العيد أمل بين الركام
رياض العمري
إن العيد هو من أهم الأيام في حياة المؤمن، ذلك لأنه هبة إلهية يفرح بها المؤمن، وترتبط هذه الفرحة بالمصدر الروحاني الديني مما يعطيها مزية مضاعفة.
والعيد بذلك يعمق شعور الإنسان بالفرح والسعادة ويخرجه من المنغصات والهموم اليومية ويزيحها جانباً ولو لبعض الوقت ، ليربط مخيلة الإنسان أن الحوادث التي تحدث لا تسلب الشخص التوازن في حياته، بحيث لا تطغى مشاغله وهمومه على أخذ وقت للراحة والاسترخاء يستجمع به الإنسان قواه، ويعيد ترتيب أوراقه خارج إطار البيئة الصاخبة والروتين اليومي، ليكون محصلة ذلك انطلاقة جديدة بشكل أكثر تركيزاً.
ويمر العيد على الأمة المسلمة وهي تعيش في وضع إنساني صعب، فكل بلد من البلدان العربية يعاني من هموم تبعده عن بقية البلدان وتزيد من العوازل عن أحوال بقية البلدان العربية، ويأتي العيد ليبعث الأمل في حياة المسلم وكيانه.
فمهما طال الليل، لا بد لليل أن يذهب، فكل ضيق يتبعه يسر. وهذا يلاحظ من المكافآت الإلهية للمسلم في إطار الدورة العبادية التي يعيشها، والتي لا تخلو من أيام يدخل فيها إلى النفوس البشرية السعادة والرضا.
إن الأعياد في الإسلام هي محطة من محطات التربية التي تعطي المسلم تصوراً عاماً لحاله في الإطار العام والظروف المحيطة، وما يجب أن يقوم به المسلم في إطار تعامله مع ما حوله، وأن لا ينعكس كل ما حول الإنسان على حياته ويغير من تصرفاته، فيصير المرء أسيراً لردة الفعل مع الواقع ويفقد البوصلة التي تحدد الاتجاه العام الذي يجب أن يحرص عليه في حياته.
كل هذا يجعلنا أكثر حرصاً على هذه المعاني، ورسمها واقعاً في حياتنا، بحيث تعمق الأبعاد الإيمانية والتربوية في حياة الانسان وواقعه الذي يعيشه.