عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15-09-2006, 06:34 AM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumaleek
القتل غير العمد
لي قريب ارتكب حادث مرور بسيارته وقتل في الحادث
ثلاثة اشخاص والفتوى هي ان يصوم عن كل فرد شهرين
متتاليين اي ستة اشهر والسؤال هو انه مصاب بداء السكري
ومنع عليه الاطباء الصيام فهل هناك كفارة اخرى
وهل الصوم يكون لمدة ستة اشهر متتابعة اي لا يفصل بين
الشهرين ولكم جزيل الشكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الكريم / aboumaleek
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعــــــــــــــــد
اعلم رحمنى الله وإياك
أن قتل نفس بغير حق جريمة من الجرائم الكبرى التى وضع الله لها عقوبة مغلظة فى الدنيا والآخرة، قال تعالى{ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما "93" }[ سورة النساء ] والذى يجرؤ على قتل نفس سيجره ذلك إلى قتل غيرها ويشيع الفساد فى الأرض ، ولبشاعة قتل ولد آدم لأخيه حيث سَنَّ هذه السنة السيئة، جعل الله كل جريمة قتل تحدث يكون عليه كفل منها قال تعالى { من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "32" }[ سورة المائدة ] والرسول صلى الله عليه و سلم بين خطورة هذه الجريمة ففى حديث عبد الله بن عمرو عند ابن ماجه : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول " ما أطيبك وما أطيب ريحك ، ما أعظمك وما أعظم حرمتك ، والذى نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عن الله عظم من حرمتك ، ماله ودمه ". وعند ابن ماجه أيضا بإسناد حسن " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق " .

ولندرة إقبال المؤمن الصادق على قتل أخيه الذى تربطه به رابطة الإيمان ، جاء تعبير القرآن عن قتله بهذا الأسلوب {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ "92" }[ سورة النساء] ولحرص الإسلام على الأرواح لم يرفع عن القاتل المسئولية حين يخطئ مع أن الحديث الذى رواه ابن ماجه بسند حسن ونصه : "رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " ولهذا أوجب الله بقتل الخطأ كفارة عظمى لعصيان أمر الله ، وهى تحرير رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين ، كما أوجب دية تسلم إلى أهل القتيل تخفيفا عن المهم لفقده .
والدية قدَّرها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بمقدار 4250 جراما من الذهب الخالص ، راجع فتاوى الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق .
قال تعالى{ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصَّدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما "92" }[ سورة النساء]
الخلاصــــــــــــة
إن الذى كان سببا فى الحادث يتحمل مسئولية القتل الخطأ ، فإن كان قاصدا بذلك قتل شخص معين فقد ارتكب جريمة من أكبر الجرائم ولا تغفر إلا بتقديم نفسه للقصاص منه أو دفع الدية إلى أهله ، إلا إذا عفوا عنه ، أما إذا لم يقصد القتل فعليه الكفارة حقا لله ، وعليه الدية حقا لأهل القتيل ، كما نصت عليه الآية الكريمة، وأنصح بوجوب الالتزام بالأوامر الشرعية فهى للمصلحة العامة للمسلمين .
فإن كان قريبك سببا مباشرا فى القتل ، وخطأ السير عنده فقد وجب عليه الامتثال للشرع ، إما بدفع الدية وهنا يدفعها للثلاثة حيث أن كل واحد منهم أثر غيابه سلبا فى أهل بيته إلآ أن يعفون .
وإن صام صام شهرين متتابعين ــ لا يكون رمضان أحدهما ــ لأن رمضان فرض حتما عليه صيامة ، وصومه الشهرين تعذيرا على القتل الخطأ ، والصيام يكون شهرين عن حادثة القتل ، ولا يصوم لكل قتيل شهران ، لأن التعذير فى الصيام يكون على الفعل وليس على الكم.
هذا والله عز وجل أعلى وأعلم

__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.92 كيلو بايت... تم توفير 0.68 كيلو بايت...بمعدل (3.85%)]