عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-09-2019, 12:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: يا صاحب الرسالة؟!


5.المظهر مع الجوهر

يا صاحب الرسالة ..

اغسل نفسك اليوم في نهر الدعوة حتى لا تبقى خلية من جسدك إلا وقد تشبَّعت بالدعوة وهَمِّ الدعوة، فينضح ذلك على كل ما يراه الناس فيك، ويسمعونه منك، ويعلمونك عنك، فتدرك بذلك شرف الجهاد وإن لم تجاهد، وتنال ثواب المجاهدين من غير نزال أو قتال.

يقول الإمام البنا رحمه الله: «أستطيع أن أتصوَّر المجاهد شخصا قد أعدَّ عُدَّته، وأخذ أهبته، وملك عليه الفكر فيما هو فيه نواصي نفسه وجوانب فكره، فهو دائم التفكير عظيم الاهتمام على قدم الاستعداد أبداً إن دُعي أجاب، أو نودي لبى، وغدوه ورواحه وحديثه وكلامه وجده ولعبه، لا يتعدى الميدان الذي أعد نفسه له، ولا يتناول سوى المهمة التي وقف عليها حياته وإرادته، يجاهد في سبيلها، تقرأ في قسمات وجهه، وترى في بريق عينيه، وتسمع من فلتات لسانه ما يدلك على ما اضطرم في قلبه من جوى لاصق وألم دفين، وما تفيض به نفسه من عزمة صادقة وهمة عالية وغاية بعيدة».

يشير بذلك إلى ما تعارف عليه علماء القلوب وأجمعوا عليه من أنَّ «لسانك ترجُمان قلبك؛ ووجهك مرآةُ قلبك؛ يتبيَّن على الوجه ما تُضْمِر القلوب»( )، فيعلم بذلك كل صاحب رسالة حقيقة نسبه وصدق انتمائه لهذه الدعوة.

الخَلق والخُلُق

ومن هذا أن صاحب الرسالة صاحب سمت مميز، وبصمة لا تُزيَّف، وشكل يُخبِر عن باطن، ومظهر يُفشي سرَّ جوهر.

يعلم أن المشاركة في الشكل لا بد أن تورث موافقة في الأعمال حتما مقضيا وقدرا مقدورا، لذا اشتد تمسكه بتميُّزه في كل شيء، وشخصيته المستقلة التي يُشار إليها بالبنان، ليس إمَّعة يقلِّد أعداءه، ولا ينبهر بمظاهر الغافلين من أبناء قومه.

قال صلى الله عليه وسلم: «إن الهدي الصالح و السمت الصالح و الاقتصاد جزء من خمسة و عشرين جزءا من النبوة»( ).

فالسمت الصالح هو مظهر هام. يقول ابن تيمية مشدِّدا على أهميته: «إن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبًا وتشاكلًا بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال ، وهذا أمر محسوس ، فإن اللابس لثياب أهل العلم- مثلًا- يجد في نفسه نوع انضمام إليهم ، واللابس لثياب الجند المقاتلة- مثلًا- يجد في نفسه نوع تخلق بأخلاقهم ، ويصير طبعه متقاضيًا لذلك»( ).

وما حلَّله المؤلف رحمه الله عن أثر التشبه والتقليد على الشخصية يستحق أن يكون اليوم قاعدة من قواعد علم الاجتماع، سبق بها رسول الله ^ حين قال: «من تشبَّه بقوم فهو منهم»( ).

أضف إلى هذا ما هو أكثر: التشابه في الزي والشكل والسلوك والعادات لا بد وأن يورث نوع مودة ومحبة بين المتشابهين مما يسميه علماء النفس اليوم : اللاشعور أو العقل الباطن، تماما كما أن المحبة في الباطن تورث تناسبًا وتشابها في الظاهر.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟! فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد»( ).

ومن هذا التميز الذي يحرص عليه صاحب الرسالة وصاحبة الرسالة:

• الحرص على لغتنا وعدم استخدام اللغات الأجنبية على وجه الاعتياد والدوام أو لغير ضرورة، وهو ما أوصى به عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحرص عليه فقال : «إياكم ورطانة الأعاجم»( ).

ومن هذا تبرز خطورة استجلاب البعض للخدم والمربيات والسائقين الأجانب، حيث يتعلم الأطفال منهم لغات غير لغتهم، ويتحدثون معهم باللسان الأجنبي لغير غرض سوى المباهاة.

• الأعياد: فلا عيد عندنا إلا الفطر والأضحى، فلا أعياد ميلاد وما شابه، والأعياد في الإسلام من جملة الشرائع والمناسك كالقبلة والصلاة والصيام، وليست مجرد عادات ، وهنا يكون تقليد الكافرين أشد وأخطر .

• ترك الأناقة الزائدة: فلا يليق بصاحب الرسالة أن يسبي عقله آخر صيحات الموضة، ولا أن يقتني ألوان الأزياء التي يتفانى في شرائها فارغو العقول والقلوب، لأنه أعلى من ذلك وأسمى.

ذُكِر أن الدكتور أحمد الملط ذهب إلى الإمام البنا وهو يضع منديلا في جيب البدلة، فأخذ الإمام البنا يدخل المنديل في جيب البدلة، ويقول: يا أبو حميد .. لا يليق ذلك بالمجاهدين، فكان ذلك درسا عمليا في طبيعة حياة المجاهدين.

• الحجاب المتبرِّج: انبهارا بالوسط المحيط المتدني، وتلبية لغريزة المرأة في التزين ولفت الأنظار، فتخلع الأخت خمارها السابغ، وترتدي الملفت من الألوان والمزركش من الثياب، ولا يعود الحجاب حاجبا للزينة بل مصدرا للزينة.

6.الحزن الحقيقي:

علام حزنك؟ علام حزنك؟ علام حزنك؟

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحزن وتكاد روحه تزهق؟! علام؟!

اسمع ما خاطب الله عز وجل به حبيبه قائلا: ï´؟ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ï´¾ [ الكهف: 6]

أي مرهقٌ نفسك، ومتلفٌ جسدك، وأنت تطلب هداية قوم يُعرِضون عنك، وتريد لهم الخير فيهربون منك، وتقدِّم لهم الجنة فيقتحِمون النار!!

فهل شابه قلبك قلب نبيك؟ وهل شعرت بما به شعر؟!

إنه الحزن على حال الغافلين من أمتنا، أو الحسرة على فرصة هداية سنحت، أو غنيمة دعوية سهلة ضاعت، وكم من قلوب احترقت همَّا من أجل دينها ففاحت عطرا شذيا يجذب الناس إليها، وكم من نفوس ضاقت لحال أمتها فوسَّع الله لها أرجاء الأمل والعمل، وكم من عبرات سالت في المحن فارتوت منها الهمم ومزَّقت عن الأمة كفن الوَهَنْ.

7.التضحية:

صاحب الرسالة يتقلب بين ألوان التضحية المختلفة، فمنها التضحية:

• بالراحة: ومن مفردات الراحة مكوث المرء في بيته، وهو عيب في عُرف شامخي الهمم، كما نطق بذلك لسان الصحابي المُبشَّر بالجنة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه حين قال: «إن أقلَّ العيب على المرء أن يجلس في داره»( ).
وكانوا يكرهون الراحة وكل ما يدعو إلى الراحة أو يُذكِّر بالراحة، واستمع إلى همة عطاء بن أبى رباح وهو يقول: «لأن أرى في بيتي شيطانا خير من أرى وسادة لأنها تدعو إلى النوم»( ).

فلا بيت ولا وِسادة، كانوا قديما يألفونهما قبل الالتحاق بركب الدعاة ومعرفة شرف المطلوب وعظمة المهمة وجلال الخطب وفداحة المصاب واحتدام الصراع، أما اليوم فمحال.

هؤلاء علموا أنهم إن استراحوا غزاهم الشيطان في عُقر دارهم وغرفات نومهم، وتأمل مقالة أبي حامد الغزالي - رحمه الله تعالى المنبثقة عن مشاهداته: «اعلم أن كل قاعد في بيته - أينما كان - فليس خالياً من هذا الزمان عن منكر من حيث التقاعد عن إرشاد الناس وتعليمهم وحملهم على المعروف»( ).

• بالمال:

• صاحب الرسالة يسخِّر ماله لدينه ويوظِّفه لدعوته، لأنه علم أن المال مفارقه لا محالة لذا أخرجه طواعية مثابا قبل أن يخرج عنه مُجبرا مُهانا في صفقة تجارية خاسرة أو حادث مفاجئ أو نفقات علاج مرض خطير.

• صاحب الرسالة يدرك أن الله سائله عن ماله فيم أنفقه، وأن أكثر ما يُفرِح الرب هو إنفاق المال لنشر دينه ينفق ماله في سبيل الله ولو كان في أمس الحاجة إليه.

• صاحب الرسالة يخاف تبعة الغنى حين يرى بعيني رأسه عددا من إخوانه لما كثر المال لديهم أصبحوا عبيد للمال، وانشغلوا عن رسالتهم ودعوتهم بعد أن كانوا رفقاء الأمس وشركاء الهم والأجر.

• صاحب الرسالة يرى أن عقارب الساعة تطارده وملك الموت يلاحقه، لذا يبادر بالإنفاق قبل أن يغادر ساحة هذه الحياة.

• صاحب الرسالة يرى في إنفاقه فضل ربه عليه فلا يرى نفسه ولا إحسانه وإنما يرى ربه وإحسانه.

كمين!!

يرهق نفسه بأقساط تكبِّله ثم يتعلل بكثرة مسئولياته وثقل أعبائه ليبرِّر بخله ويُسوِّغ لنا تخلفه، ويعِد إخوانه أنه لن يتأخر عن الدعوة بماله، وما درى أن الشيطان قد اصطاده في كمين محكم، وأن مسألة تساقطه مسألة وقت!! وهذا مثله كحمار خرج يطلب قرنين فعاد بلا أذنين!!

• الوقت: أوقاتهم كلهم لله، فلا يحصرون وقت الدعوة في نشاط محدود بل كل سكناتهم وحركاتهم مسخَّرة لدعوتهم، إن طُلِبوا وُجِدوا، وإن دعاهم دينهم لبّوا.
كمال التضحية

أصحاب الرسالة عشاق كمال، فنحن عشاق الكمال، ومن كمال التضحية: المداومة على التضحية حتى يتعوَّد القلب لذة العطاء كما اعتاد لذة الأخذ.

ومن كمال التضحية: الفرح بالتضحية كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في شأن أبيها أبي بكر ïپ´: «ما علمتُ الرجل يبكي من شدة الفرح إلا يومئذ حينما رأيت أبي يبكي من شدة الفرح»( ).
ومن كمال التضحية: الثبات على التضحية حتى الممات.

عن عبد الله بن شقيق قال: «سألت عائشة: أكان رسول الله ^ يقرأ السورة في ركعة؟ قالت: المفصَّل»( ).

قال: قلت فكان يصلي قاعدا؟! قالت: حين حَطِمه الناس»( ).

وحطمه الناس: تُقال للرجل إذا كبر عمره وصار شيخا، ويُقال: حطم فلانا أهلُه إذا كبر فيهم كأنه لما حمل من أمورهم وأثقالهم والاعتناء بمصالحهم صيَّروه شيخا محطوما.

والمنتظر منك يا من قدوته نبيه أن تقتفي أثر ^ وتقلِّد، فتواظب على دعوتك شابا وشيخا، صحيحا وسقيما، فارغا وشغولا حتى يحطمك الناس في سبيل الله، ويمتصوا مجهودك وأنت تدعوهم حتى آخر رمق، ويقطفوا ثمرة فؤادك من فرط حرصك على هدايتهم وأنت تُسلِم الروح، ترجو بذلك تحقيق التأسي الكامل بحبيبك ^ الذي كان يقول عند موته: «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم».

يعلِّم بذلك حملة الرسالة من بعده درسا بليغا: أن يحملوا هم الدعوة دائما وفي أحرج الأوقات لا في لحظات عابرة فحسب، فما كان لصاحب الرسالة أن ينسى دعوته لحظة، وهل ينسى المريضُ مرضه، والجائعُ جوعته، والمحمومُ حُمَّاه، نعم .. لا يترك داعية دعوته إلا إذا تركت الكواكب أفلاكها والوحوش أوكارها.

إن الطيور وإن قصصتَ جناحها *** تسمو بفطرتها إلى الطيران
أحبتاه .. اذكروا أن التضحية وقود الدعوات، وأنه كلما عظمت التضحيات كبرت مكاسب الدعوة، واقترب نصرها ودنت غاياتها.
وبقدر ضخامة الهدف تكون التضحية من أجله ، وقديما قالوا:من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، وطلبنا أن نعيد لهذا الدين عزه، ونرد له مجده المستباح وكرامته السليبة، مرادنا أن تعود الشريعة الغراء ترفرف في سمائنا، وأملنا الذي يحدونا أن نرفع الظلم عن إخواننا في كل بقاع الأرض. ألا تستحق كل هذه الأهداف الجليلة منا التضحية في سبيلها .. ألا نسترخص في سبيل ذلك العرق والجهد والألم والبلاء؟!

وقفة فوثبة!!

والآن .. أخي .. ضع نفسك في غرفة المحاسبة وعلى كرسي الحقيقة .. وواجهها بقولك: أهل الباطل يبذلون في سبيل الباطل ليدخلوا النار، فماذا بذلتُ أنا في سبيل الحق لأدخل الجنة؟!
هل وعيتُ حقا وصية الفاروق وأثبتَّ له بعملي أني خير وريث وهو الذي علَّمنا: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا). هل جلست مع نفسك يوما في لحظة صفاء وصدق تسألها:

ما هو الأثر الذي سأتركه خلفي؟!

ما هي القُربى التي أرجو أن يصلني ثوابها بعد موتي؟!

واجه الحقيقة ولو كانت مُرَّة: كم مضى من عمرك، وماذا قدَّمت فيه لدينك؟!
راجع النعم التي اختصَّك الله بها وانظر فيم سخَّرتها؟

هل استحوذَت عليها دنياك أم ادَّخرت منها شيئا لدينك الجريح وقومك المغلوبين؟!

اطرح عنك تلبيس إبليس وأعذار المفاليس .. واسأل نفسك الآن والله مطلع عليك:

* هل تعمل لدينك وتبذل لدعوتك ما دمت فارغا، فإذا عرفتك الأسواق وصفقات التجارات توارت الدعوة عندك إلى الأولوية العاشرة؟!

* هل تقدِّم لدعوتك هوامش أوقاتك وفضلة حياتك؟!

* هل تسعى لمد الدعوة بروافد جديدة كما تسعى لمد راتبك بموارد جديدة؟!

*هل يؤرِّقك نشر الهداية وتوسيع رقعة الصالحين كما يؤرِّقك السعي على الرزق وتأمين حياة أبنائك المقرَّبين؟!
ألا ما أحلى هذه الجلسات التأملية المباركة التي يعقبها القرار الحاسم والقفزة الجريئة نحو البذل الفريد والتضحية الفذَّة.

8.صيد الغافلين:

صاحب الرسالة صيَّاد يقتنص كل حين قلبا، ومن أراد اصطياد قلوب الرجال، نثر لها حب الإحسان والإجمال، ونصب لها شباك الفضل والإفضال.

ومن هذا انتهاز الفرص، فقد مرَّ النبي ^ يوما بجدي أسك ميت فقال لأصحابه: (من يشتري هذا بدرهمين؟ ) فسكتوا، فقال: من يشتري هذا بدرهم؟ فقالوا: يا رسول الله لو أنه كان حياً لما رأينا فيه حاجة، فقال- عليه الصلاة والسلام - : ( لهوان الدنيا على الله أهون من هذا عليكم).

فالنبي صلى الله عليه وسلم اغتنم هذه الفرصة فرمى رميته، لأنه ليس في كل مرة تتاح الفرصة، ويكون الصيد في ظرف مهيأ، ومن غفل هرب الصيد منه وندم على ذلك.

يقول الأستاذ سعيد رمضان حاكيا عن موقف من مواقف الإمام البنا مهتبلا فرصة دعوية واتته، وأنى لمثل البنا أن يتركها: «إن أنس لا أنسى موقفه رضوان الله عليه في أمسية مشهودة بمدينة طنطا في دلتا مصر، وقد احتشد أمامه قرابة أربعين ألفا من فئات الناس بينهم شهرة من اتباع عدة طرق صوفية، شاع بعضهم على النفرة من طابع الحركة المتحمسة كأنهم يرونه يجافي وداعة معنى العبادة على ما لقنوة وتحدد مفهومهم به، فإذا بعد استرسال روحي خالج غائر النفوس في صفاء ويسر يقول لمستمعيه فجأة في إشراقة كأنها السِّحر:

ألا تعجبون معي من إخواننا العباد الذي لا ينقطعون عن تلاوة دعاء الشيخ أبي الحسن الشاذلي في حزب البر ، ويرددون من ذلك دائما: اللهم وارزقنا الموتة المطهرة.

ماذا تراهم يستحضرون في معنى الموتة المطهرة؟! الا إن أكبر موتة يحبها الله هي هذه!! ورفع يده فمرَّ بها على رقبته إشارة إلى قطع الرقاب في سبيل الله عز وجل .. فكأنما والله مسَّت الناس كلهم كهرباء، واستعلن أمامهم مشهد الفداء والذبح رأي العين .. فسالت دموع وثارت عواطف وتعالت هتافات».

9.تحطيم الأهداف الدعوية:

يا صاحب الرسالة ..

كن محدَّدا .. وضع لك هدفا دعويا كل فترة، ولا تنس الوقت المناسب للإنجاز : دعوة جار لك، نشر الهداية إلى زميل عمل، فتح مقرأة في مسجد أو جامعة، الخروج من رمضان بغنائم مضاعفة، دعوة أخت إلى درس أو مقرأة، وهذا كله يدل على الطموح الدعوي، فلا يوجد صاحب الرسالة يقنع بحاله، لأنه يعلم أن التؤدة في كل إلا في عمل الآخرة.

ومن الوصايا:

• اكتب كل الأهداف التي تريد تحقيقها، ثم اختر منها هدفين أو ثلاثة وركز عليها خلال فترة زمنية محدَّدة.

• راجع أهدافك بشكل دوري، واحرص على تحديثها، واكتبها بخط عريض، واجعلها في متناول يدك وأمام عينيك.

• ضع مواعيد نهائية للإنجاز، فالمواعيد النهائية تزيد من البذل والعمل، وكلما اقترب الموعد النهائى لإتمام العمل كلما بذلت ما في وسعك لإنهائه.

•قسِّم الهدف الكبير إلى مجموعة من الأهداف الصغيرة، وضع لكل منها موعدا شهريا أو أسبوعيا أو يوميا.

• إذا لم يتحقق الهدف ظاهرا، فراجع نفسك وابحث عن أسباب التقصير، ثم استدرك غير يائس يسرّي عنك: فعليك بذر الحب لا قطف الجنى والله للســــاعين خيرُ ضمين.

على كفة الميزان

1.هل تجلس مع نفسك كل يوم ولو خمس دقائق ليس لك فيها هم ولا غرض إلا أن تحاسبها على ما بذلت اليوم لدينها؟!

2.هل تعاتب نفسك وتتألم إن قصَّرت في أي واجب من واجباتك الدعوية؟!

3.هل تقهر أعذارك أم تتخذها ذريعة للتخلف؟!

4.هل قدَّمت فكرة جديدة لدعوتك خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهل ثابرت عليها حتى خرجت إلى النور؟!

5.هل تحوِّل طاقة حزنك على مذابح المسلمين ونكباتهم إلى طاقة عمل؟!

6.هل تؤثر الدعوة بوقتك مهما كنت مشغولا؟

7.وفي حال انشغالك هل تأخذ من وقت راحتك لدعوتك أم تُسقطها واجباتك من جدولك؟

8.هل لا تتحرك إلا بتوجيه إخوانك وصيحة: قم يا فلان؟!

9.هل تحرص أن يكون لزوجك نفس همِّك فتساهم في نشاطات الدعوة؟! وهل تتحمَّل عنها قليلا من أعباء البيت في سبيل ذلك؟!

10.هل تقوم نيتك الصادقة بالمهمة ويتكفَّل قلبك بالعمل إذا واجهتك عقبة أعاقتك عن عمل دعوي فلم تشارك، فتنال مثل أجر العاملين؟!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.69 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]