[ابوالوليد المسلم]

يا ويح نفسي
أبو الجود محمد منذر سرميني

ونبيُّنا غطَّى بسنته جميـ ـعَ شؤوننا في ليلنا ونهارِنا
هيَّا نفعِّلُ هديَه بتـألُّقٍ لنكونَ نبراسَ الهدى لجوارِنـا
♦♦♦♦
ومهما شعرتُ بقربي منهُ فنفسي تتوقُ لِمَا هو أكبرُ
فيا نفسُ هيَّا فصوغي هداه سلوكًا وإلا فصمتك أسترُ
♦♦♦♦
صيامٌ مع الحرِّ ولَّدَ فـألًا وعزمًا على الصومِ أيامَ بـردِ
أعني أيا رب حتى أكون الـ ـمطيع لأمرك في كل قصدِ
♦♦♦♦
تملَّ وعاين جمالَ القمـر ودقِّق بتلك النجوم الأُخر
لترجعَ بعدُ فيلهجَ قلبـ ـكَ باسم البديع لتلكَ الصورِ
♦♦♦♦
وليس يَراحُ فؤادي بغير كَ أنَّى أكونُ فأنتَ الحبيبُ
ومهما عراني فإنكَ أنت الـ مغيث وأنت لدائي طبيبُ
♦♦♦♦
ومَن ذا يطيقُ الحياةَ بدونـ ـكَ يحيا بخيبة هذا القرار
لأنَّكَ أنتَ الحياةُ وأنَّى تدومُ الحياةُ إذا الماءُ غـار
♦♦♦♦
وأسبابُ ضنكِ وغمِّ الفؤادِ وعيشِ التأفُّفِ حتى الضجرْ
خلوُّ الجوى من كمال الرضا عن الله فيما بدا من قدَرْ

♦♦♦♦
ونفسي تراودني أن هَلُمَّ إلى واد خرق سياج الحياء
شددتُ عليها بحبل انكساري لمولاي حتى يقيني ارتماء
♦♦♦♦
إلهي ومن ذا يرومُ سـواك ومن ذا يَراحُ بغير حمـاك
محالٌ، لأنَّا عبيدُ جلالـ ـكَ لا نتهنَّا بغير لقاك
♦♦♦♦
وأسبقُ بالحبِّ منيَ ربي كذاك رضاه فيا ويحَ نفسي
ألا تستحيي؟ فاستقيمي سلوكًا وعيشي مسارَ رجالاتِ أمسِ
♦♦♦♦
يقولُ الكونُ لا تُشغِل بفانٍ فؤادَك وانشغلْ بالله تهنَا
فما عرفَ المكوِّنَ غيرُ عبدٍ تعامى عن سواه فعزَّ شأنَا
♦♦♦♦
وليس يقوم بحق الإله سوى الواقفين بأعتابه
يقومون بالأمر وَفق مرادِ هِ أخْذَ المطيع لأسبابه

♦♦♦♦
وصومي عن الغير يحفظ قدري ويجعل مني مثالًا لزَينِ
فما كل صوم يرقيك شأنًا مع المخلصين لجنات عدنِ
♦♦♦♦
إذا أنا نلتُ القبولَ لديكم ودامَ صفائي بقربيَ منكم
فقد حِيزَ لي كلُّ ما في الدُّنا ويومَ القيامةِ سعدي أنتم