عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-08-2019, 01:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,590
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهمة في طلب العلم في ضوء القرآن الكريم

الهمة في طلب العلم في ضوء القرآن الكريم
مسلم بن محمد اليوسف


تشير الآيات الكريمة إلى عدة أمور مهمة:
1- همة موسى – عليه السلام - في طلب العلم و الاستزادة منه، مع أنه كليم الله، لكنه طلب من ربه أن يدله على طريق العبد الصالح حتى يتعلم منه، فذلك أكبر دلالة على حرص موسى لطلب العلم و الاستزادة منه.
2- إن من مظاهر الحرص على طلب العلم الرحلة إليه، و هذا ما قام به موسى - رضي الله عنه - حتى لقي العبد الصالح. قال - تعالى -: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً)[47].
ومما بين ذلك أن موسى -رضي الله عنه- قصد طلب العلم، و اشترط الخضر على موسى أن يتبعه، و لا يسأله عن أي شيء وهذا أمر بالنسبة لطالب العلم قد يبدو صعباً؛ لأن غالب حال طلبة العلم هو السؤال، فبالسؤال يتم التعلم، و لكن إذا طلب المعلم من المتعلم الصمت أوجب علي ذلك احتراماً وتوقيراً له [[48]].
3- إن من أهم لوازم العلم و تحصيله الصبر و تحمل المشاق النفسية و الجسدية ولا يخفى على أحد ما الذي عاناه موسى -رضي الله عنه- خلال رحلته مع العبد الصالح، فقد كان يستهجن أي موقف يقوم به العبد الصالح سواء بموقفه من السفينة، أو قتل الغلام، أو بناء الجدار.
وطلب العلم يحتاج إلى مشقة وتعب، و هذا يحتاج إلى صبر و تحمل، و لا يأتي الصبر إلا بهمة و عزيمة، فإذا صبر الإنسان على طلب العمر أكرمه الله -تعالى- في الدنيا بأربع: بعز القناعة، وهيبة اليقين، و بلذة العلم، و بحياة الأبد، و أثابه في الآخرة بأربع بالشفاعة من إخوانه، و بظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، و يسقى من حوض المصطفى، و يجاور النبيين في أعلى الجنان [[49]].
4- في قول موسى لفتاه: (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصاً)[50]. إشارة إلى أن طالب العلم النافع لا يشغله عن طلبه القوت الضروري، بل يسعى إليه فوراً عندما يجد من يقدمه إليه، فإنه سيدنا موسى - رضي الله عنه- لم يطلب من خادمه أن يبحث له عن طعام بدل الحوت [[51]].
فالشاهد في هذه القصة هو ضرورة توفر الجلد و الصبر و عدم استعجال النتائج قبل أوانها حتى يتحقق العلم النافع. و قيل: "ولذلك قيل العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيك كلك، فإذا أعطيته كلك، فأنت من إعطائه إياك بعضه على خطر"[[52]].
5- إن التواضع في طلب العلم من أهم الركائز التي تحقق الحصيلة العلمية، و قد بدأ تواضع موسى -رضي الله عنه- مع العبد الصالح في طلبه للعمل، و رغبته الشديدة في مصاحبته لتحصيل العلم [[53]]، وقيل:
العلم حرب للفتى المتعالي*** كالسيل حرب للمكان العالي. [[54]]
قصة موسى و الخضر - عليهما السلام -: تثبت في صورة عملية واضحة رائعة أن وراء المعلومات و المكشوفات في هذا العالم، و في هذه الحياة مجهولات كثيرة، و أن ما يجهله الإنسان و أعظم إنسان في عصره - أكثر من ما يعلمه، وأنه دائماً يبني حكمه على ما يشاهده و يشعر به، و لذلك يخطئ كثيراً، و يتعثر كثيراً، و أنه لو انكشفت له حقائق الحياة، و بواطن الأمور و عواقبها، لتغير حكمه كثيراً و نقض ما أبرم، و تثبت أنه لا إحاطة بهذا الكون الواسع المليء بعقد؛ وغوامض لم يستطع العلم البشري مهما اتسع؛ و ارتفع أن يكشفها، و أنه لو أسندت إلى العلم البشري إدارة هذا العالم الفسيح، و منح الحرية التامة و التصرف المطلق؛ لأفسد العالم و أهلك الحرث و النسل؛ لأن نظره قاصر، و علمه محدود [[55]].
إن قيمة العلم هي أغلى قيمة من قيم الإسلام؛ لأن بالعلم ترفع الهمم، وترتقي النفوس نحو المعالي، و تستثمر الطاقات، إن المعاني التي تحملها الآيات القرآنية، و الأحاديث النبوية الشريفة عن قيمة العلم و أهميته، هي التي قامت عليها الحضارة الإسلامية، و تحققت من خلالها النهضة، نهضة الشعوب.
لقد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدعوته، و هي تحمل أسمى معاني الوجود، الدعوة إلى العلم، فلا يمكن أن يتحقق الإيمان في النفوس بدون توظيف العقل و المعرفة، فالعلم يقود إلى الإيمان، إن الانسجام الذي بين العلم، والإيمان لهو الذي تتسم به العقيدة الإسلامية لقد قامت الحضارة الإسلامية رفيعة البنيان، متينة الأركان؛ لأنها جامعة بين العلم و الإيمان، فلم تكن تلك الهوة الكبيرة بينهما كما هي الآن، فقد كان عالم الشريعة طبيباً أو فلكياً [[56]].
إن الأثر الذي يتركه العلم أثر دائم لا ينقطع، به تتحقق الفائدة في كل عصر وفي كل أوان، لذلك هذه دعوة إلى المبادرة و الهمة العالية في إحياء العلم و المعرفة، والارتقاء بالأمة الإسلامية المحمدية، أمة اقرأ، حتى تقوم الحضارة الإسلامية من جديد.
ومما يجدر بنا أن نركز عليه في أمر العلم هو هذه الميادين المنوعة في هذا العصر الحديث حيث تفوقت المجتمعات المعاصرة في استخدام التقنية و المخترعات الحديثة، وهذا الميدان من الميادين التي تخلف فيها المسلمون كثيراً و أصبحوا عالةً على الغرب واتسعت الفجوة بينهما، مع أن المسلمين في الأصل هم أهل العم و المعرفة، و دينهم يحث على ذلك.
ولذا لابد من السعي الحثيث لسد تلك الفجوة، بل و جعلها في الاتجاه المعاكس، أي أن يتفوق المسلمون، و يكون لهم قصب السبق و الزيادة في هذه الميادين، و على المسئولين في إدارات التربية و التعليم، و تخطيط المناهج أن يولوا عناية خاصة لرفع همم المتربين لطلب العلم و الحصول على أسراره و مبهماته، وتوظيفها لاكتشاف القوانين الكونية و من ثم خدمة المجتمع المسلم أولاً، و البشرية جمعاء.
و يسخر الله - سبحانه - تعالى - هذه الاكتشافات و المخترعات لمن يحسن التفاعل مع السنن و القوانين التي أودعها الله في هذا الكون، و في هذه القوانين متاحة لكل البشر، مؤمنهم و كافرهم، حاضرهم و ماضيهم، و المؤمن أولى بأن يستفيد من هذه السنن، و يسخرها لمنفعته و منفعة إخوانه في المجتمعات المسلمة.
قال - تعالى -: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ)[57].
و قال أيضاً جل جلاله: (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[58].
أي أن أمر البشر في اجتماعهم، و ما يعرض فيه من مصارعة للحق و للباطل، و ما يلابس ذلك من الحرب و الطعان و النزال، و الملك و السيادة يجري على طرق قويمة، و قواعد ثابتة، اقتضتها الحكمة و المصلحة العامة، و المراد بذلك أن مشيئة الله في خلقه تسير على سنن حكيمة، من سار عليها ظفر، و إن كان ملحداً أو وثنياً، و من تنكبها خسر و إن كان صديقاً أو نبياً، و المسلمون الصادقون أولى الناس بمعرفة تلك السنن في الأمم، و أجدر أن يسيروا على هديها [[59]].
و من هذه الميادين التي لابد أن نجعل همنا فيه في هذا المجال ما يلي:
1- حسن الإفادة من الاختراعات و الأجهزة الحديثة و عدم الاكتفاء بالنقل و الامتلاك.
إن المجتمع الذي يبغي النمو، و الترقي لا يكتفي المتربون فيه بالاستخدام السطحي لهذه الأجهزة و الآلات، بل لابد من الإلمام بإمكانياتها و معرفة وظائفها، ومن ثم تفعيلها لما فيه تطور المجتمع و تقدمه، و ذلك؛ لأن الاستخدام الأمثل لها يعتبر من علامات مواكبة التقدم الحضاري، ليس ذلك فحسب، بل يصاحب ذلك توجيه الأجيال لمعرفة مكونات هذه الأجهزة، و كيفية صنعها و تجميع أجزائها، و لديهم من القدرة ما يمكنهم من تفكيكها، و إعادتها كما كانت.
فإن اقتصر دور المجتمع على مجرد الاقتناء للتقنية قبع في دور المستهلك لها، وضمرت فرص الإفادة الكاملة منها، و بالتالي تعذر المضي قدماً نحو مزيد من التقدم، أما إذا سمح المجتمع لنفسه بأن يسهم في تخليق التقنيات الحديثة، فإنه يكون قد دفع نفسه في اتجاه التقدم، و التحديث [[60]].
و بهذه الاستعدادات، و القدرات يضع المجتمع لنفسه لبنة مثمرة في مضمار التفوق و الرقي، و يسهم بدوره في تحقيق مفهوم الاستخلاف الذي أشار إليه التوجيه القرآني في قوله - تعالى -: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ)[61].
2- تشجيع الأجيال على الاختراع و الابتكار:
إن المتأمل في آيات القرآن يجد إشارات واضحة إلى نعم الله التي أكرم عباده بها، و التي تحوي في مضمونها صناعات، و اختراعات طورها البشر بأنفسهم، واستفادوا من تلك السنن في تطويرها، و من ذلك ما ورد في قوله - تعالى -: (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَه َا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلى حِينٍ)[62].
ولابد من تشجيع المتربين للاستفادة من هذه الإشارات لتطوير الموجود، واكتشاف الجديد، و لابد من الانتقال من مرحلة التخطيط و الدراسة النظرية إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
و من الأمثلة على هذا التطوير ما أشارت إليه الآية السابقة مما جرى، و يجري من تعديل و تحسين للمساكن التي يقطنها البشر.
يقول الإمام القرطبي: "يحتمل أن يعم بيوت الآدم و بيوت الشعر وبيوت الصوف، و قد كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- قبة من آدم، و ناهيك من آدم الطائف غلاءً في القيمة، و اعتلاءً في الصنعة، و حسناً في البشرة، و لم يعد ذلك - صلى الله عليه وسلم - ترفاً و لا رآه سرفاً، لأنه مما امتن الله - سبحانه - من نعمته، و أذن فيه من متاعه، وظهرت وجوه منفعته في الاكتنان، و الاستظلال الذي لا يقدر على الخروج عنه جنس الإنسان] [[63]].
والحمد لله رب العالمين..
([1]) مفهوم العلم في القرآن الكريم لزكريا بشير إمام ص (1).
([2]) المفردات ص (580) .
([3]) التوقيف على مهمات التعاريف ص (523).
([4]) الاشتراك اللفظي ، المنجد ، ص ( 189-191 ) .
([5]) انظر : أخلاق المسلم و علاقته بالمجتمع للزحيلي ، ص ( 91 ) .
([6]) انظر : ملامح المجتمع الإسلامي للقرضاوي ، ص ( 122 ) .
[7] سورة العلق ، الآية 1- 5 .
([8]) أضواء البيان ، ( ج9/12) .
([9]) انظر : مفاتيح الغيب ( ج23/17) .
[10] - سورة العلق ، الآيات 1- 5 .
([11]) شروط النهضة ، لابن نبي ، ص ( 76 ) .
[12] سورة البقرة ، الآية 31 .
[13] التحرير والتنوير ( ج1/409) .
([14]) مفتاح دار السعادة (1/46-47).
([15]) المرجع السابق .
([16]) انظر: فقه التحضر الإسلامي ص (94-95).
([17]) انظر : المرجع السابق ، ص ( 94-95 ) .
[18] - سورة الزمر ، الآية 9.
([19]) انظر : روح المعاني ، ص ( 237 ) .
[20] - سورة المجادلة ، الآية 11 .
([21]) انظر : أبو السعود ، ( 6/218 ) .
[22] - سورة فاطر ، الآية 28 .
[23] - سورة طه ، الآية 114 .
[24] - سورة الأعراف ، الآية 185 .
[25] سورة فصلت ، الآية 53 .
[26] أخرجه مسلم ، كتاب الوصية ، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته ، ح (1631) .
[27] الحضارة الإسلامية للميداني، ص (282).
[28] سورة الغاشية ، الآيات 17 – 20 .
[29] - سورة الإسراء ، الآية 36 .
([30]) معالم الحضارة الإسلامية لمصطفى الشكعة ، ص (29-30).
[31] - سورة النحل ، الآية 43 .
[32] - سورة الأنبياء ، الآية 7 .
([33]) التفسير المنير للزحيلي ( ج14/148).
([34]) أخرجه البخاري في كتاب العلم ، باب الاغتباط في العلم و الحكمة ، ح (73) ، و مسلم في كتاب صلاة المسافرين و قصرها ، باب فضل من يقوم بالقرآن ، و يعلمه ، ح (816) .
([35]) أخرجه أبو داود، كتاب العلم ، باب في فضل العلم ، ح (3643 ) .
[36] - سورة آل عمران ، الآية 7 .
([37]) تفسير السلمي ( ج1/87 ) .
([38]) أخرجه البخاري في كتاب العلم ، باب قول النبي - e - : اللهم علمه الكتاب ، ح (75) ، و مسلم في كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عبد الله بن عباس ، ح (2477) .
([39]) تفسير السمعاني ، ( ج1/296) .
([40]) فتاوى شيخ الإسلام ، ( ج17/367).
[41] - سورة البقرة ، الآية 247 .
([42]) انظر : الكشاف ( ج1/320 ) ، تفسير ابن أبي حاتم ( ج2/465 ) .
[43] - سورة الكهف ، الآيات 60 – 82 .
[44] - سورة الكهف ، الآية 66 .
([45]) انظر : تفسير البغوي ( ج3/173 ) ، تفسير أبي السعود ( ج 5/ 234 ) .
([46]) تفسير ابن كثير ( ج3/97) .
[47] - سورة الكهف ، الآية 66 .
([48]) انظر : قصص القرآن ، لأحمد نوفل ، ص ( 209) .
([49]) أدب الدنيا و الدين ، ص ( 84 ) .
[50] - سورة الكهف ، الآية 64 .
([51]) انظر : بعض مواقف الرسل في القرآن لمحمد علي سلامة ، ص ( 59 ) .
([52]) انظر : إحياء علوم الدين ، ( ج1/63 ) .
([53]) ينظر: المستفاد من القصص ص (270) .
([54]) ينظر: إحياء علوم الدين (1/64) .
([55]) انظر: الصراع بين الإيمان والمادة لأبي الحسن الندوي ص (104) .
([56]) ينظر: ملامح المجتمع المسلم للقرضاوي، ص(126).
[57] - سورة آل عمران ، الآية 137 .
[58] - سورة النساء ، الآية 26 .
([59]) انظر : تفسير المراغي ، ص (63 ) .
([60]) الاتجاه نحو التقنية الحديثة ، ص (4).
[61] - سورة البقرة ، الآية 30 .
[62] - سورة النحل ، الآية 80 .
([63]) تفسير القرطبي ( ج10/153)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]