عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-01-2020, 12:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,317
الدولة : Egypt
افتراضي اعرفي قدرك عند ربك

اعرفي قدرك عند ربك
إيمان الخولي


مقدمة:
إلى من شرفت أنها تحت مظله الإسلام، إلى الزوجة المسلمة، إلى الأم المسلمة إلى الأخت المسلمة، إلى من صانها الإسلام بينما استخدمها الغرب كسلعة تباع وتشترى، اعرفي قدرك، اعرفي قيمتك عند ربك ولا تخجلي من إسلامك تفرين منه باحثه عن الحرية بعيداً عن دينك فلا تجدي غير الامتهان لكرامتك وحقوقك، ثقي في إسلامك؛ لتعرفي كم كرمك الإسلام لابد أن أنقل لكِ أولاً كيف كان حال المرأة قبل الإسلام هاهي المرأة في الجاهلية.
المرأة في الجاهلية ماذا كان يقول عنها الفلاسفة ورجال العلم في الحضارة الإغريقية؟
ـ قال سقراط: " إن المرأة تشبه شجرة مسمومة، ظاهرها جميل، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً".
ـ وفى روما أواخر القرن السابع عشر الميلادي أصدر رجال العلم والمعرفة في روما فتوى على أنه " ليس للمرأة روح ".
ـ عند العرب: كان كثير منهم لا يرحب بميلاد الأنثى في مجتمع قبلي لا تهدأ فيه الغارات، علاوة على أنها غنيمة في الحرب مطلوبة للخدمة أو الاستمتاع، فيضاعف ذلك على الرجل عبأ المدافعة عنها وصيانتها، وكان الرجل من العرب إذا مات عن زوجته قام أكبر أتباعه فإذا كانت له بها حاجة طرح عليها ثوبه فصارت من حقه بدون إذنها.
في اليهودية: مواريث البداوة دعت بعض طوائفهم إلى أن يعتبروا البنت دون مرتبة أخيها وهبطوا بها إلى مستوى الخدم، وكان لأبيها أن يبيعها طفلة دون البلوغ، والمرأة إذا حاضت لا تخالط الرجال في البيت ولا تشرب معهم وكأنها تنجس البيت تذهب إلى أماكن (ومخيمات) معروفة أنها للحوائض حتى تطهر من حيضتها أما المسيحية: تقول إن المرأة هي التي أغوت أدم بالخطيئة، وأنها مدخل للشيطان، وغلا رجال الدين إلى هذا الحد حتى كان في موضوعاتهم التي يتدارسونها " هل للمرأة أن تعبد الله كما يعبد الرجل؟ هل تدخل الجنة وملكوت الآخرة؟.هكذا نجد المرأة قبل الإسلام:
*- إنسانيتها لم تكن موضع اعتبار لدى الرجل فلم يكن لها جهد معلوم أو دور مقرر في تنظيم المجتمع.
* - لم تكن لدى الكثير أصلاً للتدين والتخلق بالفضيلة.
* - انعدام المساواة بين الابن والبنت في نطاق الأسرة وبين الزوج والزوجة.
*- إهدار شخصيتها القانونية وأهليتها للتصرف في المال إذا كانت لا تملك ولا ترث وليس لها دور في البيع والشراء.
أرأيت أنها لم تكن إلا سقط متاع لا قيمة لها ولا كيان مستقل!!! - تعالى -لنرى معاً على هذه الصفحات كيف أضاء الإسلام حياة المرأة فنقلها من جور الجاهلية إلى عدل الإسلام وعزته، وكيف تعامل مع إنسانيتها المرأة إنساناً: جاء الإسلام وبعض الناس ينكرون إنسانية المرأة ولكن كرم الإسلام المرأة وأكد إنسانيتها فهي والرجل متساويان في أصل النشأة متساويان في الخصائص الإنسانية العامة متساويان في التكاليف والمسئولية متساويان في المصير والجزاء.
تأملي معي قول الله - تعالى -: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً) [النساء الآية رقم 1] أمرت الآية الناس بتقوى الله ربهم ورعاية الأرحام فالرجل أخ للمرأة والمرأة شقيقة الرجل هكذا يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: (( إنما النساء شقائق الرجال)) رواه أحمد وأبو داود، وفي المساواة في التكاليف والتدين والعبادة يقول الله - تعالى -: ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً) الأحزاب 35. وفى التكاليف الدينية والاجتماعية إذ يسوى بين الجنسين، إذ قال - تعالى-: ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويٌقيمون الصلاة ويٌؤتون الزكاة ويٌطيعون الله ورسوله) التوبة 71. وفي قصة آدم توجه التكليف الإلهي إليه وإلى زوجته سواء، إذ قال - تعالى -: ( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) البقرة 35، نسبت الآيات الإغواء إلى الشيطان لا إلى حواء كما فعلت التوراة فقال - تعالى -: ( فأزلهما الشيطان عنهما فأخرجهما مما كان فيه) [البقرة]، كما كان الندم والتوبة منهما جميعاً، إذ يقول الله - تعالى -: ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف: 23]، وفي بعض الآيات نسب الخطأ إلى آدم بالذات قال - تعالى -: ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزماً) [طه: 115] وقال - تعالى-: ( وعصى آدم ربه فغوى) [سورة طه]. وفى مساواة المرأة بالرجل في الجزاء ودخول الجنة يقول الله - تعالى-: ( فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عاملِ منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) [سورة آل عمران] وكذلك للمرأة حق صلاة الجماعة في المسجد وإن كان صلاتها في البيت أولى وأفضل ومن حقها أن تجير من استجار بها وأن تحترم إجارتها، كما فعلت أم هانئ بنت أبي طالب يوم فتح مكة فقد أجارت بعض المشركين من أحمائها وأراد أحد أخواتها أن يقتله فشكت ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالت: " يا رسول الله زعم ابن أمي أنه قاتل رجلاً قد أجرته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ))، وتدور في أذهان الناس أسئلة فإذا كانت إنسانيتهم واحده فلماذا فُضل الرجل عليها في بعض المواقف والأحوال مثل الشهادة، الميراث، الدية، قوامة المنزل، رياسة الدولة، وهذا التمييز ليس لتمييز جنس الرجل عن جنس المرأة يقول الله - تعالى -: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) [الحجرات 13]، ولكن هذا التمييز اقتضه وظيفة كل من المرأة والرجل، ولنرى سوياً ما رأي الدين في شهادة المرأة وقوامتها وحقها في الميراث وأنا أثق في عقلك وفطرتك السليمة التي في النهاية سوف تفرقين بها بين الحق والباطل.
شهادة المرأة وشهادة الرجل: قال - تعالى-: ( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا) البقرة 282]، وهذا ليس نقص في إنسانيتها ولكن؛ لأنها بفطرتها لا تشتغل بالأمور المالية والمعاملات المدنية إنما يشغلها ما يشغل النساء عادة من شئون البيت إن كانت زوجة ومن ثم ذاكرتها أضعف في شئون المعاملات، أما شهادة المرأة في الحدود والقصاص فقد بعُد كثير من الفقهاء بالمرأة عن هذه الشهادة بعداً عن مجالات الاحتكاك ومواطن الجرائم والعدوان على الأنفس والأعراض والأموال فأعصابها لا تحتمل التدقيق في مثل هذه الحالات، وفى أحوال أخرى يأخذ بشهادة المرأة ولو منفردة في ما هو من شأنه واختصاصها كشهاداتها في الرضاع والبكارة والثيوبية والحيض والولادة، أو في الأماكن مثل حمامات النساء والأعراس وأماكن النساء الخاصة، أما بالنسبة للقوامة قال - تعالى -: ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) [النساء 34]. أرأيتي قوامة الرجل تكليف وليست تشريف هذه القوامة لأمرين: أحدهما وهبي، والآخر كسبي. أولاً: الرجل هو الذي ينفق الكثير على تأسيس الأسرة فلو انهدمت ستنهدم على أم رأسه، لهذا يفكر ألف مرة قبل أن يتخذ القرار.
ثانيا: لأن العاطفة عند المرأة أقوى من الرجل والرجل عقلاني أكثر منها.
ثالثاً: الرجل يتعامل في الحياة مع الأرض والمادة، أما مهمة المرأة هي التعامل مع هذا الجنس الراقي ألا وهو الإنسان زوجها أو طفلها وهذه أشرف مهمة في الوجود (سكن الزوج وحضانة البنين).
ميراث المرأة وميراث الرجل: قبل الإسلام كانوا لا يورثون النساء والصغار شيئاً وإنما كانوا يورثون الرجال فقط بحجة أنهم هم الذين يحملون السلاح ويحمون الديار.
التفاوت في الميراث بين الرجل والمرأة: جاء فيه قوله - تعالى-: ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) [النساء 11] نتيجة للتفاوت في الأعباء والتكاليف المالية المفروضة على كل منهما فلو افترضنا أن أبا مات وترك وراءه ابناً وبنتاً فالابن يتزوج فيدفع مهرا ويتكفل بنفقة الزوجة على حين تتزوج البنت فتأخذ مهر ويتكفل زوجها بنفقتها، ونفقتها تقدر بقدر حاله من السعة والضيق، وقد ينفق الابن على أبويه مع بيته الجديد وأولاده، وفى بعض الأحيان يكون نصيب الأنثى مثل الذكر في حال ميراث الأبوين من أولادهما ممن له ولد، قال - تعالى -: ( ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد) [النساء 11].
أول ميراث للمرأة: أن جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: " يا رسول الله: هاتان ابنتا سعد بن الربيع قٌتل أبوهما شهيداً يوم أحد فأخذ عمهما ماله ولم يدع لهما شئياً وهما لا تتزوجان إلا ولهما مال، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (( يقضى الله في ذلك)) فنزل قوله - تعالى -: ( يوصيكم الله في أولادكم)) [النساء 11]، وحالات ترث الأخت للأم مثل الأخ للأم السدس: إذ قال - تعالى -: ( وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث) النساء 12.، وكذا لو ماتت امرأة وتركت زوجها وأختها شقيقتها وأخاً للأب فإن للزوج النصف والأخت الشقيقة تأخذ النصف الباقي بعد الزوج والأخ لأب لا يرث شيئاً؛ لأنه عصبة لم يبق له شيئا، وهكذا نرى أن هناك بعض حالات لا يرث فيها الرجل وترث المرأة لقرب نسبها من المتوفى وفى النهاية كل له مهمته فلا يجب خلط الأدوار.
حقها في تعلم العلم: يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( طلب العلم فريضة على كل مسلم)) ويشمل ذلك كل مسلم ومسلمة، تتعلم لتستطيع لأن تربى أبناءها والمرأة المتعلمة قادرة على تربية أولادها أفضل من الجاهلة، ووجودها في وظائف معينة مثل الطبيبة والمدرسة مهم ولكن بشروط:
- ضبط الاختلاط وأن تلتزم (زى المرأة الشرعي) حتى لا تكون ملفته للنظر وهى ذاهبة للتعلم وليس معنى ذلك عزلة النساء أو أن المرأة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم- كانت معزولة بل كانت تشهد الجماعة والجمعة وتصلي في صف خلف صفوف الرجال، ولكن كان لهم باب للنساء يدخلن منه حتى لا يزاحمن الرجال ويشاركن في صلاة العيدين، وكان يسألن في أمر دينهن لم يمنعن الحياء عن السؤال في أمر دينهم يسألوا عن الحيض والاغتسال من الجنابة والاستحاضة، وفى عهد عمر بن الخطاب عين في خلافته الشفاء بنت عبد الله العدوية محتسبة على السوق، ولم يكتف بذلك بل « روى أن أسماء بنت زيد بن السكن الأنصاري أتت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بين أصحابه فقالت: " يا رسول الله إني وافدة النساء إليك، إن الله بعثك بالحق للرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك وأنّا معشر النساء محصورات، قواعد بيوتكم حاملات أولادكم وأنتم معشر الرجال فُضلتم علينا بالجُمَع والجماعات وعيادة المريض وشهادة الجنائز وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله - تعالى-وأن الرجل إذا خرج حاجاً أو مرابطاً أو معتمراً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم أفما نشاركم في هذا الخير والأجر يا رسول الله؟، فالتفت بوجهه الكريم إلي أصحابه ثم قال: (( هل سمعتم مقالة امرأة أحسن من هذه عن أمر دينها؟، فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت إليه - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: (( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء: أن إطاعة الزوج يعدل ذلك وقليل منكن من يفعله)) أخرجه البزار والطبراني، وكذلك شاركت في الجهاد والمعارك وتمريض الجرحى رفيدة الأسلمية أول طبيبة في الإسلام ونجد أم عطية قالت: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام وأداوى الجرحى وأقوم على المرضى، ونجد أن أم عمارة نُسيبه بنت كعب يوم " أحد " تقاتل وتدافع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأثنى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. المرأة أنثى: قال الله - تعالى-: ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) الذاريات 49. هي سنة الله في الخلق، والازدواج من خصائص المخلوقات سواء في عالم الإنسان والحيوان والنبات، فالمرأة تكمل الرجل وهو يكملها والشيء لا يكمل نفسه إذ يقول الله - تعالى-: ( وليس الذكر كالأنثى) [آل عمران 36] والإسلام يراعى أنوثة المرأة الفطرية ولا يكبتها أو يصادرها ولكنه يحول دون ابتزازها وامتهان أنوثتها، وموقف الإسلام من ذلك يتحدد بـ:
1 - أحل لها ما حرم على الرجال بما تقتضيه طبيعة الأنثى ووظيفتها: كالتحلي بالذهب، ولبس الحرير الخالص وذلك عن على -رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ حرير في يمينه وذهب فجعله في شماله ثم قال: (( إن هذين حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم))، كما حرم عليها كل ما هو تشبه الرجال في الزي والحركة والسلوك، وذلك عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: " لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل " وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: " لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهات من النساء بالرجال ولعن المتشبهين من الرجال النساء" رواه البخاري.
2- وهو يحافظ على خلقها وحيائها، ويحرص على سمعتها وكرامتها ويصون عفافها من أن تمتد إليه أيدي السوء.
أ- غض البصر قال -تعالى-: ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) النور 31 ب- الاحتشام والتستر في لباسها وزينتها، إذ قال الله -تعالى-: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.....) النور 31.
جـ - أن تتوقر في مشيتها وكلامها ولا تتميع بالقول، فقال - تعالى-: ( ولا يضربن بأرجلهن ليٌعلم ما يخفين من زينتهن) النور 31
د- أن تتجنب كل ما يثير انتباه الرجال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية)) رواه النسائي والحاكم وابن حبان.
هـ- أن تمتنع عن الخلوة بأي رجل ليس زوجها ولا محرماً عليها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (( لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن إلا ومعها محرم)) متفق عليه. وهو بذلك لم يحمى المرأة كأنثى فقط ولكنه يحمى الرجل أيضا من عوامل الانحراف والقلق والتفكك الأسرى.
الرد على أنصار الاختلاط المفتوح: قال - تعالى -: ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فأتبعها ولا تتبع سبيل الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وأن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) [الجاثية 18، 19].
أولاً: لا نبيع ديننا اتباعاً لهوى الغربيين والشرقيين.
ثانيا: إن الغرب الذين نقتد به يشكو اليوم من أثار التحلل والانحراف وأصبح يهدد الحضارة بالخراب والانهيار، ماذا جنا المجتمع من الاختلاط بلا حدود:
الانحلال الأخلاقي وانتشار الأبناء الغير شرعيين، كثرة الطلاق وتدمير البيوت لأتفه الأسباب، انتشار الأمراض الفتاكة، وهكذا نرى الإسلام حما المجتمع كله من الرذيلة وإن لم يطبق الإسلام بهذه الرؤية الصائبة لعلاقة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل سوف نرى في الأيام القادمة ما هو أكبر مما يدور في مخيلتنا من انتشار الرذيلة والتحرش الجنسي وأنواع الزواج الي ما أنزل الله بها من سلطان " زواج الدم والطابع والوشم وما خفي كان أعظم "
المرأة أمّاً: أول ما يتعامل الإنسان مع المرأة يتعامل معها أماً، ولا يعرف التاريخ نظاماً كرم الأم مثل الإسلام، جاءت الوصية بالوالدين عامة بعد توحيد العباد لله، قال - تعالى-: ( وقضى ربٌك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) الإسراء 23، وخص المرأة بالآيات: قال - تعالى-: ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنأ على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير) لقمان 14. وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله: (( من أحق الناس بحسن صحابتي قال: " أمك " قال: ثم من؟ قال: " أمك " قال: ثم من؟ قال: " أمك " قال: ثم من؟ قال: " أبوك))، رواه البخاري ومسلم، ويروى أن رجلا كان بالطواف حاملا أمه يطوف بها، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أديت حقها؟ قال: (( لا ولا بزفرة واحدة )) (من زفرات الطلق). رواه البزار، وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يا رسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: (( هل لك من أم "؟. قال: نعم قال: " فالزمها فإن الجنة عند رجليها)) رواه الترمذي، ومن العجيب أن الإسلام أمر ببر الأم ولو كانت مشركة، سألت أسماء بنت أبي بكر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صله أمها المشركة وكانت قد قدمت عليها فقال لها: (( نعم صلى أمك)) متفق عليه. والإسلام جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها وأولى بهم من الأب علي أن تحسن تربيتهم ولنا في أمهات الصحابة والتابعين وزوجات الأنبياء أسوة ولنرى معاً أمهات خلدت أسمائها وبقى أثرها حتى بعد الموت قرآن يتلى إلى يوم القيامة.
أمهات خالدات: فهذه أم مريم " امرأة عمران " نذرت ما في بطنها محرراً لله، قال - تعالى-: ( فتقبل مني إنك أنت السميع العليم) [آل عمران (35)]، قال - تعالى -: ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نبات حسناً) [آل عمران (37)] وها هي أم موسى تستجيب إلى وحى الله وإلهامه وتلقى ولدها في اليم بيقين من الله أنه يردها إليها" ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في ليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) [القصص (7)] ـ الخنساء: هي تماضر بنت عمرو بنت الحارث بن الشريد توصى أولادها الأربعة حين خرجوا إلي موقعة القادسية " يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحد ما هجنت حسبكم وما غيرت نسبكم وما فضحت خالكم واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية اصبروا وصابرو ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وجللت ناراً علي أوراقها فيمموا وطيسها وجالدوا رميسها وأخذت تحث أبنائها"، ولما أخبرت بخبر نعيهم قالت: اخبروني أولاً كيف قتلوا؟ من الخلف أم من الأمام، قالوا لها: بل من الأمام، فقالت: قولها الشهير: " الحمد لله الذي شرفني بقتلهم جميعاً، وأرجو الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته ".
ـ أسماء أم عبد الله بن الزبير: التي قالت لأبنها عندما شكا لها خوفه من أن يمثل به بعد موته فقالت كلمتها المشهورة: " إن الكبش إذا ذبح لم يأمن السلخ أو لم يألم من السلخ، هل يضر الشاه سلخها بعد ذبحها " ثم دنا عبد الله من أمه فتناول يدها وقبلها وعانقها وكان عليه درع فلما عانقها وجدت مس الدرع فقالت ما هذا صنيع من يريد ما تريد، وكانت توصيه إما أن تقتل فاحتسبك وإما أن تظفر فتقر عيني إياك أن تعرض على خطأ فلا توافق فتقبلها كراهية الموت.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]