
10-12-2019, 05:00 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,786
الدولة :
|
|
رد: الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
سليمان بن جاسر بن عبدالكريم الجاسر
2- أكل الربا:
قال الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 278، 279].
وقال تعالى: ï´؟ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ï´¾ [البقرة: 275].
فهذا وعيد عظيم بالخلود في النار كما ترى لمن عاد إلى الربا بعد الموعظة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اجتنبوا السبع الموبقات»، قالوا: وما هنَّ يا رسول الله؟ قال: «الشرك بالله، والسحرُ، وقتلُ النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكلُ الربا، وأكلُ مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذفُ المحصنات الغافلات المؤمنات»[17].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لعن الله آكل الربا ومُوكله»[18] رواه مسلم، والترمذي فزاد: «وشاهديه وكاتبه»[19] وإسناده صحيح.
3- الزنا:
وهو من أعظم الذنوب، لذا حذرنا منه ربنا - تبارك وتعالى - قال الله تعالى: ï´؟ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ï´¾ [الإسراء: 32].
وقال الله تعالى: ï´؟ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ï´¾ [الفرقان: 68].
وقال تعالى: ï´؟ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [النور: 3].
وسُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين: أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك»، قال: ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك»، قال: ثم أي؟ قال: «أن تُزاني حليلة جارك»[20].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن»[21].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يُزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذابٌ أليم: شيخٌ زانٍ، وملكٌ كذابٌ، وعائلٌ[22] مستكبرٌ»[23] رواه مسلم.
وتم ذكر هذه المحرمات لأن بعض الناس تسول له نفسه فيشغل هذه الأيام العظيمة والمواسم الفاضلة بالسفر إلى الحرام فيقترف هذه المحرمات ولا يدرك خطورتها.
4- شرب أو تعاطي المسكرات:
وهي بلا ريب أم الخبائث، أمرنا الله - تبارك وتعالى - باجتنابها. قال الله تعالى: ï´؟ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ï´¾ [البقرة: 219].
وقال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ï´¾ [المائدة: 90].
وقد لُعن شاربُها في غير ما حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر»[24].
وعن ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لعن الله الخمر، وشاربها وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه»[25].
وعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن على الله عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال»، قيل: وما طينة الخبال؟ قال: «عرق أهل النار»، أو قال: «عُصارة أهل النار»[26] أخرجه مسلم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من شرب الخمر في الدنيا حُرمَها في الآخرة»[27] متفق عليه.
وعنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «مدمنُ الخمر إن مات لقي الله كعابد وثنٍ»[28] رواه أحمد في مسنده.
البعد عن الظلم:
فلقد توعد الله - عز وجل - الذين يظلمون الناس بالعذاب الأليم قال تعالى: ï´؟ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ï´¾ [الشورى: 42].
وقال تعالى: ï´؟ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ï´¾ [الشورى: 8].
وحذرنا منه النبي فقال - صلى الله عليه وسلم -: «الظلم ظلمات يوم القيامة»[29].
وقال - صلى الله عليه وسلم - «من ظلم شبرًا من الأرض طوقهُ إلى سبع أرضين يوم القيامة»[30].
وقال - صلى الله عليه وسلم - «مطلُ الغني ظلمٌ»[31].
ومن أكبر الظلم اليمين الفاجرةُ على حق غيره.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من اقتطع حق امرئٍ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار»، قيل: يا رسول الله، وإن كان شيئًا يسيرًا؟ قال: «وإن كان قضيبًا من أراكٍ»[32] رواه مسلم.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[33]:
وهو من أشرف الأعمال، حيث جعل الله تبارك وتعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخص صفات صفيه من خلقه - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: ï´؟ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [الأعراف: 157].
ثم إن الله تعالى جعل هذا الوصف أيضًا من أخص أوصاف من اصطفاهم من سائر البشر ليكونوا أتباعًا لرسله وأنبيائه - صلوات الله وسلامه عليهم - أجمعين فقال تعالى: ï´؟ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ï´¾ [التوبة: 71].
وقال - عز وجل - أيضًا مُبرزًا أشرف أوصاف المؤمنين: ï´؟ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [التوبة: 112].
فلا يملك من سمع هذه الآية إلا أن ينضم تحت رايتهم ويسلك سبيلهم لعله يلحق بهم.
وهذه الشعيرة - وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - هي مناط خيرية الأمة قال تعالى: ï´؟ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ï´¾ [آل عمران: 110].
فوصف الله- عز وجل - الأمة بما وصف به رسوله - صلى الله عليه وسلم - [34].
وذلك لأن صلاح المعاش والمعاد إنما يكون بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وذلك لا يتم إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبه صارت الأمة خير أمةٍ أخرجت للناس[35].
ومن الأحاديث التي أكدت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما جاء في سنن الترمذي وغيره من حديث حذيفة - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم»[36].
وفي صحيح مسلم[37] من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له صور أهمها: أمر الأهل والأولاد بالمعروف ونهيهم عن المنكرات، فليحرص المسلم على ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته»[38].
الدعوة إلى الله:
الدعوة إلى الله في هذه الأيام العظيمة عند الله - عز وجل - التي يجتمع فيها ضيوف الرحمن الذين أتوا من كل فجٍّ عميق ليشهدوا منافع لهم، ومن أعظم المنافع نشر العلم الذي هو باب كل خير، ومن الأدلة على ذلك قوله: ï´؟ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ï´¾ [فصلت: 33].
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: «قال الحسن: هو المؤمن أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته، فهذا حبيب الله، هذا ولي الله، فمقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد» ا.هـ[39].
وقوله تعالى: ï´؟ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ï´¾ [يوسف: 108].
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: «ولا يكون الرجل من أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - حقًا إلا إذا دعا لما دعا إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة».
وقوله - صلى الله عليه وسلم - «من دل على خير فله أجر فاعله»[40]، وفي حديث آخر: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا»[41] الحديث.
فخير ما يقدم لكل مسلم ومنهم الحجاج والمعتمرين بذل العلم ونشره لتصحيح العقائد والعبادات، من خلال الوسائل التالية: (مطويات - كتيبات - أشرطة مسموعة ومرئية - أقراص حاسوبية) وغيرها من الوسائل الحديثة للدعوة إلى الله- عز وجل - باللغة العربية وغيرها من اللغات.
الذكر:
ومن الأعمال الصالحة كثرة ذكر الله - عز وجل -، يقول الله تعالى: ï´؟ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ï´¾ [الحج: 28].
روى الإمام أحمد - رحمه الله - عن ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» رواه أحمد[42] وصححه الأرناؤوط.
والتكبير مستحب في هذه الأيام استحبابًا شديدًا.
قال الإمام البخاري - رحمه الله تعالى -: «وكان ابن عمر، وأبو هريرة - رضي الله عنه - يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما»[43].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|