عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-12-2019, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,752
الدولة : Egypt
افتراضي استئناف التوبة بعد الطاعة وشكر الله على توفيقه لأدائها

استئناف التوبة بعد الطاعة وشكر الله على توفيقه لأدائها
. تركي بن سعيد الزهراني

مهما اجتهد العبد في أداء العبادة فلن يوفيها حقها؛ لذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لن يُنجي أحداً منكم عملُه. قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا؛ إلا أن يتغمدني الله برحمة. سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا ) [1].
فلا بد أن يختلج العبادة خلل ويعتريها نقص تختلف وتتفاوت مراتبه.
والاختلاف والخلل حسب الأشخاص واجتهادهم في أدائها. والخلل قد يكون مفسداً للعمل من أصله كما قال الله - عز وجل - في عمل المشركين : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } [الفرقان : 23]، أو يكون الخلل في العمل نفسه إذا لم يكن موافقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ )[2] .
وهذان الأصلان هما شرطا قبول العمل؛ فالخلل في الأول مفسد لجميع الأعمال، والخلل في الثاني مفسد للعمل نفسه.
ومن الأعمال ما يسقط عنها بعض الخلل بما يجبره كسجود السهو في الصلاة، أو القضاء في الصيام، أو الدم في بعض أعمال الحج.
فلا يسلم أحد من خلل يعتري أداء العبادة، أو إتمامها بكاملها في أقل الأحوال؛ فهو إذن بحاجة إلى أمرين :
الأول : أن يستغفر الله فيسأله الغفران مما أخل أو أنقص في عمله؛ فلا بد له هنا من استئناف التوبة.
الثاني : أن يذكر الله - عز وجل - شكراً على ما أنعم به عليه من تمام العبادة.
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( ومنزلة التوبة والاستغفار أول المنازل وأوسطها وآخرها، فلا يفارقها العبد السالك، ولا يزال فيها إلى الممات، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل بها واستصحبها معه ونزل بها ) [3].


(1) رواه البخاري، ح / 3646، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل .
(2) رواه مسلم، ح / 8171، كتاب الاعتصام، باب إذا اجتهد الحاكم .
(3) تهذيب مدارج السالكين، ص 121 .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.29%)]