
12-01-2020, 01:57 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,216
الدولة :
|
|
رد: تفسير آيات قرآنية عن قيام الليل
• ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز، في قوله: ï´؟ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ ï´¾، قال: ما بعد العشاء ناشئة.
قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا أبو رجاء، في قوله: ï´؟ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ ï´¾، قال: ما بعد العشاء الآخرة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ï´؟ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ ï´¾، قال: ناشئة الليل: ما كان بعد العشاء فهو ناشئة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، قال، قال قتادة في قوله: ï´؟ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ ï´¾، قال: كلُّ شيء بعد العشاء فهو ناشئة.
وقوله: ï´؟ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، اختلفت قرَّاء الأمصار في قراءة ذلك، فقرأتْه عامة قراء مكة والمدينة والكوفة ï´؟ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، بفتح الواو وسكون الطاء، وقرأ ذلك بعض قرَّاء البصرة ومكة والشام (وِطَاءً) بكسر الواو ومدِّ الألف، على أنه مصدر من قول القائل: واطأ اللسان القلب مواطأة ووِطاءً.
والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيَّتِهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
ويعني بقوله: ï´؟ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، ناشئة الليل أشد ثباتًا من النهار، وأثبت في القلب؛ وذلك أن العمل بالليل أثبت منه بالنهار، وحُكِي عن العرب وَطِئنا الليل وطأً: إذا ساروا فيه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال من أهل التأويل مَن قرأه بفتح الواو وسكون الطاء، وإن اختلفت عباراتهم في ذلك.
• ذكر مَن قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: ï´؟ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾؛ أي: أثبت في الخير، وأحفظ في الحفظ.
حدثنا ابن عبدالأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن مَعْمَر، عن قتادة ï´؟ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، قال: القيام بالليل أشد وطئًا: يقول: أثبت في الخير.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ï´؟ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، يقول: ناشئة الليل كانت صلاتهم أوَّل الليل ï´؟ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، يقول: هو أجدر أن تُحْصُوا ما فرض الله عليكم من القيام، وذلك أن الإنسان إذا نام لم يَدْرِ متى يستيقظ.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله: ï´؟ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، قال: إن مصلِّي الليل القائم بالليل أشدُّ وطئًا: طمأنينة، أفرغ له قلبًا، وذلك أنه لا يَعْرِضُ له حوائج ولا شيء.
حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعتُ أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ï´؟ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، يقول: قراءة القرآن بالليل أثبتُ منه بالنهار، وأشدُّ مواطأة بالليل منه بالنهار.
وأما الذين قرؤوا ï´؟ وِطَاءً ï´¾ بكسر الواو ومدِّ الألف، فقد ذكرتُ الذي عَنَوْا بقراءتهم ذلك كذلك.
• ذكر مَن قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبدالرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور عن مجاهد ï´؟ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، قال: أن تُوَاطِئ قلبك وسمعك وبصرك.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ï´؟ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، قال: تواطئ سمعك وبصرك وقلبك.
حدَّثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ï´؟ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، قال: مُوَاطأة للقول، وفراغًا للقلب.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُليَّة، قال: سمعتُ ابن أبي نجيح يقول في قوله: ï´؟ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ï´¾، قال: أجدر أن تواطئ لك سمعك، أن تواطئ لك بصرك.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ï´؟ أَشَدُّ وَطْئًا ï´¾، قال: أجدر أن تواطئ سمعك وقلبك.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد في قوله: ï´؟ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ï´¾، قال: يواطئ سَمْعُك وبصرك وقلبك بعضه بعضًا.
وقوله: ï´؟ وَأَقْوَمُ قِيلًا ï´¾، يقول: وأصوب قراءة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
• ذكر مَن قال ذلك:
حدثني يحيى بن داود الواسطي، قال: ثنا أبو أُسامة، عن الأعمش، قال: قرأ أنس هذه الآية: (إنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أشَدُّ وَطْئًا وَأَصْوَبُ قِيلاً)، فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة إنما هي: ï´؟ وَأَقْوَمُ قِيلًا ï´¾، قال: أقوم وأصوب وأهيأ واحدٌ.
حدثني موسى بن عبدالرحمن المسروقي، قال: ثنا عبدالحميد الحماني، عن الأعمش قال: قرأ أنس: ï´؟ وَأَقْوَمُ قِيلًا ï´¾، وأصوب قيلاً، قيل له: يا أبا حمزة، إنما هي (وَأَقْوَمُ) قال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحدٌ.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبدالرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ï´؟ وَأَقْوَمُ قِيلًا ï´¾، يقول: أدنى من أن تفقهوا القرآن.
حدثنا ابن عبدالأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ï´؟ وَأَقْوَمُ قِيلًا ï´¾، أحفظ للقراءة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ï´؟ وَأَقْوَمُ قِيلًا ï´¾، قال: أقوم قراءة لفراغِه من الدنيا.
قوله: ï´؟ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ï´¾، يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: إن لك يا محمد في النهار فراغًا طويلاً تتسع به، وتتقلَّب فيه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
• ذكر مَن قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ï´؟ سَبْحًا طَوِيلًا ï´¾، فراغًا طويلاً؛ يعني: النوم.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قوله: ï´؟ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ï´¾، قال: متاعًا طويلاً.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: ï´؟ سَبْحًا طَوِيلًا ï´¾، قال: فراغًا طويلاً.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ï´؟ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ï´¾، قال: لحوائجِك، فافرُغ لدينِك الليل، قالوا: وهذا حين كانت صلاةُ الليل فريضةً، ثم إن الله منَّ على العباد فخفَّفها ووضعها، وقرأ: ï´؟ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ï´¾، إلى آخر الآية، ثم قال: ï´؟ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ï´¾، حتى بلغ قوله: ï´؟ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ï´¾ الليل نصفه أو ثلثه، ثم جاء أمرٌ أوسع وأفسح، وضع الفريضة عنه وعن أمته، فقال: ï´؟ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ï´¾ [الإسراء: 79].
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول في قوله: ï´؟ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ï´¾؛ فراغًا طويلاً، وكان يحيى بن يعمر يقرأ ذلك بالخاء.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبدالمؤمن، عن غالب الليثي، عن يحيى بن يعمر "من جَذِيلة قيس" أنه كان يقرأ (سَبْخًا طَوِيلاً) قال: وهو النوم.
قال أبو جعفر: والتسبيخ: توسيع القطن والصوف وتنفيشه، يقال للمرأة: سبِّخي قطنك؛ أي: نفِّشيه ووسِّعيه، ومنه قول الأخطل:
فأرْسَلُوهُنَّ يُذْرِينَ التُّرَابَ كَمَا
يُذْرِي سَبائخَ قُطْنٍ نَدْفُ أوْتارِ
وإنما عُني بقوله: ï´؟ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ï´¾: إن لك في النهار سَعَة لقضاء حوائجك وقومك، والسبح والسبخ قريبَا المعنَى في هذا الموضع.
القول في تأويل قوله - تعالى -: ï´؟ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾ [المزمل: 20].
يعني - تعالى ذكره - بقوله: إن هذه الآيات التي ذكر فيها أمر القيامة وأهوالها، وما هو فاعل فيها بأهل الكفر تَذْكِرَة يقول: عبرة وعظة لمن اعتبر بها واتعظ، ï´؟ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ï´¾، يقول: فمَن شاء من الخلق اتَّخذ إلى ربه طريقًا بالإيمان به، والعمل بطاعته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
• ذكر مَن قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ï´؟ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ ï´¾؛ يعني: القرآن، ï´؟ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ï´¾ بطاعة الله.
وقوله: ï´؟ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ï´¾، يقول لنبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم -: إن ربك يا محمد يعلمُ أنك تقومُ أقرب من ثلثي الليل مصليًا، ونصفه وثلثه.
اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك:
فقرأته عامة قرَّاء المدينة والبصرة بالخفض، (ونصفِه وثلثِه)؛ بمعنى: وأدنى من نصفه وثلثه، إنكم لم تُطِيقوا العمل بما افترض عليكم من قيام الليل، فقوموا أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه وثلثه.
وقرأ ذلك بعض قرَّاء مكة وعامة قرَّاء الكوفة بالنصب؛ بمعنى: إنك تقوم أدنى من ثلثي الليل وتقوم نصفه وثلثه.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتَا المعنى، فبأيَّتِهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: ï´؟ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ï´¾؛ يعني: من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا مؤمنين بالله حين فرض عليهم قيام الليل.
وقوله: ï´؟ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ï´¾ بالساعات والأوقات.
وقوله: ï´؟ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ï´¾، يقول: عَلِم ربُّكم أيها القوم الذين فرض عليهم قيام الليل أن لن تُطِيقوا قيامه {فَتَابَ عَلَيْكُمْ}؛ إذ عَجَزتم وضَعُفتم عنه، ورَجَع بكم إلى التخفيف عنكم.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: ï´؟ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ï´¾ قال أهل التأويل.
• ذكر مَن قال ذلك:
حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا هشيم، عن عباد بن راشد، عن الحسن ï´؟ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ï´¾ أن لن تطيقوه.
حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرني به عباد بن راشد، قال: سمعت الحسن يقول في قوله: ï´؟ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ï´¾، قال: لن تُطِيقوه.
حدثنا عن ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد: ï´؟ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ï´¾، يقول: أن لن تطيقوه.
قال ثنا مهران، عن سفيان ï´؟ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ï´¾ قال: أن لن تطيقوه.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُليَّة، قال: ثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خلَّتانِ لا يُحْصِيهُما رَجلٌ مُسْلمٌ إلا أدْخَلَتاهُ الجَنةَ، وَهُما يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلْ بِهما قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ الله فِي دُبُرِ كُل صلاةٍ عَشْرًا، ويَحْمَدُهُ عَشرًا، ويُكَبِّرُهُ عَشْرًا))، قال: فأنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدها بيده، قال: ((فَتِلكَ خَمْسُونَ وَمائَةٌ باللِّسانِ، وألْفٌ وخَمْسمائَةٍ فِي المِيزَانِ، وَإذَا أوَى إلى فِراشِهِ سَبَّحَ وحَمِد وكَبَّر مائَة؛ قال: فَتِلكَ مائَةٌ باللِّسانِ، وألْفٌ فِي المِيزَانِ، فأيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي اليَوْمِ الوَاحِدِ أَلْفَينِ وخَمْسَمائَةِ سَيِّئَةٍ؟))، قالوا: فكيف لا نحصيهما؟ قال: ((يأتي أحَدَكم الشيْطانُ وَهُوَ فِي صَلاتِهِ فَيَقُولُ: اذْكرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، حتى يَنْفَتِلَ، ولعله لا يَعْقِل، ويأْتِيهِ وَهُوَ فِي مَضْجَعِهِ فَلا يَزَالُ يُنَوِّمهُ حتى يَنامَ)).
حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: ï´؟ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ï´¾ قيام الليل كتب عليكم، ï´؟ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ï´¾.
وقوله: ï´؟ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ï´¾ يقول: فاقرؤوا من الليل ما تيسَّر لكم من القرآن في صلاتكم؛ وهذا تخفيفٌ من الله - عز وجل - عن عباده فَرْضه الذي كان فرض عليهم بقوله: ï´؟ قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ï´¾.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُليَّة، عن أبي رجاء محمد، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه، فلا يقوم به، إنما يصلي المكتوبة، قال: يتوسَّد القرآن، لعن الله ذاك؛ قال: قال الله للعبد الصالح: ï´؟ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ ï´¾ [يوسف: 68] ï´؟ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ï´¾ [الأنعام: 91]، قلت: يا أبا سعيد، قال الله: ï´؟ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ï´¾، قال: نعم، ولو خمسين آية.
حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن عثمان الهمداني، عن السدي، في قوله: ï´؟ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ï´¾، قال: مائة آية.
قال: ثنا وكيع، عن ربيع، عن الحسن، قال: مَن قرأ مائة آية في ليلة لم يحاجَّه القرآن.
قال: ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب، قال: من قرأ في ليلة مائة آية كُتب من العابدين.
وقوله: ï´؟ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ï´¾؛ يقول - تعالى ذكره -: عَلِم ربُّكم أيها المؤمنون أن سيكونُ منكم أهلُ مرض قد أضعفه المرض عن قيام الليل، ï´؟ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ï´¾ في سفر ï´؟ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ï´¾ في تجارة قد سافروا لطلب المعاش فأعجزهم وأضعفهم عن قيام الليل، ï´؟ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ï´¾ يقول: وآخرون أيضًا منكم يجاهدون العدوَّ فيقاتلونهم في نُصرة دين الله، فرحمكم الله فخفَّف عنكم، ووضع عنكم فرض قيام الليل، ï´؟ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ï´¾، يقول: فاقرؤوا الآن - إذ خفف ذلك عنكم من الليل في صلاتكم - ما تيسَّر من القرآن، والهاء في قوله ï´؟ مِنْهُ ï´¾ من ذكر القرآن.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|