[ابوالوليد المسلم]

إمام المسجد في موسم العشر والحج


حماده إسماعيل فوده



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده:
وبعد:
فمَّما لا شكَّ فيه أنَّ إمام المسجد منوطٌ به دور كبير - وما أشرف هذا الدَّورَ! - يَنبغي أن يقوم به، وخصوصًا في المواسم المبارَكة؛ كموسم العشر الأوائل من شَهر ذي الحجَّة، فحريٌّ بكلِّ إمام أن يَغتنم هذه المواسِم.

ومن المقترحات أن يقوم إمامُ المسجد بما يلي:
1 - تهيئة المصلِّين لهذا الموسم وتَذكيرهم به من خلال عدَّة وسائل، منها:
أ- خطبة الجمعة.

ب- محاضرة توعوية.

ج- قراءة رِسالة أو كُتيِّب يتضمَّن الفضائلَ الخاصَّة بهذا الموسم على المصلِّين قَبل الموسم بوقتٍ مناسِب.

د- تنظيم ملتقيات للعلماء أو طلَبة العِلم لِمسجده؛ ليلتفَّ الناسُ حولَهم ليذكِّروهم ويعلِّموهم الفضائلَ والآداب والأحكام المتعلِّقة بهذا الموسم.

هـ- توزيع الوسائل الدَّعويَّة المختلفة التي تُناسِب هذا الموسم (رسائل - مطويات - أشرطة cd - مقاطع مرئية).

2 - الحرص على اغتنام هذه الأيَّام: فمن المعلوم أنَّ التربية بالقدوة لها أثَر عظيم على النفوس، فاجتهادُ إمام المسجد في هذه العَشر واغتنامه لأوقاتِها في الأعمال الصَّالحة، وإخلاصه لله عزَّ وجل في ذلك - سيكون له أكبر الأثَر على مَن حوله.

3 - أن يركِّز على الشباب الناشئة (البراعم) من خلال الحلقات التوعويَّة وغَرس قِيَم هذه العَشر وفضائلها فيهم، فيَنشؤون على حبِّ هذه العشر والاجتهاد فيها.

4 - أن يشارك في توعِية الحجيج في مختلف المناسِك: فيحرص على تعليم النَّاس في المسجد هَدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الحجِّ، وما يتعلَّق به من أحكامٍ وآداب.

5 - من المقترَحات أيضًا: أن يوزِّع كتيبًا عن هذه العشر، وآخر عن الحجِّ على المصلِّين في مَسجده، ثمَّ يُجري مسابقة لها جوائز قيِّمة على هذين الكتيِّبين، ومن ثمَّ سيتم تَحفيز الجميع لقِراءتهما والاستفادة مِنهما.

وعلى الإمام أن يُكثر من الدُّعاء بأن يتقبَّل الله مِنه؛ ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، جعلني الله وإيَّاكم منهم بفضلِه ومَنِّه وكرمه.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.