لم يحج الناس [لعله يريد من الشام كما يفهم من السياق] هذه السنة لكثرة الحروب والخوف من التتر والفرنج، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي 634: لم يحج أحد من العراق، وجرى على ركب الشام نكبة شديدة من العطش..
وفي 635 و637 و638: لم يحج أهل العراق.
وفي 648: حج طائفة من العراق، ولم يحج أحد من الشام ولا مصر لاضطراب الأمور.
وفي 650: قال سبط ابن الجوزي رحمه الله تعالى، في «مرآة الزمان»: حج الناس من بغداد بعد عشر سنين بطل الحج فيها!
فليتأمل.
وفي 655: لم يحج أحد من أهل الحجاز، ولم ترفع راية من رايات الملوك لأحد بمكة.
وفي 709: لم يحج فيها أحد من أهل الشام بسبب تخبيط الدولة وكثرة الاختلاف.
وفي 790: أصاب الحجاج سيل عظيم بترعة حامد، وغرق منه خلق كثير، وتلف به من الأمتعة ما لا يوصف. ومن نجا من الحجاج فقدم وهو في مشقة..
وفي 804: لم يحج من الشام ولا العراق أحد لما حل بهم من فتنة تمرلنك.
وفي 805: لم يحج في هذه السنة أحد من الشام ولا العراق ولا اليمن.
وفي 808: لم يحج أحد من الشام لقيام الفتن.
وفي 817: لم يحج أكثر أهل مكة خوفا على أنفسهم.
وفي 828: لم يحج من العراق أحد، خوفا على أنفسهم من مقبل أمير الينبع.
وفي 837: وصل الحجاج وهم في مشقة، لموت جماعة من شدة الحر في طريق المدينة المنورة، على منورها أفضل الصلاة وأزكى السلام.
والحمد لله رب العالمين.