عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-01-2020, 11:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,863
الدولة : Egypt
افتراضي معرفة أسباب نزول القرآن


معرفة أسباب نزول القرآن



محمد جميل زينو







إن معرفة أسباب النزول مما يساعد على فهم القرآن الكريم:

1- مثال ذلك قول الله تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 56، 57].



عن ابن مسعود قال: «كان نفرٌ من الِإنس يعبدون نفرًا من الجن، فأسلم النفر من الجن فاستمسك الآخرون بعبادتهم فنزلت: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ﴾ [متفق عليه].



قال الحافظ: «استمر الِإنس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن، والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا، وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة. وروى الطبري من وجه آخر عن ابن مسعود فزاد فيه: «والِإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم»، وهذا هو المعتمد في تفسير الآية. [فتح الباري ج 8/ 397].



﴿ يَدْعُونَ ﴾: يتضرعون إلى الله في طلب ما يقربهم إلى ربهم.

﴿ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ﴾: يتقربون إليه بطاعته والعمل بما يرضيه.

﴿ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ﴾: أيهم أقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.

﴿ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ﴾: لا تتم العبادة إلا بالخوف والرجاء.

﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾: ينبغي أن يحذره العباد ويخافوه.



أقول: في هذه الآية ردٌّ على الذين يَدْعون غير الله من الأنبياء والأولياء، ويتوسلون بذاتهم ولو توسلوا بإيمانهم بهم وحبهم لهم لجاز.



2 - مثال آخر: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾. [الأنعام: 82].



قال أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم: وأينا لم يظلم؟ فنزلت: ﴿ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]. [رواه البخاري].



قال الحافظ في "الفتح": «لم يلبسوا: لم يخلطوا».



3 - ومثال آخر: ما ذكره البخاري عن عروة قال: خاصم الزبير رجلاً من الأنصار في شريج من الحَرَّة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اسق يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك»، فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك، فتلوّن وجهه ثم قال: «اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجَدر، ثم أرسل الماء إلى جارك» واستوعب النبي صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري، وكان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة.



«في شريج»: مسيل الماء وينزل من الجبل إلى مكان اسمه (الحَرَّة).



قال الزبير: «فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]». [البخاري ج 5/ 180].



4- ومثال آخر: عن حذيفة: ﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195].

قال: نزلت في النفقة؛ أي: في تركها. [أخرجه البخاري].



وفي رواية أبي داود قال: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو، فقال الناس: مَه مَه؛ لا إله إلا الله، يُلقى بيديه إلى التهلُكة!



فقال أبو أيوب الأنصاري: إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه، وأظهر الِإسلام قلنا: هلُم نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلى التَّهْلُكَةِ ﴾.



فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة: أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد.





قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية. [رواه أبو داود بسند صحيح، وانظر: «جامع الأصول» (2 / 32) ].



المصدر: «رسائل التوجيهات الإسلامية» (2 / 23 - 24)




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.42 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]