حديث: أوتروا يا أهل القرآن
الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوتِروا يا أهلَ القرآن، فإن الله وترٌ يحب الوتر))؛ رواه الخمسة، وصحَّحه ابن خزيمة.
المفردات:
يا أهل القرآن: قيل المراد بهم: عامة المؤمنين؛ لأنهم آمنوا بالقرآن، وهم أهله، وقيل: هم حفظة القرآن، وليس شيء يعين - بتوفيق الله - على حفظ القرآن كثيرًا، مثل صلاة الليل، والوتر منها.
وتر؛ أي: منفرد في ربوبيته وألوهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلا.
يحب: المحبة من الله تعالى صفةٌ ثابتة له عز وجل، يرضى بها عمَّن أحب، بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف، كما قال عز وجل: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، وكما قال عز وجل: ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]، في آيات وأحاديث كثيرة.
البحث:
هذا الحديث من رواية عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه، وقد تقدم الكلام عليه عند حديث علي رضي الله عنه: "ليس الوتر بحتم كهيئة المكتوبة"؛ الحديث، وبيَّنتُ ما ذكره أهل العلم فيه.