[ابوالوليد المسلم]

الصفات البشرية

نهى فرج




الخيرُ والشرُّ لهما نصيبٌ منكَ يا ولدي بنِسَبٍ متفاوتة، فلا تتوهَّمْ أنَّكَ تَخلو من بعض الصفات السيئة؛ وذلك لأن وجودَ بعض الصفات السيئة أمرٌ طبيعيٌّ في تكوين البشر؛ ومنها على سبيل المثال: الرياء، والغُرور، والغَيْرة، والحَسَد، والطَّمَع، والاستغلال، والنِّفاق، والكَذِب، والخِداع، والغِيبة، والاستهزاء بالآخرين، وغيرها صفات أخرى عديدة سلبية.

فكلما أدركْتَ يا ولدي ما بِكَ من سلبياتٍ أو أمراضِ قلوبٍ، أبصَرْتَ ضرورةَ البحثِ عن كيفية تقليل هذه الصفات لديك والحدِّ من آثارها السلبيَّة.

لا تبحث عمَّن يُشيد بصفاتِكَ الطيبة؛ ولكن كُنْ مسؤولًا عن تقويم عيوبك التي سترها الله عن عيون الآخرين.

جميلٌ أن نستمعَ إلى كلمات طيبة من الآخرين؛ حتمًا أنها تُسْعِد القلب، ولكن تذكَّر أن هذه النِّعَم رزقَكَ الله بها؛ لتشكُره، ولِتُطوِّرَ نفسَكَ، وليس لتَغتَرَّ بنفسِكَ، أو تفخَر بها، أو تعتقد أنك بلغْتَ الكمالَ؛ لأنَّ لَكَ نَصِيبًا من الصفات الطيبة!

حافِظْ على نَقاءِ قلبِكَ باستمرارٍ، وتخلَّص من الشوائب السوداء التي حتمًا ستجدها داخلَه.

وجود بعض الصفات السلبية عند كل إنسان، لا يعني سوى أنه بشرٌ، أما تنمية صفاتك الحسنة، ومحاولة تحسينها وزيادتها، فهذا ما يجب أن تسعى نحوه.

تقبَّلْ نفسَكَ، واعلَم أن بها بعضَ السلبيَّات والنقائص، واصبِرْ على معالجة عيوبِكَ أو التقليل من أضرارها عليكَ وعلى الآخرين، واجتهِد في تطوير نفسِكَ ورؤيتها رؤيةً واعيةً مُنصِفةً لِما فيها من خَيْرٍ وشَرٍّ .