عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-10-2019, 03:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عقيدة المسلمين في فضل الخلفاء الراشدين

عقيدة المسلمين في فضل الخلفاء الراشدين
محمد علي الغباشي


(4) فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:


1) عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله))، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم، أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال(أين علي بن أبي طالب؟))، فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال(فأرسلوا إليه))، فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: ((انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا، خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم))[19].


2) وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: "والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إليَّ ألَّا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق"[20].


3) وحديث "أمر معاوية بن أبي سفيان سعدًا، فقال: ما منعك أن تسبَّ أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثًا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبَّه، لأن تكون لي واحدة منهن أحبُّ إليَّ من حمر النعم، سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنه لا نبوَّة بعدي))، وسمعته يقول يوم خيبر: ((لأعطينَّ الراية رجلًا يحبُّ الله ورسوله، ويحبُّه الله ورسوله)) قال فتطاولنا لها، فقال: ((ادعوا لي عليًّا)) فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه.


ولما نزلت هذه الآية: ï´؟ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ï´¾ [آل عمران: 61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلمعليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا، فقال: ((اللهم هؤلاء أهلي))[21].


4) وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان، قال فدعا سهل بن سعد، فأمره أن يشتم عليًّا، قال: فأبى سهل، فقال له: أما إذا أبيت، فقل: لعن الله أبا التراب، فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب، وإن كان ليفرح إذا دُعي بها، فقال له: أخبرنا عن قصَّته، لم سُمِّي أبا التراب؟ قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة، فلم يجد عليًّا في البيت، فقال: ((أين ابن عمِّك؟))، فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج، فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: ((انظر أين هو؟))، فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقِّه، فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: ((قم أبا التراب! قم أبا التراب!))[22].


ثانيًا: الفوائد:
فائدة1: أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليٌّ رضي الله عنهم:
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: "كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم"[23].


وقال الطبري رحمه الله: "وكذلك نقول؛ فأفضل أصحابه الصديق أبو بكر رضي الله عنه، ثم الفاروق بعده عمر، ثم ذو النورين عثمان بن عفان، ثم أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين"[24].

وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى: "خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالخلافة أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي بن أبي طالب رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين"[25].
فائدة2: الأحق بالخلافة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر رضي الله عنه، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليٌّ رضي الله عنهم وأرضاهم:

قال الإمام الطحاوي رحمه الله: "ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولًا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه تفضيلًا له وتقديمًا على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون"[26].


ونقل الحافظ الذهبي عن شريك بن عبدالله القاضي أنه قال: "قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فاستخلف المسلمون أبا بكر، فلو علموا أن فيهم أحدًا أفضل منه كانوا قد غشوا، ثم استخلف أبو بكر عمر، فقام بما قام به من الحق والعدل.."[27].


قال الآجري رحمه الله: "ومذهبنا فيهم أنا نقول في الخلافة والتفضيل: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم"[28].


وقال الغزالي رحمه الله: "وقد أجمعوا على تقديم أبي بكر، ثم نص أبو بكر على عمر، ثم أجمعوا بعده على عثمان، ثم على علي رضي الله عنهم، وليس يظن منهم الخيانة في دين الله تعالى لغرض من الأغراض، وكان إجماعهم على ذلك من أحسن ما يستدلُّ به على مراتبهم في الفضل، ومن هذا اعتقد أهل السنة هذا الترتيب في الفضل، ثم بحثوا عن الأخبار فوجدوا فيها ما عرف مستند الصحابة وأهل الإجماع في هذا الترتيب)[29].


فائدة3: ثبوت خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
قال أبو عثمان الصابوني رحمه الله: "ويثبت أهل الحديث خلافة أبي بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم باختيار الصحابة واتفاقهم عليه، وقولهم قاطبة: رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، فرضيناه لدنيانا، وقولهم: قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن يُؤخِّرك؟! وأرادوا أنه صلى الله عليه وسلم قدَّمَك في الصلاة بنا أيام مرضه فصلَّينا وراءك بأمره، فمن ذا الذي يُؤخِّرك بعد تقديمه إياك؟! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في شأن أبي بكر في حال حياته بما يبين للصحابة أنه أحق الناس بالخلافة بعده، فلذلك اتفقوا عليه واجتمعوا، فانتفعوا بمكانه، والله وارتفعوا به وارتقوا"[30].


فائدة4: ثبوت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
قال أبو عثمان الصابوني رحمه الله بعد ذكره خلافة الصديق باختيار الصحابة وإجماعهم عليه قال: "ثم خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه باستخلاف أبي بكر رضي الله عنه إيَّاه واتِّفاق الصحابة عليه بعده، وإنجاز الله سبحانه بمكانه في إعلاء الإسلام وإعظام شأنه بعده"[31].

وقال شارح الطحاوية رحمه الله: "ونثبت الخلافة بعد أبي بكر رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه، وذلك بتفويض أبي بكر الخلافة إليه، واتفاق الأُمَّة بعده عليه"[32].

فائدة5: ثبوت خلافة عثمان رضي الله عنه:
قال أبو عثمان الصابوني مبينًا عقيدة السلف وأصحاب الحديث في ترتيب الخلافة بعد أن ذكر أنهم يقولون أولًا بخلافة الصديق، ثم عمر قال: "ثم خلافة عثمان رضي الله عنه بإجماع أهل الشورى، وإجماع الأصحاب كافة، ورضاهم به حتى جعل الأمر إليه"[33].


وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: "لم يجتمعوا على بيعة أحدٍ ما اجتمعوا على بيعة عثمان"[34].


وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله: "وثبتت إمامة عثمان رضي الله عنه بعد عمر بعقد من عقد له الإمامة من أصحاب الشورى الذين نصَّ عليهم عمر، فاختاروه ورضوا بإمامته، وأجمعوا على فضله وعدله"[35].
فائدة6: ثبوت خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
قال أبو عبدالله بن بطة رحمه الله حاكيًا لثبوت الإجماع على خلافة أبي الحسن رضي الله عنه؛ حيث قال: "كانت بيعة علي رحمه الله بيعة اجتماع ورحمة لم يدع إلى نفسه، ولم يجبرهم على بيعته بسيفه، ولم يغلبهم بعشيرته ولقد شرف الخلافة بنفسه وزانها بشرفه، وكساها حلة البهاء بعدله، ورفعها بعلوِّ قدره، ولقد أباها، فأجبروه وتقاعس عنها فأكرهوه"[36].

فائدة 7: الرد على من يقدم عليًّا على أبي بكر وعمر في الفضل:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد تواتر عن علي بن أبي طالب أنه كان يقول على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيِّها أبو بكر، ثم عمر، روي ذلك عنه من أكثر من ثمانين وجهًا، ورواه البخاري وغيره؛ ولهذا كانت الشيعة المتقدمون كلهم متفقين على تفضيل أبي بكر وعمر كما ذكر ذلك غير واحد"[37].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "لم يقل أحد من علماء المسلمين المعتبرين: إن عليًّا أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر؛ بل ولا من أبي بكر وحده، ومُدَّعي الإجماع على ذلك من أجهل الناس وأكذبهم؛ بل ذكر غير واحد من العلماء إجماع العلماء على أن أبا بكر الصديق أعلمُ من علي"[38].

فائدة8: الذي استقر عليه أمر أهل السنة هو تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "انعقد الإجماع بآخرة بين أهل السنة: أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، رضي الله عنهم أجمعين"[39].

وقال أيضًا: "نقل البيهقي في الاعتقاد عن الشافعي أنه قال: أجمع الصحابة وأتباعهم على أفضلية أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي"[40].

وقال الدارقطني رحمه الله: "عثمان بن عفان أفضل من علي بن أبي طالب باتِّفاق جماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا قول أهل السنة"[41].

قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل؛ فقدَّم قوم عثمان وسكتوا وربَّعوا بعلي، وقدَّم قوم عليًّا، وقوم توقَّفوا؛ لكن استقرَّ أمر أهل السنة على تقديم عثمان، ثم علي، وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة؛ لكن التي يضلل فيها هي مسألة الخلافة؛ وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي"[42].
[1] رواه البخاري (3653)، ومسلم (2381).
[2] رواه البخاري (3654).
[3] رواه البخاري (3662)، ومسلم 2384.
[4] رواه مسلم (1028).
[5] البخاري (3666)، ومسلم (1027).
[6] رواه البخاري (3675).
[7] رواه البخاري (3242).
[8] رواه البخاري (82).
[9] رواه البخاري (3691)، ومسلم (2390).
[10] رواه البخاري (3683).
[11] رواه البخاري (3689)، ومسلم (2398).
[12] رواه الترمذي (3686)، وأحمد (17405(، وحسَّنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5284).
[13] رواه البخاري (4670)، ومسلم (2774).
[14] رواه البخاري (3695).
[15] رواه البخاري (3693).
[16] رواه مسلم (2401).
[17] رواه البخاري (3697).
[18] رواه أحمد (420) واللفظ، صحَّح إسناده أحمد شاكر.
[19] رواه البخاري (4210)، ومسلم (2406).
[20] رواه مسلم (78).
[21] رواه مسلم (2404).
[22] رواه البخاري (3703)، ومسلم (2409) واللفظ له.
[23] رواه البخاري (3655).
[24] ((صريح السنة)) (ص26).
[25] ((الاعتقاد)) (ص: 375).
[26] ((شرح العقيدة الطحاوية))؛ لابن أبي العز (ص: 310 322).
[27] ((ميزان الاعتدال)) (2/ 273).
[28] ((الشريعة)) (5/ 2312)
[29] ((الاقتصاد في الاعتقاد)) (ص: 154).
[30] ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث ضمن مجموعة الرسائل المنيرية)) (1/ 128).
[31] ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث ضمن مجموعة الرسائل المنيرية)) (1/ 129).
[32] ((شرح الطحاوية)) (ص: 539).
[33] ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث ضمن مجموعة الرسائل المنيرية)) (1/ 129).
[34] ((منهاج السنة)) (3/ 166).

[35] ((الإبانة عن أصول الديانة)) (ص: 68).
[36] ذكره عنه العلامة ابن قدامة في كتابه ((منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين)) (ص: 77).
[37] ((منهاج السنة)) (1/ 308).
[38] ((مجموع الفتاوى)) (4/ 398).
[39] ((فتح الباري)) (7/ 34).
[40] ((فتح الباري)) (7/ 17).
[41]((سؤالات السلمي؛ للدارقطني)) (238).
[42] ((مجموع الفتاوى)) (3/ 153).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.09%)]