وجوب الحج لبيت الله الحرام
العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بـــــعد :
حج بيت الله الحرام... هو الركن الخامس من أركان الإسلام ... وهو فرض على كل مسلم ومسلمة يستطيع السبيل إليه في العمر مرة واحدة ، كما قال الله سبحانه : "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" سورة آل عمران الآية 97. وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الحج مرة ، فمن زاد فهو تطوع": رواه الإمام أحمد والدارمي.
وقال صلى الله عليه وسلم : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" رواه البخاري ومسلم)، وقال عليه الصلاة والسلام : "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" رواه البخاري ، ومسلم .
فالواجب على حجاج بيت الله الحرام أن يصونوا حجهم عما حرم الله عليهم من الرفث والفسوق ، وأن يستقيموا على طاعة الله ، ويتعاونوا على البر والتقوى ، حتى يكون حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا . و الحج المبرور هو الذي سلم من الرفث والفسوق والجدال بغير حق ، كما قال الله سبحانه "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ": سورة البقرة الآية 197 . ويدل على ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم :" من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" : رواه لبخاري ومسلم 7).
والرفث : هو الجماع في حال الإحرام ، ويدخل فيه النطق بالفحش ورديء الكلام . والفسوق يشمل المعاصي كلها .
فنسأل الله أن يوفق حجاج بيت الله الحرام للاستقامة على دينهم وحفظ حجهم مما يبطله أو ينقص أجره ، وأن يمن علينا وعليهم بالفقه في دينه والتواصي بحقه والصبر عليه ، وأن يعيذ الجميع من مضلات الفتن ونزغات الشيطان ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان
من مقال قيّم نشر في (مجلة الجامعة الإسلامية) السنة الحادية عشرة ،
العدد (الثاني) غرة ذي الحجة عام 1398 هـ لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز