عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-07-2019, 02:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,772
الدولة : Egypt
افتراضي حب الآباء للأبناء

حب الآباء للأبناء


فاطمة الأمير





بداخل جميع الآباء قوة حبٍّ هائلة، تكاد تتفجر حبًّا وحنانًا، فمن منا لا يحب أزهاره الجميلة التي كبرت يومًا بعد يوم أمام ناظريه، وأخذ يرعاها، ويتفنَّن في تدليلها، إلى أن أصبحت ورودًا فائقة الجمال تسرُّ الناظر إليها!

لكن هناك بعض الآباء رغم أن بداخلهم هذا النبعَ من الحنان، لكنه شديد الخشونة في التعامل معهم، شديد الحرص في إنفاق الحب وإظهاره، يلبس قناع الصرامة والقوة، وهو من داخله وأعماقه ليست هذه هي شخصيته، فبداخله حبٌّ جارف لأبنائه، لكنه لا يعرف كيف ومتى يُظهره، ظنًّا منه أنه بذلك يستطيع التحكم أكثر في أبنائه، سأقول له: إنك حرمتَ نفسك من التمتُّع بأعظم نعم الله عليك، وهي مبادلة الحب بينك وبين زهورك الجميلة.

وأب آخرُ تراه يتحجج بكثرة أعباء الحياة والسعي لتحسين المستوى المادي للأسرة، وأنه يرجع في نهاية اليوم مثقلًا ومتعبًا؛ فلا يوجد وقت ولو قليلًا لديه، حتى ينعم هو وأبناؤه بالحب والدفء الأسري الطبيعي.

للأسف هذه هي أعذار وحججٌ لا مبرر لها، فهم لديهم بخلٌ شديد في إظهار مشاعرهم تجاه صغارهم.


ما فائدة الأموال وجمعها إذا حُرِم الأبناء من الحب الأبوي؟!
اترُك أيها الأب أعباءَك على عتبة منزلك قبل الدخول، بل اجعَل دخولك مميزًا لدى أبنائك، لا ذنب لهم إطلاقًا بما تمر به من كثرة المشاكل في العمل والمنزل وخارجه، فالأطفال في سن صغيرة لا يحتاجون إلى أب يملِك الكثير من الأموال، بل يحتاجون إلى أب يملِك الكثير والكثير من الحب والعطاء.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.21%)]