
18-01-2020, 01:10 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة :
|
|
رد: ما أورده الحسن البصري من الآداب ومكارم الأخلاق
ما أورده الحسن البصري من الآداب ومكارم الأخلاق (2)
د. أحمد عبدالوهاب الشرقاوي
وكان الحسن يقول: جهد البلاء أربعة: كثرة العيال، وقِلَّة المال، وجار السوء في دار المقام، وزوجة تجور.
وكان يقول: أعزُّ الأشياء: درهم حلال، وأخٌ في الله؛ إنْ شاورتَه في دنياك وجدته متين الرأي، وإن شاورته في دينك وجدتَه بصيرًا به.
وكان يقول: يكون الرجل عالمًا ولا يكون عابدًا، ويكون عابدًا ولا يكون عاقلاً، ولقد كان مسلم بن يسار[9] عابدًا عالمًا عاقلاً.
وكان يقول: لله در بكر بن عبدالله، لقد سمعته يأمر بالحِلم، ويحثُّ على العفو، ويقول: أيها الناس، أطفئوا نار الغضب بذكر نار جهنم؛ فقد كان أبو الدرداء[10] يقول: أقرب ما يكون العبد مِن غضَب الله إذا غضِب.
وكان الحسن يقول: من تسربل العقل[11]، أمن من الهلكة.
وكان يقول: المغبون من غُبنَ عقله[12].
وكان يقول: اصحب الناس بمكارم الأخلاق؛ فإن الثواء بينهم قليل.
قال يونس بن حبيب[13]: سمعتُ الحسن البصري - رحمه الله - يقول: اثنان لا يصطحبان أبدًا: القناعة والحسد، واثنان لا يفترقان أبدًا: الحرص والحسد.
وكان يقول: يسود الرجل بعقله وبحيائه وحلمه.
وكان يقول: لا تأتِ إلا مَن تأمُل نائله، أو تخاف سطوته، أو ترجو بركة دعائه، أو تقتبس مِن علمه.
[1] لم أجد تلك الرواية بهذا اللفظ أو قريب منه في كتب السنَّة.
[2] داود بن نصير، أبو سليمان الطائي، الكوفي، الإمام، العالم، العامل، العابد، الزاهد، أحد أصحاب الإمام، وعين أعيان أئمة الأنام، سمع عبدالملك بن عمير، وسليمان الأعمش، وغيرهما، وروى عنه جماعة؛ منهم: إسماعيل بن علية، وغيره.
وكان داود ممن شغل نفسه بالعلم، ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة والانفراد والخلوة، ولزم العبادة، واجتهد فيها إلى آخر عمره، وقدم بغداد في أيام المهدي، ثم عاد إلى الكوفة، وبها كانت وفاته. قال أبو نعيم: مات سنة ستين ومائة؛ قال الذهبي: سنة اثنتين وستين ومائة؛ انظر: التقي الغزي: الطبقات السنية في تراجم الحنفية.
[3] أبو تمام (190 - 231 هـ / 806 - 846 م): حبيب بن أوس الطائي، من أعلام الشعراء في العصر العباسي، وقيل: إن والده اسمه تدرس، وكان نصرانيًّا فأسلم وتَسمَّى بأوس وانتمى لقبيلة طَيِّئ، والصواب أنه من أصول عربية، ولد بجاسم إحدى قرى حوران في بلاد الشام، وهي تَبعد عن دمشق إلى الجنوب 40كم.
اختلف في ولادته فقيل: 172هـ أو نحو 190هـ، كما اختلف في تاريخ وفاته بين 228هـ، و231هـ.
نشأ بالشام نشأة فقيرة، فاشتغل عند حائك ثياب في دمشق، ثم انتقل إلى حمص، ورحل بعدها إلى مصر، وكان يسقي الناس الماء في جامع عمرو بن العاص، وتردد على مجالس الأدب والعلم، واطَّلع على علوم عصره الدينية والعربية والعلوم المترجمة من منطق وفلسفة وحكمة، وساعده على ذلك ذكاؤه وقوة ذاكرته وحصافة تفكيره. وتوفي بالموصل في العراق.
نظم أبو تمام الشعر في فترة مبكرة من حياته، ولم يزل يُجوِّده حتى نبه ذكره، فعاد إلى الشام من مصر، ومدح القادة والعظماء فيها، ثم توجه إلى حمص والتقى هناك بالشاعر البُحتري، ثم توجه إلى العراق ومدح الوزراء فأوصلوه إلى أبواب الخلفاء، كان أبو تمام ولوعًا بالأسفار، حاضر البديهة، ذكيًّا قويَّ الذاكرة، واسع الثقافة، رُوي عنه أنه كان يحفظ 14 ألف أرجوزة، له ديوان شعر طُبع عدة مرات، جمع فيه كل فنون الشعر.
ويعدُّ أبو تمام أول شاعر عربي عُني بالتأليف، فقد جمع مختارات من أجمل قصائد التراث الشعري في كتاب سماه الحماسة، ويمتاز أبو تمام عن شعراء عصره بأنه صاحب مذهب جديد في الشعر، وله أبيات سيارة؛ (انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م).
[4] البيت لأبي تمام، وصحته:
والحادثات وإن أصابَك بؤسُها
فهو الذي أنباكَ كَيف نعيمُها
وقال بعده:
فلَقَبْلُ أَظهَرَ صَقلُ سَيفٍ أثْرَه
فبدا وهذَّبَتِ القُلوبَ هُمومُها
[5] جاء في كتاب: "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان"؛ لمحمد فؤاد عبدالباقي: حديث أبي هريرة وعائشة؛ حدث ابن عمر أن أبا هريرة رضي الله عنه يقول: "مَن تبع جنازةً، فله قيراط"، فقال: أكثر أبو هريرة علينا، فصدَّقت - يعني عائشة أبا هريرة - وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، فقال ابن عمر: لقد فرَّطنا في قراريط كثيرة؛ أخرجه البخاري في: 13 كتاب الجنائز: 58 باب فضل اتباع الجنائز.
[6] الفرزدق (38 - 110 هـ / 658 - 728): همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال، شاعر عربي من قبيلة تميم، انقادت له ولزميليه جرير والأخطل زعامة الشعر في العصر الأموي، نشأ في بيت شرف وسؤدد لا تُدفع مآثره، وكان لذلك أثر شديد في نفسيته؛ إذ كان يعتد بآبائه اعتدادًا شديدًا، وقد غلب عليه لقب الفرزدق، وهو الخبزة الغليظة التي تتخذ منها النساء الفتوت.
وقد اشتبك مع كثير من الشعراء، هجاهم وهَجا قبائلهم، وقد حُبس في عهد هشام بن عبدالملك.
ثقف الفرزدق بثقافة العصر، وحضر مجالس الحسن البصري، فكان شِعرُه شديد التأثر بلغة الوعاظ، وقد عد الفرزدق أحد مصادر اللغة حتى قيل: لولا شِعره لذهب ثلث اللغة.
ودارت أشعاره في كتب اللغة وعلى ألسنة النحاة، كما أن شِعره مصدر من مصادر كتب التاريخ؛ لكثرة حديثه عن أيام العرب وعن مناقبهم ومثالبهم وأنسابهم، ولا يَقتصر شعره على ذلك، بل إنه يسجِّل أحداث الخوارج وأحداث خراسان في عصره، رثاه خصمه القديم جرير في قصيدتين من أجمل المراثي، وضعه ابن سلام في الطبقة الأولى من شعراء الإسلام، وقد حفل ديوان الشعر العربي بكثير من أبياته التي صارت مضربًا للمثل والاستشهاد؛ (انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م).
[7] الواقعة بتمامها في "الأمالي الشجرية"؛ لابن الشجري، و"الفاضل"؛ للمبرد، وللبيتين بقية، هي:
يُساق إلى نار الجحيم مُسربلاً
سرابيل قطران لباسًا محرّقا
إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم
يذوبون من حرِّ الصديد تمزّقا
[8] بَرَهُوت - بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان - وادٍ باليمن يُوضع فيه أرواح الكفار، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن فيه أرواح الكفار والمنافقين))، وهي بئر عادية في فلاةِ وادٍ مُظلم، وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "أبغض بقعة في الأرض إلى الله - عز وجل - وادي برهوت بحضرموت؛ فيه أرواح الكفار، وفيه ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار"؛ انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان، دار الفكر، بيروت، 1981م، 1 / 405.
[9] مسلم بن يسار (.. - 108 هـ =.. - 726 م) مسلم بن يسار الأُموي بالولاء، أبو عبدالله: فقيه، ناسك من رجال الحديث، أصله من مكة، سكن البصرة، فكان مفتيها، وتوفي فيها؛ انظر: الزركلي: الأعلام، 16 / 58.
[10] أبو الدرداء (؟ - 32هـ / ؟ - 652م): عويمر بن قيس بن زيد، ويقال: ابن زيد بن قيس، ويقال: عامر بن مالك، ولقبه: عويمر الخزرجي، صحابي أنصاري من قبيلة الخزرج بالمدينة، كان أبو الدرداء يعمل بالتجارة، وقد تأخَّر إسلامه إلى ما بعد غزوة أحد، وشهد المواقع التي حدثت بعدها، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي رضي الله عنه، وعُرف أبو الدرداء رضي الله عنه بشجاعته، وكان من النُّسَّاك، حكيمًا عالمًا حريصًا على المعرفة، وله حكم مشهورة، منها قوله: "الدنيا كدَر، ولن ينجو منها إلا أهل الحذر".
كان أبو الدرداء أحد الذين جمعوا القرآن حفظًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انتقل أبو الدرداء إلى بلاد الشام، وأقام فيها، وولاه معاوية رضي الله عنه القضاء بدمشق بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
توفي أبو الدرداء في خلافة عثمان رضي الله عنه، ودفن في دمشق في مقبرة الشهداء، روى أبو الدرداء رضي الله عنه 179حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م).
[11] السربال - بالكسر -: القميص أو الدرع أو كل ما لبس، وقد تسربل به وسربلته، (تسربل) بالسربال لبسه، (ج) سرابيل، وفي التنزيل العزيز: ï´؟ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ï´¾ [النحل: 81]؛ انظر: المعجم الوسيط، الفيروزابادي: القاموس المحيط.
[12] (غبن) رأيه غبنًا: نقص وضعف، ويقال: غبن الرجل رأيه والشيء غبنًا: نسيه، الغبن في الشراء والبيع، يقال: غبنه يغبنه غبنًا، والغبن: ضعف الرأي، يقال: في رأيه غبن؛ انظر: المعجم الوسيط، الفيروزابادي: القاموس المحيط، الأزهري: تهذيب اللغة.
[13] يونس بن حبيب (94 - 182 هـ / 713 - 798 م) يونس بن حبيب الضبي بالولاء، أبو عبدالرحمن، ويعرف بالنحوي: علامة بالأدب، كان إمام نحاة البصرة في عصره، وهو من قرية "جبل" على دجلة، بين بغداد وواسط، أعجمي الأصل، أخذ عنه سيبويه والكسائي والفراء وغيرهم من الأئمة، قال ابن النديم: كانت حلقته بالبصرة، يَنتابها طلاب العلم وأهل الأدب وفصحاء الأعراب ووفود البادية، وقال أبو عبيدة: اختلفتُ إلى يونس أربعين سنة أملأ كل يوم ألواحي من حفظه، وقال ابن قاضي شهبة: هو شيخ سيبويه الذي أكثر عنه النقل في كتابه.
من كتبه "معاني القرآن" كبير، وصغير، و"اللغات" و"النوادر" و"الأمثال"، ومن كلامه: "ليس لعيي مروءة، ولا لمنقوص البيان بهاء"؛ انظر، الزركلي: الأعلام، 18 / 195.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|