الموضوع: محمد رشيد رضا
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20-12-2019, 06:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,841
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محمد رشيد رضا

• قال الشيخ ابن باديس:
" لقد كان الأستاذ نسيج وحده في هذا العصر فقهاً في الدين، وعلماً بأسرار التشريع، وإحاطة بعلوم الكتاب والسنّة، ذا منزلة كاملة في معرفة أحوال الزمان وسير العمران والاجتماع، وكفى دليلاً على ذلك ما أصدره من أجزاء التفسير، وما أودعه مجلّة المنار في مجلّداتها التي نيفت على الثلاثين، وما أصدره من غيرهما مثل «الوحي المحمّدي» الذي كان أحبّ كتبه إليه، وإنّ ما كان يقوم به من عمل في تفسير القرآن لا تستطيع أن تقوم به من بعده إلاّ لجنة من كبار العلماء، فهل يكون من رجال الأزهر من يتقدّمون لخدمة الإسلام بتتميم هذا العمل الجليل؟"
• قال العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني:
" السيد محمد رشيد رضا - رحمه الله - له فضل كبير على العالم الإسلامي، بصورة عامة، وعلى السلفيين منهم بصورة خاصة، ويعود ذلك إلى كونه من الدعاة النادرين الذين نشروا المنهج السلفي في سائر أنحاء العالم بوساطة مجلته المنار،.. ويقول أيضاً: فإذا كان من الحق أن يعترف أهل الفضل بالفضل لذوي الفضل، فأجد نفسي بهذه المناسبة الطيبة مسجلاً هذه الكلمة، ليطلع عليها من بلغته، فإنني بفضل الله - عز وجل -، بما أنا فيه من الاتجاه إلى السلفية أولاً وإلى تمييز الأحاديث الضعيفة والصحيحة ثانياً يعود الفضل الأول في ذلك إلى السيد رضا - رحمه الله - عن طريق أعداد مجلته المنار التي وقفت عليها في أول اشتغالي بطلب العلم". [حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه: 1/ 400، وذكر الشيخ ناصر في المصدر نفسه بعض أخطاء رشيد رضا]
• يستعيد الشيح محمد الإبراهيمي ذكرياته مع ابن باديس فيقول:
" ولا أنسى مجلساً كنا فيه على ربوة من جبل قاسيون في زيارة من زياراته لي، وكنا في حالة حزن لموت الشيخ «رشيد رضا» قبل أسبوع من ذلك اليوم، فذكرنا تفسير المنار، وأسفنا لانقطاعه بموت صاحبه فقلت له: ليس لإكماله إلا أنت، فقال لي: ليس لإكماله إلا أنت، فقلت له: حتى يكون لي علم رشيد، وسعة رشيد، ومكتبة رشيد، ومكاتب القاهرة المفتوحة في وجه رشيد. فقال لي واثقاً مؤكداً: إننا لو تعاونا وتفرغنا للعمل لأخرجنا للأمة تفسيراً يغطى على التفاسير من غير احتياج إلى ما ذكرت" [مقدمة تفسير ابن باديس، ص26، نشر دار الفكر]
• يقول الشيخ القرضاوي في كتابه «الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي» (ص/ 43) وتحت عنوان: «حركات التجديد والدعوة وأثرها في الصحوة» عن رشيد رضا صاحب مجلة (المنار) و(تفسير المنار) ما نصه:
" هؤلاء الميامين من الدعاة والمفكرين كان لكل منهم تأثيره في جانب من الجوانب على عدد من الناس يقل أو يكثر، وفي رقعة من الأرض تضيق أو تتسع، وعلى مدى زمني يقصر أو يطول، وإن كان كل واحد منهم يؤخذ منه ويرد عليه باعتبارهم بشراً غير معصومين يجتهدون في خدمة الإسلام فقد يصيبون وقد يخطئون، وهم على كل حال مأجورون على اجتهادهم فيما أخطئوا فيه إن شاء الله".
من روائع ما كتب
• كتب يقول في مقال: «القول الحق في استعداد محمد - صلى الله عليه وسلم - للنبوة والوحي»:
" التحقيق في صفة حال محمد - صلى الله عليه وسلم - من أول نشأته، وإعداد الله -تعالى- إياه لنبوته ورسالته: هو أنه خلقه كامل الفطرة؛ ليبعثه بدين الفطرة، وأنَّه خَلَقَهُ كامل العقل الاستقلالي الهيولاني ؛ ليبعثه متمماً لمكارم الأخلاق، وأنه بُغِّض إليه الوثنية وخرافات أهلها ورذائلهم من صغر سنه، وحبب إليه العزلة حتى لا تأنسَ نفسه بشيء مما يتنافسون فيه من الشهوات واللذات البدنية، أو منكرات القوة الوحشية، كسفك الدماء، والبغي على الناس، أو المطامع الدنيئة كأكل أموال الناس بالباطل؛ ليبعثه مصلحاً لما فسد من أَنْفُسِ الناس، ومزكِّياً لهم بالتأسِّي به، وجعله المثلَ البشريَّ الأعلى؛ لتنفيذ ما يوجه إليه من الشرع الأعلى.
فكان من عفَّته أنْ سَلَخَ مِنْ سني شبابه وفراغه خمساً وعشرين سنة مع زوجته خديجة كانت في عشر منها كهلةً نَصَفاً أمَّ أولاد، وفي خمسة عشر منها عجوزاً يائسة من النسل، فتوفيت في الخامسة والستين وهي أحب الناس إليه، وظل يذكرها، ويفضِّلها على جميع من تزوج بهن من بعدها، حتى عائشة بنت الصديق على جمالها، وحداثتها، وذكائها، وكمال استعدادها للتبليغ عنه، ومكانة والدها العليا في أصحابه.
وظل طول عمره يكره سفك الدماء ولو بالحق، فكان على شجاعته الكاملة يقود أصحابه؛ لقتال أعداء الله وأعدائه المعتدين عليه وعليهم؛ لأجل صدهم عن دينه، ولكنه لم يقتل بيده إلا رجلاً واحداً منهم هو أبي بن خلف كان موطِّناً نفسه على قتله فهجم عليه وهو مُدَجَّجٌ بالحديد من مِغْفَر ودرع، فلم يجد بداً من قتله، فطعنه في ترقوته من خلل الدرع والمغفر فقتله.
وظل طول عمره ثابتاً على أخلاقه، من الزهد والجود والإيثار، فكان بعدما أفاء الله عليه من غنائم المشركين واليهود يؤثر التقشف، وشظف العيش على نعمته، مع إباحة شرعه لأكل الطيبات، ونهيه عن تركها؛ تديناً.
وكان يرقع ثوبه ويخصف نعله، مع إباحة دينه للزينة، وأمره بها عند كل مسجد، وكان يساعد أهل بيته على خدمة الدار.
أكمل الله استعداده الفطري الوهبي، لا الكسبي؛ للبعثة بإكمال دين النبيين والمرسلين، والتشريع الكافي الكافل؛ لإصلاح جميع البشر إلى يوم الدين، وجعله حجة على جميع العالمين بأن أنشأه كأكثر قومه أُمِّياً، وصرفه في أُمِّيته عن اكتساب أي شيء من علوم البشر من قومه العرب الأميين ومن أهل الكتاب، حتى إنه لم يجعل له أدنى عناية بما يتفاخر به قومه من فصاحة اللسان، وبلاغة البيان من شعر، وخطابة، ومفاخرة، ومنافرة ؛ إذ كانوا يؤمُّون أسواق موسم الحج وأشهرها عكاظ من جميع النواحي؛ لإظهار بلاغتهم وبراعتهم، فكان ذلك أعظم الأسباب لارتقاء لغتهم، واتساع معارفهم، وكثرة الحكمة في شعرهم، فكان من الغريب أن يزهد محمد - صلى الله عليه وسلم - في مشاركتهم فيه بنفسه، وفي روايته لما عساه يسمعه منه.
وقد سمع بعد النبوة زهاء مائة قافية من شعر أمية بن الصلت فقال: (( إن كاد ليسلم))، وقال: (( آمن شعره وكفر قلبه))، وقال: (( إن من البيان لسحراً، وإن من الشعر حكم)) [رواه أحمد وأبو داود من حديث ابن عباس].
وأما قوله: (( إن من البيان لسحر)) فقد رواه مالك، وأحمد، والبخاري، وأبو داود، والترمذي، من حديث ابن عمر.
قلنا: إن الله - تعالى -جعل استعداد محمد - صلى الله عليه وسلم - للنبوة والرسالة فطرياً وإلهامياً لم يكن فيه شيءٌ من كسبه بعلم، ولا عمل لساني، ولا نفسي، وإنه لم يُرْوَ عنه أنه كان يرجوها، كما رُوي عن أمية بن أبي الصلت، بل أخبر الله عنه أنه لم يكن يرجوها، ولكن رُوي عن خديجة -رضي الله عنها - أنها لما سمعت من غلامها ميسرة أخبار أمانته وفضائله وكراماته، وما قاله بحيرى الراهب فيه - تعلَّق أملُها بأن يكون هو النبي الذي يتحدثون عنه، ولكن هذه الروايات لا يصل شيء منها إلى درجة المسند الصحيح، كحديث بدء الوحي.
فإن قيل: إنه يقوِّيها حَلِفُها بالله أن الله -تعالى- لا يُخزيه أبداً، قلنا: إنها عللت ذلك بما ذكرته من فضائله، ورأت أنها في حاجة إلى استفتاء ابن عمها ورقة في شأنه.
وأما اختلاؤه - صلى الله عليه وسلم - وتعبده في الغار عام الوحي فلا شك في أنه كان عملاً كسبياً مقوياً لذلك الاستعداد الوَهْبي، ولذلك الاستعداد السلبي، من العزلة، وعدم مشاركة المشركين في شيء من عباداتهم، ولا عاداتهم.
ولكنه لم يكن يقصد به الاستعداد للنبوة؛ لأنه لو كان لأجلها لاعتقد حين رأى الملك، أو عَقِبَ رؤيته حصولَ مأموله، وتحقق رجائه، ولم يَخَفْ منه على نفسه.
وإنما كان الباعثُ لهذا الاختلاء والتحنث اشتدادَ الوحشة من سوء حال الناس، والهرب منها إلى الأنس بالله - تعالى -والرجاء في هدايته إلى المخرج منها، كما بسطه شيخُنا الأستاذ الإمام في تفسير قوله - تعالى -: ( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى) [الضحى: 7] وما يفسره من قوله - عز وجل -: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ) [الشورى: 52-53] وألم به في رسالة التوحيد إلماماً مختصراً مفيداً، فقال:
" من السنن المعروفة أن يتيماً فقيراً أمياً مِثْلَه تنطبع نفسه بما تراه من أول نشأته إلى زمن كهولته، ويتأثر عقله بما يسمعه ممن يخالطه، لاسيما إن كان من ذوي قرابته، وأهل عصبته، ولا كتاب يرشده، ولا أستاذ ينبهه، ولا عضد إذا عزم يؤيده؛ فلو جرى الأمر فيه على جاري السنن لنشأ على عقائدهم، وأخذ بمذاهبهم إلى أن يبلغ مبلغ الرجال، ويكون للفكر والنظر مجال، فيرجع إلى مخالفتهم إذا قام له الدليل على خلاف ضلالاتهم، كما فعل القليل ممن كانوا على عهده.
ولكنَّ الأمر لم يَجْرِ على سنته، بل بُغِّضتْ إليه الوثنية من مبدأ عمره، فعالجته طهارة العقيدة، كما بادره حسن الخليقة.
وما جاء في الكتاب من قوله: (وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى) [الضحى: 7] لا يُفهم منه أنه كان على وثنية قبل الاهتداء إلى التوحيد، أو على غير السبيل القويم قبل الخلق العظيم، حاش لله، إن ذلك لهو الإفك المبين، وإنما هي الحيرة تُلِم بقلوب أهل الإخلاص، فيما يرجون للناس من الخلاص، وطلب السبيل إلى ما هدوا إليه من إنقاذ الهالكين، وإرشاد الضالين، وقد هدى الله نبيَّه إلى ما كانت تتلمسه بصيرته باصطفائه لرسالته، واختياره من بين خلقه لتقرير شريعته" أ. ه.
أقول: وجملة القول أن استعداد محمد - صلى الله عليه وسلم - للنبوة والرسالة عبارة عن جعل الله - تعالى -روحه الكريمة كمرآة صقيلة حيل بينها وبين كلِّ ما في العالم من التقاليد الدينية، والأعمال الوراثية والعادات المنكرة، إلى أن تجلى فيها الوحي الإلهي بأكمل معانيه، وأبلغ مبانيه؛ لتجديد دين الله المطلق الذي كان يُرسل به رسله إلى أقوامهم خاصة، بما يناسب حالهم واستعدادهم، وأراد إكمال الدين به، فجعله خاتم النبيين، وجعل رسالته عامة دائمة، لا يحتاجون بعدها إلى وحي آخر.
• في مقال «العربية والإسلام» يقول:
" إن اللغة رابطة من روابط الجنس، وقد حرم الإسلام التعصب للجنس لأنه مفرق للأمة ذاهب بالاعتصام والوحدة واضع للعداوة موضع الألفة، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن العصبية العمية الجاهلية وتبرأ ممن يدعو إليها أو يقاتل عليها، وقد كان من إصلاح الإسلام الديني والاجتماعي توحيد اللغة بجعل لغة هذا الدين العام لغة لجميع الأجناس التي تهتدي به، فهو قد حفظ بها وهي قد حفظت به، فلولاه لتغيرت كما تغير غيرها من اللغات، وكما كان يعروها التغيير من قبله. ولولاها لتباعدت الأفهام في فهمه، ولصار أدياناً يكفر أهلها بعضهم بعضاً، ولا يجدون أصلاً جامعاً يتحاكمون إليه إذا رجعوا إلى الحق وتركوا الهوى، فاللغة العربية ليست خاصة بجيل العرب سلائل يعرب بن قحطان، بل هي لغة المسلمين كافة ولغة شعوب أخرى من غير العرب، وطوائف من العرب غير المسلمين، وما خدم الإسلام أحد من غير العرب إلا بقدر حظهم من لغته، ولم يكن أحد من العرب في النسب يفرق بين سيبوية الفارسي النسب وأستاذه الخليل العربي في فضلهما واجتهادهما في خدمة اللغة، ولا بين البخاري الفارسي وأستاذه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية العربيين في خدمة السنة، بل لم يخطر في بال أحد من سلف الأمة ولا خلفها قبل هذا العصر أن يأبى تفضيل كثير من الأعاجم في النسب على بعض أقرانهم وأساتذتهم من العرب في ما امتازوا به من خدمة هذا الدين ولغته، ولا نعرف أحداً من علماء الأعاجم له حظ من خدمة الإسلام وهو يجهل لغته ولولا أن ظل علماء الدين في جميع الشعوب الإسلامية مجمعين على التعبد بقراءة القرآن المعجز للبشر بأسلوبه العربي وأذكار الصلاة وغيرها بالعربية، ومدارسة التفسير والحديث بالعربية؛ لضاع الإسلام في الأعاجم منها".
• وفي مقال بعنوان «التجارة من أسباب امتلاك أوربا للشرق» يقول:
" لقد علم الأوربيون أن حرب الدراهم والدنانير، أنجح من حرب المدافع والبواريد، وقد امتلكوا بهذه الحروب الذهبية والفضية أكثر بلاد الشرق، فالإنكليز ما استولوا على الهند بتكتيب الكتائب، وسوق الأساطيل بالفيالق والجحافل، وإنما هي جمعية تجارية وطأت المسالك ومهدت السبل تظلها السلطة ويؤيدها النفوذ اللذان يقيمان حيث تقيم، وكذلك شأن شركة النيجر في أحشاء أفريقية، واليوم ينعم الإنكليز على الحكومة المصرية بثمانمائة ألف جنيه ونيف لافتتاح السودان وتصرح وزارتهم بأن الإنصاف يقضي عليهم بمساعدة مصر بالإنفاق على فتح السودان لأنها شريكتها بفوائده التجارية ومعناه أن تستأثر بالتجارة وتختص دون أوربا بهذا الفتوح المعنوي الذي يتبعه التملك اسماً ومعنى كما هو المعهود في الهند والنيجر وغيرهما، ومعلوم أن الحكومة المصرية لا تجارة لها وبهذا يحتج عليها المحتلون في إجبارها على بيع سكك حديد السودان بعد الفتح.
يقولون إن فائدتها العسكرية تنتهي بالفتح والحكومة المصرية لا تجارة لها ولا يليق بها التجارة فمن المصلحة أن تباع هذه السكك لشركة تجارية ويرجح الإنكليز على سائر الأجانب بما أنفقوا من أموالهم وما أرهقوا من رجالهم، والحمد لله لا شركات وطنية لنا فنقول إنها ترجح وتقدم حتى على الإنكليز.
ابتاع أخوان من الفلاحين عدة من الدجاج (الفراخ) لأجل تربيتها والانتفاع ببيضها، وكان أحدهما ذكياً والآخر بليداً مغفلاً، فقال الذكي للبليد: تعال نقتسم. واتفقا في القسمة على أن تكون الدجاجات للبليد وبيوضها لأخيه، فكان هو يتعاهدها بالأكل والشرب والمبيت وينفق عليها ويخلي بين أخيه وبين بيوضها ويأكل منها ما شاء، وصار الأخوان مثلاً في بلدهما في تلك القسمة الضيزى.
كذلك شأن الإنكليز مع الحكومة المصرية في السودان وشأن سائر الأوربيين في فتوحاتهم المعنوية يقنعون بامتلاك المنافع وثمرات البلاد ويدعون الاسم لأهلها، ولكن إلى أجل مسمّى حتى إذا ما جاء الأجل يصرحون بالامتلاك الاسمي أيضاً.
كل هذا والشرقيون وادعون ساكنون وإذا تحركوا فإنما تكون حركتهم ميلاً مع ريح الأجانب انخداعاً لها أو رهبة منها لاندهاشهم بعظمتها التي ما جاءتها إلا من الشركات المالية وهي أيسر شيء عليهم لاسيما قبل تمكن الأجانب من بلادهم، لو أن للشرقيين عقولاً ذكية وتربية وطنية لما رضوا أن تكون بلادهم بينهم وبين الأجانب كالدجاجات بين ذينك الأخوين فكيف والأمر أعظم من ذلك، ولقاوموا جنود التجارة الفاتحة أشد المقاومة.
اندفع الغرب على الشرق بخميس من الأزياء وكتائب من الحلي وجحافل من الماعون النفيس وفيالق من اللذائذ فلم تجد هذه الجنود المجندة من الشرق أقل مقاومة ولا أدنى مدافعة فطفقت تفتك في النفوس بعوامل الترف وفي الأموال بعوامل السرف وما زال القوم يعدون هذه العوامل من علائم الشرف حتى وقفت بهم على شفا جرف وأكبتهم على مناخرهم في مهاوي التلف.
لا ننكر أن من هذه الجنود ما لا قبل لنا بدفعه الآن كالضروري من الأدوات والماعون والنسيج، وكلامنا إنما هو في الزخارف الكمالية كالحلي وماعون الزينة ومادة الترف من الأشربة وغيرها فهذه هي التي تنسف ثروة البلاد وترميها بالفقر والعجز، فرب حاكم أو مسئول ينفق على الترف والبذخ ما يكفي لإنشاء مدارس أو معامل يحيي بها صقع من الأصقاع أو إقليم من الأقاليم.
فالترف مدعاة الدمار والفناء الاجتماعي إذا لم يقرن بتربية صحيحة تقي من أدوائه وتعصم من بلائه، فعسى أن يتنبه الشرقيون لما ذكرنا فيحترزون من مضار الترف وتقليد الإفرنج بما يعود عليهم وعلى بلادهم بالدمار ويجتهدون بتربية أولادهم تربية دينية وطنية لعلهم يستردون ما فقدوا، ويسترجعون ما سلبوا، وما ذلك على الله بعزيز.
بعض المآخذ عليه
1- ذكر في كتابه «تاريخ الإمام» العجب العجاب عن جمال الدين الأفغاني، وعن محمد عبده.
- ذكر انتسابهما للمحفل الماسوني، وذكر في الجزء الثاني مفاوضات محمد عبده مع القسيس الإنجليزي إسحاق تيلور، وفي الجزء الأول ذكر اشتراك اليهود في هذه المفاوضات التي كان هدفها توحيد الأديان، والتقريب بين الإسلام والنصرانية!!
- وذكر حوار محمد عبده مع عباس ميرزا أحد زعماء البهائيين ونبهه أي رشيد رضا - إلى انحرافات البهائيين فأجاب تلميذه: «لم أفهم من عباس أفندي شيئاً من هذا!! »
- وكان ملتصقاً بمحمد عبده ويعرف صلته بحزب الأمة واللورد كرومر، والجاسوس الإنجليزي الخطير «ولفرد بلنت»، ويعرف أيضاً تردد شيخه على صالون الأميرة نازلي داعية التبرج والسفور.. كان رشيد رضا يعرف كثيراً عن انحرافات محمد عبده ومع ذلك قال في ثنائه عليه:
" وإنني وأيم الحق لم أطلع له على عمل إلا الحقيق بلقب المثل الأعلى من ورثة الأنبياء..، وقال أيضاً: إن هذا الرجل أكمل من عرفت من البشر ديناً وأدباً ونفساً وعقلاً وخلقاً وعملاً وصدقاً وإخلاصاً، وإن من مناقبه ما ليس له فيه ند ولا ضريب، وإنه لهو السري الأحوذي العبقري" (1).
ولا ندري هل هذا رأي رشيد رضا الحقيقي بشيخه رغم أخطائه الفادحة التي تتعارض مع المنهج الذي كان يتبناه ويدافع عنه ويشن حملات عنيفة ضد مخالفيه من المبتدعين المقلدين... أم أن المجاملة حالت بينه وبين الاعتراف بالحق؟!
2 - بقيت بصمات محمد عبده ظاهرة فيما كان يكتبه رشيد رضا بعد وفاة الأول، ومن الأمثلة على ذلك تأويله لمعجزة انشقاق القمر رغم تخريج البخاري ومسلم لها، وتضعيف كثير من الأحاديث التي لا تتفق مع آراء أصحاب المدرسة الإصلاحية كما أنه صحح بعض الأحاديث الضعيفة التي تتفق مع أفكاره التي كان ينادي بها (1). لكنه مع ذلك لم يتخلى عن منهج أهل السنة، وكما يقولون: «لكل جواد كبوة، ولكل صارم نبوة».
3 - لم يكن موقف رشيد رضا من الدولة العثمانية سليماً، ومن آثار هذا الموقف المؤسف قبوله الاشتراك في أول حكومة سورية بعد الحرب العالمية الأولى، وأهداف هذه الحكومة لم تكن خافية على أمثال رشيد رضا، بل وكثير من رجالات هذه الحكومة معروفة انتماءاتهم العالمية المشبوهة. ولو أن رشيد رضا وقف عند حد نقد سياسة السلطان عبد الحميد وإطلاقه لأيدي الخرافيين والمستبدين، أو أنه وقف عند حد نقد رجالات الاتحاد والترقي لما وجدنا في هذا أو ذاك غلواً منه، ولكن موقفه تجاوز هذا الحد ولم يكن صائباً في موقفه، وكان المنتظر منه غير ذلك لطول باعه في معرفة أحوال العصر، ولا ندري إلى متى يستمر جهل كثير من العلماء بالسياسة؟ وإن كان موقف رشيد رضا هنا ليس ناتجاً عن الجهل.
4- إنكاره أحاديث المهدي رغم ثبوت الكثير منها، فالملاحظ أن من أنكروا المهدي على أقسام ثلاثة:
«القسم الأول»: ضعفوا أحاديثه كما فعل ابن خلدون وكذا المحمود قاضي قطر، واحتجوا بأن أحاديثه لم تخرج في الصحيحين، وأنها لا تخلو من مقال.
«القسم الثاني»: ليس لهم أي علم بالحديث وأسانيده؛ لكنهم أنكروا المهدي فرارًا من التشبه بالرافضة، وزعمًا أن إثباته يؤكد معتقد الرافضة في غيبة مهديهم؛ كما هو صنيع محمد رشيد رضا، وأحمد أمين في كتابه «ضحى الإسلام»، والمؤرخ محمد بن عبد الله عنان في كتابه «تراجم إسلامية»، ويذكر هؤلاء أن سبب اختراع المهدوية سياسي، وأنه كان بسبب ذهاب الخلافة من آل البيت إلى الأمويين، فاخترع آل البيت ومن ادعوا مشايعتهم فكرة المهدوية؛ وذلك لاسترجاع الخلافة، أو أن مخترعيها قصدوا منها جمع الناس على كلمة سواء تتلخص في الولاء لآل البيت.
وهذا المسلك خطير جدًا، وفيه اتهام للصالحين من آل البيت ولاسيما الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي وهم من آل البيت مثل: علي وابن عباس -رضي الله عنهم-، على أن كثيرًا من أحاديث المهدي رواتها من غير آل البيت فبطلت حجتهم، وخطورة هذا المسلك في كونه يطعن في بعض الصحابة، ولا شك في أن الطعن في الصحابة - رضي الله عنهم - طعن في الدين؛ لأنهم حملته عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونقلته إلينا، ثم إن من طعن فيهم فقد خالف صريح القرآن؛ إذ إن عدالتهم منصوص عليها فيه في أكثر من آية.
فإن زعموا أن من وضع أحاديثه من آل البيت كانوا بعد عصر الصحابة. فجواب ذلك: أن من جاءوا بعد عصر الصحابة من آل البيت إما أن يكونوا ثقاتاً صالحين، فاتهامهم بوضع الحديث اتهام باطل لا موجب له، ويلزم منه رد أحاديث صحيحة بمجرد الهوى والظن. وإن كانوا غير صالحين ففيه اتهام لأئمة الحديث الذين نقلوا أحاديثه وصححوها بقبول أحاديث من لا يقبل حديثه؛ وفي ذلك إسقاط للسنة كلها، ويلزم منه رد أحاديث أخرى في غير المهدي أسانيدها مثل أسانيد حديثه أو أقل منها وهذا باطل، على أنه وردت أحاديث في شأن المهدي ليس في أسانيدها أحد من آل البيت فبطلت هذه الحجة.
«القسم الثالث»: ليس لهم علم بالأحاديث وأسانيدها؛ لكنهم ظنوا أن فكرة المهدي مأخوذة من أهل الكتاب، وبعضهم بالغ فأنكر الدجال ونزول المسيح عيسى ابن مريم بحجة أن هذه العقائد موجودة عند اليهود والنصارى، ويحتمل أن المسلمين أخذوها عنهم؛ كما قال محمد محي الدين عبد الحميد: «يرى بعض الباحثين أن كل ما ورد عن المهدي وعن الدجال من الإسرائيليات».
وقال رشيد رضا بعد أن طعن في كثير من أحاديث المهدي من جهة الإسناد: «وأما التعارض في أحاديث المهدي فهو أقوى وأظهر، والجمع بين الروايات فيه أعسر، والمنكرون له أكثر، والشبهة فيه أظهر؛ ولذلك لم يعتد الشيخان بشيء من رواياتها في صحيحيهما، وقد كانت أكبر مثارات الفساد والفتن في الشعوب الإسلامية؛ إذ تصدى كثير من محبي الملك والسلطان، ومن أدعياء الولاية وأولياء الشيطان لدعوى المهدوية في الشرق والغرب... »
وقال أيضاً: «وإذا تذكرت مع هذا أن أحاديث الفتن والساعة عامة، وأحاديث المهدي خاصة، كانت مهب رياح الأهواء والبدع، وميدان فرسان الأحزاب والشيع».
وقد استمات في رد هذه الأحاديث ولم يستقص كل ما ورد في المهدي من أحاديث، وإنما نقل بعضاً منها ورده، وقبل ذلك رد حديث تميم الداري في قصة الجساسة الذي خرّجه مسلم في صحيحه، وقبل ذلك ألمح إلى رد كل ما جاء في الفتن. فقال: " واعلم أيها المسلم الذي يجب أن يكون على بصيرة من دينه أن في روايات الفتن وأشراط الساعة من المشكلات والتعارض ما ينبغي لك أن تعرفه ولو إجمالاً حتى لا تكون مقلدًا لمن يظنون أن كل ما يعتمده أصحاب النقل حق".
وهكذا يردون الأحاديث الصحيحة بأوهام خاطئة، وظنون فاسدة نسأل الله العافية. وما ذكره الشيخ محمد رشيد رضا ينطوي على مغالطات كثيرة لا يتسع هذا المقال للبسط فيها، ومن ذلك:
1- دعوى التعارض التي ذكرها في أحاديث المهدي غير مسلمة وقد جمع العلماء بينها.
2- ذكره أن المنكرين للمهدي أكثر من المثبتين غير صحيح؛ بل جمهور علماء السنة يثبتون المهدي، ويذكرونه في عقائدهم التي يكتبونها، وكيف يزعم أحد أن المنكرين للمهدي أكثر من المثبتين له وقد ذكر الشوكاني وقوفه على خمسين حديثاً في شأنه منها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، فيكفي إثباتاً لبطلان تلك الدعوى أن رواة هذه الأحاديث أكثر من خمسين بل من مئة بالنظر إلى رجالات أسانيدها وجلهم من علماء الحديث وأئمته، ومن أين للمنكرين مئة عالم بل خمسين بل عشرة ينكرونه، وهم ممن يعتد بقولهم؟!!
3- عدم إخراج الشيخين لأحاديث المهدي لا يسوغ إنكاره؛ لأن الشيخين لم يستوعبا كل ما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يدعيا ذلك بل صرحا بخلافه وتركا أحاديث كثيرة صحيحة لم تكن على شرطهما، ولو صحت هذه الحجة لتم رد كثير من فروع الشريعة، وتفصيلات العبادات والمعاملات؛ إذ إن السبيل إليها أحاديث في المسانيد والسنن والمعاجم والأجزاء والمشيخات، ولم تخرج في الصحيحين أو أحدهما.
4- ذكره أن أحاديث المهدي كانت أكبر مثارات الفساد والفتن في الشعوب الإسلامية... الخ، لو صح ذلك سبباً فإنه لا يُسوِّغ رد الصحيح من الأحاديث، كيف وهو لا يصح سبباً؛ فإن سبب ذلك هو الجهل والهوى، ولو علم الناس السنة، وتجردوا من الهوى لما وقع ذلك، ووقوع الفتنة بسبب فهم خاطئ لأحاديث صحيحة لا يصلح حجة لرد تلك الأحاديث، أوليس الخوارج قد فتنوا بنصوص الوعيد، والمرجئة بنصوص الوعد، والمعطلة والمشبهة بنصوص الصفات بسبب فهمهم الخاطئ لها فهل يعني ذلك رد تلك النصوص؟! ولو جاز رد النصوص الثابتة بسبب فهم بعض الفرق الخاطئة لها، وإفراطهم أو تفريطهم فيها لكان ذلك باباً واسعاً لرد الشريعة كلها بأصولها وفروعها؛ إذ إنه ما من نص قرآني أو نبوي أفاد حكماً شرعياً إلا وله معارضون ومحرفون، يكونون على طرفي نقيض. نسأل الله - تعالى - الهداية والتوفيق، والموافاة على الحق المبين.
«الموقف الثالث»: وقف بين مدّعي المهدوية وبين منكريها أهلُ الحق والإيمان، الذين أثبتوا ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أخبار المهدي، وآمنوا بذلك وصدقوه؛ لوروده عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، ولم ينساقوا خلف كل دَعِيٍ يدعي المهدوية.
كما أيقنوا بأن وقوع ذلك غيب لا يعلم وقته إلا الله - تعالى -شاء، وأنه قدر نافذ يقضيه الرب - جل وعلا - متى شاء، وليس لهم أن يستعجلوه، أو يخلعوه على أحد من الناس.
إن الواجب على كل مسلم أن يؤمن بالغيب المثبت في الكتاب وصحيح السنة، ولا يستعجل ظهور هذا الغيب أو وقوعه؛ لأنه ليس له، بل هو أمر كوني خاضع لإرادة الله - سبحانه وتعالى --، وليس للبشر فيه حيلة لا من حيث وقوعه أو دفعه ولا من حيث تقديمه أو تأخيره، وكل ذلك ليس إلينا، وما علينا إلا الإيمان والتسليم، مع السعي الجاد لإقامة دين الله - تعالى -، والدعوة إليه، والاشتغال بالباقيات الصالحات.
ونحمد الله - تعالى -على أن لم يكلفنا البحث في الغيبيات، أو محاولة كشفها وإظهارها، أو معرفة وقتها؛ فذلك لله - سبحانه - وليس إلينا، والمطلوب منَّا قضاء عمرنا فيما ينفعنا في الدنيا والآخرة كما قال الله - سبحانه -: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99].
يبقى الشيخ رشيد رضا رغم أخطائه عالمًا كبيراً من كبار علماء أهل السنة، ومن يتحدث عن التجديد في العصر الحديث لا بد أن يذكر «مجلة المنار» وصاحبها إذا كان جاداً ومنصفاً في بحثه.
وفاة الشيخ رشيد
ارتبط الشيخ رشيد رضا بروابط مع المملكة العربية السعودية الوليدة آنذاك، وكان له صداقات وطيدة مع علمائها وأمرائها، فسافر بالسيارة إلى السويس لتوديع الأمير (سعود بن عبد العزيز)، فلم يتحمل جسده الواهن مشقة السفر، ورفض المبيت في السويس وعاد في اليوم نفسه، وكان طوال الطريق يقرأ القرآن كعادته، ثم أصابه دوار من ارتجاج السيارة، وطلب من رفيقه أن يستريح داخل السيارة، ثم لم يلبث أن صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها في يوم الخميس الموافق (23 من جمادى الأولي 1354ه = 22من أغسطس 1935م)، عن سبعين عامًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
من مصادر الترجمة
- إبراهيم العدوي رشيد رضا الإمام المجاهد (سلسلة أعلام العرب) الدار المصرية للتأليف والترجمة القاهرة بدون تاريخ.
- أحمد الشرباصي رشيد رضا، الصحفي المفسر، الشاعر مطبوعات مجمع البحوث الإسلامية القاهرة - 1977م.
- أنور الجندي أعلام وأصحاب أقلام دار النهضة مصر القاهرة بدون تاريخ.
- سامي عبد العزيز الكومي الصحافة الإسلامية في القرن التاسع دار الوفاء للطباعة والنشر. المنصورة مصر 1413ه = 1992م.
- محمد رجب البيومي النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين دار القلم دمشق 1415ه = 1995م.
- المصلح الكبير محمد رشيد رضا من الصوفية إلى السلفية/ أبو عمر المنهجي
- مجلة البيان العدد [11] ص 8 شعبان 1408 أبريل 1988
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 40.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.57%)]