الفوركس (FOREX) [1]
تعريفه، حقيقته، أنواعه
عاصم أحمد عطية بدوي
يرجع سوق الفوركس إلى العام 1973م عندما فشل نظام تثبيت سعر صرف الدولار مقابل الذهب، والذي جعل الكثير من الدول تتوجه إلى نظام تعويم سعر الصرف، بمعنى السماح لسعر الصرف العملة أن يتغير حسب العرض والطلب، مع الاحتفاظ بإمكانية تدخل المصارف المركزية للسيطرة على العملة إذا أصبحت تحركاتها خطيرة على اقتصاد الدولة، ونتيجة لتعويم سعر صرف العملات أصبحت العملة سلعة تتحدد قيمتها طبقاً للعرض والطلب وأصبح سعر صرفها يعتمد على مستوي الدولة الاقتصادية والنمو القائم بها، ونتيجة للتطور الكبير في تكنولوجيا الاتصالات في العقدين الأخيرين أصبحت مهنة تاجر العملات التي كانت تحاط بهالة من السرية، في متناول الجميع خاصة مع ظهور الإنترنت الذي ساعد على انضمام مضاربين جدد من جميع أنحاء العالم إلى سوق العملات بعدما كان الاتجار في العملات مقصوراً على المصارف الاحتكارية[2].
تعريف الفوركس:
الفوركس في اللغة:
الفوركس كلمة أصلها باللغة الانجليزية جاءت من الحروف الأولى من Foreign Exchange Market، وتعنى سوق العملات الأجنبية [3].
الفوركس في الاصطلاح:
لم يجد الباحث تعريفاً شاملاً ومانعاً للفوركس في الاصطلاح الاقتصادي المعاصر، وإنما معظم التعريفات هي تعريفات ناتجة عن الترجمة الحرفية للجملة السابقة، والتي تختصر التعريف على سوق العملات.
ومن خلال اطلاع الباحث على المواقع الإلكترونية الخاصة بالفوركس وبعض الكتب الإلكترونية التي تصدرها هذه المواقع يمكن تعريف الفوركس بأنه:
"المضاربة بالعملات في بورصاتها الدولية بنظام الهامش من خلال وسائل الاتصال الإلكترونية"
هذا وتتم المضاربة بالعملات في بورصة العملات الأجنبية والتي تعرف أيضا بسوق الفوركس أو سوق تداول العملات، حيث إنه ليس لديه مركز وليس لديه مكان معين تمارس فيه المتاجرة، بل مكانه مئات المواقع المتصلة فيما بينها بشبكات الإنترنت أو الهاتف حول العالم، أي أن الفوركس يتم من خلال بورصات التداول غير المباشر (OTC)، كما يعد سوق الفوركس الأكبر و الأسرع نمواً في العالم حيث يقدر حجم التداول فيه يومياً بثلاثة تريليون دولار[4]، حيث تتم المضاربة فيه خلال (24) ساعة يومياً ولمدة خمسة أيام في الأسبوع، فيبدأ التداول فيه يوم الأحد الساعة العاشرة مساءً وينتهي يوم الجمعة الساعة العاشرة مساءً. [5]
علاقة الفوركس بالمتاجرة بالهامش:
المتاجرة بالعملات تحتاج إلى مبالغ كبيرة لتحقيق الربح فيها من خلال الاستفادة من فروق الأسعار عند بيع أو شراء العملات، وهذه المبالغ قد لا تتوفر لدى المستثمر، لذلك حرصت شركات الفوركس على توفير هذه المبالغ من خلال نظام الهامش، فمن أراد أن يتاجر بخمسة ملايين دولار مثلاً، ولا تتوفر لديه هذه المبالغ فمن خلال نظام الهامش يستطيع أن يودع مائة ألف دولار فقط، على أن يعتبر الباقي ديناً على المستثمر.
ومن هنا يمكن القول بأن المتاجرة بالهامش هي إحدى أنظمة الفوركس وأنه لا يمكن الاستغناء عنها لدى شركات الفوركس.
وينقسم الهامش في الفوركس إلى[6]:
هامش مستخدم Used margin:
ويعرف أيضا بالهامش المحجوز، وهو المبلغ المقتطع من حساب المستثمر والذي يقدم لشركة الوساطة كعربون مسترد ليتم حجزه حتى الانتهاء من الصفقة، فإذا انتهت الصفقة تقوم الشركة بإرجاع هذا المبلغ إلى حساب المستثمر سواء ربحت الصفقة أم خسرت.
الهامش المتاح (Usable margin):
وهو المبلغ الذي يتبقى في حساب المستثمر بعد اقتطاع الهامش المستخدم منه، وهو أقصى مبلغ يسمح بخسارته في الصفقة.
ومن خلال ما سبق يتبن بأن الخسارة لا يتم خصمها إلا من الهامش المتاح، ويبقى الهامش المستخدم كما هو، بل سيخرج من حساب الصفقة و كأنه غير موجود أصلاً، ولكنه يعود لحساب المستثمر بعد الانتهاء من بيع السلعة.
مثال ذلك[7]:
فلو وضع المستثمر رصيداً لدى شركة الوساطة بقيمة(1000$) دولار مثلاً، فسيتم الدخول في أول صفقة بـ(100$) دولار فقط كالهامش مستخدم، ويضاف إليها(000،100$). دولار من قبل شركة الوساطة كقرض، ويبقى في حسابه (900$) دولار كهامش متاح.
ولذلك وضعت معادلة تعبر عن ذلك وهي:
الهامش المتاح = الرصيد – الهامش المستخدم[8].
طريقة المتاجرة بالفوركس[9].
المتاجرة بالفوركس تعتمد علي اتصال المستثمر بشبكة الإنترنت أو الهاتف، حيث يمكن تلخيص طريقة المتاجرة بما يأتي:
1- يقوم المستثمر باختيار شركة وساطة تتناسب مع أهدافه وإمكانيات التعاقد معها.
2- ثم يقوم المستثمر بفتح حساب لدى تلك الشركة، ثم يقوم بتسجيل معلوماته الشخصية، ويودع مبلغاً من المال ليقوم باستثماره.
فبعض الشركات تسمح بإيداع (100$) دولار فقط، وبعضها لا يسمح بإيداع مبلغ أقل (2000$).
3- تتكفل الشركة بإقراض المستثمر باقي المبلغ الذي يحتاجه لإتمام الصفقة، وهذا عن طريق نظام الهامش الذي تحدثنا عنه سابقاً، ويعرف نسبة القرض الذي تقدمه تلك الشركات بالرافعة المالية (Leverage).
فإذا أعلنت الشركة بأنها تقدم رافعة مالية بمقدار( 1:100) وأراد المستثمر أن يودع مبلغ (1000$)، فهذا يعني: أن الشركة ستقرضه مبلغ (000،100$).
4- يقوم المستثمر بمتابعة حركة الأسعار عن طريق أحد البرامج المتخصصة على حاسوبه
والمتصل بالإنترنت ثم يقوم بإعطاء أوامر البيع أو الشراء لشركة الوساطة عن طريق برنامج المتاجرة، حيث إن الاتصال بين المستثمر وبين شركة الوساطة يتم عن طريق برنامج خاص ويتم الدخول على هذا البرنامج عن طريق اسم مستخدم وكلمة مرور خاصة بكل مستثمر.
وهذا ما يميز المتاجرة بالفوركس فالتغيرات الكبيرة والسريعة للعملات يحتاج من المستثمر متابعة حركة الأسعار باستمرار، فعندما يتوقع أن الدولار مثلاً قد يرتفع فإنه يقوم بشراء كميات منها، ثم ينتظر حتى يرتفع السعر فعلاً ليبيعها فيتحقق له الربح من ذلك، أما إذا توقع بأن السعر سينخفض فأنه لا يقوم بالشراء أصلاً خوفاً من حصول الخسارة.
فلو اشترى المستثمر اليورو مقابل الدولار بسعر(9850،0)، وقام ببيعه بسعر (9890،0)، فكيف يتم تحديد الربح والخسارة بذلك؟.
إن تحديد الربح والخسارة يتم من خلال معرفة فارق النقاط ما بين سعر الشراء وسعر البيع، وهو ما تعبر عنه هذه المعادلة:
فارق النقاط= (سعر البيع-سعر الشراء) × 10000
ففي المثال السابق فارق النقاط = (9890،0- 9850،0)×10000=40
ففارق النقاط في هذا المثال يساوي (40) ربحاً، لأن الإشارة بالموجب، أما إذا كانت سالبة فتكون الصفقة خاسرة.
1- ستقوم الشركة بتنفيذ أوامر المستثمر من بيع وشراء، وأي أرباح أو خسائر سيتم إضافتها أو سحبها من حسابه.
2- ويمكن للمستثمر سحب أمواله من الشركة أو الإضافة عليها في أي وقت يشاء.
و يمكننا أن نجمل النقاط السابقة في مثال واحد[10] وهو كالآتي:
قام مضارب بوضع مبلغ (000،100$)، لدى إحدى شركات الوساطة التي تستخدم رافعة مالية (1:100)، ويريد أن يشتري عقد من زوج عملات (JPYUSD /)، فإن الشركة ستعطيه برنامج التداول الخاص، وكلمه سر ورقم مرور خاصة به، بعدما يعطيها كامل المعلومات التي تتطلبها منه.
فإذا أراد الشراء فإنه سيقوم بالضغط على أمر شراء في برنامج التداول.
وستقوم شركة الوساطة تلقائياً بحجز مبلغ(1000$) من حساب المستثمر وهو الهامش المحجوز.
ويقوم بشراء العقد ويبقي في حسابه مبلغ(9000$) وهو الهامش المتاح.
فإذا فرضنا أن المضارب ربح (1000$)، وأراد أن يغلق الصفقة فيجب عليه أن يضغط علي أمر إغلاق في برنامج التداول، وسيقوم الوسيط بإرجاع الهامش المحجوز (1000$)، بالإضافة إلى قيمة الربح ليصبح رأس ماله هو(000،11$).
ولو فرضنا أنه خسر مبلغ (500$)، ويريد إغلاق الصفقة، فإنه سيضغط على أمر إغلاق في برنامج التداول، فيقوم الوسيط بخصم الجزء الذي خسره من الهامش المحجوز وإرجاع الباقي للمضارب ليصبح رأس ماله(9500$).
وفي حالة زيادة الخسارة على الهامش المتاح(9000$)، سيقوم الوسيط تلقائياً بإغلاق الصفقة، وكل ما يتبقى في حساب المضارب هو الهامش المحجوز فقط، وهذا ما يسمى بنداء الهامش (Margin Call).
يتبع