الأندلسيون والمغاربة في طرابلس الشام
الدكتور عمر عبد السلام تدمري
الجامعة اللبنانية ـ طرابلس
القضاء
يعتبر محمد البقاعي المالكي أول من تولى قضاء المالكية بطرابلس بصفة شرعية ابتداء من سنة 776 هـ/ 1374 م. ولم يلبث أن توفي في السنة ذاتها([65]).
وقد أحصيت أسماء عشرين قاضياً تعاقبوا على قضاء المالكية بطرابلس منذ سنة 776 هـ/ 1374 م حتى نهاية دولة المماليك 922 هـ/ 1516 م. وهم من أصول أندلسية ومغربية من تلمسان وطنجة وغيرها. وينسبون إلى بني أمية، ولخم، وصنهاجة، والتجاني، وغيره([66]). ووصل الأمر بأحدهم من بني الناسخ، وهو كمال الدين محمد الناسخ الأطرابلسي المالكي أن أصبح هو الحاكم على طرابلس دون منازع في سنة 862 هـ، بالاستناد إلى نص المرسوم الذي أصدره في السنة المذكورة، ونقش على بوابة مدرسة سبط العطار([67])، وهذا نصه:
الحمد لله. بتاريخ المحرم الحرام سنة اثنين وستين وثمانمائة أطل سيدنا ومولانا قاضي القضاة كمال الدين ابن الناسخ حال مباشرية (الصواب: مباشرته) وظهر القضاء المالكي بطرابلس ما كان على النحيرة...
ومن الواضح أن هذه الكتابة يعتريها النقص، ولكننا نفهم من النقص أن مكساً كان يفرض على النحيرة من الأغنام وغيرها، فرسم قاضي القضاة المالكي ابن الناسخ بإبطاله.
وليس لدينا ما يؤكد أن هذا المرسوم قد عمل به عند صدوره، إذ أن مرسوماً آخر بإبطال ما على النحيرة في طرابلس صدر بعد حوالي عشر سنين، في نيابة الأمير إينال الأشقر اليحياوي الظاهري (872 ـ 873 هـ)، ولكن صدور المرسوم عن قاضي القضاة المالكية دون نائب السلطنة، يعطينا انطباعاً بأن القاضي ابن الناسخ كان هو المنفرد في حكم طرابلس.
ومن أشهر المغاربة الذين زاروا طرابلس في عهد المماليك الرحالة ابن بطوطة، محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي. فقد زارها في رحلته سنة 726 هـ/ 1326 م، وكتب عنها وصفاً رائعاً، إذ وصفها بأنها »إحدى قواعد الشام، وبلدانها الضخام، تخترقها الأنهار، وتحف بها البساتين والأشجار، ويكنفها البحر بمرافقه العميمة، والبر بخيراته المقيمة، ولها الأسواق العجيبة، والمسارح الخصيبة، والبحر على ميلين منها«([68]).
وابن منظور، أبو الفضل محمد بن مكرم الأنصاري الإفريقي، المصري، من ولد رويفع بن ثابت الأنصاري، وهو القاضي، صاحب معجم "لسان العرب" وغيره من المؤلفات الكثيرة. وقد اشتهر باختصار أمهات الكتب كـ"الأغاني"، و"تاريخ دمشق"، و"الذخيرة"، و"المحكم"، و"الصحاح"، و"الجمهرة"، و"النهاية"، و"مفردات" ابن البيطار، وغيره، وقيل إن مختصراته بلغت 500 مجلد.
ولد سنة 630 هـ، وتولى قضاء طرابلس الشام للشافعية سنة 711 هـ ([69])، وهي سنة وفاته؛ كما تولى نظر جيشها مدة. ويخطئ من يقول إنه ولي نظر طرابلس الغرب، ويظهر أن نسبة الأنصاري الرويفعي الإفريقي تجعل بعضهم يظنون ذلك، والمصادر الرئيسة لترجمته تذكر طرابلس دون إضافة إلى الشام أو إلى الغرب. ولكن من واقع دراسة عصر المماليك يمكن معرفة المدينة المقصودة، إذ أن وظيفة الناظر من الوظائف المعروفة في دولة المماليك. ولم تكن طرابلس الغرب تابعة لدولة المماليك. والمعروف أن المذهب السائد فيها هو المذهب المالكي، ولذا يمكن القطع بأن المقصود هو طرابلس الشام، ومؤرخو عصر المماليك المعاصرون كانوا يذكرون طرابلس دون إضافتها إلى الشام لاستغنائها عن التعريف وشهرتها عاصمة لإحدى نيابات السلطة. وهي كثيراً ما ترد في تواريخهم هكذا. أما الغربية (المغربية)، فكانت قليلاً ما يأتي ذكرها، وإذا ذكرت أضافوها إلى الغرب لتمييزها عن الشامية.
ويؤكد ما ذهبنا إليه من أن المقصود هو طرابلس الشام، قول المؤرخ الحافظ الذهبي: »كتبت عنه«([70]). والمعروف أن الذهبي نزل طرابلس الشام، وكتب فيها عن علمائها، ولم يعرف عنه أنه رحل إلى طرابلس الغرب.
® ومن الأندلس، نزل طرابلس الشام وسكنها مدة شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن مهاجر الأندلسي، الوادي آشي، من مدينة وادي آش من كورة البيرة، بينها وبين غرناطة أربعون ميلاً([71]). ثم رحل إلى حلب، وتحول إلى الحنفية، واشتمل عليه ابن العديم قاضيها، واستنابه في عدة مدارس، وفي الأحكام، وكان قيماً بالنحو والعروض، رائق النظم، خمَّس "لامية العجم" تخميساً جيداً. ومدح ابن الزملكاني لما ولي قضاء حلب بقصيدة على وزن قصيدة ابن النبيه التي أولها:
باكر صبوحك أهنى العيش باكره فقد ترنم فوق الأيـك طائـره
ومطلع قصيدته هو:
يمن ترنـم فوق الأيك طائـره وطـائر عمت الدُّنْيا بشَائره
وله شعر كثير. وكانت وفاته سنة 739 هـ عن نحو خمسين سنة([72]).
® ومن المغرب شهاب الدين أحمد بن البدر بن محمد بن أويس المغربي، الشافعي، نزل طرابلس فأقام بها مدة طويلة إلى أن توفي. وكان عالماً بالقراءات والفقه والنحو والحديث والفرائض. قرأ بالروايات على أبي زيد عبد الرحمن بن سليمان التونسي نزيل طرابلس الشام في سنة 782 هـ. ولبس خرقة التصوف بحصن الأكراد سنة 784 هـ. وقرأ على محمد بن محمد بن سلامة الأنصاري، وبهادر القرمي مسند طرابلس، ومحمد بن هبة الله، وأحمد بن علي بن محمد الأرموي، ومحمد بن المظفر الحسيني، وعلي بن اليونانية البعلبكي.
وجلس للتدريس والإفتاء، فأخذ عنه جماعة من شيوخ طرابلس، منهم: ابن الوجيه، وجود القرآن عليه: علي بن أبي بكر بن أحمد بن شاور العلاء البرلسي البلطيمي الضرير (ت 874 هـ)، وقرأ عليه الحديث: محمد بن عبد الله بن خليل البلاطنسي الشافعي (ت 863 هـ)، وقرأ عليه الفرائض والوصايا: البرهان إبراهيم الشوبيني شيخ طرابلس وعالمها(ت859 هـ)، وأخذ عنه القراءات السبع والد القاضي الصلاح الطرابلسي الحنفي. مات في ذي القعدة سنة 830 هـ.
وأبو الفضل محمد بن محمد بن أبي القاسم المشدالي الزووي، البجائي، المغربي، العالم العلامة الفيلسوف المتصوف الطبيب المرابط الرحال المنطقي المفسر المحدث الفقيه المهندس الزاهد المالكي. ولد ببجاية سنة 821 أو 822 هـ. وبدأ بحفظ القرآن في الخامسة، وأتمه في سنتين ونصف، وقرأ عشرات الكتب في علوم كثيرة، ورحل في أول سنة 840 هـ. إلى تلمسان فأخذ العلوم النقلية والعقلية، ومنها الجبر والمقابلة والهيئة وجر الأثقال والتقاويم والميقات بأنواعه من فنون الإسطرلابات والصفائح والموسيقى والأرتماطيقي والطلسمات، علم المرايا والمناظر، وعلم الأوفاق، وعلوم القياس والتفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والأدب، والمنطق، والجدل، والفلسفيات، والطب، والهندسة، والحساب، والفرائض، ثم عاد إلى بجاية في سنة 844 هـ. وقد برع في كل العلوم، وتصدر للإقراء ببجاية، ثم دخل عنابة، وقسنطينة، ثم دخل تونس في أواسط 845 هـ. ورحل في أواخرها إلى مصر، فساقت الريح مركبه إلى قبرس، ومنها انتقل إلى بيروت ودمشق، ثم نزل طرابلس، وحماة، وقطن بيت المقدس، ثم حج، وعاد إلى القاهرة.
درس للناس في عدة فنون، فبهر العقول وأدهش الألباب. قال السخاوي: حضرت دروسه في فقه المالكية بجامع الأزهر في ذي القعدة سنة 852 هـ. فظهر لي أنني ما رأيت مثله، وأن من لم يحضر درسه لم يحضر العلم ولا سمع كلام العرب ولا رأى الناس، بل ولا خرج إلى الوجود. وكان سماع درس واحد من تقريره أكثر نفعاً من سماع مائة غيره... ([73]).
وقال ابن أبي عذيبة: شهد له الأئمة ببلدنا القدس وبدمشق ومصر وطرابلس الشام أنه أوحد أهل الأرض، وأنه عديم النظير في جنس بني آدم... وطول العلماء في وصفه وذكائه وسعة علمه وإحاطته بالعلوم، وما يزال يطوف البلاد براً وبحراً حتى مات غريباً فريداً في عنتاب أواخر سنة 864 هـ([74]).
الآثار الأندلسية ـ المغربية
ظهرت تأثيرات المهندسين والمعماريين الأندلسيين والمغاربة واضحة جداً في كثير من عمارة طرابلس، مثل مئذنة الجامع المنصوري([75]) الكبير شبه المربعة الأضلاع، ومئذنة مسجد البرطاسي([76])، ومئذنة جامع طينال([77]) ذات السلمين اللولبيين فوق بعضهما والتي لا مثيل لها إلا في قرطبة، وفي القاعة العلوية من قصر الأمير عز الدين أيبك الموصلي([78]) نائب السلطنة بطرابلس، وهي تشبه بالعقد الذي يتوسطها أقواس قاعات قصر الحمراء في غرناطة، في ألأفاريز الناتئة، والزخارف المتناغمة، على الرخام، والنافذة الشرقية المزدوجة التي تزينها الزخارف فوق أعمدتها وتيجانها، وفي النافذة الصغيرة في أعلى الواجهة الشرقية للمدرسة الطواشية([79])، في وسط سوق الصاغة، حيث يتدلى من وسطها عمود بشكل حبل مجدول أندلسي الطراز، والشعاعات الرائعة في أعلى حنية بوابة المدرسة وهي تخرج من تجويفات هندسية بديعة تشبه المحارة أو الصدفة، وفي العمود الرخامي التي نقشت عليه أشكال حبال مجدولة، وتلتف حول نفسها بأبعاد متساوية داخل حرم مسجد الحجيجية([80]). وفي محراب مقام الشيخ فضل الله المغربي([81])، حيث تبدو التأثيرات الأندلسية ـ المغربية في تجويفة المحراب العليا التي زينها المهندس بتجويفات طولية في الجبس (الجص) على شكل شعاعات متوازية، وتجويفة المحراب نصف كروية شبيهة بمحارة البحر، وهي أشبه بحنية بوابة الطوشية. وليس جامع السيد عبد الواحد المكناسي([82]) إلا واحداً من المعالم المغربية البناء بمئذنته الصغيرة، السداسية الأضلاع، ومحرابه البسيط، وقبته المفصصة، ولوحته الرخامية ذات الخط المغربي المميز، وهي تؤرخ لبناء الجامع. وقد وقف السيد عبد الواحد ـ وهو من مدينة مكناس المغربية ـ رواقاً للمغاربة ينزلون في حجراته العلوية، ويستضيف الرواق الحجاج المغاربة في ذهابهم وإيابهم، وجعل للجامع والرواق أوقافاً كثيرة للإنفاق من ريعها على مصالح الجامع ونزلائه. ولا يزال الرواق قائماً حتى الآن وجميع نزلائه من أصول مغربية. وعلى باب الجامع يقوم ضريح عبد السلام المشيشي، وهو من سلالة السيد عبد الواحد المكناسي، ومن أتباع الطريقة المشيشية التي انتشرت في المغرب الأقصى.
ويظهر التأثير الأندلسي واضحاً على الواجهة الغربية لمئذنة مسجد البرطاسي، حتى يخيل للناظر إلى هذه الواجهة لأول وهلة أنه يرى إحدى مآذن الأندلس أو المغرب العربي. ويشتد الإحساس بأن المهندس أندلسي الأصل، هاجر إلى طرابلس وأسهم في بناء معالمها وسجل طابعه الهندسي المميز في زخرفة العقدين التوأمين المنكسرين عند رأسهما، وتتناوب فيهما الحجارة البيضاء والسوداء، ويتركزان على ثلاثة مناكب من الحجارة البيضاء، وتنفتح تحتهما نافذتان مستطيلتان، يفصل بينهما عمود داكن اللون، والنافذتان مع العقدين ضمن إطار مجوف مستطيل الشكل غائر في واجهة المئذنة بحيث يبدو سطح العقدين بمستوى سطح واجهة المئذنة. وفوق هاتين النافذين الأخيرتين مباشرة مقرنصات متدرجة تشكل أسافين لقاعدة برج المئذنة المشرف إلى الخارج بحجم يزيد عن حجم ساق المئذنة، وهي الشرفة التي يقف عليها المؤذن([83]).
وقد لفت نظر المؤرخ الرحالة ابن فضل الله العُمَري في النصف الأول من القرن 8 هـ/ 14 م أن جميع أبنية طرابلس بالحجر والكلس، مبيضة ظاهراً وباطناً([84]). وظاهرة تبييض المباني نراها في مدن المغرب، وليست الدار البيضاء إلا نموذجاً من الطراز المغربي بتسميتها وطابعها، وليست طرابلس الشام إلا انعكاساً لها ببياض مبانيها.
وحين بنى المماليك الأبراج الحربية الستة على ساحل طرابلس، اختص المغاربة بالمرابطة في واحد منها على الأقل. ولذلك عُرف بـ"برج المغاربة"([85])، ويُرجح أنه أحد اثنين: إما برج الأمير أيْتَمُش البجاسي([86])، وإما برج الأمير مَنْكلي بُغا الأحمدي([87]) المعروف أيضاً ببرج القناطر، أو الفاخورة، والأرجح لديّ هو البرج الثاني، وكان قريباً من برج الأمير برسباي الناصري المعروف ببرج السباع، وقد هُدم في النصف الأول من القرن العشرين لإنشاء محطة سكة القطار الحديدي مكانه([88]). ولدينا صورة نادرة عنه قبل هدمه. ويتردد ذكره كثيراً في سجلات المحكمة الشرعية بطرابلس العائدة للعصر العثماني. ففي سنة 1079 هـ كان إمام مسجد المغاربة داخل البرج الشيخ مصطفى بن محمد جلبي([89])، وفي سنة 1165 هـ تولى إمامته عمر أفندي قايمقام نقيب السادة الأشراف الابن الصُّلْبي لحاكم طرابلس الشرعي، لانحلال الوظيفة عن محمد بن مصطفى مقابله جي([90])، وفي سنة 1194 هـ تقرر في إمامته عبد القادر بن حسين مفتي زاده لوفاة شقيقه عبد الرحمن، ثم فرغ عبد القادر للشيخ حامد بن الشيخ حسين أبي النصر في الخامس في المحرم([91]).
وفي وثيقة عثمانية لسنة 974 هـ/ 1566 م، جاء أن عدد الجُند المرابطين في برج المغاربة كانوا سبعة (7) فقط يعرفون بـ"مستحفظان"([92]). وفي وثيقة أخرى لسنة 1144 هـ ارتفع عدد المرابطين إلى خمسة وعشرين، بينهم بلوكباشي، وأوضه باشي، وطوبجي([93]). وعاد العدد فانخفض إلى عشرة أنفار في سنة 1208 هـ([94]).
وكان المغاربة يتوزعون، منذ عصر المماليك، في أكثر من محلة من محلات طرابلس. فقد ورد في أول وثيقة عثمانية وصلتنا بعد سقوط دولة المماليك بنحو 3 سنين فقط، أن الأسر المغربية كانت تسكن في سبع محلات من أصل 26 محلة، هي: محلة جامع كبير، ومحلة زقاق الأكوز، ومحلة مسجد القرمشي، ومحلة خان عديمي، ومحلة مسجد الخشب، ومحلة الطواحين، ومحلة ساحة الحمصي، وكان في المحلة الأخيرة لوحدها ثلاث أسر مغربية([95]).
وكانت وظيفة المشيخة على طائفة السعاة، المعبر عنها بالمقدمية، توجه على المغاربة خصوصاً، لما هو معروف عنهم من سرعة الجري، وتحمل المشاق في السفر لمسافات طويلة. (والمعروف الآن أن المغاربة هم من أوائل الفائزين في مباريات السباق الدولية للمسافات الطويلة). ولهذا كانت وظيفة الساعي لتوصيل البريد والمراسلات من اختصاصهم، وكانت هي ووظيفة التولية على وقف المغاربة توجه على واحد من مشايخهم من ديوان السلطان مباشرة، لدينا حول ذلك وثيقة مؤرخة في أواخر سنة 1088 هـ. تتضمن ما نصه:
بالمجلس المشار إليه، بعد أن وجِّهت وظيفة التولية على وقف زاوية المغاربة الكاينة باطن طرابلس، ووظيفة المشيخة على طايفة السعاة المعبر عنها بالمقدَّمية، من طرف السدة العلية الخاقانية، على الحاج إبراهيم بن فتح الله، بموجب ما بيده من البراءتين الشريفتين المودع علمهما بالسجل المحفوظ، وقرره بهما الحاكم الشرعي المشار إليه، وأذِن له بمباشرتهما وتناول معلومهما أسوة من تقدَّمه على الرسم المعتاد، حضر الآن الحاج قاسم ابن الحاج ابن سعيد المغربي تصادقاً شرعياً، محرراً، معتبراً، مرعياً، على أن تشارك معه في تعاطي خدمة الوظيفتين المزبورتين. ومهما تحصل من ذلك من عُلُوفة التولية ورسوم المشيخة، يكون ذلك بينهما نصفين، مصادقة صحيحة شرعية جرت بينهما بالطوع والرضا حسبما تصادقا على ما فيه. ووقع الإشهاد عليه في اليوم العاشر من شهر ذي القعدة الحرام في شهور سنة 1088([96]).
وقد حدث بعد مدة أن تعدى أحد سكان طرابلس من غير المغاربى على وظيفة التولية على وقف المغاربة، ويدعى عبدي أغا بن أبدال، وكان يترجم المراسلات التركية بديوان المدينة. وبحكم اتصاله بالحكام، انتزع الوظيفة لنفسه دون وجه حق، وبقيت بيده حتى قُتل بيد والي طرابلس إبراهيم باشا بن إسماعيل باشا العظم في سنة 1143 هـ/ 1730 م بعد أن ثار الأهالي على الوالي وأعوانه لظلمهم، وبموت عبدي بن أبدال عادت الوظيفة إلى أصحابها المغاربة، كما أفادتنا وثيقة مؤرخة في أوائل شهر ربيع الثاني سنة 1144 هـ، ونصها الآتي:
قضية تقرير وظيفة
بمجلس الشرع الشريف المشار إليه، حضر فخر الفُضلا السيد إبراهيم أفندي بن المرحوم أحمد آغا، وقرر أن وظيفة التولية على وقف مسجد المغاربة، الكاين باطن طرابلس، المنسوب إلى المرحوم السيد عبد الواحد المغربي ـ نوَّر الله مرقده الشريف ـ كانت مقررة عليه سابقاً مع المشيخة على طائفة المغاربة السالكين في ربع المسجد، بموجب حجة شرعية وبراءة عالية شريفة، وأن عبدي أغا الترجمان بديوان طرابلس، طلب منه فراغها. فبانتسابه للحكام وتقدمه عندهم وقوة جرأته، لم يمكنه إلا الفراغ له عنها، ولم يقم بخدمة الوقف وتعطل مصالح المسجد ووهن بناء مسقفاته.
وأنه في السنة السابقة لما قتل، أخذه محلولاً عنه بموجب حجة شرعية. والآن فرغ عنها بالطوع والرضا، لكل من فخر الفضلا، محمد أفندي بن مفخر الفضلا عبد الحق([97]) أفندي، ولفخر الطلبة الشيخ مصطفى بن الحاج عبد اللطيف مكناسي([98]) زاده، فراغاً شرعياً. فالتمسا من الحاكم الشرعي المشار إليه أن يقررهما في الوظيفة المرموقة، وفي المشيخة. فقررهما بوجه الاشتراك مناصفة بينهما، وأذن لهما بمباشرة الوقف، من القيام أولاً بتعميره وبفرشه وبتنويره، وما فضل من غلته يقتصا منه معلوم الوظيفتين، أسوة من تقدمهما، ويدفعا مواجب أرباب الجهات، حسب المعتاد بقدر الفائض، سالكين بذلك تقوى الله تعالى في السر والإعلان، تقريراً وإذناً شرعيين، مقبولين منهما فبولاً شرعياً. التمسا بأن يسطر لهما بذلك صك شرعي. فسطر بالطلب، في أوائل شهر ربيع الثاني من شهور سنة أربع وأربعين ومائة وألف([99]).
شهود:
مولانا عبد الحق فخر الفضلاء عبد الرحمن مولانا كاتب أصله
أفندي زيد مجده أفندي مغربي زاده الشيخ محمد مقابله جي زاده
فخر المحررين محمد أفندي ا لسيد مصطفى
عربي كاتبي بن إسماعيل باشه
([1]) انظر: عبد اللام تدمري، مسند معاوية الأطرابلسي، دار الإيمان، طرابلس، ودار ابن حزم ـ بيروت، 1997.
([2]) انظر كتابنا: من حديث خيثمة الأطرابلسي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1980.
([3]) ابن الفرضي، تاريخ علماء الأندلس، ج 1، صص. 356 ـ 357؛ الضبي، بغية الملتمس، ص. 89؛ عمر بعد السلام تدمري، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت، 1984، ق 1، ج 4ـ ص, 241، رقم 1495، وفيه مصادر أخرى.
([4]) الحمدي، جذوة الاقتباس، صص. 234 ـ 235؛ ابن بشكوال، الصلة، ج 1، ص. 207؛ تاريخ دمشق، ج 21، صص. 312 ـ 313، رقم 2563؛ الموسوعة، ق 1، ج 2، صص. 290 ـ 291، رقم 631.
([5]) تاريخ علماء الأندلس، ج 1، ص. 278؛ تاريخ دمشق، 42، ص. 344 ـ 346؛ الموسوعة، ق 1، ج 3، صص. 142 ـ 143، رقم 819.
([6]) تاريخ علماء الأندلس، ج 1، ص. 54؛ الموسوعة، ق 1، ج 1، صص. 362 ـ 363، رقم 176 وفيه مصادر أخرى.
([7]) تاريخ علماء الأندلس، ج 1، ص. 385؛ الحميدي، جذوة الاقتباس، ص. 40؛ بغية الملتمس، ص. 49؛ الموسوعة، ق 1، ج 4، صص. 105 ـ 106، رقم 1312.
([8]) تاريخ علماء الأندلس، ص. 89؛ ابن السمعاني، الأنساب، ص. 444 أ؛ المقري، نفح الطيب، ج 2، ص. 342 و352؛ الموسوعة، ق 1، ج 4، صص. 211 ـ 213، رقم 1447.
([9]) ابن الأبار، التكملة لكتاب الصلة، طبعة الجزائر، 1919، ص. 163؛ نفح الطيب، ج 3، ص. 360؛ الموسوعة، ق 1، ج 1، صص. 233 ـ 234، رقم 32 وفيه مصادر أخرى.
([10]) تاريخ دمشق، ج 54، صص. 5 ـ 7؛ سبط ابن الجوزي، مرآت الزمان (مخطوط)، ج 11، ق 2، ص. 211؛ الأنساب، ص. 105 ب؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 6، ص. 37؛ الموسوعة، ق 1، ج 3، صص. 379 ـ 381، رقم 1151.
([11]) انظر عن ابن أبي كامل في: تاريخ بغداد، ج 1، ص. 411؛ والخطيب البغدادي، موضح أوهام الجمع والتفريق، ج 2، ص. 17؛ والكراجكي، التفصيل، ص. 7 و13 (طهران 1370)؛ وتاريخ دمشق، ص. 13، ص. 97؛ وابن القيسراني، الأنساب المتفقة، ص. 11؛ ومعجم البلدان، ج 2، ص. 190؛ وابن القرنسي، ذيل تاريخ دمشق، ص. 106؛ وابن نقطة، تكملة الإكمال، ج 3، ص. 559، رقم 3710؛ وابن الخطاب، المشيخة، ص. 252، والجزء الباقي من الفوائد المخرجة للسلمي (مخطوط بالظاهرية)، مجموع 80، وراقة 26 ب، 27 أ؛ نفح الطيب، ج 3، ص. 360؛ ابن الأبار، التكملة، ص. 599 (مدريد 1889)؛ ديوان عبد المحسن الصوري، ج 1، صص. 396 ـ 397؛ الموسوعة، ق 1، ج 2، ص. 146 ـ 150، رقم 486.
([12]) ابن بشكوال، الصلة، ج 2، ص. 480؛ الموسوعة، ق 1، ج 4، ص. 221، رقم 1464.
([13]) الصلة، ج 1، صص. 154 ـ 157؛ بغية الملتمس، ص. 270؛ فهرسة الإشبيلي، صص. 44 ـ 45؛ القاضي عياض، الغنية، ص. 106 و171 و187 و228 و280؛ مخلوف، شجرة النور الزكية، ص. 120؛ الموسوعة، ق 1، ج 2، صص. 67 ـ 74، رقم 385.
([14]) عمر عبد السلام تدمري، لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين، القسم الحضاري، دار الإيمان، طرابلس، 1994، صص. 238 ـ 239.
([15]) د. سيد عبد العزيز سالم، طرابلس الشام في التاريخ الإسلامي، ص. 387.
([16]) انظر عنه في كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية، القسم السياسي، ص. 165 وما بعدها.
([17]) انظر عنه: المرجع السابق، ص. 189 وما بعدها.
([18]) ابن الفرات، تاريخ الدول والملوك، مخطوطة فيينا، رقم 814، ورقة 38 أ، ب.
([19]) انظر عن سلطان بن منقذ في كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية... القسم الحضاري، صص. 245 ـ 246، وقد حشدت فيه مصادر كثبيرة لترجمته.
([20]) الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 19، صص. 480 ـ 481.
([21]) ابن منقذ، الاعتبار، صص. 208 ـ 209.
([22]) العماد الأصفهاني، خريدة القصر، قسم شعراء الشام، ج 1، ص. 573.
([23]) الخريدة، ج 1، ص. 76.
([24]) انظر عن ابن روح في : لبنان من السادة الفاطمية، القسم الحضاري، صص. 236 ـ 238، وفيه مصادر كثيرة لترجمته.
([25]) الذهبي، تاريخ الإسلام، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، المجلد 36 (حوادث 501 ـ 520 هـ)، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، 1994، ص. 449.
([26]) ذيل تاريخ دمشق، ص. 30.
([27]) لبنان من السيادة الفاطمية، القسم الحضاري، صص. 60 ـ 61.
([28]) المرجع نفسه، ص. 61.
([29]) المرجع نفسه، ص. 63.
([30]) المرجع نفسه، صص. 61 ـ 62.
([31]) المرجع نفسه، ص. 63.
([32]) ********s arméniens, vol. I, p. 18.
([33]) المصدر نفسه.
([34]) المرجع نفسه، ص. 86؛ تاريخ دمشق، مخطوطة التيمورية، 1041، 43/37.
([35]) ذيل تاريخ دمشق، ص. 86، تاريخ دمشق، مخطوطة التيمورية، 1041، 43/ 37.
([36]) ذيل تاريخ دمشق، ص. 86، تاريخ دمشق، مخطوطة التيمورية، 1041، 43/ 37
([37]) انظر سلسلة نسب بني عمار في كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية، القسم السياسي، صص. 150 ـ 151.
([38]) تاريخ الأنطاكي، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، طبعة جروس برس، طرابلس، 1989، ص. 374، وفيه مصادر أخرى.
([39]) راجع سلسلة النسب.
([40]) الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 3، ص. 105.
([41]) انظر سلسلة النسب.
([42]) انظر سلسلة النسب؛ وابن حجر، لسان الميزان، ج 2، ص. 267.
([43]) البغدادي، الفقيه والمتفقه، ج 1، ص. 39.
([44]) ابن العديم، الإنصاف والتحري، مخطوطة دار الكتب المصرية، 1085؛ تاريخ تيمور، ورقة 50.
([45]) راجع كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية، القسم الساسي، ص. 225 وما بعدها.
([46]) المرجع السابق، ص. 221 وما بعدها.
([47]) المقريزي، اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا، ج 3، ص. 78.
([48]) ناصر خسرو، سفر نامه، ص. 48.
([49]) اتعاظ الحنفا، ج 3، ص. 78 ـ 80.
([50]) أبو شامة، كتاب الروضتين في أخبار الدولتين، ج 1، ق 1، ص. 139.
([51]) عمر عبد السلام تدمري، لبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير، دار الإيمان، طرابلس، 1997، ص. 62.
([52]) النبهاني، جامع كرامات الأولياء، ج 2، ص. 173؛ الموسوعة، ق 2ن ج 3، ص. 17، رقم 692.
([53]) لبنان من السقوط بيد الصليبيين، ص. 368.
([54]) العيني، عقد الجمان، مخطوط، ج 21، ق 2، ص. 264.
([55]) المقريزي، السلوك، ج 1، ج 3، ص. 928.
([56]) ابن حجر، إنباء الغمر، ج 3، ص. 449؛ السخاوي، الضوء اللامع، ج 7، ص. 44.
([57]) سيرة الملك الظاهر بيبرس، صص. 126 ـ 129.
([58]) السيرة، ج 3، ص. 344.
([59]) إحسان جعفر، "أرواد درة البحر"، مجلة الفيصل، العدد 91، سنة 1984، ص. 24.
([60]) عمر عبد السلام تدمري، تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور (دولة المماليك)، طبعة المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1981، ص. 149.
([61]) السلامي، مختصر التورايخ، مخطوط، ورقة 415.
([62]) النويري السكندري، الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضية في واقعة الإسكندرية، مخطوط بدا الكتب المصرية، رقم 4193 تاريخ، ورقة 68.
([63]) تاريخ ابن قاضي شهبة (المصور بدار الكتب المصرية)، ج 4، ص. 155؛ السلوك، ج 3، ق 3، ص. 996.
([64]) انظر قائمة قضاة المالكية بطرابلس في: عمر عبد السلام تدمري، تاريخ طرابلس، عصر دولة المماليك، ص. 67.
([65]) تاريخ طرابلس السياسي والحضاري، ص. 67؛ الدرر الكامنة، ج 5، ص. 86.
([66]) راجع قائمة قضاة المالكية في تاريخ طرابلس، صص. 67 ـ 69.
([67]) انظر عن مدرسة سبط العطار في: عمر عبد السلام تدمري، تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر الممايك، طبعة دار البلاد، طرابلس، 1974، ص. 310.
([68]) العوامري وزميله، مهذب رحلة ابن بطوطة، صص. 52 ـ 53.
([69]) تاريخ طرابلس، صص. 465 ـ 466. وفيه مصادر كثيرة.
([70]) الذهبي، ذيل تاريخ الإسلام، ص. 125؛ موسوعة علماء السلمين، ق 2، ج 4، صص. 208 ـ 210، رقم 1220.
([71]) موسوعة علماء المسلمين، ق 2، ج 1، صص. 323 ـ 324، رقم 166، وفيه مصادر أخرى.
([72]) ذيل مرآة الزمان (المخطوط)، 2، ورقة 259 ب.
([73]) الموسوعة، ق 2، ج 1، صص. 284 ـ 285، رقم 109، وفيه مصادر ترجمته.
([74]) الموسوعة (المستدرك على القسم الثاني)، صص. 261 ـ 264، رقم 226؛ الضوء اللامع، ج 9، صص. 180 ـ 188، رقم 466.
([75]) عمر عبد السلام تدمري، آثار كرابلس الإسلامية، طبعة دار الإيمان، طرابلس، 1994، ص. 19 وما بعدها.
([76])
([77]) بناء الأمير سيف الدين طينال الحاجب الأشرقي سنة 736 هـ. (انظر عنه: عمر عبد السلام تدمري، تاريخ وآثار، مرجع مذكور، صص, 162 ـ 189).
([78]) تولى نيابة السلطنة بطرابلس من سنة 694 إلى 698 هـ، وتوفي ودفن بها بين قصره وحمامه، في محلة باب الحديد.
([79]) بناها سيف الدين الطواشي في عصر المماليك، وسط سوق الصناعة. (انظر: تاريخ وآثار، مرجع مذكور، ص. 287 وما بعدها).
([80]) يقع مسجد الحجيجية في وسط سوق النحاسين. (انظر عنه: تاريخ وآثار، مرجع مذكور، ص. 314 وما بعدها).
([81]) تاريخ طرابلس (عصر المماليك)، صص. 371 ـ 372، رقم 107؛ النابلسي، التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية، صص. 93 ـ 94.
([82]) بنى جامع السيد عبد الواحد سنة 705 هـ/ 1305 م. (انظر عنه: تاريخ وآثار، مرجع مذكور، ص. 155 وما بعدها).
([83]) تاريخ وآثار، مرجع مذكور، صص. 212 ـ 213.
([84]) ابن فصل الله العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، مصور بدار الكتب المصرية، رقم 2568؛ تاريخ، ج 2، ق 3، صص. 448 ـ 450.
([85]) J. Sauvager, « Notes sur les défenses de la marine de Tripoli », Bulletin du Musée de Beyrouth, N° II, Paris, 1938.
([86]) هو الأمير الكبير أتابك العساكر بالديار المصرية، توفي سنة 802 هـ/ 1400 م، وبرجه لا يزال قائماً حيث أقيم مبنى سكني فوقه، وكان يعرف قبل سنوات ببرج عز الدين.
([87]) تولى منكلي بغا الأحمدي نيابة السلطنة بطرابلس 4 مرات بين سنة 775 و782 هـ، حيث توفي. وذكر برجه بطرابلس غرس الدين الظاهري في: نيل الأمل في ذيل الدول، مخطوطة أكسفورد، ج 1، ورقة 249.
([88]) الشيخ محمد كامل الباب، طرابلس عبر التاريخ، بتحقيقنا مع الحاج فضل المقدم، طبعة جروس برس، طرابلس.
([89]) سجل المحكمة الشرعية بطرابلس، رقم 2، سنة 1079 هـ، ص. 104.
([90]) سجل المحكمة الشرعية بطرابلس، لسنة 1165 هـ، ص. 278.
([91]) سجل المحكمة الشرعية بطرابلس، رقم 27، ص. 265.
([92]) العسكر في بلاد الشام لنوفان حمود، صص. 30 ـ31، دفتر مالية مدورة لرئاسة الوزارة التركية لسنة 974 هـ/ 1566 م، صص. 77 ـ 83.
([93]) سجل المحكمة، ج 6، ص. 100.
([94]) سجل المحكمة، ج 34، ص. 152.
([95]) دفتر مالية لواء طرابلس الشام، رقم 68، لسنة 925 هـ/ 1519 م، محفوظ بالأرشيف العثماني برئاسة الوزراء، استنبول.
([96]) سجل المحكمة، ج 3، ص. 95.
([97]) هو عبد الحق المغربي الطرابلسي. ذكر المرادي في سلك الدرر، ج 4، ص. 250؛ وانظر: عمر عبد السلام تدمري، موسوعة علماء المسلمين، ق 3، ج 2، رقم 532 ، ص. 354.
([98]) تصحف في الأصل إلى "مكانسي".
([99]) سجل المحكمة، سنة 1144 هـ.