عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-01-2020, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,649
الدولة : Egypt
افتراضي الحلم في الدعوة إلى الله

الحلم في الدعوة إلى الله














هند بنت مصطفى شريفي



الحِلم هو ضبط النفس عند الغضب، وكظم الغيظ، والعفو و التجاوز عن السيئات، وقد تكررت في القرآن الكريم الآيات التي تحث المسلمين على اكتساب صفة الحلم والتحلي بالعفو والإحسان، كقوله تعالى ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134] [1]، وقوله تعالى ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 13] [2].





وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يلقى من قومه أشد الإعراض ومختلف أنواع الأذى، فيمتنع عن سؤال ربه إهلاكهم، بل يدعو لهم بالغفران، وهذا منتهى الحلم[3].





ويحكي حاله ابن مسعود رضي الله عنه فيقول: (كأني انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)[4].





ولم يستخفه صلى الله عليه وسلم عصيان العصاة، أو يستفزه إعراض الجاهلين، بل صدر عفوه عمن استهزأ بالإسلام حتى بعد الفتح، والسيطرة على مكة، كما فعل أبو محذورة رضي الله عنه، لما سمع الأذان، ثم تكلم بالسوء عن المسلمين، فحلم عنه وأدى ذلك إلى إسلامه طائعًا.





كما حلم عن فضالة رضي الله عنه لما حاول اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، فحلم عنه ولم يعاجله بالعقوبة، بل دعا له بالهداية والثبات، فانقلب لأهله مؤمنًا صادقًا[5].






[1] سورة آل عمران جزء من آية 134.




[2] سورة المائدة جزء من آية 13.




[3] بتصرف، صفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر: د. عبدالعزيز المسعود ص 57، دار الوطن للنشر الرياض ط:1، 1414هـ، وانظر الأخلاق الإسلامية وأسسها 2 /341.





[4]صحيح البخاري كتاب الأنبياء باب 54 ( لم يترجم له) 4 /151.




[5] سبق تخريجه ص 137.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.28 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]