عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-10-2019, 03:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,716
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التراث والتاريخ واستشراف المستقبل في الأدب الإسلامي

التراث والتاريخ واستشراف المستقبل في الأدب الإسلامي
أ. طاهر العتباني



وكمثال على ما نذكر نشير هنا إلى ما كتبه الشاعر عبدالرحمن صالح العشماوي - وهو من كتاب الأدب الإسلامي و
شعرائه المعاصرين - حيث تناولَ في ديوانه "مأساة التاريخ" عددًا من قضايا التاريخ الإسلامي، مُحاولاً تصويب نظرتنا إليها، وذلك في أسلوب شِعْري رقيق موحٍ، ومن خلال الاعتماد على عدد كبير من المصادر التُّراثية والتاريخية ساعدته على إخراج عمل أدبي شعري إسلامي راقٍ وأصيل، قائم على النظرة الفاحصة والرُّؤية المدققة الممحصة لما تناوله من مواقف وأحداث وشخصيات.

يقول عبدالرحمن صالح العشماوي عن أحداث الفتنة التي وقعت في عهد الصَّحابة - رضي الله عنهم أجمعين - مصوبًا لما قد شاع من أخطاء تاريخيَّة مبرزًا دَوْرَ "
ابن سبأ" اليهودي في إشعال هذه الفتنة:
لَوْ رَأَيْتَ "ابْنَ سَبَأْ"
يَرْتَدِي الْغَدْرَ مَسَاءً
وَصَبَاحًا يَأْخُذُ التَّقْوَى رِدَاءً
يُظْهِرُ الْإِسْلاَمَ لَكِنْ
بَيْنَ جَنْبَيْهِ يَهُودِيٌّ حَقُودٌ
يَمْتَطِي صَهْوَةَ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ

لَوْ سَمِعْتَ "ابْنَ سَبَأْ":

وَهْوَ يَدْعُو بِرُجُوعِ الْمُصْطَفَى
بَعْدَ أَنْ جَاوَرَ رَبَّهْ

وَهْوَ يَدْعُو:

أَنَّ صَوْتَ الرَّعْدِ مِنْ صَوْتٍ عَلِيٍّ
حِينَ يَغْضَبْ
يَا لَهَا مِنْ فِتْنَةٍ أَشْعَلَهَا سَارِيَ فِيهَا "الزَّحْزَحَهْ"
وَالْتَقَى "خُضْرِيَّةَ" الشَّامِ "بِصِفِّينَ" الْحَزِينَهْ
إِخْوَةٌ يَقْتَتِلُونَ
وَالْمَآسِي رَمَدٌ أَطْفَأَ فِي أَعْيُنِهِمْ
نُورَ الْحَقِيقَهْ
وَامْتَطَى كُلٌّ طَرِيَّهْ

وَقُصَارَى الْقَوْلِ:

أَنَّ الْقَوْمَ كَانُوا مِنْ خِيَارٍ فِي خِيَارٍ
غَيْرَ أَنَّ الْخَطْبَ أَعْمَى
وَفُؤَادَ الْحَرْبِ لاَ يُسْعِدُهُ إِلاَّ الدَّمَارُ
إِنَّهُ الشَّيْطَانُ مَا أَلْعَنَهْ
يَزْرَعُ الْمَأْسَاةَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ثُمَّ يَمْضِي[1].

وهذا الدِّيوان من أجمل ما يُقرأ كمثال ناضج وواعٍ لاستلهام التاريخ والتُّراث الإسلامي، حتى في حالات الرُّكود؛ حيثُ استطاع الشاعر بحسٍّ مُرهف رقيقٍ أنْ يقفَ أمام هذه الأحداث التاريخيَّة المؤلمة موقف النَّازف أسًى وحُزنًا، ولكنَّه لا يشتط كما اشتطَّ غيره ممن تناولوا هذه الأحداث، فوقع في تجريح الصَّحابة - رضي الله عنهم أجمعين - إنَّه وهو يُحدثنا عن التاريخ تلحظُ أنفاسَه الشِّعرية حارَّة شديدة الصِّدق، وهو إذْ يعرض لنا هذا الواقع التَّاريخي مُبيِّنًا ما فيه من المآسي إنَّما يُشير من طرف خفيٍّ إلى دور أعداء الإسلام اليوم، من اليهود وغيرهم في إشعال الفتن بين المسلمين بعضِهم البعض، وهو يرمز بذلك التاريخ إلى الواقع، مُحاولاً معالجة قضاياه وانهزاماته ومآسيه.


وخُلاصة القول:

أنَّ التراث العربِيَّ والإسلامي لا بُدَّ أن تكون جذوته حيَّة ونابضة في أدبنا الإسلامي المعاصر، وأنْ تكونَ نظرتنا إليه نظرة إسلامية تقوم على المنهجية والموضوعيَّة والإنصاف، ثم ليكن التناوُل بعد ذلك في أي شكل فني يختاره الشاعر أو الأديب، لقد استخدم عبدالرحمن صالح العشماوي في مأساة التاريخ الحوارَ، دون أن يصلَ به إلى مستوى الأداء المسرحي المتكامل، فهو لم يقصد إلى الكتابةِ مسرحيَّةً، بل استخدم الحوار بشكل ظريف، وجعل التاريخ شاخصًا يُحاوره، ويستوحيه عِبَرَهُ وأحداثه، وجعل مَحاوره صوتًا غير محدد الاسم والهوية، صوت خفي ينبعث من داخل الشاعر بعد قراءته الواعية لأحداث ذلك التَّاريخ.

ولكي يستطيعَ الأديب المسلم تحقيقَ ذلك في مجال أعماله الأدبية، فلا بُدَّ أنْ يكونَ قد استوعب جَيِّدًا ذلك التراث، وفي نفس الوقت امتلكَ الرُّؤية العميقة الموضوعيَّة من خلال وعيه بالمنهج الإسلامي، أصولِه وسماتِه وخصائصه، وتمكَّن في نفس الوقت من أدواتِه الفنية التمكن الذي يستطيعُ معه إخراج عمل إسلامي وأدبي كبير.

استشراف المستقبل

ومن الأمور التي يعرض لها الأدب دائمًا النظرة إلى المستقبل والتنبُّؤ به، واستشعار ما سوف يُفضي إليه الواقع من أحداثٍ ورُؤى، ولقد وجدنا كثيرًا من الشُّعراء والكتاب والروائيين والمسرحيين يبرزون من خلال أعمالهم استشرافَ المستقبل والكتابة عنه.

وكيف لا، والأدباء طليعة الأمم في نهضتها ورؤيتها لمستقبلها، وروَّاد المناطق البكر، التي لم يسبق إليها أحد، مُحاولين بذلك استكشاف الآفاق والتطلُّع إلى البعيد؟!


ولقد تكون ومضة خيالٍ عَبْقَرِيَّة من شاعر أصيل، أو رِوَائي مُتقن، أو مسرحي بارع، مكتنزة بداخلها من الدلالات والمفاهيم والأفكار والرُّؤى ما لا سبيلَ إليه عبر كثير من الكتابات والتحليلات، التي تُحاول فعل ذلك الاستشراف للبعيد، والأمثلة على ذلك في الأعمال الأدبية أكثر من أن تُحصى.


وإذا كانت عمليَّة استشراف المستقبل، والتنبؤ به، واستلهام أحداثه، ورؤاه تنبع أساسًا من الرُّؤية الفكرية والفنية للأديب، فمِمَّا لا شَكَّ فيه أنَّ للأديبِ المسلم بوعيه العَميق، ورُؤيته المتميزة، التي تَستند إلى منهجه الفريد - رُؤيةً يستطيع من خلالها باقتدار وعُمق أنْ ينظر إلى المستقبل مستشرفًا آفاقه ما لا يستطيع غيره.


هذا شوقي، شاعر العصر الحديث، ينظر إلى مُستقبل المسلمين بعد سُقُوط الخلافة الإسلاميَّة العثمانية في قصيدته عن خلافة الإسلام، مستشرفًا ما يُمكن أنْ يَحدث في العالم الإسلامي من جراء هذا الحدث الخطير المروع؛ يقول شوقي:

فَلَتَسْمَعَنَّ بِكُلِّ أَرْضٍ فِتْنَةً فِيهَا يُبَاعُ الدِّينُ بَيْعَ سَمَاحِ
وَلَتَسْمَعَنَّ بِكُلِّ أَرْضٍ دَاعِيًا يَدْعُو إِلَى الْكَذَّابِ أَوْ لِسَجَاحِ
إنَّ عمق الرُّؤية الإسلامية لدى شوقي هي التي أدَّت به لهذا التنبؤ بمستقبل الأمة، بعد سُقُوط خلافتها، وانْهيار جماعتها، وهو في ذلك كُلِّهِ يستند إلى وَعْيٍ عميق بما تعنيه خلافة المسلمين، من اجتماع، ووحدة، وتلاحم، يجعل مفهومَ الأُمَّة الواحدة مُجسَّدًا تجسيدًا عمليًّا، ويستند إلى وعيه العميق بتاريخ الأُمَّة الإسلامية، ويستند كذلك إلى وعيه بسنن الله - تعالى - في الأنفس والآفاق والمجتمعات، فينطلق شعره بهذه التنبُّؤات التي نَرَى كيف وقعت بالفِعْل حين انفرط عِقْدُ الأمة بانفراط خِلافتها، هذا مع تأكيد أنَّ الدولة العُثمانية كانت قد وصلت إلى حالة من الضَّعف مكَّن لأعداء الإسلام - وخصوصًا اليهود - أنْ ينالوا منها، وأن يحيلوها إلى أثر بعد عين.

إنَّ الأديبَ المسلمَ، وهو يعرضُ تصوُّره للكون، والحياة، والإنسان من خلال أدبه
شعرًا أو نثرًا، إنَّما يستند إلى القُرآن أولاً في تصويره للمستقبل، والتنبُّؤ به وإلى السنن الإلهية عبر حِقَبِ التَّاريخ المتطاولة، تلك التي عبَّر عنها القُرآن وأبرزها؛ لتكونَ جزءًا أساسيًّا من التصور الإسلامي للحياة.

ولو أردنا استعراضَ بعض هذه السنن، لطال بنا الحديث، ولكن نشير إلى بعض هذه السنن.


فمنها: سنَّة الاستخلاف للصَّالحين المقيمين على شرع الله - تعالى - والأخذ به؛ قال تعالى: {
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].

ومنها: سنة النصر لعباده الصالحين؛ قال تعالى: {
إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]، وقال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].

ومنها: سنة الاستبدال؛ قال تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54].

ومنها: سنة آجال الأمم؛ {
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34].

ومنها: سنة العقاب الإلهي للأمم والجماعات؛ لتركها المنهج، والابتعاد عنه، واتخاذه ظهريًّا، وأن ذلك مقدر بقدر الله - تعالى - عندما تحدث عن أسبابه؛ {
فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40].

ومنها: سنة التدافُع، التي هي السبيلُ لإحياء ما فسد من الحياة البشريَّة بظهور قُوى جديدة.


ومنها: سنة أَخْذِ الظَّالمين بالعقاب، وتحقيق موعود الله لرُسُله.


وغير ذلك من السنن الإلهية التي عبَّر عنها القرآن الكريم.


وأمَّا في الحديث النبوي الشَّريف، فقد وَرَدَ الحديثُ عن مثل هذه السُّنن وغيرها، من ذلك سنة طول الأمد، وترك الاتِّباع في الأجيال اللاَّحقة، والخلوف الذين يتركون ما كان عليه أسلافهم من أَخْذٍ للمنهج بقُوَّة؛ ففي صحيح مُسلم عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من نبي بعثه الله في أمة كانت قبلي إلاَّ كان معه من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بهديه، ثم إنَّها تخلف بعد ذلك خُلُوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يُؤمرون، فمن جاهدهم بيده، فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه، فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه، فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبَّة خردل))
[2].

وحديث: ((لتتبعن سَنَنَ مَن كان قبلكم شِبْرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتَّى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه))
[3].

فإذا كان الأديب المسلم ذا وعي عميق بهذه السنن، وذا تدبر وتأمُّل لحقيقة الصِّراع البشري على الأرض، واستلهامٍ لسنن القرآن، وما وَرَدَ في أحاديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الكلام على مثل هذه السنن، إذا كان ذلك، فإنَّه يشكل بعضَ وسائل استشراف المستقبل لديه.


كذلك قد وَرَدَ في القرآن وفي السنة نُبُوءات عن أمور تفصيليَّة يجب أن تشحذ فكر الأديب المسلم، وأن يتمثلها بعقله الواعي، وقلبه المفتوح، وروحه النافذة؛ لتعطِيَه أملاً في مستقبل أمته، فيستطيعُ من خلال ذلك أنْ يستشرفَ تلك الآفاق، ويرود تلك المناطق البعيدة.


ومن ذلك في القرآن كثير، وفي السنة النبوية نذكر منها على سبيل المثال:

- حديث حذيفة بن اليمان يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شَرٍّ؟ قال: ((نعم))، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دَخَنٌ))، قلت: وما دَخَنُه؟ قال: ((قوم يَهدون بغير هَدْيِي، تعرف منهم، وتنكر))، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم، دعاة إلى أبواب جهنَّم، مَن أجابهم إليها، قذفوه فيها؟))، قلت: يا رسول الله، صِفْهم لنا، فقال: ((هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا))، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم))، قلت: فإنْ لم يَكُن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتَّى يدركك الموت وأنت على ذلك))"[4].

- حديث أم حرام عن الملوك على الأَسِرَّة، عن أنس بن مالك: "أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أمِّ حرام بنت ملحان، فنام عندها، ثم استيقظَ وهو يضحك، فقالت له: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ((ناس من أمَّتِي عرضوا عليَّ غُزَاةً في سبيل الله، يركبون ثَبَجَ هذا البحر ملوكًا على الأَسِرَّة، أو مثل الملوك على الأَسِرَّة))، قالت: فادعُ الله أن يَجعلني منهم، فدعا لها، ثُمَّ وضع رأسه فنام، ثم استيقظ يَضحك، فقالت: يا رسول الله، وما يضحكك؟ قال: ((ناس من أمتي عُرِضوا علي غزاةً في سبيل الله ملوكًا على الأَسِرَّة، أو مثل الملوك على الأسرة)) - كما قال في الأولى - قالت: فقلت: ادعُ الله أنْ يَجعلني منهم، قال: ((أنت من الأولين))"
[5].

- حديث فتح قسطنطينية ورومية: "كنَّا عند عبدالله بن عمرو بن العاص، وسُئِلَ: أيُّ المدينتين تفتح أولاً، القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبدالله بصندوق له حَلَقٌ، قال: فأخرج منه كتابًا قال: فقال عبدالله: بينما نحن حول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - نكتب، إذ سُئِلَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم -: أيُّ المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله: ((مدينة هرقل تفتح أولاً))؛ يعني: قسطنطينية"
[6].

وعلى ذلك؛ فإنَّ في القرآن من الآيات، وفي الأحاديث النَّبوية - ما يَمُدُّ الأديب المسلم، وإنَّ فيما كتبه المفكرون المسلمون استنباطًا من القُرآن والسنة لزادًا ضخمًا للأديب المسلم، يستطيع من خلاله النَّفاذ إلى الحديث عن مستقبل أمته وريادته لها، في طريق تأصيل وعيها بواقعها، ووعيها بمستقبلها؛ استنادًا إلى ذلك كله.


ــــــــــــــــــــــــ
[1] ديوان "مأساة التاريخ"، عبدالرحمن صالح العشماوي.
[2] رواه مسلم.
[3] رواه البخاري.
[4] رواه البخاري.
[5] رواه الشيخان.
[6] رواه أحمد، وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.22 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]