
04-07-2019, 09:24 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,030
الدولة :
|
|
رد: من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون
من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون (2)
د. عصام فاروق
قالون وروايته[1]
د. عصام فاروق [2]
قالون هو: أبو موسى عيسى بن مينا بن وَرْدان بن عيسى بن عبدالصمد بن عمرو بن عبدالله المدني، وجده عبدالله سُبي من الروم في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبيع في المدينة، فاشتراه بعض الأنصار فأعتقه، فهو مولى للأنصار. وقيل مولى الزهْريين[3].
و أورد ابن الجزري وغيره أنه كان ربيبَ نافع، وأنه هو الذي لقبه بقالون؛ لجودة قراءته، وقالون بلسان الروم معناه: جَيِّد.
وقد توقفتُ أمام هذا التلقيب من جانب نافع، فالأمر يبدو غريبًا من قارئ مجيدِ، قرأ على سبعين من الصحابة يُلقِّب راويه المُجيدَ، ومعلمَ العربيةَ كما أورد بعض العلماء، هل هو من باب اعتبار الأصل الرومي لعيسى، ولمَ لم يلقبه بلفظ عربي؟ ووجدت الإجابة في كتاب غاية النهاية، فقد أورد صاحبه ما نصه: "قال عبدالله بن علي: إنما يكلمه بذلك؛ لأن قالون أصله من الروم"[4]. فلعلها مداعبة من نافع لتلميذه المقرَّب.
ويبدو أنه كانت لقالون مكانة كبيرة عند نافع، كما تثبت الروايات ملازمته له مدة طويلة، يؤيد هذين الأمرين كونه ربيبه، مما يستدعي كثرة الملازمة، كما ورد أيضاً أنه "قيل لقالون: كم قرأت على نافع؟ قال: ما لا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة" وكذلكقولقالون: "قال لي نافع: كم تقرأ عليّ! اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ"[5].
ولد قالون سنة عشرين ومائة، وتوفي بالمدينة قريبًا من سنة عشرين ومائتين وقيل سنة خمس ومائتين[6]، وقال الذهبي: هذا غلط وأثبت وفاته سنة عشرين، يقول ابن الجزري تعليقًا على كلام الذهبي: "وهو الأصح، والله أعلم"[7].
[1] جزء من بحث (مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون دراسة في بنية الكلمة) شاركتُ به في المؤتمر العلمي الدولي حول رواية الإمام قالون "تأصيلًا وتأريخًا وتوجيهًا"، الذي نظمه قسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب/ الخمس، بجامعة المرقب - ليبيا، أكتوبر2015م.
[2] أستاذ مساعد (مشارك) ورئيس قسم أصول اللغة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان- جامعة الأزهر.
[3] ينظر: الإقناع في القراءات السبع (58، 59) لابن الباذش، تح: د. عبد المجيد قطامش، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، ط أولى 1403ه، التيسير في القراءات السبع (98)، لأبي عمر الداني، تح: حاتم الضامن، مكتبة الصحابة بالشارقة، ط أولى 2008م. لطائف الإشارات لفنون القراءات (1/ 100) لشهاب الدين القسطلاني، تح: الشيخ عامر السيد عثمان، د. عبدالصبور شاهين، ط المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة 1382ه- 1972م.
[4] غاية النهاية (1/ 542).
[5] غاية النهاية (1/ 542).
[6] أورده الأهوازي في الوجيز (66) والجعبري فيما أورد شهاب الدين القسطلاني في لطائف الإشارات (1/ 100).
[7] غاية النهاية (1/ 543).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|