الموضوع: الثقيل والخفيف
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-01-2020, 11:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,993
الدولة : Egypt
افتراضي الثقيل والخفيف

الثقيل والخفيف


د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف






الحق ثقيل؛ لعِظَم شأنه، وعُلوِّ قَدْره، والباطلُ خفيف؛ لمهانته وحَقارته، والحق أوْرَثَ أهلَه الرَّزانة والتعقُّل والثبات، والاطراد والاستقرار، كما أنَّ الباطل ألْحَقَ بأتباعه الخفَّة والطَّيْش، والتلوُّن والاضطراب.













وقد يُلبِّس الشيطان على بعض مُسْلمة هذا العصر، فيُؤثِر الصمت عن الحق، والسكوت عن تبليغ رسالات الله، ويدَّعي أنَّ ذلك من التعقُّل والتأنِّي والثقل؛ قال - عز وجل -: ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14 - 15].







والأئمة الربَّانيون لا تعصفهم الأحداث، ولا تَجْرفهم الوقائع والنوازل، ولا يَخدعهم العوام والإعلام، بل هم على سبيل مستقيم، يُطوِّعون أنفسهم للشرْع المنزَّل، ويحكِّمون دينَ الله على واقعهم، ولَمَّا قيل لسفيان الثوري - رحمه الله -: قد أكثر الناس في المهدي، فقال - بكل رسوخ وثقل -: "إن مرَّ على بابك، فلا تكنْ منه في شيء؛ حتى يجتمعَ الناس عليه"؛ أخرجه أبو نُعيم في "الْحِلية" (7/ 31).







وقال المرُّوذِي: أَدخلتُ إبراهيم الحصري على الإمام أحمد - وكان إبراهيم رجلاً صالِحًا - قال إبراهيم: إن أمي رأتْ لك منامًا هو كذا وكذا، وذكرتِ الجنة، فقال أحمد: يا أخي، إنَّ سهل بن سلامة كان الناس يُخبرونه بمثْل هذا، وخَرَج إلى سفك الدماء، الرؤيا تسرُّ المؤمن ولا تغرُّه. "السِّيَر"؛ للذهبي (11 / 227).







وأما من آثَر التلون والتذَبْذُب، فإنَّ له في كلِّ يوم طريقةً ومذهبًا، كما قيل لواعظ: ما مذهبك؟ فقال: في أيِّ بلد تريد!








رزقنا الله اليقين الذي لا تسكن النفوسُ إلا إليه، ولا تعتمد في الدِّين إلا عليه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.58 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.13%)]