
21-08-2019, 03:30 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة :
|
|
رد: قراءة موضوعية في منهجية الحفظ
قراءة موضوعية في منهجية الحفظ
محمد بن حسين الأنصاري
الأثر الرابع: عدم التوازن والاعتدال في مسالك العلم وطرقه:
لو قلّبت البصر في حال "طلبة العلم" و"العلماء"؛ لوجدت أن أكثر الذين يمارسون الحفظ، وتخزين المعلومات فحسب؛ هم أبعد الناس عن البحث العلمي كما سبق، وأضعفهم ممارسة لمناهجه وطرقه، وربما تجدهم أيضاً أقل الناس قبولاً للنقد والمراجعة.
والعكس أيضا؛ تجد أهل البحث العلمي يقومون بذات الدور في إقصاء غيرهم من أرباب "الحفظ"، وكل حزب بما لديهم فرحون.
والمتوسطون من الفريقين قليل، والذين استطاعوا الجمع بين الطريقتين أقل، ولا شك أن العلم بحاجة لكلا الطريقتين، كما أن لاختلاف القدرات وتمايز العقول أثرًا في ترجيح إحدى الطريقتين على الأخرى.
لكن الذي لا أشك فيه ولا ينبغي لي ذلك هو: أن "العلم" في عصوره المتأخرة أحوج ما يكون لنشر ثقافة "البحث العلمي"، وتفعيل دور "الاجتهاد والاستنباط"؛ لأن في ذلك نهضةً حقّةً لعلوم سلفنا الصالح، ومواكبة ضرورية ولازمة لحاجيات عصرنا ومتطلباته.
فهل يُدرك الحفّاظ ذلك؟
وتقاسم الأدوار في الزمن الأول كان حاضرًا دون إجحاف أو ميل لهذا أو ذاك، بل تجد الحافظ والفقيه يُجسّدان تكاملاً راقياً في البناء العلمي.
قال إسحاق بن راهويه (ت: 238هـ): ذاكرت الشافعي (ت: 204هـ) فقال: "لو كنت أحفظ كما تحفظ لغلبت أهل الدنيا". قال البيهقي (ت: 458هـ): "وهذا لأن إسحاق الحنظلي كان يحفظه على رسم أهل الحديث، ويسرد أبوابه سرداً، وكان لا يهتدي إلى ما كان يهتدي إليه الشافعي من الاستنباط والفقه، وكان الشافعي يحفظ من الحديث ما كان يحتاج إليه، وكان لا يستنكف من الرجوع إلى أهله فيما ما اشتبه عليه منه، وذلك لشدة اتقائه لله - عز وجل -، وخشيته منه، واحتياطه لدينه".
ولربما يقال لي: الحفظ عند السابقين كان أظهر.
وإن سلمتُ بذلك جدلاً؛ لحاجة المتقدمين له، وعدم تدوين العلم مع قلة المال والأوراق؛ إلا أنني أعيد وأكرر: في هذه الأزمنة المتأخرة أحوج ما نكون لبث ثقافة الفهم المجرد، والبحث العلمي كأصل لا غنى لنا عنهما، متى أردنا ثروة علمية، ونهضة حضارية.
الأثر الخامس: عدم المراعاة لمبدأ التخصص:
الحافظ لمتون العلم يرى نفسه في الغالب مؤهلاً للخوض في كل علم، بل قد يسوِّغ لنفسه مقارعة كبار العلماء في تخصصاتهم وعلومهم.
ولا يفهم في هذا المجال أنني أصوِّب عدم المشاركة في باقي العلوم، أو أدعو إلى التحجير على العقول والاكتفاء بالتخصص فقط، لكن أدعو إلى مراعاة قول العالم في فنه الذي قضى فيه عمره بحثًا وقراءةً.
يقول ابن عاشور (ت: 1393هـ): "على أنّ من أكبر الأسباب التي دعتهم إلى نظم العلوم؛ ميل طلبة العلم إلى المشاركة في تعلُّم علوم جمَّة، وذلك مما يضيق عليهم أزمانهم؛ فتوسَّلوا إلى الحفظ بالمنظومات: فالطالب يحفظ لعلم القراءات منظومة "حِرز الأماني" للشاطبي القاسم بن فيرة، و"الأرجوزة الألفية" لابن مالك، و"أرجوزة ابن عاصم" في فقه المعاملات المسماة "تحفة الحكام"، و"السُّلَّم" للأخضري في المنطق، و"الجوهر المكنون" له في البلاغة، و"الخزرجيةَ" في العروض، و"الدرة" في الفرائض والحساب، و"رقم الحلل" في التاريخ، و"البيقونية" في مصطلح الحديث، و"لامية الأفعال" في التصريف، و"مقصورة" ابن دريد في اللغة".
ومع هذا الطغيان المعلوماتي، والتقنية المعاصرة، التي يسّرت طرق البحث، كثر التصنيف، وقلّ التدقيق؛ لهذا فإن مسألة التخصص قضية لا محيص عنها، فلا بد أن يعلم الحافظ أن حفظه لا يخدمه كثيراً في مجال البحث والتدقيق.
قال أبو هلال العسكري (ت: بعد395هـ): "ومن أراد أن يعلم كل شيء، فينبغي لأهله أن يداووه، فإن ذلك إنما تصور له لشيء اعتراه".
وقال محمد بن يزيد: "ينبغي لمن يحب العلم أن يَفتنَّ في كل ما يقدر عليه من العلوم، إلا أنه يكون منفردًا غالبًا عليه منها علم يقصده ويبالغ فيه".
وقال الخليل بن أحمد (ت: 170هـ): "إذا أردت أن تكون عالماً فاقصد لفنٍ من العلم، وإن أردت أن تكون أديباً فخذ من كل شيء أحسنه".
وقال الأصمعي: "ما أعاني إلا المنفرد". يعني: المتخصص عند المناظرة.
فـ"التقدم الرأسي في العلم يتطلب التخصص الدقيق، وتركيز الفكر، والخبرة، والبحث في بؤرة معرفية ضيقة، حتى يمكن الوصول إلى شيء جديد ذي قيمة.
إن التخصص هو أن يبني الإنسان معرفة مدققة في موضوع ما، مكتفياً بالمعرفة العامة في باقي الموضوعات.
لا ينبغي أن يفهم من هذا أنني متحمس لإيجاد المتخصص المنغلق على نفسه؛ فهذا غير وارد، ولكن الذي أرمي إليه، هو أن يوجد لدينا عدد كبير من المتخصصين المنفتحين على التخصصات الأخرى، ولا سيما التخصصات والمعارف التي تتبادل التأثير والتأثر فيما بينها، والتي يمثل كل منها امتداداً طبيعياً لغيره".
فالساحة العلمية اليوم أحوج ما تكون إلى المتخصصين المدققين في جميع مجالاتها وفنونها.
الأثر السادس: خلل في مفهوم "العلم" و"العالم":
وإن لم ينطق الحفاظ بذلك صراحة، إلا أنه واقع في أحوال المقتصرين على الحفظ، ومطروق في منتدياتهم في الغالب؛ فالعالِم عندهم هو الحافظ فحسب، والعلم هو الحفظ لا غير.
ولعلّ مما يؤكّد هذا الخلل هو تباين المفاهيم في تحصيل العلم وأدواته، فالطريقة الشائعة التي تعتمد الحفظ والمتن فحسب وسيلة للعلم، تُصيِّر عند أربابها كل مَن لم يأخذ بها لم يكن عالمًا، فكأن المقصد والغاية هي الوسيلة نفسها وليس العلم؛ فالوسائل تختلف، والطرق تتجدد بين المحصّلين للعلم، ومع هذا ينبغي أن يكون النظر لذات العلم فهمًا وملَكةً وبحثًا.
وقد سبق من قبل في كلام الطاهر ابن عاشور (ت: 1393هـ) ما يؤكد وجود هذا الخلل إذ يقول: "وكان معنى العلم عندهم هو سعة المحفوظات سواء من علوم الشريعة، أم من علوم العربية، فلا يعتبر العالم عالماً ما لم يكن كثير الحفظ..، ولكن لا يُعَدٌّ عالماً ما لم يكن كثير الحفظ، وليس العلم عندهم إلا الحفظ؛ لأنهم كانوا يميلون إلى شيء محسوس مشاهد في العالِم، ومن المعلوم أن الذكاء والنباهة لا يشاهد لأحد".
فلا يعتبر العالم عالمًا ما لم يكن كثير الحفظ.. ؟!
هذا الأمر الذي ذكره ابن عاشور واشتكى منه -في تقديري- لم يأخذ حيزاً كبيراً عند العلماء من قبل، فقد كانوا يدركون تمام الإدراك أن ثمة عالم بحفظ وفهم، وآخر بلا حفظ متقَن، وثالث بلا فهم تام، والذي لا يحفظ عندهم مطلقاً لم يُسلب عنه لقب "العالم"، ولا مسمى "العلم".
قال حمزة السهمي (ت: 427هـ): "سمعت أبا بكر بن عبدان يقول: يحيى بن صاعد يدري، ثم قال: وسئل ابن الجعابي، أكان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسم، وقال: لا يقال لأبي محمد: يحفظ كان يدري. قلت لأبي بكر بن عبدان: إيش الفرق بين الدراية والحفظ؟ فقال: الدراية فوق الحفظ".
وسئل صالح بن محمد (ت: 293هـ): هل كان ابن معين يحفظ؟ قال: لا، إنما كان عنده معرفة. قيل له: فعلي؟ قال: كان يحفظ ويعرف.
وذكر السيوطي (ت: 911هـ) في ترجمة شيخه جلال الدين المحلي (ت: 864هـ) أنه :"لم يكن يقدر على الحفظ، وحفظ كراساً من بعض الكتب، فامتلأ بدنه حرارة!"، مع أن السيوطي ذكر عنه أيضاً أنه "كان علاّمة، آيةً في الذكاء والفهم؛ كان بعض أهل عصره يقول فيه: إن ذهنه يثقب الماس، وكان يقول عن نفسه: أنا فهمي لا يقبل الخطأ".
الأثر السابع: غياب الاجتهاد وتنمية العقل:
أعظم كارثة حلّت بالفكر الإسلامي تلك المقولة المشؤومة التي دعت لإغلاق الاجتهاد، أو تضييقه بأغلال من الشروط التي لا يمكن اجتماعها أو توفرها إلا في نبي من الأنبياء.
ولا شك أن ظاهرة الحفظ لها تأثير بالغ على عدم إعمال العقل وتنمية الاجتهاد في البحث العلمي؛ لأن العقل -الحافظ فقط- في الغالب ينساق لمنهجية النقل المجرد العاري عن النقد والتوجيه، فالحافظ يؤدي كما حفظ، وينقل كما قرأ، يحتفل بآراء العلماء وينسى رأيه، ويجمع الأقوال والأدلة، ويرجح أحدَها ظنًّا منه أنه أتى بجديد دون دراية بمحالّ الاستدلال، ولا يدري أنه أجهز على عقله.
فمن أين لـ"لحافظ فقط" أن يجتهد، أو أن يقيس، أو أن يأتي بجديد سوى ما حفظ، وهو مسطور في كتب العلماء لو أراده أحد لرجع إليه؟!.
قال الجاحظ (ت: 255هـ): "وكرهت الحكماءُ والرؤساءُ، أصحابُ الاستنباطِ والتفكير: جودةَ الحفظ، لمكان الاتِّكال عليه، وإغفال العقل من التمييز، حتى قالوا: الحفظُ عِذْقُ الذِّهن. ولأن مستَعمِلَ الحفظ لا يكون إلا مقلِّدًا، والاستنباطُ هو الذي يُفضي بصاحبه إلى بَرْد اليقين وعِزِّ الثقة".
بل هذا الإمام الشافعي (ت: 204هـ) يمنع الحافظَ للكتاب والسنن وأقاويل السلف بغير إدراك لحقيقة معانيها من أن يجتهد، فقال (- رحمه الله -): "ومن كان عالماً بما وصفنا بالحفظ، لا بحقيقة المعرفة، فليس له أن يقول أيضاً بقياس؛ لأنه قد يذهب عليه عَقْلُ المعاني. وكذلك لو كان حافظاً مُقَصِّرَ العقل، أو مُقَصِّراً عن علم لسان العرب، لم يكن له أن يقيس، من قِبَلِ نقص عقله عن الآلة التي يجوز بها القياس، ولا نقول يسعُ هذا (والله أعلم) أن يقول أبداً إلا اتّباعاً، لا قياساً".
والاجتهاد في العلم عند تحصيله من طرقه تمرين النفس على الفهم منذ الصغر، واعلم يا محب العلم، أن الاستنباط هو سعادة العقل، وهو روح العلم، وقلبه النابض، متى توقف؛ فقل على العلم السلام! وتنمية العقل والفهم خير دليل على ذلك. قالت الحكماء: (حياة العلم الفهم).
وقال ابن الجوزي: (أقل موجود في الناس الفهم والغوص على دقائق المعاني).
الخاتمة:
المحصّل أننا في مثل هذا الموضوع نحتاج إلى "التوسط والاعتدال"، فالصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- لو لم يحفظ، لما استنبط العلماء من الصحابة وغيرهم كثيرًا من الأحكام، وأهل الحديث لو لم يحفظوا ودونوا، لما كتب الفقهاء ودونوا وبحثوا، فتقسيم الأدوار بلا حيف أولى من التلاوم والخصام، والتوازن في المجالات أيُّها أولى وأهم من صميم الفقه للمرحلة؟
قال ابن القيم (ت: 751هـ): "علم ابن عباس كالبحر، وفقه واستنباطه وفهمه في القرآن بالموضع الذي فاق به الناس، وقد سمع كما سمعوا، وحفظ القرآن كما حفظوا، ولكن أرضه كانت من أطيب الأراضي وأقبلها للزرع، فبذر فيها النصوص؛ فأنبتت من كل زوج كريم (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)، وأين تقع فتاوى ابن عباس وتفسيره واستنباطه من فتاوى أبي هريرة وتفسيره؟ وأبو هريرة أحفظ منه، بل هو حافظ الأمة على الإطلاق؛ يؤدي الحديث كما سمعه، ويدرسه بالليل درسا، فكانت همته مصروفة إلى الحفظ، وبلّغَ ما حفظه كما سمعه، وهمة ابن عباس مصروفة إلى التفقه والاستنباط، وتفجير النصوص، وشق الأنهار منها، واستخراج كنوزها".
وهنا أسأل: هل الحاجة للحفظ في الزمن الأول كما هي اليوم؟! وهل حاجتنا الآنية وحاجة العلم المستقبلية في تكريس الحفظ أم البحث؟! ثم ما الذي أضعف العلم في عصوره المتأخرة؟ أليس هو ضعفنا في مجال البحث وتحليل المعلومات؟.
وأخيرًا: نحن بحاجة دائمة إلى المقارنة بين ما نفعه متعدٍ، وما كان قاصراً على صاحبه في الغالب، لمن يمتلك أداتين، ولا شك أن المكتوب من العلم في كثير من الأحوال أبقى وأنفع من المطبوع في الذهن الذي لا يبرح مكانه.
قال ابن عاشور (ت: 1393هـ): "تطاولت الأحقاب، وتعارفت الأمم، واقتبس بعضهم معارف بعض عن بصيرة أو تقليد، فتمازجت العلوم، وتباهى المقتبس بما اقتبس، ووُجد قومٌ لا قدرة لأذهانهم على الوصول إلى حقائق الأشياء والانتفاع بأرواحها، ولكن لهم همّة تسموا بهم إلى الاتّسام بميسم أربابها، فأخذ الناس علوماً لا يحتاجون إليها تباهياً بها، واقتصروا من علوم عالية على ألفاظ وحقائق يسردونها، وأبهت الناسَ أقوام بقوة حوافظهم وإن كانوا ضعفاء الفكر، فسردوا لهم قماطير عن ظهر القلب، وخيلوا لهم أن ذلك أيضاً ضرب من العلم عظيم، فقلّدهم قوم على تقليدهم، وخارت عزائم قوم عجزوا عن متابعتهم، وعارضهم آخرون نقصوا من قيمة عَملهم، منهم من عارض في نفسه وخانته عبارته، ومنهم من عبّر عن فساد ذلك، وقليل ما هم، فأصبحت قلة هؤلاء وكثرة أولئك وبالاً عظيماً على العلم، وهو أصل تشعب الناس في العلوم، وابتهاج كلِّ فريق بنصيبه منها".
وهنا يتعيّن "على طالب العلم -أو على مُوَجِّهِهِ- إذا ما أحب أن يبلغَ درجةَ الفقهاء في العلوم، وأن لا يقتصرَ على درجة الناقل: أن لا يجعل غالبَ وقته وعامّةَ جهده مقصورًا على الحفظ، حتى في زمن الطفولة، لأن تكوُّنَ المَلَكَات يبدأ من الصغر، وكما قيل: من شبَّ على شيءٍ شابَ عليه.
وتعوُّدُ القلب على الحفظ دون الفهم والتأمُّلِ والتحليلِ يُضعف هذه الملكات، حتى تَضْمُر، فلا يمكن بعد ذلك غالبًا أن تعود إلى نشاطها الفطري، فضلاً عن أن تبلغ نشاطَها المكتسَبَ الذي كان يمكن أن تصل إليه بالتمرين".
فيا حملة العلم وطلابه: كونوا من الذين عبروا عن فساد هذا النوع، واختزال العلم فيه، وبينوا ما فيه من الخلل والضعف، ولما ينتجه من آثار -حالية ومستقبلية-؛ فالميادين العلمية والعملية تَسر العدو وتُحزن الصديق.
أيُّ معنًى لكون هذه الظاهرة بجملتها ولدت، ونشأت، وترعرعت، وشابت في عصور ما يسمى بـ"الانحطاط"!!، والعجيب أنها تجاوزت جميع مراحل النمو لكنها لم تمت بعد!!.
والأعجب منه أننا مدركون تمام الإدراك أن من آثارها ما يعاني منه التعليم اليوم قاطبة من ضعف الإنتاج والتأثير، ومع هذا تجد من يرفع عقيرته للدفاع عنها!!، ولرفع الوهم أقول: ليس ذلكم هو الداء الوحيد فحسب، لكنه الداء الأهم والأبرز، وهل أمة سادت بغير التعلم؟
هذا الداء -ضعف التعليم- يصح وصفه بالموت البطيء؛ لأنه ينخر في جسد الأمة شيئاً فشيئاً حتى تسقط أو تكاد، فتبقى جسداً بلا روح، وهيكلاً خاويًا لا تُهاب من أحد، ولا تبني مستقبلها بنفسها، تلكم هي: "الغثائية" التي أخبر عنها الصادق المصدوق - عليه الصلاة والسلام -!.
والإسلام حاشاه أن يدعو للتخلف والوهن الذي أصاب عقولنا وخدّرها، قبل أن يبسط علينا رداءه كأمة، أسأل الله لأمة الإسلام النصر والتمكين في كافة المجالات العلمية والعملية.
إلى هنا أعلن استغفاري فيما أخطأت فيه، وأذعن لربي بالحمد والعرفان فيما أصبت فيه، فالحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً على ما وهب من النعمة والفضل، ومنح من العافية والفهم، وخير ختام كلام ربنا جلّ في علاه، قال - تعالى -: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب) [ص: 29].
-------------------------
(1) أخرجه البخاري (71).
(2) أخرجه البخاري (5033)، ومسلم (791).
(3) تذكرة السامع والمتكلم لا بن جماعة (ص: 113).
(4) أخرجه مسلم (798).
(5) الحث علي حفظ العلم لابن الجوزي (ص: 11).
(6) صحيح البخارى ط: البغا (1/55).
(7) فتح الباري (1/214).
(8) أخرجه الترمذي (2656)، وصححه ابن حبان واللفظ له (1/270).
(9) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب (2/250).
(10) المصدر السابق.
(11) المصدر السابق.
(12) الحث على حفظ العلم (ص: 21).
(13) "ندامة الكُسَعيّ": [رجل رَمى فأصاب وظَنّ أنه أخطأ فكَسر قوسَه، فلما علم نَدِم على كَسر قوسه فضرِب به المثل]. العقد الفريد (2/269) وانظر: مجمع الأمثال (2/348).
(14) صيد الخاطر (ص: 235) ط: الطنطاوي.
(15) شعب الإيمان البيهقي (2/289).
(16) اقتضاء الصراط المستقيم (1/447).
(17) تذكرة الحفاظ للذهبي (2/240).
(18) تاريخ الاسلام للذهبي (7/349)، وانظر: نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية للشريف حاتم العوني (ص: 94).
(19) أليس الصبح بقريب (ص: 112).
(20) أخرجه البخاري (79)، ومسلم (2282).
(21) كشف المشكل من حديث الصحيحين (1/266).
(22) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام (1/170)، وانظر: نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية للشريف حاتم العوني (ص: 96-97).
(23) وهناك دراسة ستصدر قريبا (بحول الله) حول المتون مالها وما عليها باسم: "ظاهرة المتون والمختصرات في التراث".
(24) مقدمة مختصر التحرير.
(25) المذهب الحنفي للنقيب (1/226-227).
(26) الضوء اللامع للسخاوي (10/266-267)، وانظر: نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية للشريف حاتم العوني. (ص: 97-98)
(27) أليس الصبح بقريب (ص: 46).
(28) انظر: ظاهرة المختصرات في التراث الإسلامي. بقلم د. محمد الفقيه. بتصرف. المصدر: شبكة القلم الفكرية www.alqlm.com
(29) أليس الصبح بقريب (ص: 46)
(30) الحِطّة في ذكر الصحاح الستة للقِنَّوْجي (ص: 13).
(31) مناقب الشافعي للبيهقي (2/154)، وانظر: الإبداع العلمي لأحمد القرني (ص: 64).
(32) المصدر السابق.
(33) أليس الصبح بقريب لابن عاشور: (ص: 45).
(34) الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه (ص: 70).
(35) صناعة الكتاب للنحاس (ص: 116).
(36) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1/522).
(37) صناعة الكتاب (ص: 116).
(38) انظر كتيب: القراءة المثمرة؛ لعبد الكريم بكار.
(39) سؤالات حمزة السهمي للدارقطني (ص: 258)، وانظر: تاريخ بغداد (14/233).
(40) سير أعلام النبلاء للذهبي (11/48).
(41) حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة (ص: ).
(42) رسائل الجاحظ (3/29-30).
(43) الرسالة للشافعي (رقم: 1477-1479)، وانظر: نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية للشريف حاتم العوني (ص: 92).
(44) المجالسة وجواهر العلم للدينوري المالكي (4/332).
(45) صيد الخاطر (ص: 476).
(46) الوابل الصيب (ص: 72).
(47) أليس الصبح بقريب (ص: 153).
(48) نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية للشريف حاتم العوني (ص: 90-92)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|