عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14-01-2020, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضيلة عشر ذي الحجة

فضيلة عشر ذي الحجة


الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق




ونذكر الآن ما ورد بخصوصها من فضائل ومزايا وخصائص:

لقد دل كتاب الله سبحانه على فضل ومزية العشر الأُول من ذي الحجة على غيرها من أيام العام، ومن ذلك قوله تعالى:

1 - ï´؟ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ï´¾ [الفجر: 1 - 5].



فقد أقسم الله تعالى بالليالي العشر من ذي الحجة مع ما أقسم به من مخلوقاته في سورة الفجر، وكما هو معروف فإن قسمه سبحانه وتعالى ببعض مخلوقاته يعد تشريفاً منه، وتعظيماً لذلك المقسوم به.



وإن اختلف المفسرون على المراد بالليالي العشر إلا أن أقوال المفسرين الأثبات تجمع على أنها عشر ذي الحجة قال الطبري - رحمه الله -: (والصواب من القول في ذلك عندنا أنها عشر الأضحى لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه وأن عبد الله بن أبي زياد القطواني حدثني قال ثني زيد بن حباب قال أخبرني عياش بن عقبة قال ثني جبير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله قال: " والفجر وليال عشر قال: عشر الأضحى") [تفسير الطبري: 30 / 169].



وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (إن الليالي العشر التي أقسم الله بها هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة) [تفسير الطبري: 30/ 168].



و عن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: ((وليال عشر) أول ذي الحجة إلى يوم النحر) [تفسير الطبري: 30/ 169].



وعن مسروق - رحمه الله - قال: (عشر ذي الحجة وهي التي وعد الله موسى) [تفسير الطبري: 30/ 169] وهو مروي أيضاً عن: عكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك وغير واحد من السلف والخلف.



وعن مجاهد قال: (ليس عمل في ليال من ليالي السنة أفضل منه في ليالي العشر وهي عشر موسى التي أتمها الله له).



وعن مسروق قال: (ليال العشر هي أفضل أيام السنة)[تفسير الطبري: 30/ 169].



وعن ابن عباس قال: ((والفجر) يريد صبيحة يوم النحر لأن الله تعالى جل ثناؤه جعل لكل يوم ليلة قبله إلا يوم النحر لم يجعل له ليلة قبله ولا بعده لأن يوم عرفة له ليلتان ليلة قبله وليلة بعده فمن أدرك الموقف ليلة بعد عرفة فقد أدرك الحج إلى طلوع الفجر فجر يوم النحر وهذا قول مجاهد) [تفسير القرطبي: 20/ 39].



وعن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر) قال ابن كثير: (وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم وعندي أن المتن في رفعه نكارة والله أعلم) [تفسير ابن كثير: 4/ 506].



2 - وقال أيضاً: ï´؟ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ï´¾ [الحج: 28].



عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (الأيام المعلومات أيام العشر) وعلقه البخاري عنه بصيغة الجزم به.



وقال ابن كثير - رحمه الله -: (وروي مثله عن أبي موسى الأشعري، ومجاهد وقتادة، وعطاء، وسعيد بن جبير، والحسن، والضحاك، وعطاء الخرساني، وإبراهيم النخعي وهو مذهب الشافعي، والمشهور عن أحمد بن حنبل) [تفسير ابن كثير: 3/ 217].



3 - قال تعالى: ï´؟ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ï´¾ [البقرة: 203]. على قول من قال أن يوم النحر منها، فعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: (هي ثلاثة: يوم النحر، ويومان بعده أذبح في أيهن شئت وأفضلها أولها) [تفسير ابن كثير: 1/ 246].



وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (الأيام المعلومات التي قبل يوم التروية ويوم التروية ويوم عرفة والمعدودات أيام التشريق) قال ابن حجر - رحمه الله -: (إسناده صحيح وظاهره إدخال يوم العيد في أيام التشريق) [فتح الباري: 2/ 458].



والمشهور فيها - أي الأيام المعلومات - أنها أيام التشريق.



4 - وقال أيضاً: ï´؟ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ï´¾ [الأعراف: 142].



قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (هي ذو القعدة وعشر من ذي الحجة) [تفسير القرطبي: 7/ 274].

وعن مجاهد قال: (ذو القعدة، وعشر ذي الحجة) [تفسير الطبري: 9/ 47].

وعن مسروق (وأتممناها بعشر) قال: (عشر الأضحى)[تفسير الطبري: 9/ 48].



أدلة فضلها من السنة:

1 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه " قالوا: ولا الجهاد؟ قال: " ولا الجهاد. إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيءٍ) [البخاري برقم: 969].



قال ابن رجب - رحمه الله -: (ثم استثنى جهاداً واحداً هو أفضل الجهاد، فإنه صلى الله عليه وسلم سئل أي الجهاد أفضل؟ قال: " من عقر جواده وأهريق دمه "وصاحبه أضل الناس درجة عند الله، سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو يقول: اللهم أعاطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين، فقال: " إذن يعقر جوادك، وتستشهد " فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر، وأما بقية أنواع الجهاد، فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله - عز وجل - منها وكذلك سائر الأعمال.



وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره، ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره) [لطائف المعارف: 276].



وقال ابن حجر - رحمه الله - (واستدل به على فضل صيام عشر ذي الحجة لاندراج الصوم في العمل، واستشكل بتحريم الصوم يوم العيد.



وأجيب: بأنه محمول على الغالب ولا يرد على ذلك ما رواه أبو داود وغيره عن عائشة قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما العشر قط) لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته كما رواه الصحيحان من حديث عائشة أيضاً) [فتح الباري: 2/ 460].



2 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام الدنيا أيام أحب إلى الله سبحانه أن يتعبد له فيها من أيام العشر وإن صيام يوم فيها ليعدل صيام سنة وليلة فيها بليلة القدر " [ابن ماجه برقم: 1728].



3 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام العمل فيه أفضل من عشر ذي الحجة " قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا من عقر جواده، وأهريق دمه " [مسند أبي عوانة: 2/ 245].



4 - وعن ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من: التهليل، والتكبير والتحميد " [مسند أحمد بن حنبل: 2/ 131].



5 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أيام الدنيا أيام العمل فيها أفضل من أيام العشر" قال رجل: ولا مثلها في سبيل الله ثلاثاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة " إلا أن لا يرجع " [الطبراني: المعجم الكبير: 12/ 14].



6 - عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دخلت العشر فأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره، ولا من بشره شيئاً "[النسائي: 3/ 52].



ما جاء عن بعض السلف في تعظيمها:

1 - فقد كان ابن عمر وأبو هريرة - رضي الله عنهما - يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما. [البخاري].



2 - وكان سعيد بن جبير - رحمه الله - إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه.[سنن الدارمي: 2/ 41] وكان - رحمه الله - يقول: (لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر) تعجبه العبادة فيها[ابن رجب: لطائف المعارف: 278].



3 - وعن مسكين قال: (سمعت مجاهداً وكبر رجل أيام العشر، فقال مجاهد: أفلا رفع صوته فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي، حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح، وإنما أصلها من رجل واحد) [مصنف ابن أبي شيبة: 3/ 250].



4 - وعن مجاهد قال: (ما من عمل في أيام السنة أفضل منه في العشر من ذي الحجة قال: وهي العشر الذي أتمها الله لموسى) [مصنف عبد الرزاق: 4/ 375].



5 - وعن أبي الضحى قال: سُئل مسروق عن الفجر وليال عشر: قال: (هي أفضل أيام السنة) [مصنف عبد الرزاق: 4/ 376].



خصائص وأحكام عشر ذي الحجة:

1 - خصت هذه الأيام بأن الله قد شرفها وعظمها، وفضل العمل فيها على غيرها من الأيام.



2 - أنه يقع فيها معظم مناسك الحج ابتداءً من يوم التروية إلى ركن الحج الأعظم وهو الوقوف بعرفة إلى ما يتضمنه يوم النحر من بقية المناسك، والحج أحد أركان الإسلام الخمسة المفروضة على المستطيع من المسلمين ولما كان جزاء الحج المبرور الجنة، فإن هذه الأيام هي بوابة لدخول الجنة، وبوابة للمغفرة.



3 - ضمت هذه العشر يومين من أعظم أيام السنة، ورد فيهما ما يدل على فضيلتهما وهما: (يوم عرفة، ويوم النحر).



4 - كونها خاتمة أشهر الحج على قول الجمهور، وهي داخلة في أشهر الحج على قول المالكية.



5 - يستحب فيها ويسن على وجه الخصوص الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد. والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيرا للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد، فإن هذا غير مشروع.



إن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً " [أخرجه الترمذي وهو حديث حسن لشواهده].



6 - جعل الله تعالى في أحد أيامها وهو (يوم النحر) ميقاتاً للتقرب إليه بذبح القرابين، كهدي القارن والمتمتع للحاج خاصة، والأضحية للحاج وغيره.



7 - العمل الصالح فيها أحب الأعمال إلى الله تعالى منه في غيرها.



8 - يشرع فيه الصيام من جهة كونه داخلاً في مسمى العمل الصالح، ولكونه قد وردت بخصوصه بعض الآثار منها عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر والخميس)[سنن أبي داود].



9 - إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم أو أداء العمرة، فمن وفقه الله تعالى لقصد بيته - حجاً أو عمرة - وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج: " المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " فمن لم يمكنه الحجّ أو العمرة، فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة.



10 - ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب.



والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهرا وباطنا ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على ألا يعود والاستقامة على الحق بفعل ما يحبه الله تعالى.



وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم؛ لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى. وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله. قال تعالى: ï´؟ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ï´¾ [القصص: 67] [القصص: 67].



وهذه الأيام المباركة قد ضمت فيما ضمت من مزايا أياماً تختص بفضائل دون سائر الأيام وهي: (يوم عرفة، ويوم النحر) وهذه بعض ما ورد فيها من آثار دالة على عظمها وفضلها لتضيف إلى العشر مزيد فضل وحرمة.



أولاً: يوم عرفة:

وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، سمي باسم المكان المعروف الذي يقف فيه الحاج.



وسميت عرفات بهذا الاسم لما قيل بأن جبريل - عليه السلام - حج بإبراهيم - عليه الصلاة والسلام - فلما وصل عرفات قال: عرفتُ.



وقيل: سميت عرفات؛ لأن الناس يتعارفون فيها.

وقيل: إن آدم - عليه الصلاة والسلام - التقى حواء فيها بعد هبوطهما من الجنة فتعارفا.



قال ابن عطية - رحمه الله -: (والظاهر أنه اسم مرتجل كسائر أسماء البقاع) [تفسير ابن كثير: 1/ 427، والشوكاني: فتح القدير: 1/ 270، ابن ناصر الدين الدمشقي: فضل عشر ذي الحجة: 25].



هذا ومن أسماء يوم عرفة:

1 - يوم التمام؛ لأن الله - عز وجل - أتم وأكمل الدين فيه.كما قاله عمر وعلي - رضي الله عنهما -.



2 - يوم الحج الأكبر.



3 - المشهود لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة " [الترمذي، ابن ناصر الدين الدمشقي: فضل عشر ذي الحجة: 27 - 28].



إن الأدلة على فضل يوم عرفات كثيرة أذكر منها:

1 - عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحج عرفة أو عرفات، فمن أدرك عرفة قبل طلوع الفجر، فقد أدرك الحج " فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الوقوف فيه هو الحج مبالغة في تعظيمه وتشريفه، فهو أصل الحج والباقي تابع له.

[الترمذي، وابن ماجة، والنسائي، والحاكم].



قال ابن خزيمة - رحمه الله -: (قد أوقع النبي صلى الله عليه وسلم اسم الحج باسم المعرفة على عرفة أراد الوقوف بها وليس الوقوف بعرفة جميع الحج إنما هو بعض أجزاءه لا كله) [صحيح ابن خزيمة: 4/ 257].



قال النووي - رحمه الله -: (الحج عرفة أي: عماده، ومعظمه عرفة) [النووي على صحيح مسلم: 2/ 37]

قال ابن حجر - رحمه الله -: (الحج عرفة أي معظم الحج، وركنه الأكبر) [فتح الباري: 11/ 94]

وقال المناوي - رحمه الله -: (الحج عرفة أي: هو الأصل والباقي تابع) [فيض القدير: 4/ 521].



وقال الشوكاني - رحمه الله -: (" الحج عرفة " أي الحج الصحيح حج من أدرك يوم عرفة) [المباركفوري: تحفة الأحوذي: 3/ 540].



2 - عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً ضاحين جاؤوا من كل فج عميق، ولم يروا رحمتي ولم يروا عذابي، فلم أر يوماً أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة "[الهيثمي: مجمع الزوائد].



3 - عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء " [مسلم].



4 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الأيام يوم عرفة " [صحيح ابن حبان].



5 - عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما رؤى الشيطان يوماً هو فيه أصغر، ولا ادحر، ولا أحقر، ولا أغيظ منه، في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أرى يوم بدر " قيل: وما رأى يوم بدر يا رسول الله؟ قال: " أما أنه قد رأى جبريل يزع الملائكة " [موطأ مالك].



6 - عن أبي قتادة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده " [صحيح مسلم].



7 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه، وبصره، ولسانه، غفر له "[المسند].



8 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير "[الترمذي].



9 - عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "(والفجر وليال عشر) قال العشر: عشر الأضحى (والوتر) يوم عرفة (والشفع) يوم النحر ".[البيهقي: شعب الإيمان].



10 - قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (العشر التي اقسم الله بهن ليالي عشر ذي الحجة والشفع يوم الذبح والوتر يوم عرفة.



11 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (ما من يوم من السنة أصومه أحب إليّ من يوم عرفة) [البيهقي: شعب الإيمان].



12 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: (كان يقال في أيام العشر لكل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشرة ألف يوم يعني في الفضل)[البيهقي: شعب الإيمان].



13 - عن عطاء ابن رباح - رحمه الله - قال: (من صام يوم عرفة كان له كأجر ألف يوم).



بعض خصائص يوم عرفة وأحكامه:

1 - أنه كما تقدم يعد أفضل الأيام.



2 - أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم من أركان الحج.



3 - باتفاق العلماء يستحب صيامه لغير الحاج، إنما وقع الخلاف بخصوص الحاج، الجمهور على أنه يستحب له الفطر وعدم الصوم لحديث أم الفضل - رضي الله عنها - تقول: (شك ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عرفة ونحن بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه بقعب فيه لبن وهو بعرفة فشربه) [مسلم]. ولقول ابن عمر - رضي الله عنهما -: (حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه يعني يوم عرفة ومع أبي بكر فلم يصمه ومع عمر فلم يصمه ومع عثمان فلم يصمه) قال الترمذي - رحمه الله -: (والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم يستحبون الإفطار بعرفة ليتقوى به الرجل على الدعاء وقد صام بعض أهل العلم يوم عرفة بعرفة)[سنن الترمذي].



4 - صومه كفارة سنة ماضية، وسنة مستقبلة.

5 - يوم مغفرة الذنوب، والعتق من النار، والمباهات بأهل الموقف.



6 - يستحب فيه الإكثار من الدعاء والذكر لحديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: (كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير) [المسند].



7 - أنه يوم عيد ويوم إكمال الدين وإتمامه، فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً قال: أي آية قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة، يوم جمعة) [البخاري] وفي بعض الروايات (وكلاهما لنا عيد)، لكنه عيد لأهل الموقف خاصة ولهذا يستحب لهم فطره عند جمهور الفقهاء، ولغيرهم يستحب لهم صيامه.



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.11 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]