ابن حزم الاندلسي ومداواة النفوس
إن العلامة أبا محمد علي ابن حزم الظاهري (1) الأندلسي المتوفى عام (456) هـ علم من أشهر أعلام هذه الأمة له في العلم مكانة عظمى ، ومنزلة عليا لا تخفى .
وقد برع رحمه الله في علوم شتى : كالفقه ، والحديث ، والأصول ، والأدب ، والبلاغة ، والشعر ، والتأريخ والأخبار ، والنسب ، والمنطق ، والطب ..
وقد أوتي جدلا و حجة ، وبلاغة ، يأسر من اطلع على كلامه ، ويملك قلبه ، وتقنعه ، أو تفحمه حججه .
وهو مع ذلك أديب وشاعر مرهف الحس.. له قصائد سارت بها الركبان.
وهو أيضا حكيم مجرب له نظر ثاقب ، وذهن يتوقد ، وقوة ملاحظة ، وسبر ، وتقسيم عجيب لأخلاق الناس ، وآدابهم .
وقد حصلت له خطوب وحروب مع أهل زمانه جرت عليه محن ، وفتن ، وابتلاءات كثيرة أثرت في نفسه ، وخلقه ، وطبعه ، وكشفت له من أمور الناس ، وما تنطوي عليه أخلاقهم وصفاتهم شيئا كثيرا .
فكان نتاج ذلك أن دون، وكتب كل ما تحصل له من ذلك في كتاب.. محاولة منه في معالجة أخلاق الناس، وحثهم على الجميل ، وكَفِّهِم عن القبيح .
وهذا الكتاب اسمه: (الأخلاق والسير في مداواة النفوس) أو (مداواة النفوس)
|