عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-07-2019, 10:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,042
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير آية: ﴿ كزرع أخرج شطأه ﴾ في الثناء على الصحابة

تفسير آية: ﴿ كزرع أخرج شطأه ﴾ في الثناء على الصحابة
محمد بن علي بن جميل المطري




تفسير آية: ﴿ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ في الثناء على الصحابة



قال الله تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29].

﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴾؛ أي: محمد رسول من عند الله بلا شك، يدعو الناس إلى توحيد الله وطاعته[1].

﴿ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ ﴾؛ أي: وأصحاب محمد الذين هم معه على دينه غليظة قلوبهم على الكفار المحاربين، لا يلينون لهم، أرِقَّاء القلوب فيما بينهم، يوادُّون المؤمنين، ويعطفون عليهم، ويلينون لهم[2]؛ كما قال تعالى: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]، وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ﴾ [التوبة: 123].

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادِّهم، وتراحُمهم، وتعاطُفِهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسَّهَر والحُمَّى))[3]، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضًا)) وشبَّك بين أصابعه[4].


قال الزمخشري: "من حق المسلمين في كل زمان أن يراعوا هذا التشدُّد، وهذا التعطُّف، فيتشدَّدُوا على من ليس على ملَّتِهم ودينهم، ويتحاموه، ويُعاشروا إخوتهم في الإسلام متعطفين بالبر والصلة، وكفِّ الأذى، والمعونة، والاحتمال، والأخلاق السجيحة"[5].

وقال ابن عاشور: "في الجمع لهم بين هاتين الخلَّتَينِ المتضادَّتَينِ: الشدة والرحمة، إيماء إلى أصالة آرائهم، وحكمة عقولهم، وأنهم يتصرَّفون في أخلاقهم وأعمالهم تصرُّفَ الحكمة والرشد، فلا تغلب على نفوسهم محمدة دون أخرى، ولا يندفعون إلى العمل بالجبِلَّة وعدم الرؤية"[6].

﴿ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ﴾؛ أي: ترى أصحاب محمد مداومِينَ على صلاتهم، مُكثِرين منها، راكعين أحيانًا، وساجدين أحيانًا[7]، كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 64]، وقال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 9]، وقال عز وجل: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18]، وقال تبارك وتعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 23].

وعن المخارق، قال: خرجنا حُجَّاجًا، فلمَّا بلغنا الربذة قلت لأصحابي: تقدَّمُوا، وتخلَّفْتُ، فأتيتُ أبا ذرٍّ، وهو يصلي، فرأيته يطيل القيام، ويُكثِر الركوع والسجود، فذكرتُ ذلك له، فقال: ما ألوت أن أحسن، إني سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ ركَعَ ركعةً أو سجدَ سجدةً رفع بها درجة، وحطت عنه بها خطيئة))[8].

وعن عميرة بن عبدالرحمن، عن يحيى بن حسان الكندي، عن أبي ريحانة رضي الله عنه قال: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكوتُ إليه تفلُّت القرآن ومشقَّته عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحْمِل عليك ما لا تطيق، وعليك بالسجود))، قال عميرة: فقدم أبو ريحانة رضي الله عنه عسقلان، فكان يُكثِر من السجود"[9].

﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾؛ أي: يطلب أصحاب محمد بجهادهم، وتراحمهم فيما بينهم، وصلاتهم أن يتفضل الله عليهم برحمته، وإدخالهم جنَّته، وأن يرضى عنهم، فهم مخلصون لله في أعمالهم[10].

كما قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 71، 72].

﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
أي: علامة أصحاب محمد في وجوههم من أثر سجودهم في صلاتهم، ففي وجوههم في الدنيا نور وخشوع وسمْت حسن، وينور الله وجوههم يوم القيامة[11]؛ كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ [التحريم: 8].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الصحابة قالوا: يا رسول الله، أتعرفنا يوم القيامة؟ قال: ((نعم، لكم سِيْما ليست لأحد من الأُمَم، تردون عليَّ غُرًّا مُحجَّلين من أثَرِ الوضوء))[12].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ أُمَّتي يُدعون يوم القيامة غُرًّا مُحجَّلين من آثار الوضوء))[13].

وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصلاة نور))[14].

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة))[15]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ ﴾ قال: "السمت الحسن"[16].

وعن مجاهد في قوله تعالى: ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ قال: "الخشوع والتواضع"[17]، وعن خالد الحنفي في قوله: ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ قال: "يعرف ذلك يوم القيامة في وجوههم من أثر سجودهم في الدنيا، وهو كقوله: ﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ [المطففين: 24]"[18]، وعن سعيد بن جبير في قوله: ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ قال: "ثرى الأرض، وندى الطهور"[19].

﴿ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ﴾؛ أي: هذا الوصف لأصحاب محمد من الشدة على الكفار، والتراحم فيما بينهم، وكثرة صلاتهم، وإخلاصهم وصدق نيَّاتهم، وسيماهم في وجوههم؛ صفتهم في التوراة [20].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾ قال: "أصحابه،﴿ مَثَلُهُمْ ﴾؛ يعني: نعتُهم مكتوبٌ في التوراة والإنجيل، قبل أن يخلق السماوات والأرض"[21].

﴿ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ﴾؛ أي: وصفة أصحاب محمد في الإنجيل كزرع أخرج صغاره من الفروع والورق التي تنبت حول أصله[22].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقُها، وإنها مثل المسلم، حدثوني ما هي؟)) قال: فوقع الناس في شجر البوادي قال عبدالله: فوقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟! قال: ((هي النخلة))[23].

وعن أبي عنبة الخولاني رضي الله عنه قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم في طاعته))[24]، وعن عطاء الخراساني في قوله عز وجل: ﴿ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ﴾ قال: "شطأه: ورقه"[25].

﴿ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ﴾؛ أي: فقوَّى الزرعَ ورقُه الذي نبت حول أصله، فغلظ الزرع، وتناهى طوله، وبلغ غاية قوته، وقام على أصوله[26].

كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 62، 63]، وعن الضحاك في قوله تعالى: ﴿ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ﴾، قال: "يعني: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، يكونون قليلًا، ثم يزدادون ويكثرون ويستغلظون"[27].

قال ابن عاشور: "هذا يتضمَّن نماء الإيمان في قلوبهم، وبأنهم يدعون الناس إلى الدين حتى يكثر المؤمنون، كما تنبت الحبة مائة سنبلة، وكما تنبت من النواة الشجرة العظيمة"[28].

﴿ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ ﴾؛ أي: يعجب الزرع الذي استغلظ فاستوى على سوقه في حسن نباته الذين زرعوه[29].
كما قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الناس قَرْني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))[30].

﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾؛ أي: إنما كثَّر الله أصحاب نبيِّه وقوَّاهم ليغيظ بهم الكفَّار حين يرون كثرتهم وقوتهم[31]، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ﴾ [آل عمران: 119]، وقال سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 51 - 54]، وقال عز وجل: ﴿ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ﴾ [التوبة: 120]، وقال جل وعز: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ﴾ [الحج: 72]، وقال عز شأنه: ﴿ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [المنافقون: 7].

وعن أبي عروة الزبيري قال: كنا عند مالك، فذكروا رجلًا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾ [الفتح: 29]، فقال مالك: "من أصبح وفي قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية)[32].

قال ابن تيمية: "قوله تعالى: ﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾ فلا بد أن يغيظ بهم الكفار، وإذا كان الكفار يغاظون بهم، فمن غِيظ بهم فقد شارك الكفار فيما أذلهم الله به، وأخزاهم وكبتهم على كفرهم، ولا يشارك الكفار في غيظهم الذين كبتوا به جزاء لكفرهم إلا كافر"[33].

يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.04 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.19%)]