الموضوع: كلمات
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-06-2019, 04:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,706
الدولة : Egypt
افتراضي كلمات

كلمات





سعيدة بشار




في البدء... كانت كلمات... نُسجت على وقْعِها بعض الأحلام والأوهام، نبض لها القلب حينًا من الدّهر وأصبحت بعد حينٍ ذكريات.



أوحى إليها من بين تلك الكلمات:

سنخسر بعض إذا لم تتوقفي عن الحديث معي عن الضمير.



لكنه تردّد كالمعتاد...عاود اختيار الكلمات، وبكل أدبٍ ورهافة حسّ قال:

لا أريد أن أخسركِ.



أرادت أن تخبره:

قد خسرتني يوم تردّدت.



لكنها تراجعت كالمعتاد وأعادت اختيار الكلمات، وهي تناقض عقلها كالمعتاد... قالت له:

ولا أنا.



وأعقبتها بنقطة ختامٍ كان بقية عقلها يوقن أنّها نقطة ختامٍ لوهمٍ قد آن له أن يغادر أحلامها، وظلّ قلبها متشبّثا به آملاً في انبعاثٍ جديد.



للقلب منطقه... وللعقل كذلك منطقه.



وعند عمق الوهم تاهت الكلمات...



تخدعنا الآمال حينما تباغتنا التفاصيل الصّغيرة بالحقائق الكبيرة...



كان للحب دومًا طريقان لا ثالث لهما...



صدقٌ يعقبه إقدام وبرهانٌ فوفاء.



أو وهمٌ يعقبه تردّدٌ وتبريراتٌ يتوجها الخذلان.



رُفعت الأقلام وجفّت الصّحف.



﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾.



بين العقل والقلب، الدين والأخلاق... والضّمير



تحدّد كلّ المصائر والمسارات



هل الحب إثم؟

قطعًا لا... ولكن

معراجه قدرٌ عذْب المذاق... وانحداره إثمٌ وهوان.



يتعالى الطّهر في كبرياء...



في نهاية المطاف... تراجع القلب واستيقظ العقل... فتغيّر ما كان من كلمات.



وانتشى الضّمير بصحوته، وأعلن للسماء توبته.




(من ترك شيئًا لله عوضّه الله خيرا منه).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]