عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-12-2019, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,180
الدولة : Egypt
افتراضي الوجوه والنظائر في القرآن الكريم

الوجوه والنظائر في القرآن الكريم



( قوم )


أحمد عبدالوهاب


تمهيد:


يعني مصطلح "الوجوه والنظائر" أن تكون الكلمة الواحدة قد ذكرت في مواضع متفرقة من القرآن العظيم على لفظ واحد وحركة واحدة، ولكن يراد بها في كل مكان ذكرت فيه معنى يخالف معناها في المكان الآخر.




فكل كلمة ذكرت في موضع وذكر نظيرها في موضع آخر هو ما يعرف أو يسمى بالنظائر.




أما تفسير الكلمة بمعانيها المختلفة فهو ما يعرف أو ما يسمى بالوجوه.




وبناءً على هذا، يكون المراد بالنظائر إنما هو اسم للألفاظ، ويكون المراد بالوجوه إنما هو اسم للمعاني.




• • • •

قوم:


أقام الشيء أي أدامه وحافظ عليه بكافة عناصره:

﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ﴾ [التوبة: 18].




﴿ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78].




وأقام الشيء أي أداه كاملاً غير منقوص بكل متطلباته:

﴿ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13].




﴿ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾ [الرحمن: 9].




﴿ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ﴾ [الطلاق: 2].




وأقام الشيء أي عدله وخلصه من العوج:

﴿ فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ﴾ [الكهف: 77].




وجدير بالذكر أن الله يصف كتابه: القرآن، بأنه غير ذي عوج في مثل قوله:

﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الزمر: 27-28].




﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجا ﴾ [الكهف: 1].




ومن هنا لم يرد في القرآن على الإطلاق: أقيموا القرآن، أو ما شابه ذلك. ولكن ورد فيه مثل هذا عن أسفار السابقين، كقوله:

﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [المائدة: 68].




فيجب - إذن - قبل التمسك بهذه الكتب وتطبيقها أن تجرى عمليات للتخلص مما بها من عوج كالتحريف وغيره حتى يستقيم أمرها وتصبح قيمة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]