وفي المنتقى شرح الموطأ: وقوله –صلى الله عليه وسلم-: (وأوكئوا السقاء) اربطوه، وقوله –صلى الله عليه وسلم-: (وأكفئوا الإناء) معناه اقلبوه، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أو خمروا الإناء) يحتمل أن يكون شكًا من الراوي، والأظهر أنه لفظ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن معناه أكفئوه إن كان فارغًا، أو خمروه إن كان فيه شيء؛ فإن ذلك يمنع الشيطان أن يتناول شيئًا مما في المملوء أو يتبع شيئًا مما في الفارغ من بقية أو رائحة، وقد روي عن جابر بن عبد الله: جاء رجل يقال له أبو حميد بقدح من لبن من البقيع، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا خمّرته ولو أن تعرض عليه عودًا، وروى القعقاع بن حكيم عن جابر هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: غطوا الإناء فإن في السنة ليلةً ينزل فيها وباءٌ لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل به من ذلك الوباء، قال الليث: والأعاجم عندنا يتقون ذلك في كانون الأول. انتهى[35].
3- إطفاء المصابيح عند النوم:
جاء الأمر منه –صلى الله عليه وسلم- بإطفاء المصابيح عند النوم؛ فقال: (وأطفئوا مصابيحكم)[36]، وفي رواية (إذا نمتم فأطفئوا سُرُجكم)[37]، وإذا قال قائل ما عَلاقةُ إطفاء المصابيح والسرج بتسلط الشياطين؟ فنجيب عن هذا بتعليله –صلى الله عليه وسلم- عندما أمر أهلَ بيتٍ كان عندهم بإطفاء السراج؛ فعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: جاءت فأرةٌ فأخذت تجر الفتيلة فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله–صلى الله عليه وسلم- على الخمرة التي كان قاعدًا عليها، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم فقال: (إذا نمتم فأطفئوا سرجكم؛ فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فتحرقكم)[38]، فهذا تعليل واضح منه –صلى الله عليه وسلم- لحكمة إطفاء المصابيح والسرج عند النوم، لحماية بيوت المسلمين من احتراقها بالنار، وهناك كلام لأهل العلم يجب ذكرُه ولا يسعنا إهمالُه فيما يخصُّ أنواع المصابيح التي جاء الأمر بإطفائها قبل النوم أو عنده:
قال النووي -رحمه الله تعالى-: هذا عام يدخل فيه نار السراج وغيره، وأما القناديل المعلقة فإن خيف بسببها حريق دخلت في ذلك، وإن حصل الأمنُ منها كما هو الغالب فلا بأس بها لانتفاء العلّة.
وقال ابن دقيق العيد -رحمه الله تعالى-: إذا كانت العلّة من إطفاء السراج الحذر من جر الفويسقة الفتيلة فمقتضاه أن السراج إذا كان على هيئة لا تصل إليها الفأرة لا يمنع إيقاده، كما لو كان على منارة من نحاس أملس لا يمكن للفأرة الصعود إليه، أو يكون مكانه بعيدًا عن موضع يمكنها أن تثب منه إلى السراج، قال: وأما ورود إطفاء النار مطلقًا كما في حديثي ابن عمر وأبي موسى وهو أعم من نار السراج– فقد يتطرق منه مفسدةٌ أخرى غير جر الفتيلة؛ كسقوط شيء من السراج على بعض متاع البيت، وكسقوط المنارة فينتشر السراج إلى شيء من المتاع فيحرقه، فيحتاج إلى الاستيثاق من ذلك، فإذا استوثق بحيث يؤمن الإحراق فيزول الحكم بزوال علته. انتهى
قلت: وهذه الأشياء التي فيها نار، يدخل فيها ما هو موجود في عصرنا من أسطوانات للغاز، والمجمرة التي تستعمل للبخور، وآلات كي الملابس، والسخانات الحرارية، والمدافئ التي تستعمل في الشتاء، ومنها ما يشتعل بالوقود (الديزل) في بعض الدول، ومنها توقد بالخشب ومنها كهربائية، وكل شيء يدخل في هذا الباب فيجبُ إطفاؤه قبل النوم تجنبًا للحرائق.
قال الطبري -رحمه الله تعالى-: في هذا الحديث الإبانة على أن من الحق على من أراد المبيت في بيت ليس فيه غيره وفيه نار أو مصباح ألا يبيت حتى يطفئه أو يحرزه بما يأمن به إحراقه وضره، وكذلك إن كان في البيت جماعة، فالحق عليهم إذا أرادوا النوم ألا ينام آخرُهم حتى يفعل ما ذكرت؛ لأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- بذلك، فإن فرط في ذلك مفرط فلحقه ضرر في نفس أو مال، كان لوصية النبي لأمته مخالفًا ولأدبه تاركًا. انتهى[39]. والله تعالى أعلم وأحكم.
تاسعًا- سفر الرجل والرجلين وحدهما، ومبيت الرجل في بيت ليس فيه غيره (الوحدة):
إن من الأمور التي تساعد الشياطين وتقويهم في تسلطهم على العباد (الوحدة) وابتعاد المؤمن عن الجماعة، فإن الجماعة تقوي وتصد أي عدوان سواء كان من شياطين الجن أو شياطين الإنس، لذلك يحرص أعداءُ الله على تفرقة المسلمين وتحزبهم ليتمكنوا من السيطرة والسيادة عليهم.
ولقد حذر –صلى الله عليه وسلم- أصحابه من الوحدة والتفرقة، وأمرهم بلزوم الجماعة فقال: (يد الله على الجماعة)[40]، وجاء عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما-: (نهى عن الوحدة: أن يبيت الرجل وحده)[41]، وقال –صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم، ما سار راكبٌ بليل وحده)[42]، وليس ذاك فحسب؛ فقد حذر –صلى الله عليه وسلم- من خلو الرجل بالمرأة وحدهما، وعلل ذلك بكون الشيطان ثالثهما، وهو مظنّة وقوع الفاحشة بينهما فقال: (ألا لا يخلوَنَّ رجلٌ بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)[43].
وأما بالنسبة للسفر فقد جاء تقييد الوحدة بالرجلين بدل الواحد والبيان أن المسافر المنفرد والمسافرين المنفردين هما بنفس الحكم إلاّ أن ينضم إليهما ثالث فيخرجان من دائرة النهي، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة رَكْب).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- في سلسلته الصحيحة 1/92: بعد أن ذكر طرق تخريج الحديث والحكم عليه:
وفي هذه الأحاديث تحريم سفر المسلم وحده، وكذلك لو كان معه آخر لظاهر النهي وفي الحديث الذي قبل هذا، ولقوله فيه (شيطان) أي عاصٍ، كقوله تعالى: {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ} فإن معناه عصاتهم كما قال المنذري.
وقال الطبري: هذا زجرُ أدب وإرشاد لما يخاف على الواحد من الوحشة، وليس بحرام، فالسائر وحده بفلاة والبائت في البيت وحده لا يأمن من الاستيحاش، لا سيما إن كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف، والحق أن الناس يتفاوتون في ذلك، فوقع الزجر لحسم المادة، فيكره الانفراد سدًا للباب، الكراهة في الاثنين أخف منها في الواحد (ذكره المناوي في الفيض).
قال الألباني: ولعل الحديث أراد السفر في الصحاري والفلوات التي قلما يرى المسافر فيها أحدًا من الناس، فلا يدخل فيها السفر اليوم في الطرق المعبدة الكثيرة المواصلات والله أعلم، ثم إن فيه ردًا صريحًا على خروج بعض الصوفية إلى الفلاة وحده للسياحة وتهذيب النفس زعموا!! وكثيرًا ما تعرضوا في أثناء ذلك للموت عطشًا وجوعًا، أو لتكفّف أيدي الناس كما ذكروا في الحكايات عنهم، وخيرُ الهدي هدي محمد –صلى الله عليه وسلم-.
عاشرًا - عدم التحصن بالأذكار لدفع تسلط الشيطان:
لقد حثنا شرعُنا الحنيف على ذكر الله -عز وجل- في كل الأحيان، وجاء في ذلك الأحاديث والآيات والوصايا الكثيرة فقد كان –صلى الله عليه وسلم- يذكر الله تعالى على كل أحيانه، كما ورد عن عائشة -رضي الله عنها- ولقد أوصى –صلى الله عليه وسلم- أصحابه بذكر الله تعالى، وحثهم عليه في حياتهم وحتى عند الموت فقال: (خير العمل أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله)[44] لما يعلم –صلى الله عليه وسلم- من أهمية الذكر في وقاية المسلم من الشياطين، وماله من الأثر الكبير في إبطال حيلهم وكيدهم، وأن الذي لا يذكر الله -عز وجل- ويغفل عن ذلك ويعرض، يقيض الله عز وجل له شيطانًا، فيصبح له قرينًا كما قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36]، فعلى المسلم أن يحافظ على الأذكار؛ لأنها هي الحصن المنيع الذي يحميه من الشياطين ومن كل مكروه، كما جاء في الخبر: (وآمركم بذكر الله كثيرًا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعًا في أثره حتى أتى حصنًا حصينًا فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله)[45].
فإذًا يا أخي الكريم قد علمت مما ذكر آنفًا من الأدلة أن خلاصك وأهل بيتك من تسلط الشياطين سواء كانوا من الإنس أو الجن والوقاية من شرهم وأذاهم، يكون بتحصنك بذكر الله -عز وجل- والمداومة على ذلك، وها نحن أولاء ندلك على بعض تلك الأذكار، وننصحك بالتوسع في ذلك بالرجوع إلى الكتب المختصة بها وقراءتها أنت وأهل بيتك.
فصل - فمن الأذكار الواقية بإذن الله تعالى:
1- أذكار الصباح والمساء:
ومنها قوله –صلى الله عليه وسلم-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به إلا رجلٌ عمل أكثر منه)[46].
2- أذكار الدخول للمنزل والخروج منه:
ومنها عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له حسبك؛ هُديت وكُفيت ووُقيت، وتنحى عنه الشيطان)[47]، ورواه أبو داود ولفظه قال: (إذا خرج من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له حينئذ هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل هدي وكفي ووقي).
ومنها قوله: (إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان: لا مبيتَ لكم ولا عشاء هاهنا، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال: أدركتم المبيت والعشاء)[48].
3- الذكر عند دخول المسجد وعند الخروج منه:
-عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-: مرفوعا: (إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان)[49].
-وعن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له: بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا دخل المسجد: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) قال: أقط؟ قلت: نعم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر ذلك اليوم[50].
4- التسمية عند الأكل والشرب واللباس والجماع وعند فعل كل أمر مستحب:
- عن حذيفة -وهو ابن اليمان رضي الله تعالى عنه- قال: كنا إذا حضرنا مع النبي –صلى الله عليه وسلم- طعامًا لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيضع يده، وإنّا حضرنا معه مرّة طعامًا، فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذ بيده، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إن الشيطان يستحل الطعام أن لاّ يذكر اسمُ الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إنّ يده في يدي مع يدها)[51].
- وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه-: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قضي بينهما ولدٌ من ذلك لم يضره الشيطانُ أبدًا)[52].
- وفي الثياب: (ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدُهم ثوبه أن يقول: بسم الله)[53].
5- الذكر عند دخول الخلاء والخروج منه:
- (إن هذه الحشوش محتضَرة؛ فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث)[54].
- (سترُ ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله)[55].
- كان إذا خرج من الغائط قال: (غفرانك)[56].
6-الذكر عند النوم والاستيقاظ منه:
ومن أذكار النوم ما مرّ معنا سابقًا من قراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
وللنوم آداب وسنن من أراد معرفتها فليراجع الكتب التي تتكلم عن هديه –صلى الله عليه وسلم- في النوم وغيره. فإن فيها فوائدَ جمة وخيرًا كثيرًا يغفُل عنه كثيرٌ من المسلمين.
ونحن في هذا الموضوع سنذكر إن شاء الله فضيلةَ بعضها وعلاقتَه بدفع أذى الشيطان، ومن أراد التوسع فليرجع إلى ما أشرنا إليه آنفًا والله الموفق.
-عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاثَ عقد؛ يضرب مكانَ كل عقدة: عليكَ ليلٌ طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدةٌ، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدُه كلها فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)[57].
- (إذا فزع أحدُكم من النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن هَمَزات الشياطين وأن يحضرون؛ فإنها لن تضره)[58].
- عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاث مرات؛ فإن الشيطان يبيت على خيشومه)[59].
فصل - حالات أمرنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيها بمخالفة الشيطان:
1- في الأكل والشرب والأخذ والعطية:
(إذا أكل أحدُكم فليأكل بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه، وليعط بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويأخذ بشماله ويعطي بشماله)[60].
2- في المشي ولُبس النعل:
(لا يمشِ أحدُكم في نعل واحدة ولا خف واحد، لينعلهما جميعًا أو ليخلعهما جميعًا)[61].
(إن الشيطان يمشي في النعل الواحدة)[62].
وعلة النهي عن المشي في النعل الواحدة هي التشبه بالشيطان؛ فإنها مشيته كما جاء في الحديث والله أعلم.
3- في الجلوس:
(نهى أن يجلس بين الضِحّ والظل وقال: مجلس الشيطان)[63].
معنى الحديث: يكره أن يجلس الرجل بين الظل والشمس؛ لأنه مقعد الشيطان، كما أنَّ له مضارَّ طبيةً أخرى.
4- في وقت النوم:
(قيلوا فإن الشياطين لا تقيل)[64].
والقيلولة هي الاستراحة نصف النهار بعد الظهر.
فصل - إرشاد النبي الكريم لكيفية هزم الشيطان الرجيم:
(إذا طعم أحدُكم فسقطت لقمتُه من يده فليُمِط ما رابه منها وليَطْعَمْها، ولا يدَعْها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعَقَ يده، فإن الرجل لا يدري في أيِّ طعامه يُباركُ الله، فإن الشيطانَ يرصد الناس أو الإنسان على كل شيء حتى عند مطعمه أو طعامه، ولا يرفع الصحفة حتى يلعقَها أو يُلعقها، فإنَّ في آخر الطعام البركةَ)[65].
-عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطانُ وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثُوِّب أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطُِر بين المرء ونفسه، ويقول: اذكر كذا، اذكر كذا؛ لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجلُ ما يدري كم صلى)[66].
- عن ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال: ذكر عند النبي –صلى الله عليه وسلم- رجلٌ نام ليلة حتى أصبح، قال: (ذاك رجل بال الشيطانُ في أذنيه، أو قال في أذنه)[67].
- عن عثمان بين أبي العاص أتى النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يَلْبِسُهَا علي، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (ذاك شيطان يقال له خِنْزَبٌ فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثًا)، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني[68].
- (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول، سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، وَلِينُوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل؛ فإن الشيطان يدخل فيما بينكم مثل الْحَذَف)[69].
الْحَذَف: يعني أولاد الضأن الصغار.
- عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطانُ يبكي يقول: يا ويله -وفي رواية: يا ويلي– أُمِِر ابنُ آدم بالسجود فسجد؛ فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت؛ فلي النار)[70].
- عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يُشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان يَنْزِع في يده فيقع في حفرة من النار)[71].
هذا ما تيسر جمعُه وبسطه في هذا الموضوع، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم، أن يجعله خالصًا لوجهه، وأن ينفعني به والمسلمين فهو ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح سنن النسائي (1578) عن جابر رضي الله تعالى عنه.
[2] رواه مسلم (1289) عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
[3] السلسلة الصحيحة (1962) وهو حديث حسن كما قال الألباني رحمه الله تعالى.
[4] صحيح الجامع (992) عن سعد رضي الله تعالى عنه.
[5] صحيح الجامع (6297) عن أبي الدرداء – رضي الله تعالى عنه.
[6] صحيح الجامع (4569) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
[7] البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
[8] صحيح أبي داود (4153) عن أبي طلحة.
[9] رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (5615).
[10] رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه.
[11] صحيح الجامع ( 2953).
[12] صحيح الجامع (3821) عن صهيب رضي الله تعالى عنه.
[13] صحيح الجامع (3823) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
[14] متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
[15] صحيح مسلم عن جندب القسري (657-262).
[16] صحيح الجامع (6343) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
[17] صحيح الجامع (7227) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
[18] صحيح الجامع (4465) عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه.
[19] رواه البخاري (2311).
[20] مجمع الزوائد للهيثمي (13636) وقال رجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ولكنه أدركه.
[21] صحيح الجامع (2756) عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.
[22] صحيح الجامع (1060) عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه.
[23] السلسلة الصحيحة للألباني (2861).
[24] صحيح سنن النسائي (5430) صحيح أبي داود ( 1315).
[25] صحيح أبي داود ( 5056).
[26] صحيح الجامع (68) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
[27] صحيح الجامع (6078) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
[28] صحيح الجامع عن جابر رضي الله تعالى عنه (7278).
[29] رواه البخاري (3191) والترمذي (2138) وأبو داود (4737) وابن ماجه (3525) وغيرهم واللفظ لأبي داود.
[30] رواه البخاري (5300) عن جابر رضي الله تعالى عنه.
[31] البخاري (3138).
[32] رواه مسلم (2014).
[33] رواه مسلم ( 2010).
[34] الجزء الأول ص 542.
[35] جامع ما جاء في الطعام والشراب الجزء الرابع ص 333.
[36] تقدم تخريجه.
[37] صحيح أبي داود (5247).
[38] صحيح الجامع (816).
[39] شرح ابن بطال.
[40] صحيح الجامع (1848) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
[41] صحيح الجامع (6919).
[42] البخاري (2836) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
[43] صحيح الجامع (2546) عن عمر رضي الله تعالى عنه.
[44] السلسلة الصحيحة عن عبد الله بن بسر رضي الله تعالى عنه.
[45] رواه الترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه واللفظ له وابن حيان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم.
[46] رواه البخاري (6040) ومسلم (2691) عن أبي هريرة واللفظ للبخاري.
[47] رواه الترمذي وحسنه (3426).
[48] صحيح الجامع (519) عن جابر رضي الله تعالى عنه.
[49] صحيح الجامع (514).
[50] صحيح أبي داود (466).
[51] رواه مسلم (3761).
[52] صحيح الجامع (5241) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
[53] صحيح الجامع (3610) عن أنس رضي الله تعالى عنه.
[54] صحيح الجامع (2263) عن زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه.
[55] صحيح الجامع (3611) عن علي رضي الله تعالى عنه.
[56] صحيح الجامع (4717) عن عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها.
[57] صحيح الجامع (8107).
[58] حسن، صحيح الجامع (701) عن ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما.
[59] صحيح الجامع (330).
[60] صحيح الجامع (384) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
[61] صحيح الجامع (7782) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
[62] السلسلة الصحيحة ( 348).
[63] صحيح الجامع (6823) عن رجل من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام.
[64] حسن، صحيح الجامع (4431) عن أنس رضي الله تعالى عنه.
[65] السلسلة الصحيحة (1404) ويليه تعليق للشيخ الألباني رحمه الله تعالى مهم ومفيد فمن شاء فليطلع عليه.
[66] صحيح الترغيب والترهيب للألباني (240).
[67] رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وقال في أذنيه على التثنية من غير شك.
[68] مسلم ( 4083).
[69] صحيح الجامع (1840) عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه.
[70] رواه مسلم (81).
[71] رواه البخاري (6661) ومسلم (2617).