عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-12-2019, 05:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,320
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أمثال القرآن الكريم


فضرب المثل في القرآن قد يستعمل في تمثيل حالةٍ غريبةٍ بِأُخْرى مثلِها، وقد يستعمل في ذكر حالة غريبة تقصد لنفسها، ولا يراد تَمثيلها بنظيرة لها، ومن هنا ترى المفسرين قد يختلفون في تفسير آيات سماها الله مثلاً، فمنهم مَن يفسِّرها على قَصْدِ جعْلِها مثلاً لشيْءٍ آخَر، ومِنْهُم مَنْ يُفَسِّرُها على أنَّها قصة غريبة في نفسها، فيُمْكِنُنا أن نقول: أمثال القرآن ما يضرِبُه الله للناس من أقوال تتضمَّن ما فيه غرابةٌ من تشبيهٍ أوِ استعارة أو قِصَّة، ويدخل في هذا كل ما سَمَّاه القرآن قبل ذلك أو بعده مثلاً؛ بل ويعدُّ في أمثال القرآن كل ما اشتمل على تمثيل حال شيء بحال آخر؛ كقوله -تعالى-: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)[16]، وقوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا)[17].
الآيات الجارية مجرى الأمثال:
فإن سأل سائل عن الآيات التي تجري على ألسنة الناس كما تجري الأمثال؛ كقوله - تعالى -: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)[الكافرون: 6] إذ يستعملونها في المتاركة، قلنا هذا الضرب من الآيات يسميه علماء البيان: ما خرج مخرج المثل أو جرى مجرى الأمثال، فقد قالوا في بحث التذييل من باب الإطناب: إن التذييل ضربان: ضرب لم يخرج مخرج المثل، وهو ما لم يستقل بإفادة المراد، وضرب خرج مخرج المثل بأن تكون الجملة الثانية حكمًا كليًّا منفصلاً عما قبله، جاريًا مجرى الأمثال في الاستقلال وفشو الاستعمال؛ نحو قوله -تعالى-: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)[18].
وقد أخبرنا السيوطي بأن جعفر بن شمس الخلافة عَقَدَ في كتاب "الآداب" بابًا في ألفاظ من القرآن تجري مجرى المثل؛ كقوله -تعالى-: (لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ)[النجم: 58] وقوله - تعالى -: (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)[المؤمنون: 53] وقوله - تعالى -: (لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ)[المائدة: 100] وقوله - تعالى -: (مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ)[التوبة: 91] وقوله -تعالى-: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)[فاطر: 43].
وقد أدخل علماء البديع أمثال هذه الآيات في النوع الذي يسمونه إرسال المثل، وهو أن يأتي المتكلم بما يجري مجرى المثل من حكمة أو غيرها فيما يحسن التمثل به، ولا ندع هذا الضرب من الآيات حتى ننبه على حكم استعمال الآيات استعمال الأمثال، فقد رآه بعض أهل العلم خروجًا عن أدب القرآن، قال الرازي في تفسير قوله -تعالى-: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) "جرت عادة الناس بأن يتمثلوا بهذه الآية عند المتاركة، وذلك غير جائز؛ لأنه - تعالى - ما أنزل القرآن ليتمثل به، بل يتدبر فيه، ثم يعمل بموجبه".
ولا حرج فيما يظهر أن يتمثل الرجل بالقرآن في مقام الجد؛ كأن يأسف أسفًا شديدًا لنزول كارثة، قد انقطعت أسباب كشفها عن الناس، فيقول: (لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ)، أو يحاوره صاحب مذهب فاسد، يحاول استهواءه إلى باطله، فيقول: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، والإثم الكبير في أن يقصد الرجل إلى التظاهر بالبراعة، فيتمثل بالقرآن حتى في مقام الهزل والمزاح.
فوائد ضرب المثل:
يُضرب المثل لتقرير حال الممثل في النفس، حيث يكون الممثل به أوضح من الممثل، أو يكون للنَّفْسِ سابقة ألفة وائتناس به، كما ضرب الله مثلاً لحالِ المنفق رِياءً، حيثُ لا يَحْصُل من إنفاقه على شيءٍ من الثواب، فقال - تعالى -: (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا)[19]، فقد مثَّل حال المرائي في إنفاقه بحال الحجر الأملس يكون عليه تراب، فيصيبُه مطرٌ غزير، فيذهبُ بِما عليه من تراب، فأعمال المُرائي مثل التراب الذي كان على الحجر، فإنَّها تذهب هباء، ولا يجد لها ثوابًا، وفي هذا المثل تقرير لخيبة المرائي على وجه أبلغ ما يكون.
ويُضرب المثل للترغيب في الممثل، حيثُ يكون الممثل به مِمَّا تستَحْسِنُه النفوس وترغب فيه، كما ضرب الله مثلاً لحال المُنْفِق في سبيل الله، حيث يعود عليه الإنفاق بخير كثير، فقال - تعالى -: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[20].
ويُضرب المثل للتنفير، حيثُ يكون الممثل به مما تكرهه النفوس وتنفر منه، كما ضرب الله مثلاً لحال المغتاب، فقال -تعالى-: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)[21]، وليس من شكٍّ في نفور الطِّباع من أكل لحم الأخ وهو ميت، فينبغي أن يكون نفوره من الغيبة بِمقدار هذا النفور.
ويضرب المثل لمدح الممثل، حيث يكون في الممثل به صفات تستحسنها النفوس، وتمدح من يحرز مثلها، كما ضرب الله مثلاً لحال الصحابة -رضي الله عنهم- فقال -تعالى-: (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)[22].
فالزرع يخرج شطأه، وهو ما تفرع في شاطئيه؛ أي جوانبه، ثم يقوى ويستغلظ أي يصير بعد الدِّقَّة غليظًا، وكذلك حال الصحابة؛ فإنَّهم كانوا في بدء الأمر قليلاً، ثم أخذوا في النمو، حتى استحكم أمرهم، وامتلأتِ القلوب إعجابًا بعظمتهم.
ويضرب المثل للذَّمِّ، حيث يكون للممثل به صفة يستقبحها الناس، ويذمون من رضي لنفسه بمثلها، كما ضرب الله مثلاً لحال من آتاه الله كتابه، فنكث يده من العمل به، وانحط في أهوائه، فقال - تعالى -: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا)[23]، فقد مثلت الآية حال العالم المنحطِّ في أهوائه بحال الكلب، الذي هو أخبث الحيوان وأخسها نفسًا، ذلك أن المنحط في أهوائه شديد اللهف على الدنيا، قليل الصبر عنها، فلهفه نظير لهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه.
ويضرب المثل في مقام الاحتجاج، حيث يلزم من تسليم الممثل به، وإدراك أن الممثل مطابق له - الرجوع إلى الاعتقاد بالحق، كما ضرب الله مثلاً للدلالة على أنه الإله الحق، وأن الأوثان لا تستحق أن تعبد، فقال - تعالى -: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ)[24].
إذ دلَّ بالمثل على عجز الأصنام عن أن تنفع عابدها بشيء؛ إذ مثَّل حالَها بِحال العبد المملوك الذي لا يقدِرُ على شيء، ودلَّ على كمال قُدرتِه؛ إذ جعل في مقابلة العبد المملوك الممثل للأصنام مَن اتسع رزقه وكان ينفق منه كيف يشاء، ومن له مسكة من العقل لا يتولى العاجز بالعبادة، ويدع عبادة القادر على كل شيء.
ومن بديع أسلوب القرآن في ضرب المثل أن يسوق الجمل، مستعملاً لها في معانيها الحقيقية، قاصدًا بها غرضًا خاصًّا؛ كالاحتجاج على بعض العقائد، وبعد أن يفيد بها هذا الغرض يعود إلى جعلها مثلاً يرمي إلى غرض من الأغراض التي تضرب لها الأمثال، فانظروا إن شئتم إلى قوله - تعالى -: (وَهُوَ الوَاحِدُ الْقَهَّارُ * أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَال)[25].
فقوله - تعالى -: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً...إلى قوله (زَبَدٌ مِثْلُهُ) ظاهر في معنى تقرير حجة على كمال قدرته - تعالى -، وبعد أن أقام به حجة على المشركين جعل هذا القول نفسه مثلاً يستبين به الحق والباطل، فقال - تعالى -: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ)، وهذا من الإيجاز الذي بلغ به القرآن أعلى طبقات البلاغة.
إذا ضرب الله مثلاً، فهل يجوز أن يراد من ذلك المثل المعني الذي سيق من أجله؛ نحو التقرير أو التحسين، أو التقبيح، ولا يلزم أن تكون صورة الممثل به واقعة في نفس الأمر؟!
ذهب فريق إلى جواز ذلك، فتَرَوْنَ الزمخشري وهو ينكر أن يصرع الشيطان الإنسان، يقول في قوله - تعالى -: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)[26]: "تخبط الشيطان من زعمات العرب، يزعمون أنَّ الشيطان يخبط الإنسان فيصرعه، فورد على ما كانوا يعتقدون"، أو يقال إن الله لا يضرب المثل إلا بما يقع، حتى إذا ضرب المثل بشيء أمكننا الاستدلال بالتمثيل على وقوع ذلك الشيء، وهذا ما يقوله جمهور أهل السنة، ونحن نستبعد أن يُمثِّل الله - تعالى -بأمر يزعمه الناس زعمًا باطلاً، فإن التمثيل به دون تنبيه على بطلانه لا يلائم ما عرف في هداية القرآن، ومن هنا قرر المحققون من الأصوليين قاعدة، هي أن ما يقصه القرآن من قول يتضمَّن رأيًا ولا يقرنه بتنبيه على بطلانه، أو يكون قد نبه عليه من قبل، فإنه يعد حقًّا لا محالة.
فالقرآن لا يمثل بشيء يزعمه العرب زعمًا باطلاً، ولكنه قد يمثل بشيء لا يدخل في قبيل المزاعم الباطلة، وإنما هو شيء يصفه بصفات مفهومة الحقائق، ممكنة الوقوع، وإن لم تقع عليها أعين الناس مجتمعة، فالله - تعالى -يقول: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) فقد ذكر طائفة من الباحثين أن هذا من قبيل التمثيل بموجود، وأنَّ البرة "الحبة من البر" قد تبلغ في الأرض القوية المغلة أن تنبت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، وعلى فرض أن لا يرى الناس حبة بلغت في الإنبات هذا المبلغ، لم يكن في تمثيل القرآن بها من بأس.
وقد يضرب القرآن المثل بأمر موجود على حال حسن أو قبح، والناس يعتقدونه على ما هو عليه من حسن أو قبح، وإن لم يروه بأبصارهم، ولكنه يحضر في أذهانهم بصورة جميلة أو صورة قبيحة، فيكون التمثيل به تمثيلاً بأمر موجود، وصورته الحاضرة في الأذهان مطابقة للواقع من حيث حسنها أو قبحها، ومثال هذا قوله: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ)[27]، فالشيطان شخص حي، ولكن المخاطبين لم يروه بأبصارهم، وجاء التمثيل في هذه الآية على ما اعتقدوه اعتقادًا مطابقًا من قبح صورته، وعلى هذا النحو يجري التمثل بالملك في قوله - تعالى -: (مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) [يوسف: 31] فإن التمثيل جارٍ على ما تصوروه من حسنه، وهذا التصور صادق لا محالة.
وإن تعجب فاقض العجب مِمَّن يعمد إلى قصة في القرآن، قصها الله - تعالى -لما فيها من عبرة وحكمة، ويجرؤ على أن يقول: "إن هذه القصة وردت على طريقة التمثيل"، يقول هذا وليس بيده شاهد من الآية نفسها، ولا دليل سمعي من غيرها، ولا أن العقل السليم ينكر أن تكون واقعة، كما قال بعضهم هذا القول في قصة الملائكة وسجودهم لآدم - عليه السلام -.
ولو فتح هذا الباب من التأويل الجامح، لاتخذه ضعفاء الإيمان وسيلة إلى جحود كثير من الحقائق، حيث يحملون آياتها على أنها تمثيل، ويخترعون لها من الممثلات ما تشاء أهواؤهم.
وإذا كان القرآن إنما نزل بلسانٍ عربِيٍّ مبين، فإنَّ العرب لا يذهبون بالكلام مذهب التمثيل إلا أن يحفوه بقرينة كافية في الدلالة على أنه تمثيل.
_____________
[1] الحشر الآية 21.
[2] العنكبوت الآية 43.
[3] الزمر- الآية 27.
[4] محمد الآية 15.
[5] البقرة الآية 17.
[6] الفرقان الآية 67.
[7] يونس الآية 39.
[8] الأحقاف- الآية 11.
[9] نوح الآية 27.
[10] النمل الآية 52.
[11] التحريم الآية 11.
[12] يونس الآية 24.
[13] الحجرات الآية 12.
[14] الحج الآية 73.
[15] النور الآية 35.
[16] الحج الآية 31.
[17] النور الآية 39، 40.
[18] الإسراء الآية 81.
[19] البقرة- الآية 264.
[20] البقرة الآية 261.
[21] الحجرات الآية 12.
[22] الفتح الآية 29.
[23] الأعراف الآية 175، 176.
[24] النحل الآية 75.
[25] الرعد الآية 16- 17.
[26] البقرة الآية 275.
[27] الصافات الآية 64 و 65.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.32%)]