عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-10-2019, 05:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,463
الدولة : Egypt
افتراضي أثر الإيمان بالقدر

أثر الإيمان بالقدر


الشيخ وحيد عبدالسلام بالي



الإِيمَانُ بِالقَدَرِ يَجْعَلُ المُؤمِنَ يُقبِلُ عَلَى عَظَائِمِ الأُمُورِ بَعْدَ الأَخْذِ بالأَسْبابِ بِثَباتٍ ويَقِينٍ، ويَجْعَلُ المُؤْمِنَ لَا يَطْلُبُ الرِّزْقَ إِلَّا بِالوسَائِلِ المُبَاحَةِ فَقَطْ، وَيَجْتَنِبُ كُلَّ الحَرَامِ؛ لأَنَّ الرِّزْقَ مُقَدَّرٌ، وَمُحَدَّدٌ.
الإِيمَانُ بِالقَدَرِ يَجْعَلُ المُؤمِنَ عَزِيزًا، لَا يُنَافِقُ وَلَا يُدَاهِنُ؛ لأَنَّ المَوتَ مُقَدَّرٌ.
والإِيمَانُ بِالقَدَرِ يَجْعلُ المُؤْمِنَ يَسْتَقْبِلُ المَصَائِبَ بِصَبرٍ، وَثَبَاتٍ؛ لأَنَّها مُقَدَّرَةٌ، وَالصَّبْرُ عَلَيها ثَوابُهُ عَظِيمٌ.
الإِيمَانُ بِالقَدَرِ يَغرِسُ في قَلْبِ المُؤْمنِ الرِّضَا بِمَا قَسَمَهُ اللهُ لَهُ، ويُؤَدِّي بِالمُؤْمِنِ إِلَى الرَّاحَةِ النَّفْسِيَّةِ، والطُّمَأْنِينةِ القَلْبيَّةِ، وَالسَّعَادَةِ الحَقِيقِيَّةِ.
الإِيمانُ بِالقَدَرِ يُرَبِّي المُؤْمِنَ عَلَى التَّوَكُّلِ، واليَقينِ بَعْدَ الأَخذِ بِالأَسْبَابِ، ويَجْعَلُ المُؤْمِنَ لَا يَتَحَسَّرُ علَى مَاضٍ، وَلَا يَتَسَخَّطُ عَلَى حَاضِرٍ، وَلا يَخَافُ مِنْ مُسْتَقْبَلٍ؛ بَلْ يَتَّخِذُ الأَسْبَابَ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ.
والإِيمَانُ بِالقَدَرِ يَنزِعُ مِنَ القَلبِ الكِبْرَ، وَالغُرُورَ، والعُجْبَ؛ لأَنَّ مَا امتَازَ بهِ عَنْ غَيرِهِ مَحْضُ فَضلٍ مِنَ اللهِ عَليهِ.
إن المُؤمِنُ بِالقَدَرِ لا يَحْسُدُ أَحدًا عَلَى خَيرٍ آتَاهُ اللهُ إِيَّاهُ؛ لأَنَّ اللهَ وحدَهُ هُوَ الَّذِي قَسَّمَ الأَرْزَاقَ.
والمُؤمِنُ بِالقدَرِ يُبَاشِرُ الأَسْبَابَ؛ لكنَّهُ لَا يَعتَمِدُ عَلَيهَا بَلْ يَعْتَمِدُ عَلَى اللهِ وَحدَهُ.

النَّاسُ مَعَ الأقْدَارِ ثَلاثَةُ أَقْسَامٍ:
الأوَّلُ: مَنْ يَعتَقِدُونَ أَنَّ أَقْدَارًا مِثْلَ: الصِّحَةِ والمَرَضِ والغِنَى والفَقْرِ، أنها لَيسَتْ مِنَ اللهِ، فيتَوَجَّهُونَ في حَلِّهَا إِلَى المَخْلُوقِينَ، وَهَؤُلَاءِ هُمُ الكُفَّارُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنونَ بِاللهِ.
الثَّاني: مَنْ يَعتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ بِيدِ اللهِ؛ وَلَكِنْ في حَلِّهَا لَا يَتَوَجَّهُونَ إِلَى اللهِ؛ بَلْ إِلَى المَخْلُوقِينَ فَقَطْ.
الثَّالِثُ: مَنْ يَعتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ بِيدِ اللهِ، وَيتَوَجَّهُونَ في حَلِّهَا إِلَى اللهِ الَّذِي بَيَدِهِ مَقَالِيدُ الأُمُورِ مَعَ الأَخْذِ بالأَسْبَابِ المُبَاحَةِ.
أَنْتَ مَخْلُوقٌ للهِ تَتَقَلَّبُ بينَ فَضْلِهِ، وَعَدْلِهِ، فَسَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.96 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.79%)]