الموضوع: بين يدي رمضان
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25-01-2020, 12:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,814
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بين يدي رمضان

بين يدي رمضان




الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم

- المكث في المسجد بعد صلاة الفجر: فقد كان إذا صَلَّى الغداة جلسَ في مصلاَّه حتى تطلع الشمس، وقال: ((مَن صَلَّى الفجر في جماعة، ثُمَّ قَعَد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صَلَّى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة، تامة، تامة)).

فعلى المرء أن يجمعَ همته ليغتنمَ هذا الزمان الشريف، ولا يضيره انصراف أكثر الناس عن هذه السُّنَّة؛ بل الحازم ينظر في أمر الدِّين إلى مَن هو فوقه، ومَن هو أنشط منه: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26].

وقد يُحرم المرء من هذه السُّنَّة الجليلة لإفراطِه في السَّهَر أو السَّمَر بعد العشاء.

6- الاعتكاف: فقد كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلمَّا كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يومًا.

7- العمرة: فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّ النَّبي لَمَّا رجع من حجة الوداع، قال لامرأة من الأنصار اسمها أم سنان: ((ما منعك أن تحجي معنا؟))، قالت: أبو فلان - زوجها - له ناضحان[10]، حج على أحدهما، والآخر نسقي عليه، فقال لها النبي: ((فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تعدل حجة، أو قال: حجة معي)).

ومما ثبت في فضائل العمرة:


قوله: ((العمرة إلى العمرة كَفَّارة لما بينهما)).

وقوله: ((الحُجَّاج والعُمَّار وَفْد الله: دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهُم)).

وقال: ((مَن طافَ بهذا البيت أسبوعًا؛ أي: سبعة أشواط، فأحصاه، كان كعتق رقبة، لا يضع قدمًا، ولا يرفع أخرى إلاَّ حَطَّ الله عنه بها خطيئة، وكتبَ له بها حسنة)).

8- تَحَرِّي ليلة القدر: التي قال تعالى في شأنها: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 1 - 3].


قال: ((مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبه)).

وقال: ((مَن قامَها ابتغاءها، ثمَّ وَقَعَت له؛ غُفِر له ما تَقَدَّمَ من ذنبه وما تَأَخَّرَ)).

وكان يَتَحَرَّى ليلة القدر، ويأمر أصحابه بتَحَريها، وكان يعتكف لذلك، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر؛ رجاء أن يدركوها.

وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلتُ: يا رسول الله، إن وافقتُ ليلة القدر ما أقول؟ قال: ((قولي: اللهمَّ إنَّكَ عَفُو تحب العفو، فاعف عني)).

ويستحب أن يَتَحَرَّى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، خصوصًا الليالي الوتر منها، لقوله: ((التمسوها في العشر الأواخر في الوتر))، ورَجَّحَ بعض العلماء أنَّها ليلة السابع والعشرين.

9- الإكثار منَ النوافل بعد الفرائض: كالسُّنن القَبْلِيَّة والبَعديَّة، وصلاة الضحى، والذكر والاستغفار، والدُّعاء، خصوصًا في أوقات الإجابة، وعند الإفطار، وفي ثلث الليل الآخر، وفي الأسحار، وساعة الإجابة يوم الجمعة.
حق شهر الصيام شيئان - إن كنت منَ الموجبين حق الصيام -: تقطع الصوم في نهاركَ بالذِّكر، وتفني ظلامه بالقيام.

10- المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد: والاجتهاد في تطبيق قول رسول الله: ((مَن صَلَّى لله أربعين يومًا في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة منَ النار، وبراءة منَ النِّفاق)).


قال سعيد بن المُسَيب: "مَن حافظ على الصلوات الخمس في جماعة، فقد ملأ البر والبحر عبادةً".

هذه إِلْمَامَة عجلى ببعض مظاهر الخير، الذي ينادي من يقصده وينويه في أول ليلة من رمضان: "يا باغي الخير أقبل"، فماذا عن باغي الشر الذي يُقال له في نفس الليلة: "يا باغيَ الشَّر أقصر"؟

يا باغي الشر... أقصر!!


يا مستثقلاً رمضان... أقصر!!

إن أول شر يرتكبه أهل الغفلة وبُغاة الشر هو أنهم يستثقلونه، ويعدون أيامه ولياليه وساعاته، لأنَّ رمضان يحجب عنهم الشهوات، ويمنعهم اللذات، يقول شاعرهم:



أَلاَ لَيْتَ اللَّيلَ فِيهِ شَهْرٌ وَمَرَّ نَهَارهِ مَرُّ السَّحَابِ





ويقول آخرُ:



رَمَضَانُ وَلَّى هَاتِهَا يَا سَاقِي مُشْتَاقَةٌ تَسْعَى إِلَى مُشْتَاقِ
مَا كَانَ أَكْثَرُهُ عَلَى أُلاَّفِها وَأَقَلّهُ فِي طَاعَةِ الخَلاَّقِ



حُكي أنَّه كان لهارون الرَّشيد غلام سفيه، فلما أقبل رمضان ضاق به زرعًا، وأخذ ينشد:




دَعَانِيَ شَهْرُ الصَّومِ - لاَ كَانَ مِنْ شَهْرِ وَلاَ صُمْتُ شَهْرًا بَعْدَهُ آخِرَ الدَّهْرِ
فَلَوْ كَانَ يُعْدِيني الأَنَامُ بِقُوَّةٍ عَلَى الشَّهْرِ لاَسْتَعْدَيْتُ قَوْمِي على الشَّهرِ






فأُصيبَ بِمَرَض الصَّرْع، فكان يصرع في اليوم عدَّة مَرَّات، وما زالَ كذلكَ حتى ماتَ قبل أن يصوم رمضان الآخر.


يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]