الموضوع: حكم الهدي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-11-2019, 03:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,430
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حكم الهدي

العيوب المانعة من الاجزاء:
هي نفس العيوب المانعة من الاجزاء في الأضحية والعقيقة وهي كما يلي:
وقبل أن أذكر العيوب أود أن أذكر الأحاديث المانعة من الإجزاء فمن الأحاديث ما يلي:
1_ في حديث البراء بن عازب وفيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذبح الجذع من المعز، وقال لأبي بردة: ( اذبحها ولا تصلح لغيره ) (1).
2_ وعن علي رضي الله عنه قال " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضحى بأعضب القرن والأذن " (2).
3_ وعن البراء بن عازب قال " قال رسول اله صلى الله عليه وسلم أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والكسير التي لا تنقي "(3).[10]
4_حديث يزيد ذو مصر " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المصفرة والمستأصلة والبخقاء والمشيعة والكسراء "(1).
5_ عن أبي سعيد قال " اشتريت كبشاً أُضحي به فعدا الذئب فأخذ الألية، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ضح به " (2). وهذا دليل على أن العيب بعد التعيين لا يضر.
6_ وعن علي رضي الله عنه قال " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأُذن وأن لا نضحي بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء ولا ثرماء "(3).
7_ وعن أبي أُمامة بن سهل قال " كناّ نسمن الأضحية بالمدينة وكان المسلمون يسمنون "(4).
8_ وعن أبي سعيد قال " ضحىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشٍ أقرن فحيل، يأكل في سواد، ويمشي في سواد، وينظر في سواد " (5).
9_ عن أبي رافع قال " ضحىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين موجوأين خصيين ".
10_ وعن عائشة رضي الله عنها قالت " ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين سمينين عظيمين أملحين أقرنين موجوأين "(6).
وأبين الآن إن شاء الله تعالى العيوب المانعة من الاجزاء:
1_ العوراء البين عورها: وهي التي انحسفت عينها فإن كانت العين قائمة أجزأت ولو لم تبصر أو يكون في العين بياضاً بيناً يدل دلالة بينة على عورها.(7).
2_ العمياء: وهي أشد من العوراء فمن باب أولى ألاّ تجزئ، وذكر النووي الإجماع على ذلك في الجموع، ولأن العمياء لا تستطيع المشي مع رفيقاتها فلا تستطيع المشاركة في العلف.(8).
3_ مقطوعة اللسان: فلا تُجزيء لأنها ناقصة الخلقة، وكذلك ما ذهب من لسانها مقدار كثير.(9).[11]
4_ الجدعاء: وهي مقطوعة الأنف.(1).
5_ المريضة البين مرضها: لأن المرض يمنعها من الأكل ويفسد لحمها ويهزل جسمها.
6_ الجرباء: وهي من باب أولى بالنسبة للمريضة البين مرضها.
7_ العرجاء البين عرجها: وهي التي لا تقدر على المشي مع جنسها الصحيح إلى المراعي.
8_ الكسيرة: وهي من باب أولى، ومقطوعة الرجل واليد والتي لا رجل لها ولا يد، فكل ذلك لا يجزئ.
9_ العجفاء: وهي الهزيلة التي لا مخ فيها، وهي الهزيلة التي لا تنقي، لأنه لا لحم فيها وإنما هي عظام مجتمعة.
10_ مقطوعة الألية أو أكثرها: لأن ذلك أبلغ في الإخلال بالمقصود، أماّ إذا ذهب أقل من النصف فتجزيء مع الكراهة إلاّ إذا تعيبت بعد التعيين، لما جاء في حديث أبي سعيد السابق وهو الحديث رقم ( 5 ) في هذه النقطة، أماّ إذا كانت بلا ألية من خلقتها فإنها تجزيء بلا كراهة.(2).
11_ المبشومة حتى تثلط: لأن البشم عارض خطير كالمرض البين.(3).
12_ ما كانت والدة: أي التي في حالة ولادة حتى تلد وتنجو لأن ذلك خطر قد يودي بحياتها.
13_ ما أصابها سبب الموت: كالمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، لأنها أولى بعدم الإجزاء من المريضة البين مرضها.(4).
14_ الجلالة: وهي التي تأكل العذرة، حتىّ تحبس ويطيب لحمها.
فائدة مهمة:
ما ذكر سابقاً مماّ لا يُجزئ في الأضحية يشمل الهدي الواجب والتطوع ودم المتعة والقران والعقيقة، فكل ما لا يُجزئ في الأضحية لا يُجزئ في ذبائح القرب.(5).[12]
العيوب المكروهة مع صحة الإجزاء بها:
يقول ابن القيم رحمه الله " وكان من هديه صلى الله عليه وسلم اختيار الأضحية، واستحسانها، وسلامتها من العيوب، ونهى _ نهي كراهة_ أن يضحي بها، ومن هذه العيوب المكروهة ما يلي:
1_ عضباء الأذُن والقرن: وهي مقطوعة الأذُن ومكسورة القرن، النصف فما زاد.
2_ المقابلة: وهي التي قُطع مقدم أذنها عرضاً.
3_ المدابرة: وهي التي قُطع مؤخر أذنها عرضاً.
4_ الشرقاء: التي شُقت أذنها طولاً.
5_ الخرقاء: التي خُرقت أذنها.
6_ المصفرة: التي قُطعت أذنها حتى يبدو صماخها.
7_ المستأصلة: التي استأصل قرنها من أصله.
8_ البخقاء: التي بُخقت عينها فذهب بصرها وبقيت عينها بحالها.
9_ المشيعة: وهي التي لا تتبع الغنم إلاّ بمن يشيعها فيسوقها لتلحق، وذلك لضعفها وعجفها(1).
10_ البتراء: من الإبل والبقر والمعز وهي التي قطع نصف ذنبها فأكثر.
11_ ما قُطع ذكره وأنثياه معاً.(2).
12_ مقطوع الذكر فقط.(3).
13_ ما سقط بعض أسنانه، ولو كانت الثنايا أو الرباعيات، فإن فقد بأصل الخلقة لم تكره.
14_ ما قُطع شيء من حلمات ثديها: فإن فقد بأصل الخلقة لم تكره، وإن توقف لبنها مع سلامة ثديها فلا بأس.(4).
فائدة مهمة:
ما كان ناقصاً بأصل الخلقة فيجزئ ما عدا المذكور في حديث البراء بن عازب، فلا يُجزئ لورود النص فيه.
فيُجزئ ما يلي:
1_ الجماء: التي لم يُخلق لها قرن.
2_ الصمعاء: صغيرة الأذن.
3_ البتراء: التي لا ذنب لها خلقة.
4_ التي لا ألية لها بأصل الخلقة.
5_ الخصي: لأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحىّ به، ولأن الإخصاء يزيد في سمنه وطيب لحمه.
فائدة: لا يمنع الإجزاء أي عيب حدث أثناء الذبح، كأن أصابت الشفرة _ آلة الذبح _ عين المذبوح فقلعتها، أو تعاصى فألقاه الذابح بعنف وقوة، فكسر رجله أو غلاف قرنه ونحوه.(5).[13]
وقال ابن قدامة " إذا عالج ذبحها فقلعت السكين عينها أجزأت، استحساناً. ولنا أنه عيب أحدثه بها قبل الذبح، فلم تجزئه كما لو كان قبل معالجة الذبح "(1).
وأماّ إذا ذبحها فوجد فيها مرضاً ولم يعلم به إلاّ بعد الذبح،فقال ابن حزم رحمه الله " إن لم يكن اشترط السلامة فله الرجوع بما بين قيمتها حيّة صحيحة وبين قيمتها معيبة، أما إن كان اشترط السلامة ثم ظهرت بعد الذبح معيبة فيضمنها البائع ويسترد المشتري الثمن " (2).
تقسيم لحم الهدي:
إن كان الهدي هدي شكران وهو ما يجب على المتمتع والقارن فالسنة أن يقسم ثلاثة أقسام، قسم يأكله، وقسم يهديه، وقسم يتصدق به على الفقراء والمحتاجين، ولا بد من التصدق فإن لم يتصدق وجب عليه شراء ما يكفي فقير ويعطيه إياه لقوله تعالى: " فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير".
وإن كان الهدي عن ترك واجب أو فعل محظور، فلا يأكل منه شيئاً بل يجعله كله للفقراء.
طريقة ذبح الهدي:
إن كان الهدي إبلاً فالسنة أن تنحر وهي قائمة معقولة يدها اليسرى، لقول جابر رضي الله عنه قال: " أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها " (3)، وعن زياد بن جبير قال: " رأيت ابن عمر أتى على رجل قد أناخ بدنته، فنحرها، فقال: ابعثها قياماً مقيدة، سنة محمد صلى الله عليه وسلم " (4)، قال ابن دقيق العيد(5): فيه دليل على استحباب نحر الإبل من قيام، ويشير إليه قوله تعالى: " فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها " (6)، وقيل معنى صواف: أي قائمة على ثلاثة قوائم. ووجبت جنوبها: أي سقطت من قيام.[14]
الخاتمة
كانت تلك جملة من أحكام الهدي، سهلة ميسرة، مختصرة بسيطة، مستنبطة من بطون أمهات الكتب المطولة، جمعتها، وأضفت عليها ما تدعو الحاجة إليه، مما يتطلبه الوضع الحاضر، في ظل غياب طلب العلم، والإقبال على قراءة ما لا ينفع من الكتب، فآثرت أن أكتب موضوعاً مختصراً، وسهلاً للقارئ الكريم، ليجد مبتغاه فيه، وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يجعل التوفيق حليفي، والصواب طريقي، وأن يجنبني وجميع المسلمين، مضلات الفتن، وسوء المحن، وأن يرد عنا كيد الشيطان، وتوهيمه، ونفخه ونفثه، إنه جواد كريم، وبالإجابة جدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
المؤلف "من يرجو فضل ربه وعفو"ه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام الجامع الكبير بتبوك
والكاتب بموقع زاد المعاد



[1] (1) انظر المصباح المنير ص327
(2) الأنعام 143-144.

[2] (1) المائدة15.
(2) الحج28.
(3) الأنعام142.
(4) المائدة 95.
(5) انظر زاد المعاد2/312.

[3] (1) الحج32.
(2) متفق علية.
(3) انظر الكافي1/464.
(4) متفق عليه.

[4] (1) انظر تيسير العلام2/79.
(2) انظر تنوير الحوالك ص322

[5] (1) رواه البخاري.
(2) أحكام القرآن 217/3.
(3) انظر الإعلام بفوائد عمدة الأحكام6/281.

[6] انظر تيسير العلام2/79.
[7] انظر المقنع1/474.
[8] (1) شرح منتهى الإرادات1/608.
(2) رواه أبو داود وصححه الألباني.
(3) انظر معالم السنن2/134.

[9] (1) زاد المعاد2/313.
(2) رواه مسلم.
(3) رواه مسلم.
(4) انظر شرح النووي على مسلم9/437 .[انظر نيل الأوطار5/104].
(5) زاد المعاد2/315.

[10] (1) متفق عليه.
(2) رواه الخمسة وصححه الترمذي.
(3) رواه الخمسة وصححه الترمذي.

[11] (1) رواه أحمد وأبو داود والبخاري في تاريخه
(2) رواه أحمد
(3) رواه الخمسة وصححه البخاري
(4) رواه البخاري
(5) رواه أحمد وصححه البخاري
(6) رواه احمد
(7) توضيح الأحكام 6 / 66
(8) المجموع 8 / 379
(9) الموسوعة الفقهية 5 / 83

[12] (1) الموسوعة الفقهية 5 / 83
(2) المقني في إختصار المغني 2 / 338
(3) رسالة الأضحية 63
(4) رسالة الأضحية 63
(5) توضيح الأحكام 6 / 66

[13] (1) زاد المعاد 2 / 320 _ 322
(2) مطالب أولي النهى 3 / 388
(3) أحكام الأضحية 18
(4) أحكام الأضحية 18
(5) مطالب أولي النهى 3 / 389

[14] (1) المغني 13 / 373
(2) المحلى 6 / 53
(3) رواه أبو داود
(4) رواه البخاري ومسلم
(5) إحكام الأحكام 2/83
(6) الحج 36


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]