خطيبي الذي أكرهه
بدر عبد الحميد هميسه
8- إفشاء الأسرار:
من الأسباب التي تؤدي إلى كراهية المخطوبة لخطيبها أن ينشر أسرار البيت الذي رحب به أهله واعتبروه واحداً منهم، وقد ائتمنوه على عرضهم وأسرارهم، ولكنه كلما دخل عندهم خرج إلى الناس يذيع أسرار البيت وينشر مشاكله، ولقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك تحذيراً شديداً، فعنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)). رواه مسلم (1437). وأحمد 3/69(11678).
يقول الشاعر:
واحفظ لسانك واحترز من لفظه *** فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسر فاكتمه ولا تنـطق بـه *** فهو الأسير لديك إذ لا ينشب
واحرص على حفظ القلوب من الأذى *** فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القـلوب إذا تنـافر ودهـا *** مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
وكـذاك سر المرء إن لم يطوه *** نشرته ألسنة تزيد وتكذب
9- عدم التوافق:
التوافق بين الزوجين أمر مهم وضروري لاستمرار الحياة الزوجية، يقول ابن حزم في " طوق الحمامة ص 97 ": "لا تجد اثنين يتحابان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق في الصفات الطبيعية، لابد في هذا وإن قل، وكلما كثرت الأشباه زادت المجانسة وتأكدت المودة، فانظر هذا تره عياناً".
وهذا التوافق والتآلف نعمة من أجل نعم الله - تعالى -على العبد، يقول الله - تعالى -: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [63 سورة الأنفال]، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ كَثِيرٌ مَرَّةً: حَدِيثٌ رَفَعَهُ، قَالَ: ((النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا، وَالأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ)). أخرجه أخرجه"أحمد" 2/539(10969) و"مسلم" 6802.
والتوافق بين الخاطب والمخطوبة من أهم الأسباب لنجاح الخطبة وانتهائها بالزواج، لكن أحياناً تتعلل بعض الفتيات بعدم وجود توافق بينها وبين خطيبها، ربما لأسباب غير منطقية، قد تعلمها هي وحدها تحكى إحدى الفتيات فتقول: خطيبي متدين جداً لكني أكرهه مع أنني أكتب له في الرسائل: أحبك ولكني من داخلي أكرهه، ولا أعرف لماذا، وأخاف أن أتركه فيعاقبني ربي على ذلك فماذا أفعل؟.
وأخرى تقول: أنا فتاة عمري 24 سنة وأنا مخطوبة من 3 سنوات لابن خالي إنه متدين وأخلاقه حميدة ولكنى لا أحس تجاهه بأي مشاعر الحب، وفى ذات الوقت لا أكرهه أنه يحبني ويحاول أن يرضيني، ولكنى لا أستطيع التفاهم معه، أنا أول فتاة في حياته فليس عنده دراية كيف يسرق قلب الفتاة، فكل فتاة تحب الكلام المعسول، والتلميحات الجميلة بين أي خطيبين، فأنا اجتماعية وأحب الخروج والتعرف على الناس، والسفر والأفراح، ولكنه يحب البيت جداً ولا يشاركني هذه الصفة، ويراني متحررة جداً ولكن هذا ما تربيت عليه، فأنا أحب الرجل الناصح، والمحب للمغامرات والسفر، وعدم التقيد بالروتين، وهو ليس كذلك، كما أحب الرجل الطموح، فهو ليس طموح بالمرة، ويمشى في ظل والده في الشغل مع أنه والده ليس متعلم، أما خطيبي فمعه شهادة عليا كما أن كل مناقشاتنا تنتهي بخلاف وعدم توافق في الرأي، ولا يوجد حتى توافق في الذوق، فلا أعرف ماذا أفعل معه هل أكمل هذا المشوار أم لا؟ هو طيب ويحبني ولكن؟.
تلك بعض شكاوى الفتيات في عدم وجود توافق بينها وبين خطيبها، لكن قد يكون السبب من جانبها وأنها لم تحاول أن تخلق مساحة ومسافة مشتركة يلتقيان فيها فيتفاهمان ويزيلان أسباب عدم التوافق.
10- التدخلات الخارجية:
أحياناً يكون السبب في نفور الفتاة من خطيبها ما يسمى بالتدخلات الخارجية من قبل أهلها أو أهله أو بعض الجيران أو الأصدقاء، فقد يحدث خلاف بين هذا الخاطب وبين أحد من أهل الفتاة فيحاول التأثير عليها لتركه فيشوه صورته أمامها ويدعي عليه ما ليس فيه، ويظل يكرر ذلك على أذن الفتاة حتى تنفر من خطيبها، وقد تنفر الفتاة منه وتكرهه بسبب أهله وتدخلهم في كل كبيرة وصغيرة، وأنه ليس لديها القدرة على تحمل أهله وعلى كسب ودهم ومحبتهم، وقد يكون في حياة البنت شاب آخر قد لعب برأسها وأقنعها بأن ذلك الشاب الذي خطبها لا يستحقها ولن يحقق لها ما تطلب، أما هو فسوف يحقق لها كل ما تطلب فيظل يحرضها على تركه، وهذا لون من ألوان خطبة المرء على خطبة أخيه والذي نهانا عنها الإسلام الحنيف، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لاَ يَبِعِ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلاَ يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ))، وفي رواية: "نَهَى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَبِيعَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلاَ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ قَبْلَهُ، أَوْ يَأْذَنَ لَهُ الْخَاطِبُ". أَخْرَجَهُ مالك "الموطأ" 1490. و"أحمد" 2/21(4722).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لاَ يَخْطُبْ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، وَلاَ يَسْتَمْ عَلَى سِيْمَةِ أَخِيهِ)).. أخرجه أحمد 2/462(9960) و"مسلم" 3446 و3806.
فهذه بعض الأسباب المنطقية والطبيعية التي تجعل الفتاة تنفر وقد تكره خطيبها، لكن في بعض الأحيان تكون هناك أسباب غير طبيعية وغير منطقية، وتكون من قبل الفتاة نفسها، من ذلك عدم جدية الفتاة في أمر الخطبة، فقد تكون قد فرحت في بداية الأمر بأنها صارت مخطوبة مثل مثيلاتها، وأنها قد صارت أنثى تطلب ويسعى إليها الشباب، لكن حينما ترى أن الأمر يترتب عليه التزامات وأمور لم تكن في حسبانها تبدأ في التهرب من المسؤولية، وتدعي أنها أصبحت تكره خطيبها، وتختلق الأسباب والأعذار الواهية لتركه.
وكذا التدليل الزائد للفتاة فبعض الفتيات قد يكون أهلها قد جنوا عليها بتدليلها تدليلاً زائدا عن الحد، فلا تطيق بعد الخطبة أن يطالبها أحد بشيء لم تعتد عليه، فإذا ما كلمها خطيبها في أمر فيه مصلحة لها، أو في شيء يحفظ عليها دينها وشرفها غضبت وزمجرت ونفرت منه، فهي تريد أن تعيش الحياة بلا قيود ولا ضوابط، فتدعي الكراهية له تهرباً من المسؤولية.
فهذه أهم الأسباب التي تجعل الفتاة تنفر بل قد تكره خطيبها... فما الحل إذاً؟!.
الحل قد يتخلص في عدة أمور منها:
1- التريث في الاختيار:
على الفتاة ألا تتعجل وتتسرع في الموافقة على من تقدم لخطبتها وتفرح بأنها قد صارت فتاة تطلب، بل لا بد من التعقل والاستشارة والاستخارة، وأن تسأل عنه وتجعل الدين والأخلاق سبباً جوهرياً لاختياره زوجاً للمستقبل وليس الشكل والمظهر والكلام المنمق المعسول، فالغني لا يبقى على غناه والفقير لن يظل على فقره، والغني الحقيقي هو غنى النفس والقلب، قال - تعالى -: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [32 سورة النور].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ))، لفظ التِّرمِذي: ((إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)). أخرجه ابن ماجة (1967) و"التِّرمِذي" 1084 الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 20.
قال رجل للحسن: قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوَّجها؟ قال: "ممَّن يتقي الله فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها".
قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: فُلانٌ يَخْطُبُ ابْنَتَكَ، فَقَالَ: أَهُوَ مُوسِرٌ مِنْ عَقْلٍ وَدِينٍ؛ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَزَوِّجُوهُ.
2- اعلمي أن خطيبك ليس ملاكاً:
بعض الفتيات تتصور أن خطيبها ملاك وليس بشراً، فتعيش في عالم الخيالات والأوهام، وتتخيل أنه لن يغضبها يوماً، ولن يؤخر لها طلباً مهما كان، وتنسى أو تتناسى أنه بشر مثل البشر يخطئ ويصيب.. يغضب ويهدأ.. يوافق ويرفض، وأن به مميزات وبه عيوب كأي شخص، وأن من أهله من هم عقلاء حلماء كما أن من أهله من هم على غير ذلك، وهي أيضاً مثله ليست ملاكاً بل بها مميزات وبها عيوب، وأن على كل منهما أن يقبل الآخر كما هو بعيوبه ومميزاته، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((لاَ يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ)). أخرجه أحمد 2/329(8345) و"مسلم" 3639.
3- لا تيأسي من التغيير:
ليس معنى أن خطيبك به مميزات وعيوب أن تستسلمي للعيوب ولا تحاولين تغيرها.. أبداً، فهناك فرق بين التوقع ومحاولة التغيير.. فمن الخطأ أن تتوقعي أن خطيبك يخلو من جميع العيوب، ومن الخطأ أيضاً أن لا تحاولي مساعدته في التخلص من تلك العيوب، فلا بد أن تكون لديك عزيمة على تغييره وإرادة قوية تواجه الصعاب.
ولكن عليك أولاً أن تتأكدي من إصلاح نفسك لأن الله - تعالى -يقول: (إنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [11 سورة الرعد].
4- عليك بالصبر ثم الصبر:
بعض الفتيات مع أول مشكلة مع خطيبيها أو مع أهله تطلب الانفصال، وأن يذهب كل منهما لحال سبيله، ولا تتحلى بالصبر ولا تجاهد نفسها على توقع المشكلات، ولا على محاولة حلها، فالصبر نصف الإيمان وميزان الأمور، قال - تعالى -: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [17 سورة لقمان]، وعَن أَبي سَعِيدٍ الْخُدرِي - رضي الله عنه - إِن نَاساً مِنَ اَلأنصَارِ سألوا رَسُولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، فَأَعْطَاهُمْ، ثُم سَأَلُوُهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَى نَفِسَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: ((مَا يَكُونُ عِنْدِي مِن خَير فَلَنْ أَدخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْن يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبرْ يُصَبرهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَد عَطَاء خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصبْر)). أخرجه "أحمد" 3/93(11912) و(البخاري) 2/151(1469) و"مسلم" 3/102(2388).
قال الشاعر:
صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا *** من راقب الله في الأمر نجا
من صدق الله لم ينله أذى *** ومن رجاه يكون حيث رجا
فاصبري يا بنيتي فلربما تبدلت الأمور، فـ..
ما بين غمضة عين وانتباهتها *** يغير الله من حال إلى حال
وما تكرهينه اليوم ربما تجدين الخير فيه غداً.
وإذا كنت في ضيق وهم فالجئي إلى ربك، واسأليه أن يفرج همك ويكشف كربك، قال - تعالى -: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) [62 سورة النمل].
وأخيراً...
إذا ما سدت جميع أبواب الإصلاح بينك وبين خطيبك، فليكن فراق بمعروف، قال - تعالى -: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) [130 سورة النساء].
فإياك والظلم.. فلا تحاولي الادعاء عليه، وتلفيق التهم له لتبرير انفصالك عنه وتركك له، بل عليك بالإنصاف، حتى يعوضك الله ويخف لك خيراً.. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِى حَثْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِى حَثْمَةَ، قَالَ: "كَانَتْ حَبِيبَةُ ابْنَةُ سَهْلٍ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الأَنْصَارِيِّ، فَكَرِهَتْهُ، وَكَانَ رَجُلاً دَمِيمًا، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي لاَ أَرَاهُ، فَلَوْلاَ مَخَافَةُ الله، - عز وجل -، لَبَزَقْتُ فِى وَجْهِهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ الَّتِي أَصْدَقَكِ))؟ قَالَتْ: نَعَمْ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَرَدَّتْ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ خُلْعٍ كَانَ في الإِسْلاَمِ". أخرجه أحمد 4/3(16193) صحيح، الإرواء (2036)، صحيح أبي داود (1929).
وإياك والفجر في الخصومة فإنها ليست من شيم المؤمنين الصالحين، بل إنها من علامات النفاق ومن صفات المنافقين، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ: ((أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ)) أخرجه "أحمد" 2/189 (6768) و"البُخَارِي" 1/15 (34) و"مسلم" 1/56(122).
قال الشاعر:
إن الكـريم إذا تمكن من أذى *** جاءته أخلاق الكـرام فأقلــعا
وترى اللئيم إذا تمكن من أذى *** يطغى فلا يبقي لصلح موضعا
وفقك الله، وسددك، وفتح لك أبواب الخير، ورزقك الزوج الصالح، والذرية الصالحة، وجنبك الزلل في القول والعمل