
25-04-2019, 05:49 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,448
الدولة :
|
|
رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)
نية الصوم
اللجنة العلمية
حكم التلفظ بنيّة الصيام
سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ما يقول سيدنا فى صائم رمضان هل يفتقر كل يوم الى نية ام لا؟
فأجاب:
كل من علم أن غدا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى صومه سواء تلفظ بالنية او لم يتلفظ وهذا فعل عامة المسلمين كلهم ينوى الصيام
مجموع الفتاوى (ج 25 / ص 215)
ولا يشترط التلفظ بها فإنها عمل قلبي، لادخل للسان فيه، فإن حقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لامر الله تعالى، وطلبا لوجهه الكريم.
فمن تسحر بالليل، قاصدا الصيام، تقربا إلى الله بهذا الامساك، فهو ناو.
ومن عزم على الكف عن المفطرات، أثناء النهار، مخلصا لله، فهو ناو كذلك وإن لم يتسحر.
والنية محلها القلب، لأنها عقد القلب على الفعل. والتلفظ باللسان ليس مطلوبًا، ولم يأت في نصوص الشرع ما يدل علي طلب التلفظ بها، لا في الصوم، ولا في الصلاة، ولا في الزكاة، إلا ما جاء في شأن الحج والعمرة.
والإنسان في شؤونه الدنيوية لا يتلفظ بما ينويه، فيقول: نويت السفر إلى بلد كذا، أو نويت أن آكل كذا وكذا .... إلخ فكذلك أمور الدين. ولهذا لا تُعد النية مشكلة بالنسبة للمسلم الملتزم بالصيام فهو بطبيعته ناوٍ له، مصمم عليه، ولو كلفته ألا ينويه ما استطاع.
ومن دلائل نيته قيامه للسحور، وتهيئته له وإن لم يقم، وإعداده ما يلزم لفطور الغد، وترتيبه أعماله ومواعيده على وفق ظروف الصيام. فلا داعي للإكثار من الكلام عن النية فهي حاضرة وقائمة لدى كل مسلم معتاد على الصوم. إنما الذي يحتاج إليها هو من كان له عذر يبيح له الفطر، كالمريض والمسافر فيصوم حينًا، ويفطر حينًا، فإذا صام يحتاج إلى تجديد النية، ليتميز يوم صومه عن يوم فطره.
استحباب التلفظ بالنية في العبادات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فذهب الجمهور من الفقهاء إلى استحباب التلفظ بالنية بصوت يسمع الإنسان فيه نفسه لا الجهر بها فإن الجهر بها بدعة، ومن لم يستحب التلفظ بها لم يحكم بكون التلفظ بدعة محرمة بل قال هو خلاف الأولى وهاك أقوال الأئمة من المذاهب الأربعة المتبوعة رحمهم الله تعالى :
أقوال الحنفية :
قال الحصكفي في الدر المختار عند كلامه عن نية الوضوء : والجمع بين نية القلب وفعل اللسان ) هذه رتبة وسطى بين من سن التلفظ بالنية ومن كرهه لعدم نقله عن السلف اهـ
وقال ابن عابدين في حاشيته تعليقا على ذلك : قوله : ( هذه ) أي الطريقة التي مشى عليها المصنف حيث جعل التلفظ بالنية مندوبا لا سنة ولا مكروها.اهـ
قال الإمام عثمان الزيلعي الحنفي في كتابه تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ( والشرط أن يعلم بقلبه أي صلاة يصلي ) وأدناه أن يصير بحيث لو سئل عنها أمكنه أن يجيب من غير فكرة , وأما التلفظ بها فليس بشرط ولكن يحسن لاجتماع عزيمته.اهـ
وقال العالم العلامة ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق : وقد اختلف كلام المشايخ في التلفظ باللسان فذكره في منية المصلي أنه مستحب وهو المختار وصححه في المجتبى وفي الهداية والكافي والتبيين أنه يحسن لاجتماع عزيمته وفي الاختيار معزيا إلى محمد بن الحسن أنه سنة وهكذا في المحيط و البدائع وفي القنية أنه بدعة إلا أن لا يمكنه إقامتها في القلب إلا بإجرائها على اللسان فحينئذ يباح ونقل عن بعضهم أن السنة الاقتصار على نية القلب , فإن عبر عنه بلسانه جاز ونقل في شرح المنية عن بعضهم الكراهة وظاهر ما في فتح القدير اختيار أنه بدعة ... وقد يفهم من قول المصنف لاجتماع عزيمته أنه لا يحسن لغير هذا القصد وهذا لأن الإنسان قد يغلب عليه تفرق خاطره فإذا ذكر بلسانه كان عونا على جمعه , ثم رأيته في التجنيس قال والنية بالقلب ; لأنه عمله والتكلم لا معتبر به ومن اختاره اختاره لتجتمع عزيمته.ا هـ . وزاد في شرح المنية أنه لم ينقل عن الأئمة الأربعة أيضا فتحرر من هذا أنه بدعة حسنة عند قصد جمع العزيمة , وقد استفاض ظهور العمل بذلك في كثير من الأعصار في عامة الأمصار فلعل القائل بالسنية أراد بها الطريقة الحسنة لا طريقة النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ
مذهب المالكية :
قال العلامة الدردير رحمه الله تعالى في الشرح الكبير ( ولفظه ) أي تلفظ المصلي بما يفيد النية كأن يقول نويت صلاة فرض الظهر مثلا ( واسع ) أي جائز بمعنى خلاف الأولى . والأولى أن لا يتلفظ لأن النية محلها القلب ولا مدخل للسان فيها.
قال الدسوقي رحمه الله تعالى في حاشيته على الشرح الكبير : لكن يستثنى منه الموسوس فإنه يستحب له التلفظ بما يفيد النية ليذهب عنه اللبس كما في المواق وهذا الحل الذي حل به شارحنا وهو أن معنى واسع أنه خلاف الأولى والأولى عدم التلفظ هو الذي حل به بهرام تبعا لأبي الحسن والمصنف في التوضيح ، وخلافه تقريران :
الأول أن التلفظ وعدمه على حد سواء .
ثانيهما أن معنى واسع أنه غير مضيق فيه فإن شاء قال أصلي فرض الظهر أو أصلي الظهر أو نويت أصلي ونحو ذلك .اهـ
مذهب الشافعية :
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في المجموع : النية الواجبة في الوضوء هي النية بالقلب ولا يجب اللفظ باللسان معها , ولا يجزئ وحده وإن جمعهما فهو آكد وأفضل , هكذا قاله الأصحاب واتفقوا عليه .
وقال شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري في أسنى المطالب وهو يعدد سنن ومستحبات الوضوء : (والتلفظ بها ) ليساعد اللسان القلب , وللخروج من خلاف من أوجبه ( سرا ) اهـ
فائدة : قال الإمام النووي في الأذكار : وقال : اعلم أن الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها، واجبة كانت أو مستحبة لا يحسب شيء منها ولا يعتد به حتى يتلفظ به بحيث يسمع نفسه، إذا كان صحيح السمع لا عارض له . انتهى.
مذهب الحنابلة :
معتمد مذهب الحنابلة استحباب التلفظ بالنية قال الإمام المرداوي الحنبلي في الإنصاف : لا يستحب التلفظ بالنية على أحد الوجهين , وهو المنصوص عن أحمد قاله الشيخ تقي الدين . قال : هو الصواب , الوجه الثاني : يستحب التلفظ بها سرا , وهو المذهب , قدمه في الفروع , وجزم به ابن عبيدان , والتلخيص , وابن تميم , وابن رزين . قال الزركشي : هو الأولى عند كثير من المتأخرين .
وقال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع : (واستحبه ) أي التلفظ بالنية ( سرا مع القلب كثير من المتأخرين ) ليوافق اللسان القلب قال في الإنصاف : والوجه الثاني يستحب التلفظ بها سرا وهو المذهب .
وقال الرحيباني الحنبلي في مطالب أولي النهى : (ومحلها ) أي : النية ( القلب , فلا يضر سبق لسان بغير منوي), كما لو أراد أن يقول : نويت الوضوء , فيقول : نويت الصلاة , ( وسن لا لنحو مفارق ) لإمامه (في أثناء صلاة ) كمعتكف نواه وهو يصلي , ( نطق بها ) - أي : النية - ( سرا في كل عبادة ) , كوضوء وصلاة وتيمم ونحوها , ليوافق فعل اللسان القلب .
قال الزركشي الحنبلي: هو أولى عند أكثر المتأخرين . قال في " الإنصاف " : على المذهب , وجزم به ابن عبيدان , و " التلخيص " وابن تميم , وابن رزين , (وإن كان ) النطق بها ( خلاف المنصوص ) عن الإمام أحمد , وجمع محققين .
فائدة :
قال ابن علان الصديقي الشافعي في الفتوحات الربانية على الأذكار النووية : نعم يسن النطق بها ليساعد اللسان القلب ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم نطق بها في الحج فقسنا عليه سائر العبادات وعدم وروده لا يدل على عدم وقوعه وأيضا فهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يأتي إلا بالأكمل وهو أفضل من تركه والنقل الضروري حاصل بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يواظب على ترك الأفضل طول عمره فثبت أنه أتى في نحو الوضوء والصلاة بالنية مع النطق ولم يثبت أنه تركه والشك لا يعارض اليقين ومن ثم أجمع عليه الأمة في سائر الأزمنة وبما ذكر اندفع ما شنع به ابن القيم في الهدي على استحباب التلفظ بالنية قبل تكبيرة الإحرام . اهـ
المصدر: منارة الشريعة
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|