عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-06-2019, 04:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,997
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العقيدة... كم نحتاج إليها الآن بل دوما...

العقيدة... كم نحتاج إليها الآن بل دوما...




الكاتب : د. السيد العربي بن كمال




وكذلك حديث صاحب البطاقة ، الذي رواه الترمذي وغيره، (رقم: 2639) ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"، (رقم: 1776): عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ سِجِّلا كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ الْبَصَرِ، فَيَقُولُ لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدِي حَسَنَةً، وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَيُخْرِجُ لَهُ بِطَاقَةً، فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ؟ ... قَالَ : فَتُوضَع السِّجِلَّات فِي كِفَّة وَالْبِطَاقَة فِي كِفَّة فَطَاشَتْ السِّجِلَّات وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَة ، وَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْئًا ".

.....، ودخل الرَّجُلُ الجنَّة بكلمة التوحيد والعقيدة....!!

وكذلك ما رواه مسلم في صحيحه ، (رقم: 304): أنَّه يخرج من النَّار مَن في قلبه مِثْقال ذَرَّة من خير... والمقصود أنَّ أهل العقيدة الصحيحة يدخلون الجنَّة، ولو بعد حين، ولا يُخلَّدون في النار أبدًا....!!

وفي الحديث عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً " ...[مسلم برقم: 4852]

ثامنًا: أعمال الإيمان - الأعمال الصَّالحة - بدون عقيدة صحيحة لا تُنجي صاحِبَها من النَّار، والدليل على ذلك أنَّ المنافقين الذين يظهرون الإيمان والعمل الصالح ، ويعتقدون الكُفْر في قلوبهم ، لم تنفعْهُم أعمالُهم الصَّالحة الظاهرة بدون عقيدة سليمة ، فهم في الدَّرك الأسفل من النار؛

قال تعإلى: " وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَإلى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ " [التوبة: 54]

قال تعإلى: " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا".........[النساء: 145].

وكذلك الكفار إذا عملوا أعمالاً صالحة لا تنفعهم يوم القيامة ؛ لأنَّ عقيدتهم غير صحيحة ؛ قال تعإلى: " وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا"......[الفرقان: 23] .... وغير ذلك....

والمقصود أنَّ أعمال الإيمان بدون عقيدة وإخلاص، فإنَّها لا تنفع صاحِبَها يوم القيامة....!!

التاسع من تلك الفروق : أنَّ الحبَّ والبُغضَ والمولاة والمعاداة إنَّما هي بحسب العقيدة ، فالكافر والمُنافق نبغضه ونعاديه بغضًا مطلقًا ؛ لكفره وفساد عقيدته ، والمؤمن نحبُّه حبًّا مطلقًا ؛ لإيمانه وصلاح عقيدته، والمسلم العاصي يُحبُّ ويُوإلى بحسب ما عنده من عقيدة صحيحة.

فهذا رجلٌ كان يشربُ الخمر، وكان يُؤتَى به كثيرًا عند النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيقيم عليه الحد، فأُتي به ذات مَرَّة ، فقال بعضُ الصَّحابة: اللهم الْعَنْهُ ؛ ما أكثرَ ما يُؤتى به! فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: " لا تلعنه؛ فإنَّه يُحبُّ اللهَ ورسوله"...........[ رواه البزار برقم: 269... وإسنادُه صحيح، ورجاله رجال الصحيح] .... فنهى النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن لعنه ؛ لأنَّ لديه عقيدةً صحيحة عقيدة الكتاب والسنة، وهي حبُّ الله ورسوله...!!

عاشرا : ومما يدُلُّ على أهمية العقيدة ، خصوصًا في هذا الزَّمان: جَهْلُ المسلمين بالعقيدة الصَّحيحة ، ومن ثَمَّ وقوعهم في أخطاءٍ شنيعة ، فبعضُ المسلمين يُقدِّس القُبُور، ويرتكب الشِّرْكِيَّات والمُخالفات في التوحيد، وبعض المسلمين راحَ يقدِّم العقل على النُّصوص الشرعيَّة، فوقع في مُخالفات خطيرة، فأنكر بعضُ هؤلاء العصريين المادِّيِّين السِّحر وتلبُّس الجن بالإنس، ووجوب الحكم بالشَّريعة، ووجوبَ معاداة أعداء الله، وغير ذلك من أمور العقيدة التي جاءت الشَّريعة بإثباتها؛ مما يدُلُّ على أهمية تعلُّم ونشر ودراسة العقيدة الصَّحيحة، عقيدة أهل السنَّة والجماعة...

حادي عشر: ومما يدلُّ على أهمية العقيدة الصحيحة أيضًا: سَعْيُ أهل العقائد المنحرفة من الكفار – كالنصارى والعلمانيين - ومن أهل البدع ، إلى نشر عقائدهم بكُلِّ الوسائل ؛ مما يُوجب على المسلمين دَفْع هذا المنكر ، عن طريق نشر عقيدة أهل السنَّة والجماعة ، عقيدة السَّلف الصالح ، وإنقاذ الناس من هذه العقائد المنحرفة...

ولابد أن نعلم هنا بعض الحقائق الهامة المتعلقة بالعقيدة وأهميتها من ذلك:

- العقيدة هي أول الواجبات على المكلفين.

قال - جل وعلا : " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِنَات ِ"........ [محمد:19].

وأخرج البخارى ومسلم:

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْيَمَنِ قَالَ:" إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ ...(في رواية: فَادْعُهُمْ إلى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ)... (وفي رواية : فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إلى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تعالى )....فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ"........[ البخاري برقم: 1365 -1401-4000-6824- ومسلم برقم: 27 ]

- العقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين ، وتصح معه الأعمال ، وتقبل به الأقوال ؛ فمن صحت عقيدته ؛ صح عمله ، ومن فسدت عقيدته ؛ فسد عمله...

قال تعالى : " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا "..... ...[الكهف:110].

وقال تعإلى: " وَلَقَدْ أُوحِيَ إلَيْكَ وَإلى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِين "..........[الزمر:65] .

- أن جميع الرسل أرسلوا بالدعوة للعقيدة الصحيحة ، قال تعإلى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" ........ [الأنبياء:٢٥] .

أن تحقيق توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة هو الغاية الأولى من خلق الإنس والجن، قال تعإلى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" ...........[الذاريات:٥٦].

أن قبول الأعمال متوقف على تحقق التوحيد من العبد، وكمال أعماله على كمال التوحيد، فأي نقص في التوحيد قد يحبط العمل أو ينقصه.

أن العقيدة تحدد العلاقة بين العبد وربه معرفة، وتوحيداً ، وعبادة شاملة لله تعإلى.

أن السعادة في الدنيا أساسها العلم بالله تعإلى، فحاجة العبد إليه فوق كل حاجة، فلا راحة ولا طمأنينة إلا بأن يعرف العبد ربه.

أن العقيدة تجيب عن جميع التساؤلات التي ترد على ذهن العبد، ومن هذه التساؤلات صفة الخالق، ومبدأ الخلق ونهايته وغيرها من الأمور.

أن العقيدة الصحيحة هي سبب النصر والفلاح في الدارين الدنيا والآخرة....

وللعقيدة الإسلامبة خصائص وخصائص العقيدة الإسلامية كثيرة منها :

- أنها عقيدة غيبية :

الغيب : ما غاب عن الحس ، فلا يدرك بشيء من الحواس الخمس : السمع والبصر واللمس والشم والذوق وعليه فإن جميع أمور ومسائل العقيدة الإسلامية التي يجب على العبد أن يؤمن بها ويعتقدها غيبي ، كالإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر ، وعذاب القبر ونعيمه ، وغير ذلك من أمور الغيب التي يُعتمد في الإيمان بها على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم ...

- أنها عقيدة توقيفية :

فعقيدة الإسلام موقوفة على كتاب الله ، وما صح من سنة رسوله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - فليست محلاً للاجتهاد ، لأن مصادرها توقيفية .

وذلك أن العقيدة الصحيحة لابد فيها من اليقين الجازم ، فلابد أن تكون مصادرها مجزوماً بصحتها ، وهذا لا يوجد إلا في كتاب الله وما صح من سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -

وعليه فإن جميع المصادر الظنية ، كالقياس والعقل البشري لا يصح أن تكون مصادر للعقيدة ، فمن جعل شيئاً منها مصدراً للعقيدة فقد جانب الصواب ، وجعل العقيدة محلاً للاجتهاد الذي يخطئ ويصيب .

- موافقتها للفطرة القويمة، والعقل السليم:

فعقيدة أهل السنة والجماعة ملائمة للفطرة السليمة ، موافقة للعقل الصريح ، الخالي من الشهوات والشبهات.

- اتصال سندها بالرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين وأئمة الدين قولاً، وعملاً، واعتقاداً:

وهذه الخصيصة قد اعترف بها كثير من خصومها ؛ فلا يوجد- بحمد الله - أصل من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ، ليس له أصل أو مستند من الكتاب والسنة، أو عن السلف الصالح ، بخلاف العقائد الأخرى المبتدعة.

- الوضوح والسهولة والبيان:

فهي عقيدة سهلة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فلا لبس فيها، ولا غموض، ولا تعقيد؛ فألفاظها واضحة، ومعانيها بينة ، يفهمها العالم والعامي ، والصغير والكبير، فهي تستمد من الكتاب والسنة ، وأدلة الكتاب والسنة كالغذاء ينتفع به كل إنسان ، بل كالماء الذي ينتفع به الرضيع ، والصبي ، والقوي ، والضعيف....

- السلامة من الاضطراب والتناقض واللبس:

فلا مكان فيها لشيء من ذلك مطلقاً ، كيف لا وهي وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟

فالحق لا يضطرب ، ولا يتناقض ، ولا يلتبس.

بل يشبه بعضه بعضاً، ويصدق بعضه بعضاً

قال تعإلى: " وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً " ...[النساء: 82].

- أنها قد تأتي بالمحار، ولكن لا تأتي بالمحال:

ففي العقيدة الإسلامية ما يبهر العقول ، وما قد تحار فيه الأفهام ، كسائر أمور الغيب ؛ من عذاب القبر ونعيمه ، والصراط ، والحوض ، والجنة والنار ، وكيفية صفات الله عز وجل.... فالعقول تحار في فهم حقيقة هذه الأمور، وكيفياتها، ولكنها لا تعتبرها مستحيلة بل تسلِّم لذلك ، وتنقاد، وتذعن ؛ لأن ذلك صدر عن الوحي المنزل ، الذي لا ينطق عن الهوى....

- ومن خصائصها العموم والشمول والصلاح:

فهي عامة ، شاملة ، صالحة لكل زمان ومكان ، وحال ، وأمة..... بل إن الحياة لا تستقيم إلا بها...

- الثبات والاستقرار والخلود:

فهي عقيدة ثابتة، مستقرة خالدة، فلقد ثبتت أمام الضربات المتوالية التي يقوم بها أعداء الإسلام؛ من اليهود، والنصارى، والمجوس، وغيرهم....

فما إن يعتقد هؤلاء أن عظمها قد وهن، وأن جذوتها قد خبت، ونارها قد انطفأت، حتى تعود جذعة ناصعة نقية ؛ فهي ثابتة إلى قيام الساعة ، محفوظة بحفظ الله تعالى تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل ؛ ورعيلاً بعد رعيل ، لم يتطرق إليها التحريف ، أو الزيادة ، أو النقصان ، أو التبديل.... قال تعإلى: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".........[الحجر: 9].

- أنها سببٌ للنصر والظهور والتمكين:

فذلك لا يكون إلا لأهل العقيدة الصحيحة ، فهم الظاهرون ، وهم الناجون ، وهم المنصورون كما قال صلى الله عليه وسلم :" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ". .......[أخرجه مسلم و البخاري بنحوه]..


فمن أخذ بتلك العقيدة أعزه الله ، ومن تركها خذله الله.

وقد عَلِم ذلك كلُّ من قرأ التاريخ ، فمتى حاد المسلمون عن دينهم- حاق بهم ما حاق ، كما حدث لهم في الأندلس وغيرها.

- أنها ترفع قدر أهلها:

فمن اعتقدها، وزاد علماً بها وعملاً بمقتضاها، ودعوة للناس إليها- أعلا الله قدره ، ورفع له ذكره ، ونشر بين الناس فضله ، فرداً كان أو جماعة ؛ ذلك أن العقيدة الصحيحة هي أفضل ما اكتسبته القلوب ، وخير ما أدركته العقول ؛ فهي تثمر المعارف النافعة ، والأخلاق الذكية العالية...

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.04%)]