الموضوع: لعلك باخع نفسك
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-10-2019, 03:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي لعلك باخع نفسك

لعلك باخع نفسك



كتب الأستاذ/هاني مراد



إنه ذلك القلب الرؤوف؛ يكاد يهلك نفسه حرصا على إيمان غيره. ذلك القلب المتألق؛ يشرق بنور حبه على آفاق العالمين!
إنّ نبضات هذا القلب الأمين لتكاد تقتلعه من صدره، فزعا من أن تزل قدم بعد ثبوتها، أو أن تضل فكرة بعد سطوعها، أو أن يذوب يقين بعد رسوخ، أو أن يلوّث ضمير بعد نقاء.
يبكي ذلك القلب حين يرى شابا تهزمه الفتنة، أو شابة تنهشها الوحدة، أو رجلا يقهره الظلم، أو امرأة يغلبها القهر، أو عجوزا يُعْوِزُه الفقر، أو عجوزة يَحْزُنُها النكران.
ويودّ صاحب هذا الضمير الحيّ لو اقتطع من جسده، بل لو أفنى جسده وروحه، كي يوقظ الضمائر الغافية، أو يستنقذ النفوس الساهية، أو يحفظ نور الإيمان حياً في القلوب، سليما من مكر الشيطان وكيده.
ولأن صاحب هذا القلب النقي لا يلقى إلا العنت والصلف والمقاساة، ولا يرقّ له أحد، فقد جاءت تلك التسلية الربانية بهذا الأسلوب الرقيق: " {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} " فلو شاء تعالى لأنزل عليهم معجزة، أخضعت كبراءهم، وأذلت كبرياءهم، لكنه تعالى يريد اختبارهم.
ولأن المؤمنين يقفون الموقف ذاته، ويتجشمون العناء نفسه، فإن هذه الآيات تسلية لهم، ألّا يسكبوا العبرات قهرا أو حزنا، لأن الأمر كله لله.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.68 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.39%)]