أمَّا (الدِّين)، فهو عند أصحاب النَّزعة الإنسانية: اتِّجاه أو موقف وليس بمضمون، فالشيوعيَّة والإلحاد تدخُل بذلك ضمن الأديان، ويرى (لامونت) أنَّ أيَّ دعوة منظمة تنظيمًا اجتماعيًّا تنجَح في كسْب وَلاء الناس وعواطفهم هي دِين، وعلى هذا الأساس تكون: كرة القدم، ونقابات العمال، والإجراءات السياسيَّة، والجيوش، والجمعيات الأدبيَّة، من ضروب النشاط الدِّيني[28].
وتقول النشرة الماسونيَّة في 15 ديسمبر 1866: "علينا نحن الماسون أنْ نتحرَّر من كلِّ اعتقاد بوجود الله".
وجاء في نشرة 1922 القول: "ستقوم الماسونيَّة مقام الدِّين، والمحافل مقام المعابد".
وجاء في نشرة الشرق الأعظم في فرنسا في يوليو 1856: "نحن الماسون لا يُمكِننا أنْ نتوقَّف عن الحرب بيننا وبين الأديان؛ لأنَّه لا مَناصَ من ظفرها أو ظفرنا، ولا بُدَّ من موتها أو موتنا، ولن نَرتاح إلا بعد إقفال جميع المعابد"[29].
أمَّا (سان سيمون)، فقد أوضَحنا أنَّه كان منذ طُفولته ميَّالاً إلى التحرُّر من شؤون الدِّين، وكان يرى أنَّ الدِّين ما هو إلا اختراعٌ قامت به الإنسانيَّة، والعلم عنده هو الذي يجبُ أنْ يكون دِيانةَ المستقبل، يقول سان سيمون في أحد كتاباته: "بالنسبة لكم أيها السادة الذين تعلَمون جيدًا كم باتَت العقائد القديمة خاليةً من القوَّة والحياة، باتَ لا مفرَّ من أنْ تَشعُروا بقوَّة الحاجة إلى عقيدةٍ عامَّة جديدة تنتَمِي إلى الحالة الراهنة للحضارة والمعارف".
وقال أيضًا في موضعٍ آخَر: "إنَّ الدِّين يُصابُ بالشيخوخة مثْل المؤسسات الأخرى، وهو مثْل المؤسسات الأخرى بحاجةٍ إلى أنْ يتجدَّد بعد فترةٍ من الزمن"[30].
ويظهر اتِّجاه سان سيمون المادي الإلحادي على النحو التالي:
1- يرى سان سيمون أنَّ الإنسان هو الذي اختَرَع الله مَدفوعًا بدوافع ماديَّة، وبعد أنْ تَمَّ له ذلك الاختراع اعتَقَد في أهميَّة نفسه، ويذهَبُ سان سيمون إلى أبعد من ذلك فيقول: "إنَّ فكرة الله[31] في الحقيقة فكرةٌ ماديَّة، وهي نتيجةٌ لدورة السائل العصبي في المخ".
2- اقتَرَح سان سيمون تكوينَ جمعيَّة من واحدٍ وعشرين عُضوًا لتمثيل الإرادة الإلهيَّة في هذا الكون.
ويقول سان سيمون: إنَّ الله يُحدِّثه ويُوحِي إليه بفكرة الديانة الجديدة - ديانة نيوتن - ويقول له: "إنَّ مجلس نيوتن سوف يُمثِّلني على الأرض"، فيقسم الإنسانيَّة إلى أربعة أقسام: (الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية)، وسوف يكون لكلِّ قسمٍ من هذه الأقسام مجلس على غِرار المجلس الرئيس، وسوف يرتَبِط كلُّ فرعٍ في العالم - مهما كان مَوطِنه - بأحدِ هذه الأقسام (الأوربية الغربية بالطبع)، وبالمجلس الرئيس، ومجلس القسم الذي يتبعه، وينتخب النساء في هذه المجالس على قدَم المساواة مع الرجال[32].
ومن المُضحِكات المُبكِيات أنْ يَعرِض رجال الاجتماع في بلادنا على طلابهم آراء سان سيمون بإدارة شؤون الإنسانيَّة وفقًا للجنسيَّات السالفة الذكر، بطريقةٍ تعكس مدى ضَحالة ونضب العقيدة فيهم، بالإضافة إلى السطحيَّة الشديدة في الفَهم.
هذا محمد الغريب عبدالكريم - أستاذ ورئيس قسمي الاجتماع وعلم النفس بجامعة أسيوط بمصر - بدلاً من أنْ يشرَحَ لطلاَّبه ما وَراء أفكار سان سيمون، نجدُه يحتجُّ على سان سيمون؛ لأنَّه تجاهَل أقدم شعوب الأرض، مثل: الشعب المصري، والهندي، والصيني... التي كانت يجب أنْ تُمثَّل في مجلس نيوتن الذي يُمثِّل الإرادة الإلهيَّة لإدارة شؤون الإنسانيَّة[33].
3- كتَب سان سيمون مشروعَ تأسيس موسوعة يدخل تحتها كل ما هو ليس (بدِيني)، وقال في هذا المشروع: "إنَّني أعتقدُ في الله الذي خلَق العالم وأخضَعَه لقانون الجاذبيَّة"، هذا (الإله) الذي يعتَقِد فيه سان سيمون ليس سوى مصطلح جديد للطبيعة في صُورتها المثاليَّة، أو كما يُعبِّر عنه بأنَّه: "النظام العظيم للأشياء"، وقد حدَّد رجال الاجتماع العرب (الله) عند سان سيمون بأنَّه إلهٌ مجرَّد لا شخصي، خالدٌ في الطبيعي، ومذهبه النهائي شكلٌ من أشكال وحدة الوجود.
وعن اتِّساق مفهوم سان سيمون عن الله مع مفهوم الماسونيَّة، يقول تلميذه الفيلسوف الاشتراكي الماسوني (برودون): "ليست الماسونيَّة سوى نكران جوهر الدين، وإنْ قال الماسون بوجود الله أرادوا به الطبيعة وقواها الماديَّة، أو جعَلُوا الإنسان والله كشيءٍ واحد"أو أو جعلوا الإنسان والله ككشئ واحد، ونتيجةً لهذا الإلحاد البيِّن؛ فقد صُودِرت مخطوطات مشروع إنشاء الموسوعة الجديدة، واتُّهِم سان سيمون بالتضليل وهدْم المبادئ الدِّينيَّة.
4- ارتَبَط هدْم سان سيمون للدِّين بهدْم الأخلاق القائمة على الدِّين، ودعا إلى أخلاق دنيويَّة تقومُ على العمل والتعامُل بمنأى عن كلِّ نزعةٍ روحيَّة أو سماويَّة؛ بمعنى: إعادة بناء الأخلاق على أسسٍ جديدة، يتمُّ عبرها الانتقالُ من الأخلاق السماويَّة إلى الأخلاق الأرضيَّة التي تَتلاءَم في تصوُّره مع التطوُّر الفكري والعلمي المعاصر، ويقرُّ رجال الاجتماع العرب بأنَّ الأخلاق عند سان سيمون مسألة دنيويَّة علمانيَّة أساسًا لا غاية لها فيما وَراء القضايا الزمنيَّة، وهدفها تحقيقُ أقصى قدرٍ من السعادة في الحياة.
5- بعد أنْ قضى سان سيمون على الدِّين والأخلاق القائمة عليه، أبرَزَ دور (الفن)، هذا السلاح الماسوني المهم، وقال: إنَّ الفن سيُسهِم في صِياغة الأخلاق القائمة في المجتمع، وسيُشكِّل المعتقدات والآراء والمشاعر.
أمَّا الموسيقا، فهي عند سان سيمون وسيلةٌ من وسائل التثقيف الخلفي، وقد حدَّد (ولمشهرست) في كتابه "معنى الماسونيَّة" علاقتها بالموسيقا قائلاً: "إنَّ الموسيقا ليست هي هذا النوع الوسيلي أو الذي يُعبَّر عنه بالصوت، إنها التطبيق الحيُّ لفلسفتنا، إنها توافق الحياة الإنسانيَّة بانسجامٍ مع الله، حتى تُصبِح الروح الشخصيَّة متَّحدة مع الله"[34].
6- أسَّس سان سيمون مذهب (الوضعية)، هذا المذهب الذي انخدَع به عُلَماء الأزهر في بلادنا، وكان أحد المَعاوِل المهمَّة التي قَضَتْ على دولة الخلافة الإسلاميَّة، يُمثِّل هذا المذهب مدرسةً قائمة بذاتها في علم الاجتماع.
وقد كان مذهبًا معروفًا في القرن السابع عشر والثامن عشر، ولكنَّه لم يكن معروفًا بهذا الاسم، يعني المذهبُ الوضعي عند سان سيمون تطبيقَ المبادئ العلميَّة على جميع الظواهر الطبيعية والإنسانية، وفهمها في ضوء هذه المبادئ مجرَّدةً من (الدين) تمامًا.
كان سان سيمون مقتنعًا بأنَّ المعرفة الأساسيَّة قد تطوَّرت عبر ثلاث مراحل، هي: المرحلة (اللاهوتية أو الدينية)؛ بمعنى: تفسير الظواهر تفسيرًا دينيًّا؛ أي: الرجوع إلى تحديد علَّة الظواهر إلى الإله، ثم تأتي المرحلة (الميتافيزيقية)؛ أي: ما وراء الطبيعة؛ وهي تمثِّل تطوُّرًا بسيطًا عن الحالة الأولى؛ كالاعتقاد في أنَّ النجوم تسيرُ في دَوائر؛ لأنَّ الدوائر هي أكمَلُ الأشياء، أو تفسير النموِّ في النبات بنِسبته إلى قُوَى الإنبات، وأخيرًا المرحلة (الوضعيَّة) التي تُفسِّر الظواهر بنسبتها إلى القوانين التي تحكُمُها، والأسباب المباشرة التي تُؤثِّر فيها، والاعتماد على الملاحظة والتجريب.
ووفقًا لهذا القانون أطاحَ سان سيمون بالدِّين بعيدًا، واعتبَرَه مرحلةً مضتْ تُعبِّر عن طُفولة الإنسانيَّة، ونظَر إلى العلم كإطارٍ محقَّق وصادق من المعتقدات الراسخة التي تَحلُّ محلَّ الدين، وأنَّه هو الذي سيُقدِّم بدلاً من الدِّين النَّظرةَ المترابطة والشاملة للكون بما فيه الوجود الإنساني على أساسٍ وضعيٍّ، وليس على أساسٍ ديني؛ ذلك لأنَّ المعرفة الإنسانية قد تجاوَزت مرحلةَ التفكير الديني والميتافيزيقي، وستحلُّ طبقة العُلَماء محلَّ ما يسمُّونه برجال الدِّين، وبهذا يكون العلم قد ورِث الدِّينَ إلى الأبد، وسيَفقد ما يسمَّى برجال الدِّين وذوي الخلفيَّات الدينيَّة تفوُّقَهم الثقافي، ويصبحون غير قادِرين على مُنافَسة المثقَّفين الثوريين العقلانيين الصاعِدين، الذين سيَقُودون المجتمعَ ويَهدِمون المجتمع القديم القائم على الدِّين[35].
العلوم الوضعيَّة عند سان سيمون سوف تتصدَّى لما يُسمِّيه بالنُّفوذ الرجعي للأديان، وهي التي سوف تُوفِّر الوسائل الضروريَّة التي تُساعِد على معرفة الطبيعة وإخضاعها.
الدِّين والتفكير العيني عند سان سيمون معرفة مزيَّفة تجبر العقولَ على طاعةٍ عَمياء؛ لهذا فإنَّ التربية الوضعيَّة عنده سوف تُوفِّر معرفة عقلانيَّة يمكن الهيمنة عليها، وربَط سان سيمون بين تقدُّم المعرفة الوضعية وتضاؤل استشارة مَن يسمِّيهم برجال الدِّين في أمور الدنيا، وبذلك يصبح الاتِّصال بالعلماء بطريق مباشر وغير مباشر هو الصورة الوحيدة للإدراك العلمي السليم.
يقرُّ رجال الاجتماع في بلادنا بتأثير هذه الفلسفة الوضعيَّة على بلادنا الإسلاميَّة؛ يقول طلعت عيسى: "هذا الاتِّجاه الفكري الذي نشَأ في فرنسا، وجَد طريقَه إلى الذيوع والنجاح في الشرق مهْد الفلسفات العريقة والفلسفة الإسلاميَّة التي تَقُوم على التوحيد".
والغريب في الأمر أنَّ هذه الفلسفة لم تَلقَ نجاحًا في فرنسا، بل لقيت نجاحًا في بلادنا، وبُنِي على دَعائِمها صرح دول وإمبراطوريَّات في الشرق الإسلامي، كما يقول طلعت عيسى.
أمَّا عن دور الفلسفة الوضعيَّة - أو الفلسفة الإثباتيَّة الإلحاديَّة كما يُسمِّيها الشيخ مصطفى صبري - في القضاء على دولة الخلافة الإسلامية، فيتحدَّث عنها رجال الاجتماع في بلادنا على النحو التالي:
"كانت فكرة الفصْل بين السلطتين الروحيَّة والزمنيَّة هي الدعامة التي تغلغلت على أطرافها الفلسفة الوضعيَّة في الشرق... استولى الخليفة العثماني على مقاليد الأمور باسم الدِّين، وكان بذلك يجمَعُ بين السُّلطتين الروحيَّة والزمنيَّة في الوقت نفسه، فكان حال العالم الإسلامي أشبه بأوربا في العصور الوسطى، وبالملك الذي يستمدُّ سلطته من الله رأسًا لا من الشعب؛ ولهذا وَجدت فكرةُ الفَصل بين السُّلطتين الزمنيَّة والروحيَّة طريقَها إلى قُلوب المسلمين، وكانت الشَّرارة الأولى التي سبَّبت فيما بعدُ إلغاء الخلافة وقِيام الثورة التركية في عام 1908".
كان هذا هو الدور غير المباشر للماسونيَّة في القَضاء على دولة الخلافة الإسلامية عبر الفلسفة الوضعيَّة في علم الاجتماع، أمَّا عن دور الماسونيَّة المباشر في القَضاء على الخلافة، فيَحكِيه السلطان عبدالحميد بنفسه قائلاً:
"إنَّني لم أتخلَّ عن الخلافة الإسلاميَّة لسببٍ ما، سوى بسبب المُضايَقة من رُؤَساء جمعيَّة الاتحاد المعروفة باسم (جون ترك) وتهديدهم، اضطرِرتُ وأُجبِرت على ترك الخلافة، إنَّ هؤلاء الاتِّحاديين قد أصرُّوا وأصرُّوا عليَّ بأنْ أُصادِق على تأسيس وطنٍ قومي لليهود في فلسطين، ورغم إصرارهم فلم أقبَل بصورةٍ قطعيَّة هذا التكليف، وأخيرًا وعَدُوا بتقديم 150 مليون ليرة إنجليزية ذهبًا، فرفضتُ هذا التكليف بصورةٍ قاطعة أيضًا"[36].
وجمعية الاتِّحاد والترقي هذه التي يتحدَّث عنها السلطان عبدالحميد، تأسَّست في بادئ الأمر في باريس على يد جماعةٍ من الشبان الأتراك، الذين تشبَّعوا بالأفكار الفرنسيَّة، وأمعَنُوا في دراسة الثورة الفرنسيَّة، كانت المحافل الماسونيَّة - وعلى الأخص المحفل الإيطالي في يلانيك - تُرحِّب بأعمال هذه الجمعيَّة، وتنتَصِر لها، وكانت جلساتها تُعقَد في غُرَفِ المحافل الماسونيَّة التي يستَحِيل على الجواسيس أنْ يصلوا إليها مهما بذلوا من جهد، وكان الكثيرون من أعضاء هذه المحافل مندَمِجين في جمعيَّة الاتحاد والترقِّي، وكان أعضاء هذه الجمعية ينتَفِعون بالأساليب الماسونيَّة في الاتِّصال بإسطنبول؛ بل في التقرُّب من القصر ذاته، وأخذت هذه الجمعية تعقد الجلسات السرية وتهيِّئ للثورة ضد الخلافة، وظلَّت كذلك حتى عام 1908؛ حيث قامت بالانقلاب واستولتْ على الحكم.
خلاصة ما سبق:
أنَّ الفيلسوف الفرنسي (سان سيمون) - ذلك الذي استندَتْ إليه مختلف اتِّجاهات علم الاجتماع - كان مرتبطًا برجال المال والمرابين اليهود، كان الغرب يَراه نبيَّ الرأسمالية، في نفس الوقت الذي كانت فقراتٌ كثيرةٌ من البَيان الشيوعي الذي أصدَرَه ماركس وإنجلز مستمدَّة من سان سيمون، دعا سان سيمون إلى إلغاء حق الملكيَّة، وحق الوراثة، وهي نفس بنود المشروع الماسوني الذي صاغَه آدم هوايت، مهَّدت الماسونيَّة وأشعلت الثورة الفرنسيَّة التي عايَشَها وعاصَرها سان سيمون، وكان أكثر الناس ولاءً وحماسًا لها، دعت الماسونيَّة إلى أنْ تحلَّ عِبادة الإنسانيَّة محلَّ عبادة الله، فكرَّس سان سيمون فِكرَه للدعوة إلى الإنسانيَّة، قضَت الماسونيَّة على الأخلاق بعد أنْ قضتْ على الدِّين، وركَّزت على الفن والموسيقا، فدعا سان سيمون إلى نزْع الدِّين من الأخلاق، ثم أعاد بناءَها على الفن والموسيقا، أسس سان سيمون مذهب (الوضعيَّة) الذي كان أحد مَعاوِل هدم الخلافة الإسلاميَّة، وهو نفس ما سعَتْ إليه الماسونيَّة التي كانت وَراء جمعية الاتِّحاد والترقِّي إلى أنْ سقطت الخلافة.
[1] محمود عودة، تاريخ علم الاجتماع، الجزء الأول، دار النهضة العربية، بيروت ص7.
[2] صابر طعيمة، الماسونية ذلك العالم المجهول، دار الجيل بيروت، 1986 ص11 ،12 ،121 ،141، 143، وانظر أيضًا:
E.l.Hawekins, free masonery in encyclopedia of religion and ethics,vol vi N,Y,1967.P.120.
[3] محمد طلعت عيسى، أتباع سان سيمون وفلسفتهم الاجتماعية وتطبيقها في مصر، رسائل جامعية، مطبوعات جامعة القاهرة، 1957 ص 31 ،33، 37، 41، وانظر أيضًا: بيار أنسار، سان سيمون؛ ترجمة: إبراهيم العريس، المؤسسة العربية للطباعة والنشر، 1979 ص8.
[4] جان لاكرو، أوجست كونت؛ ترجمة: منى النجار، بيروت 1977، ص20-21.
[5] يرفض برودون الأخْذ بالأديان، ويُؤكِّد أن الإنسان وُلِد ليعيش دون الاعتقاد في ديانة ما، تابع: طلعت عيسى ص10، 25.
[6] تابع: محمود عودة ص42.
[7] السيد الحسيني، نحو نظرية اجتماعية نقدية، دار النهضة العربية، بيروت 1985، ص172.
[8] تابع: صابر طعيمة ص399، 426.
[9] تابع: السيد الحسيني ص61.
[10] تابع: طلعت عيسى ص10، انظر أيضًا: هاينزموس، الفكر الاجتماعي؛ ترجمة: السيد الحسيني وجهينة سلطان، ص28.
[11] تابع: طلعت عيسى ص11، 56، 81.
[12] ز.أ.ليفين، الفكر الاجتماعي والسياسي الحديث؛ ترجمة: بشير السباعي، ابن خلدون، بيروت، الطبعة الأولى 1978 ص26.
[13] تابع: طلعت عيسى ص39.
[14] تابع: طعيمة ص428-429.
[15]تابع: طلعت عيسى ص94-95.
[16] تابع: طعيمة ص424-425.
[17] J.F.Normano,Saint Aimon And America,Social Forces,oct.1932 PP.8-14.
[18] تابع: طعيمة ص421-424.
[19] تابع: Normano P.9.
[20] انظر: طعيمة ص428، وأيضًا: جواد رفعت اتلخانة، أسرار الماسونية؛ ترجمة: نور الدين الواعظ وسليمان القابلي، مدرسة دار العلوم، قطر ص28.
[21] تابع: محمود عودة ص46.
[22] من أبرَزِ المؤسَّسات الدوليَّة المتغلغِلة في عالَمنا الإسلامي الداعية للنَّزعة الإنسانيَّة (منظمة اليونسكو)، جاء في البيان المشترك لمجموعة الخبراء العشرة المجتمِعين بدعوة من اليونسكو ما نصُّه: "وهذا المجتمع يجبُ أنْ يَأخُذ صورة نزعة إنسانيَّة جديدة، يتحقَّق فيها الشُّمول بالاعتِراف بقِيَمٍ مشتركة تحت شعار تنوُّع الثقافات... إنَّ منظمةً دوليَّة مثل منظمة اليونسكو قادرةٌ على أنْ تدعو جميع قُوَى التربية والعلم والثقافة إلى تكوين نزعةٍ إنسانيَّةٍ كهذه... إنَّ قيام تفاهُم دولي ونزعة إنسانيَّة جديدة هو من جهةٍ ضروريٌّ لنَجاح العلاقات السياسيَّة، كما أنَّ هذا التفاهُم وهذه النَّزعة الإنسانيَّة الجديدة هما من جِهة أخرى عُنصران مهمَّان في مُواصَلة السعي إلى المعرفة"، انظر: أصالة الثقافات ودورها في التفاهم الدولي؛ ترجمة: حافظ الجمالي، دار الفكر العربي، القاهرة 1963 ص426.
ويقول (رينيه ماهو) - المدير العام الفرنسي الأسبق لليونسكو، والذي رافَقَها منذ عام 1946 -: "لقد خطَّط اليونسكو أنْ يُحقِّق هدفًا سياسيًّا مقصودًا، إنها لا تعمَل لمجرَّد تطوير التربية والعلم والثقافة بحدِّ ذاتها... إنَّ منظمة اليونسكو قد مكَّنت رجال يومنا ونساءه من أنْ يظهروا الأمل بصورةٍ كافية إيمانهم بأنَّ الإنسانيَّة واحدة"، ويقول في موضعٍ آخَر: "اليونسكو هي عن قصدٍ منظمة (علمانيَّة) تمامًا، ليس فقط في تركيبها، وإنما أيضًا بمجرَّد مفهومها؛ ولهذا فإنَّ علاقتها بالسلطات الدِّينية علاقة (شك وتحفُّظ)، إلاَّ أنَّه من المُلاحَظ أنَّ هذه العلاقة تتحوَّل مع الصليبيَّة إلى علاقة فهْم متبادَل؛ (بحجة) مساعدة الدول النامية.
وتجمع اليونسكو والصليبية - باعتراف (رينيه ماهو) نفسه - وحدة غرض تحت ادِّعاء (مصير الإنسان على الأرض)"؛ انظر: عزيز الحاج، اليونسكو، 1975 ص129.
ويذكر جَواد اتلخانة أنَّ مُدِيري شُعبة التعليم والثقافة في اليونسكو من اليهود مثل (سومرفيلد) و(جي إيزنهارد)، ويُدِير شُعبة الثقافة العالميَّة اليهوديُّ (ويلكسر)، والاستعلامات اليهودي (كايلن)، والميزانيَّة اليهودي (ويتز)، والهويَّة اليهودي (سبيكي)، والسياحة اليهودي (إيرامسكي)، والتعيين اليهودي (ويرسل)، انظر: جواد اتلخانة، مرجع سابق ص50، انظر كذلك: مفتريات اليونسكو على الإسلام؛ لمحمد عبدالله السمان.
[23] تابع: Hawkins P.120
[24] James Carter, free masonery, in the world book encyclopedia, vol3, childercraft int.inc.P.208
[25] تابع: طعيمة ص415.
[26] W.L.Wilmahurst,The meaning Of Masonery,Bell publishing.Com.N.Y.1980.P.71
[27] ر.م. ماكيفر، تشارلز بيج، المجتمع؛ ترجمة: علي عيسى، مؤسسة فرانكلين، مكتبة النهضة المصرية، الجزء الأول ص343-344.
[28] هنتر، ميد، الفلسفة، أنواعها ومشكلاتها؛ ترجمة: فؤاد زكريا، القاهرة ص395 وما بعدها.
[29] تابع: طعيمة ص139-140.
[30] تابع: بيار انسار ص128.
[31] يعتقد الكثيرون - ولا سيما في العالم الغربي - بالله ويؤمنون به، لكنَّ اعتقادهم وإيمانهم مبنيٌّ على أنَّ الله (فكرة) وليس بحقيقة، ويرى هؤلاء أنَّ الإيمان بوجود إلهٍ إيمانٌ بوجود فكرة الإلهيَّة، وهي فكرةٌ يقولون: إنها جميلة؛ لأنَّه ما دام الإنسان يتخيَّلها ويعتَقِد فيها، فهو يبتَعِد عن الشرِّ ويقترب من الخير؛ لهذا يَسهُل أنْ يجرَّ هؤلاء الناس إلى الإلحاد والارتداد عن الإيمان بمجرَّد أنْ يبدأ العقل في التفكير في لمس وُجود هذه الفِكرة، فإذا لم يلمس وجودها كَفَرَ بالله وألْحَدَ، والإيمان بالله كفكرةٍ وليس كحقيقة يستَتْبع أنْ يكون الخير والشر فكرةً أيضًا وليس بحقيقةٍ، وقد سار بعض رجال الاجتماع في بلادنا على هذا المنوال فنظَرُوا إلى (الدِّين) على أنَّه ظاهرةٌ، وإلى (الله) على أنَّه فكرة، والصواب أنَّ الله حقيقةٌ وليس بفكرة، وله وجودٌ ملموس ومحسوس، وإنْ كان يستحيل إدراك ذاته.
[32] تابع: طلعت عيسى ص36، 44-45.
[33] محمد الغريب عبدالكريم، نظرية علم الاجتماع المعاصر، المكتب الجامعي الحديث ص72.
[34] تابع Wilmshurst 189.
[35] يقوم المثقفون في عالمنا الإسلامي اليوم بنفس الدور الذي ألقاه على عاتقهم سان سيمون، وما درجات الماجستير والدكتوراه إلاَّ أساليبٌ مرسومةٌ ومخطَّطة ليستَمِع الناس إلى ما يقوله أصحابها، وما يُفتُون به، فيحلُّون بذلك محلَّ علماء الدِّين، ولكن على أساسٍ وضعي، وليس على أساس الكتاب والسنَّة، وهذا هو عين ما حدَث حينما تَمَّ القضاء على المحاكم الشرعية والقُضاة الشرعيين بإحلال رجال القانون والمحاكم المدنيَّة محلهم، انظر أيضًا: طلعت عيسى ص43، 48-53.
[36] انظر: انسار بيار ص 65، وطلعت عيسى ص 113، 114، 126 وطعيمة ص436.