[ابوالوليد المسلم]

فضل ابن مسعود وأمه رضي الله عنهما
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان


عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قَدِمْتُ أنا وأخي من اليمن، فمَكَثْنا حِينًا، وما نحسبُ ابن مسعود وأمَّه إلا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لكثرة دخولهم وخروجهم عليه.[1]




من فوائد الحديث:

1- قوله: (حِينًا) الحِيْن اســـم كالوقت يَصْلُحُ لجميع الأزمان كلِّهَا طَالَت، أو قَصُرَت. وقال ابن عَرَفَة: الحين القِطعة من الدهر كَالسَّاعَة فما فوقها [2].




2- دخولهما بيت النبي صلى الله عليه وسلم دال على فَضْلِهما وخَيرهما [3].




3- قوله: (قَدِمتُ أنا وأخي من اليمن) قدوم وفد الأشعريين، وأهل اليمن بإسلامهم أمام النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة مهاجرين وكان ذلك بعد فتح خيبر.[4]




4- كان ابن مسعود رضي الله عنه صاحب نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملهما ويتعاهدهما.[5]




5- خصوصية ابن مسعود رضي الله عنه.[6]




6- قول أبي موسى: (قَدِمْتُ أنا وأخي) هو أبو رُهْم الأشعري.[7] واسمه على الأرجح محمد بن قيس.[8]




7- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمَّ ابن مسعود رضي الله عنه إليه، واختصه بخدمته، وملازمته، وذلك لما رأى من صلاحيته لقبول العلم، وتحصيله له. [9]




8- قوله: (من كثرة دخولهم ولزومهم له)، جَـمَعَهُمَا وهما اثنان هو وأمه؛ لأنَّ الاثنين يجوز جمعهما بالاتفاق. ولكن الجمهور يقولون: أقل الجمع ثلاثة فجمع الاثنين مَـجَاز، وقالت طائفة أَقله اثنان فجَمْعُهُما حقيقة.[10]




9- استحباب الرحلة في طلب العلم والذهاب إلى الفضلاء حيث كانوا، وتحمّل الـمَشاق في سبيل ذلك.[11]




10- عِلم عبدالله بن مسعود، وفقهه.



11- صِدْقُ فِراسة النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار ابن مسعود رضي الله عنه دون غيره.



12- استمتاع ابن مسعود بهذه الخدمة، وتلذُّذِهِ بها، رَغبةً فيما عند الله، وتَقَرُّبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ورجاءَ بركةِ هذا القرب، وهذه الـمُلازمة.



13- قوله: (قَدِمْتُ أنا وأخي من اليمن) ما أجملها من أخوَّة! اجتمعت أخوة الدين، وأخوة النّسَبِ، والرّحِم. ولا شك أن أعظمَهُمَا أُخوة الدَّين.



14- مَحبّة النبي صلى الله عليه وسلم لابن مسعود رضي الله عنه، وتَعامله الرائع والجميل معه، فهو صلى الله عليه وسلم القُدْوَة في ذلك.



15- جواز خدمة الحرّ طواعية لغيره، وبلا مُقابل.



16- مكافأة النبي صلى الله عليه وسلم لمن يَخْدِمُه.

[1] صحيح البخاري 5/ 28 رقم 3763. 5/ 173 رقم 4384. صحيح مسلم 4/ 1911 رقم 2460.

[2] المُعْلم بفوائد مسلم للمازري 3/ 269.

[3] التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الـمُلقّن 20/ 364.

[4] فتح المنعم شرح صحيح مسلم 9/ 436.

[5] فتح الباري لابن حجر 7/ 91.

[6] الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم للهرري 23/ 635.

[7] فتح الباري لابن حجر 1/ 301-309.

[8] الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 6/ 31 . رقم الترجمة 7807.

[9] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي 20/ 107.

[10] شرح صحيح مسلم للنووي 16/ 14-16. الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم للهرري 23/ 635.

[11] فتح المنعم شرح صحيح مسلم 9/ 439.