عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13-01-2020, 03:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رسائل الى المرأة في الحج

الدرس الأول:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أيتها الأخت المسلمة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛، بعد:
فاعلمي أن الوقت نعمة لمن شغله بالصالحات ونقمة لمن جعله سياحة في دنيا المنكرات والمحرمات، وحجة على من هدره بالسفاسف والترهات، حيث قضى الليالي والأيام في اجتماعات اللهو الآثمة وسماع الأغاني الماجنة، ورؤية الأفلام المحرمة.

والمسلمة تدرك بلا شك أنها مسؤولة بين يدي ربها عز وجل عن وقتها وعن شبابها وتسمع هاتفا في قلبها في كل يوم يقول: "يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني بعمل صالح رشيد فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة" ولذا فإن الأخت المسلمة حريصة أشد الحرص على استغلال وقتها وحسن استثماره كما قال الحسن البصري: "أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم".

واعلمي - حفظك الله -: أن كثيراً من النساء لا يحسن استثمار أوقات فراغهن وهن في البيوت؛ بل ربما عصت ربها برؤية مسلسلة هادمة أو قراءة مجلة فاسدة أو غيبة ونميمة عبر مكالمة هاتفية تافهة؛ ولذا أحببت أن أذكر ببعض الوسائل التي تستثمرين بها وقتك في بيتك ومنها:


أولا: المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها والإكثار من السنن والنوافل. وقد قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم عند فراغه {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}. وقال صلى الله عليه وسلم: ((من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة))؛ حديث صحيح.

ثانيا: القيام بالواجبات الزوجية وتأدية المسئوليات الأسرية ومن أهمها:

- طاعة الزوج بالمعروف والقيام على خدمته.
- تربية الأولاد تربية إيمانية مكينة (انظري: الدرس الأول)

- القيام بحق الوالدين والإحسان إليهما.
- ترتيب المنزل وحسن تدبير شؤونه.

قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها)).

ثالثا: القراءة في الكتب الإسلامية للتفقه في الدين وعبادة الله تعالى والدعوة إليه على بصيرة.

رابعاً: المتابعة لأحوال المسلمين في العالم من خلال الاطلاع على بعض المجلات ذات الصبغة الإسلامية مثل (الدعوة، المجتمع، الإصلاح..) ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.

خامسًا: الاستماع إلى تلاوة كتاب الله ودروس المشايخ والدعاة من خلال الشريط الإسلامي وإذاعة القرآن الكريم.

سادساً: العكوف على كتاب الله حفظاً وتفسيراً مع الالتحاق - إن استطعت - بمدارس تحفيظ القرآن المسائية بالاتفاق مع أخواتك الطيبات ليكون ذلك عونا لك على الاستمرار في الحفظ.

سابعًا: صلة الأرحام بواسطة الهاتف والسؤال عن أحوالهم وإدخال السرور إلى قلوبهم بالكلمة الطيبة لتقوى الألفة وتتوثق عرى المحبة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أجله؛ فليصل رحمه))؛ البخاري ومسلم.

ثامنًا: إتقان بعض فنون التدبير المنزلي. وأهمها الطبخ والخياطة، فالمرأة الصالحة (ربة بيت) تحسن القيام بشؤون بيتها وتتقنها وقد كانت فاطمة بنت محمد - رضي الله عنها - تطبخ وتنظف وتستسقي بالقربة حتى أثر ذلك في بدنها.

تاسعًا: إعداد المسابقات الثقافية والتربوية المفيدة ومن ثم طرحها على الأخوات أو الأبناء لتستجم النفوس وتنبسط القلوب.

وبعد؛ فهذا غيض من فيض وسائل استثمار الوقت في البيوت وقليل من النساء من توفق للعمل بها فكوني أنت أيتها الأخت المسلمة من هذا القليل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)) حديث صحيح.

أسأل الله أن يجعلنا وإياكن من الذين وفقهم الله للعمل بطاعته وجنبهم معصيته والحمد لله رب العالمين..

الدرس الثاني: كيف تكون زيارتك هادفة؟
إن الكثير من اللقاءات بين النساء تحولت إلى مباريات في أفضل طعام يقدم وأحسن بدلة ترتدي وأجمل حلي يلبس إضافة إلى ما يدور في تلك اللقاءات من غيبة ونميمة ولغو وثرثرة ناشئة من الفراغ وضعف الإيمان وهذا وغيره - لا شك - يجر إلى مفاسد عظيمة من إضاعة الأوقات وهدر للجهود والطاقات وتبديد للأموال وتضييع للأمانات ولذا أضع بين يديك - أيتها الأخت المسلمة - بعض الوسائل والأساليب التي تجعل من زيارتك هادفة:
أولا: المناصحة في مجال تربية الأبناء والاستفادة من الخبرات والتجارب العملية في ذلك فأما أجدر الأخوات المسلمات أن يعرضن في لقاءاتهن موضوعات تدور حول كيفية تربية الأبناء تربية إسلامية.
(كتب مقترحة: "تربية الأولاد" لعبدالله علوان. "دور البيت" في تربية المسلم لخالد شنوت. "بصمات على ولدي"
ثانياً الإصلاح بين المؤمنات.. فإذا حصلت جفوة بين القلوب جاءت الزيارة الهادفة كي تصلح بين القلوب المتنافرة وتغسل ما أصابها من نزغات الشيطان بالتذكير بأجر من كظم غيظه وعفا عن الناس قال الله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114].


ثالثا: القراءة في بعض كتب أهل العلم.. فيخصص جزء من وقت اللقاء للقراءة على (الزائرات) بعض الفوائد الإيمانية والنكات العلمية.
رابعاً: المناصحة والمشاورة في أمور الدعوة.. فالمرأة المسلمة ينبغي أن يكون لها دور بارز في الدعوة في صفوف النساء ولذا فإن عليها أن تتعاون مع بعض أخواتها على عقد لقاء دوري يتشاورن في كيفية الدعوة وسبل نشرها وتطوير وسائلها وتقويم أساليبها.
خامساً: المسابقات الثقافية والتربوية: من أفضل الوسائل لاستغلال أوقات اللقاءات وخصوصا المسابقات الإيمانية وطرح الأسئلة التربوية على الزائرات.. والأخوات اللاتي يتعذرن بضيق الوقت للإعداد لمثل هذه المسابقات يمكن أن ينتقين بعض المسابقات المعروضة في المكتبات وهي على شكل بطاقات أو على شكل كتب جاهزة (مسابقات جاهزة)
سادسا: الاستماع إلى محاضرة مسجلة ثم النقاش في عناصر هذه المحاضرة مع إهداء شريط مناسب ليكون محل نقاش اللقاء القادم
استضافة بعض الأخوات الداعيات اللاتي عندهن المقدرة على إلقاء كلمة وموعظة.
ثامنا: الاطلاع على المجلات ذات الصبغة الإسلامية؛ لأن العديد من المجلات خصصت بعض صفحاتها لعرض موضوعات تخص النساء؛ لذا يمكن للأخوات أن يخصصن جزءاً من وقت زيارتهن لإلقاء الضوء على موضوعات مثل هذه المجلات (من هذه المجلات: المجتمع، الدعوة، النور، الأسرة، الإصلاح).


تاسعا: المناصحة في شؤون البيت وطرق تنظيمه وترتيبه واكتساب الخبرة في حسن تدبيره مع التحذير من الإسراف والترف والتفاخر والغرور بمتاع الدنيا.
عاشرا: المناصحة في طرق العلاقات الزوجية وما ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة في تعاملها مع زوجها مع التحذير من كشف أسرار الزوج ونشر عيوبه.
أيتها الأخت المسلمة هذه بعض الوسائل والأساليب التي تجعل من زيارتك هادفة، والحرة تكفيها الإشارة ومما تجدر الإشارة إليه ويتأكد التنبيه عليه أن هذه الوسائل والأساليب لن تؤتي ثمارها وتحقق أهدافها إلا إذا أعددت لها عدتها قبل موعد الزيارة.. فعليك أن تهتمي بما ستنفعين به أخواتك المؤمنات في اللقاء اهتماما يفوق اهتمامك بجمال فستانك وأناقة مظهرك.
أسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويثبتنا وإياك على الحق والحمد لله رب العالمين.


الدرس الثالث: توجيهات في تربية الأبناء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه؛ وبعد:
أيتها الأخت المسلمة: إن تربية الأبناء مهمة جليلة وأمانة عظيمة ستسألين عنها بين يدي ربك عز وجل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. والمرأة راعية في بيت زوجها وولده) متفق عليه ولهذا فإنا نهديك هذه التوجيهات لعلها تكون عوناً لك في أداء هذه الأمانة:
كوني قدوة صالحة لأبنائك فإذا وعدت فأنجزي وإذا قلت فاصدقي. عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبي فذهبت أخرج لألعب فقالت أمي: يا عبد الله تعال أعطيك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمراً قال صلى الله عليه وسلم أما أنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبه). السلسلة الصحيحة للألباني.
تفرغي لتربية أبنائك وقومي بجميع مسؤلياتك وواجباتك نحوهم و لا تنشغلي عنهم بالحفلات المسائية والمكالمات الهاتفية والتجول في الأسواق التجارية وإياك وتركهم للخادمات.. قال القائل:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلاً
إن اليتيم من تلقى له أمّا تخلت أو أباً مشغولا

بادري في تقويم سلوك أبنائك وتأديبهم منذ نعومة أظفارهم حتى لا يشبوا على مساوئ الأخلاق فيصعب علاجها بعد ذلك وقد درجوا عليها.
قد ينفع الأدب الأولاد في صغر وليس ينفعهم من بعده أدب
إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت ولا يلين ولو لينته الخشب

طهري لسانك من السباب والشتم واللعن واعلمي أن أبناءك سيحفظون تلك العبارات وسيرددون تلك الكلمات قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ)) رواه الترمذي بإسناده حسن.
احذري الدعاء على الأبناء عندما يقعون في الخطأ وليكن دعاؤك لأبنائك بالهداية هو ديدنك واعلمي أن الدعاء على الأولاد منهي عنه شرعا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدعوا على أولادكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم))؛ رواه مسلم
الضرب إنما جاز لضرورة فاستخدميه بقدر الضرورة ولا تجعليه وسيلة لشفاء غيظك وتنفيس غضبك سئل الإمام أحمد - رحمه الله - عن ضرب المعلم الصبيان فقال على قدر ذنوبهم ويتوقى بجهده الضرب وإن كان صغيرا لا يعقل فلا يضربه.. ا هـ "الآداب الشرعية" لابن مفلح.
وجهي أبناءك حال فراغهم وساعديهم في الإفادة من أوقات الفراغ بالنافع المفيد والعمل الصالح الرشيد (كحفظ كتاب الله والتدرب على المهارات العلمية والأدبية وأدركي جيدا قول القائل:
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة

ونقترح عليك هذه الأمور:
كوني لهم مكتبة منزلية تضم كتباً إسلامية في العلوم الشرعية والأدبية والفكرية لتطوير ملكاتهم الثقافية مع تشجيعهم على القراءة والبحث.
شجعيهم على الالتحاق بحلق تحفيظ القرآن في المساجد مع رصدك مكافأة للمجد والمحاسبة للمقصر.
شجعيهم على التسجيل في مكتبات المساجد حيث الصحبة الصالحة والبرامج النافعة والتوجيه القويم.
أرشدي أبناءك لصحبة الخيار وحذريهم من صحبة الأشرار واعلمي أن الصحبة لها أثر كبير في صياغة شخصية الأبناء وسلوكياتهم فالمرء على دين خليله والصاحب ساحب.
أبعدي عن أبنائك المجلات الساقطة والأفلام الهابطة والأغاني الماجنة مع متابعتك الدائمة لما يقرؤونه أو يسمعونه أو يشاهدونه عبر وسائل الإعلام المختلفة لتوجيههم ونصحهم.
اعدلي بين أبنائك في المعاملة واعلمي أن تخصيص أحدهم بالهبات دون بقية إخوانه يغرس في نفوسهم الحسد والبغضاء وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجور في معاملة الأبناء.


الدرس الرابع:احذري الشرك!!
المرأة المسلمة.. تشهد أن لا إله إلا الله وتعمل بمقتضاها وتتجنب نواقضها.. ومن النواقض.
الاستهزاء بشيء من دين الله:
إذ أن الاستهزاء بالله ورسوله أو سنة رسوله (كالحجاب أو اللحية على سبيل المثال) كفر وردة يخرج الإنسان به من الإسلام.. ولو كان على سبيل المزاح لقوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } [التوبة: 65 ، 66].
المرأة المسلمة.. توالي من والى الله وتعادي من عادى الله ورسوله والمؤمنين.. وتحب أهل الطاعة لطاعتهم وتبغض أهل المعصية بقدر معصيتهم.
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55]
والناس عند الأخت المسلمة ثلاثة: "من رسالة الولاء والبراء" للفوزان.
القسم الأول: من يحب محبة خالصة لا معادة معها وهم المؤمنون الخلص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين
القسم الثاني: من يبغض ويعادي بغضا ومعاداة خالصين لا محبة معهما وهم الكفار الخلص على مختلف أجناسهم.
القسم الثالث: من يحب من وجه ويبغض من وجه: وهم عصاة المؤمنين.


المرأة المسلمة.. تعتقد وتؤمن بأن الأمة لو اجتمعت على أن تضرها بشيء لم تضرها إلا بشيء قد كتبه الله عليها ولو اجتمعت على أن تنفعها بشيء لم تنفعها إلا بشيء قد كتبه الله لها.
{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: 17]
لذا فإذا حلت بدارها مصيبة أو نزلت بساحتها شدة لجأت إلى الحي القيوم لأنها تعلم بأنه لا يكشف ضرها أحد إلا الله.
لم تلجأ إلى كاهن أو ساحر أو مشعوذ لأنها تعلم أن: ((من آتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))؛ والحديث صحيح.


المرأة المسلمة.. تتجنب ما ينافي التوحيد من التمائم الشركية والرقى غير الشرعية.. لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من علق تميمة فلا أتم الله له)) وفي رواية: ((من علق تميمة فقد أشرك))؛ حديث صحيح.
وتعتقد أن الذي يحبب المرأة إلى زوجها هو الله وحده وهو وحده بيده قلوب بني ادم يقلبها كيف يشاء.. وأما ما يصنعه المشعوذون والسحرة من أشياء يزعمون أنها تحبب المرأة إلى زوجها فهذا شرك والعياذ بالله..
ولذلك قال عليه أفضل الصلاة والسلام: ((إن الرقى والتمائم والتوله شرك))؛ حديث صحيح


الرسالة العاشرة
... إنه الخوف من عدم القبول
أيتها الأخت الفاضلة.. إنها والله نعمة عظيمة أن وفقك الله لأداء فريضة الحج والإقبال عليه بالذكر والدعاء في هذه البقاع المقدسة والأيام الفاضلة.. ولكن هناك ثمة هم يعتلج في قلوب المؤمنين.. ألا تعرفين ما هو؟... إنه الخوف من عدم القبول!!
فكم من الناس ليس له من حجه إلا المشقة والتعب؟!.. وكم منهم من قال لبيك اللهم لبيك.. فقيل له لا لبيك ولا سعديك.. وحجك مأزور لا مأجور.. ولهذا كان السلف يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل أم لا؟ ولهذا قال علي رضي الله عنه: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل. ألم تسمعوا قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27]


أختي في الله: أن من أهم علامات قبول العمل:
التوبة النصوح من جميع الذنوب الماضية والعزيمة الصادقة على الاستقامة على الطاعة في الأيام القادمة فما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها.. وما أقبح السيئة بعد السيئة تمحقها إثرها..
أيتها الأخت الكريمة: إنك اليوم تتقلبين في عز الطاعة.. فاحذري أن تتردي غدا في ذل المعصية وتسقطي في هوان الغفلة.
يا حفيدة عائشة: أنت أرفع قدراً من موضة وافدة وأسمى منزلة من تمثيلية هابطة وأجل شرفاً من مجلة ساقطة.. كما إن سمعك والله أطهر من أن تلوثه نغمات موسيقية أو نزغات شيطانية..


يا حفيدة عائشة: أبناؤك أمانة في عنقك فربيهم على الإيمان واغرسي فيهم حب الله ورسوله.. وجنبيهم المنكرات وحذريهم من رفقة السوء.
وكوني لهم قدوة في طاعتك لربك وحسن خلقك.
يا حفيدة عائشة: إن زوجك يحب أن يراك زوجة صالحة.. إذا نظر إليك سرته وإذا أمرك أطعته كما أن من حقه عليك أن تأمريه بالمعروف وتدليه عليه وتنهيه عن المنكر وتحذريه منه.
يا حفيدة عائشة: إن الصاحب ساحب.. فأحسني اختيار من تصحبين ولتكن من الصالحات العابدات واحذري صحبة العابثات الغافلات ولو كن أقرب الناس إليك وألصقهن بك فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل أو كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام..





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.05%)]